بوابة الثانوية العامة المصرية - مواهب المعلمين الجدد

كلامك جميل جدا__انا عن نفسى معنديش اى مواهب
لكن ده مقال للدكتور/محمد اسماعيل على

لم تكن اشراقه الشمس طويله‏,‏ فما كادت تلقي بوهجها الدافيء حتي خلتها وقد احتجبت خلف سحابات لا اعرف من اين جاءت وبدلا من سريان الدفء في الروح والبدن اراني وقد اعتراني ارتجاف وارتعاش؟ اهوي الي بئر الصقيع والعدم هنالك ارنو وحدي الي من يمد لي يده‏,‏ تبت يده‏!!‏ تركني اهوي وكان الامر لايعنيه‏!!..‏ نعم هو لايعينه‏!!‏
لكن مازلت اتعلق بجبال الرجاء والامل‏..‏ ما العمل‏!‏ تراني قد اسرفت في المني وحشوت بالخيال كل ما اتمناه؟ ام اني كنت في قلب ذلك الحلم الصاعق‏..‏ حلم اليقظه المتوهج؟‏!‏ هو لم يقطع صلته بي‏..‏ كلا ولا صدني عن سبيله‏..‏ انما فتح الابواب ثم دلف‏..‏ وتبعته لا اعرف الي اين‏!!‏ هو لم يلتفت الي ولا تحدث او سال؟ انما كان يجيب باقتضاب‏..‏ والهاجس يعبث في خاطري بارتياب‏!!‏ لماذا لم يوصد ابوابه في وجهي‏..‏ ولماذا اشرق ثم افل؟‏!‏ ما الذي اعيش فيه منذ ان خلته يشرق ملثما الشمس في قلب الشتاء‏!‏؟ فاحسست ان قلبه يراود قلبي عن نفسه؟ وان ارتعاشات المني جعلت قلبي طائرا ذبيحا يترنح ليحيا من جديد؟ كان يعرف ويدرك ما اعنيه‏,‏ وكان يتصفح عيوني وقد هاتفته من عمق القلب كثيرا وطويلا لم يرد لي خاطرا ولاحاول ان يوقف جريان النهر؟ انما كان يبدو لي سعيدا؟ يتكلم بالصمت؟ عن مكنون للقلب كنت استشعره‏!‏ صحيح انه لم يصرح لي بحبه‏..‏ ولانطق بالكلمه‏..‏ انما كنت استشف من كلامه قولا لمشاعري‏..‏ وارتياحا اشعرني بانه يبادلني نفس الاحساس‏.‏
كتبت له اشرح صبابتي‏..‏ واجثو امام اعتاب قلبه‏..‏ وترقبت رده علي رسالتي‏..‏ فلما طال بي الانتظار‏..‏ وعز علي الاصطبار‏..‏ تسللت مره بعد اخري الي هاتفه لعلي اجده‏,‏ لكن لم اسمع سوي صدي الرنين والقلب يمزقه الانين ويطفو به الحنين‏..‏ ولقد تزايدت لواعج القلب‏..‏ وعذبتني مهجتي في وحدتي‏..!!‏ فاستغثت لصديق له يعرفه‏..‏ اريد ان اطمئن عليه‏..‏ واتمني لو يتصل بي‏!!‏ لكنه لم يتصل‏..‏ هل ينفصل‏!!‏ماذا جري‏!‏؟ اهاتفه والشوق يطرح القلب علي الشوك‏..‏ يفاجئني صوته الحبيب‏..‏ هو اذن بخير‏...!!‏ هاجني الشوق وذوبتني مشاعري‏..‏ وخواطري كنت اريد ان اضمه الي صدري‏..‏ وهج عمري‏..‏ ومنتهي صبري‏..!!‏ لكنه بدا كمن يريد استعجال النهايه‏..‏ ولمحت في صوته نبره عدم اكتراث‏..‏ وكلمات يتعثر خروجها وتتعثر حروفها بين شفتيه‏..‏ لم يكن هناك وقت لعتاب او لكلام غير انني ابثه شوقي ولم يكن منه اي رد غير انه يشكرني‏!!‏ فتور في الصوت وفتور في الوهج‏!!‏ كانما شعله الاندهاش في الحب تخبو وتحتضر‏..‏ وكانما القلب وقد عصفت به ريح في مهبها وتراءت امامي بوادر البعاد‏..‏ ام بوادر الخيانه لاشيء يهم‏..‏ المهم انه يبتعد والقلب يرتعد‏..!!‏ فلما كان ذلك اطرقت راسي واسدلت جفني واطلقت دمعي‏..‏ وثمه سوال يحيرني طويلا وكثيرا‏..‏ والذي حدث‏!!‏ ايقنت انني لابد وقد وقعت في اسر الوهم او الخيال‏!!‏ وانا اعرف ان الوهم‏(‏ اختلاق‏)‏ واصطناع‏,‏ وان الخيال‏(‏ تزيد‏)‏ وافراط من موجود‏!!‏ فهل كنت اعيش في وهم الحب؟ ام اني تخيلته‏!!‏؟ في وحدتي‏,‏ تاكدت اني لم اختلق ولم اصطنع غير موجود‏!!‏ لكني كنت افرط في المني واتزيد في الامل‏!!‏ غمست كل كلماته في الحب‏..‏ وترجمت كل عباراته الي لغه الحب‏..‏ وما كان يحب ولا كان يحوم حول نطاقه‏!!‏ كنت اضيف الي كل كلمه منه معني اتخيله خفيا متواريا مستترا‏!!‏ وكنت اضيف الي تصرفاته كثيرا من معاني الحب والاتجاه نحو قلبي‏!!‏ تبلورت مشاعري حول عباره مجامله منه‏..‏ ونفخت فيها من روحي وقلبي‏,‏ حتي صيرتها حبا مكنونا في الفواد‏!!‏ كنت اسيره الخيال اذن‏!!‏ لم يخدعني‏,‏ ولا خانني‏..‏ لكني وجدت نفسي غارقه في بحر الحب‏,‏ بعد ان جمح بي خيالي واغرقني في بحربلا قرار‏.‏ وداهمني احساس بانني قد هزمت نفسي بنفسي‏,‏ وانني كنت احارب طواحين الهواء‏.‏ لكن يباغتني بين الحين والحين‏,‏ سوال يحيرني‏..‏ لماذا وقد لمح في عيني وتذوق في كلمات طعم الحب‏..‏ لماذا لم ينبهني؟‏!‏ لماذا اوي الي صمت يعصمه من مشقه التصريح؟‏!‏ لماذا ركن الي ما شعر به من حب يملا قلبي ولاذ باسكوت‏!‏؟ ‏صديقتي المجريه تقول‏:‏ ان الرجال يسعدهم ان تحبهم النساء‏..‏ لكنهم حين لايبادلوهن الحب لا يصارحونهن بذلك‏!!‏ انهم يستمتعون بعذاب المراه من اجلهم؟ ويرون في تمتعهم بحب النساء تعظيما للذات‏..‏ وليس هناك رجل يصارح مراه بانه لايبادلها الحب حتي ولو كان يكرهها‏!!‏ وحين اسالها لماذا اذن كان يسال عني اذا تاخرت عن مهاتفته‏!!‏ ولماذا يعاتبني ان انا توانيت عن لقائه‏!‏؟ اليس ذلك دليلا علي احتياجه لي‏..!!‏ تبتسم صديقتي المجريه وتقول‏..‏ حين يمتلك الرجل قلب امراه‏..‏ يبدو كمن قد امتلك كنزا‏..‏ او ثروه كبيره‏..‏ وهو يسعي دائما للحفاظ علي هذا الكنز الذي قدم اليه طواعيه ودون جهد منه‏,‏ وهو في سبيل الحفاظ عليه يبدي اهتماما بصاحبته‏..‏ يسال عنها اذا غابت ويقلق اذا توانت‏..‏ لا لانه يعبر بذلك عن حبه لها‏..‏ ولكنه يعبر بذلك عن قلقه علي حبها له‏!‏ هو يريد بين حين واخر ان يتاكذ من انها لاتزال تحبه‏..!!‏ وهي تعتقد ان هذا الاهتمام يفصح عن حبه لها‏!!‏ ولاشيء يثني الرجل في مثل هذه الاحوال عن بضع كلمات عن الحب وعن الشوق‏!!‏ وكانه يثير لديها الشعور بانه يحبها‏..‏؟ فتزداد حبا له‏!!‏ هو يشعل النيران ويقدم لهب الشوق عندها‏,‏ بكل وسائل الصائد الماهر‏,‏ وهو يبدو كمن يجب ان يتعلم لغه المحبين ويتصرف تصرفات المحبين‏..‏ فهو محب‏.‏ لكن لمن؟ ولماذا؟ يحب لنفسه‏!!‏ يجب ان يبقي محبوبا‏!!‏ وانا معك في ان كل الرجال ليسوا كذلك‏..‏ لكن اغلب الرجال هم كذلك‏..‏ ربما كان في حديث صديقتي شيء من الصحه‏.‏ او ربما كان كلامها كله صحيحا‏..‏ لكن الصحيح ايضا انني قد احببته وانني استضات بنور حبه‏..‏ وسواء كان ما عشت فيه وهما او تخيلا‏,‏ فاني اعاني مما جري لي‏..‏ اشعر باني اذبح ببطء وبان برود الكلمات لديه‏,‏ خناجر من صقيع‏!!‏ انا لا استطيع ان انسي يوم اشرق من الغيب علي‏..‏ في يده ورود حمراء‏..‏ وفي عينه بريق مثير‏..‏ يومها كنت كمن مسه تيار كهربائي مفاجيء ولم يكن هو احسن من رايت ولا احسن من سمعت‏,‏ فكان شيئا غامضا جذبني اليه كمن ينجذب بقوه المغناطيس‏,‏ شعرت يومها بان روحي قد بعثت من جديد وانني قد ولدت مولدا اخر‏,‏ وان دفء الشمس وقد اشرقت اخذ في البدن مسراه‏..‏ وفي الروح مجراه‏.‏ ولم يكن ذلك كله الا وميضا مثل وميض البرق الخاطف‏..‏ انار واضاء رغم اشتداده وانطفا‏..!!‏ ومع اني في وضح النهار فاني اعيش ليلا داكن السواد‏!!‏ ربما يكون ليلا اسدل ستائر علي القلب فغشاه ما غشاه‏..‏ وربما تكون الشمس قد انطفات والروح قد اكفات فتعثرت وتبعثرت‏!!‏ ذهب النهار وتوهتني اهاجير الوحشه‏..‏ لا صوت الا صوت الانكسار‏..‏ سكت اللسان وعجز البيان‏..‏ وعدت مره اخري اسائل نفسي الحيري‏..‏وماذا بعدما احبيتك كل هذا الحب‏..!‏؟
نقطه عطر .. يا لهفي عليك‏..‏ بل علي نفسي‏!!‏ ها هو السكون الموحش‏...‏ نفس السكون‏!!‏ لكن صخب الشوق‏..‏ وضجيج الامنيات يقطع السكون‏..‏ تراني القاك مره اخري‏!‏؟ هل ستنطلق انت هذه المره؟ مثل رصاصه اطلقها الزمان في صدر البعاد‏!‏؟ هل اراك مره اخري‏..‏ يا توام الروح‏..‏ وجها لوجه‏!‏؟ ويا ايتها الغيمات القادمات علي اجنحه الانتظار‏..‏ اتراك تذرفين دموع الوصال بعد طوال اغتراب ام توارين القلب في التراب‏!!