بوابة الثانوية العامة المصرية

اقفُ امام خزانة ملابسي ،امسكُ بقبضتها !!

افتحُها !

قد يُخيل للناظر داخلها أنه أمام خزانة كتبٍ قديمة ! لا ملابس !!

لا عجب !

فجزءٌ كبير من تلك الخزانة تحتله دفاتر ومذكرات ، قصاصات ورسائل مرتبة ومبعثرة ..

اقلب في تلك الاشياء بشوق لتلك الايام ..

وفجأة !!

دفتر صغير مختلف عن باقي أقرانه يشدُ انتباهي ..

أهمُ بِفتحه فيسقط منديل ورقي .. اترك الدفتر واحتضن المنديل في يديّ وتمنيته لو كان بين جنبات قلبي !!

ذاك المنديلُ البالي يحتضن بين اوراقِه أغلى هدية امتلكُها ..

تعود الذكرى لِما قبل اربعة سنوات ..

صديقة جديدة اتعرف عليها .. تتوطد علاقتنا بشكل متسارع

اعجب له بل عجبت له .. فأنا وبالرغم من علاقاتي الإجتماعية المتعددة إلا انها في الغالب سطحية عابرة !

تمضي الايام ..

ويأتي يوم في وقت انصرافنا للمنزل

تتقدم مني حاملة زهرة !!

نعم زهرة !

نوع من الزهر ينمو في حديقة مدرستنا تقدمها لي بابتسامة رقيقة

- شكراً حبيبتي !

ورحلت ..

تتضاحك البنات من حولي ، تركض خلفي فتاة تصر على اخذ زهرتي مني !

اركض بدوري وانا احتضنها بين يديّ

تصرخ : كلها زهرة والعديد منها موجود !

اخرى تقول : كم هي صغيرة لا رائحة فيها ولا لون نضِر !

اصم اذنيّ عن اي كلام فالبرغم من صحة الكلام الا انني اراها أجمل الزهرات !!

اصل بيتنا اضعُها في كوب من الماء .. أخشى عليها الذبول

الا انها بدأت تذبل بحلول المساء !!

أكانت اشارة لي وانا لم أفهمها !

ام فهمتها وادعيت عدم الفهم !

لا ادري ..

فانا لم استسلم فقررت حفظها بأي وسيلة وأي ثمن ..

اخرجها من الماء اجففها و ألُفُها في منديلٍ ورقي ..

و لم أنسى ان انقش حروف اسمها الجميل عليه تماماً مثلما حُفرت في عُمق قلبي ..

لكني لم اعلم ان حتى تلك المحاولات البائسة لن تغير من المستقبل شيء

فبعد الحادثة بسنة .. اشد الرحال عائدة لوطني !

يصيبُني حزنٌ شديد وألمٌ أشد ..

احاول بفشل التماسك لأجلها .. لاتخافي .. لا تقلقي .. سنكون على اتصال دائم

وجاء اليوم فودعتها و أنا اخفي دموعي عنها

لكن حدث ماكنت اخشاه !

نسيتني !! ولم أصبح سوى ماضٍ وانتهى

لم ادري ما حلّ في غيابي .. لكن علمت أن من تركتُها لم تعد موجودة !

أصبحت شخص آخر !!

وفي ليلة

قسوت عليها .. رُبما

لكن كان من أجلها

ومنذ تلك الليلة لم أعد اراها ، لم أعد اسمعها ولم اعد اتلقى اخبارها !

وحتى يوم ميلادي نسيته !!

اه افتقدك صديقتي

او يا من كنتِ صديقتي !

.
.
.