عبدالرحمن محمد فؤاد |
15-03-2013 02:05 PM |
الضمير (5)
إن ضمير الإنسان إذا لم يكن موصولاً بربه فإنه سيأتي يومٌ ويعرض ذلك الضمير للبيع في سوق الحياة بثمنٍ بخسٍ ؛ وعندما يباع الضمير ستجد الراعي الذي يخون رعيته؛ وستجد الموظف المرتشي ؛ وستجد المعلم الذي يقصر في واجبه وستجد الداعي الذي يهمل في دعوته ؛ وستجد القاضي الذي يظلم في حكمه ؛ وستجد الرجل الذي يضيع بيته وأولاده وستجد المرأة التي تفرط في عفتها وواجباتها ؛ وستجد التاجر الذي يغش ويحتكر في تجارته ؛ وستجد الصاحب والصديق الذي ائتمنته على مالك أوعرضك قد خان الأمانة ؛ وستجد شاهداً قد زور شهادته ؛ و ستجد الطبيب الذي يهمل في علاج مرضاه.. بل ستجد من يخون أمته ويبيع وطنه ويدمر مجتمعه ومن هنا يختل واقع الحياة و يضيع مصير الإنسان.. ذلك عندما يُباع الضمير ويكون الإنسان عبدا لشهواته وأطماعه فقد خسر البيع وما ربح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة، إن أعطي رضي، وإن لم يعطَ سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش، طوبى لعبدٍ آخذٍ بعنان فرسه في سبيل الله! أشعث رأسه مغبرة قدماه! إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، إن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع}البخاري
|