![]() |
وصية لاجئ
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمات تتمثل فيها مشاعر الغضب ، الحسرة والثورة ... كلمات بسيطة ، الأثر عميقة ، كلمات لشاعر قيل أنه لو طال عمره لأصبح أمير الشعراء فلقد توفي أثناء دراسته في الجامعة للسنة الثانية ............. لن أطيل عليكم وأدعكم مع كلمات الشاعر هاشم الرفاعي وصية لاجئ أنا يا بُنيَّ غدا سيطوينـي الغسـق لم يبق من ظل الحياة سوى رمـق وحطام قلب عاش مشبـوبَ القلـق قد أشرق المصباح يومـا واحتـرق جفَّـت بـه آمالـه حتـى اختنـق .. فإذا نفضت غبار قبري عـن يـدك ومضيت تلتمس الطريق إلى غـدك .. فاذكر وصية والد تحـت التـراب سلبـوه آمـال الكهولـة والشبـاب * * * مأساتنـا مأسـاة شعـب أبريـاء وحكاية يغلـي بأسطرهـا الشقـاء حملت إلى الآفـاق رائحـة الدمـاء أنا ما اعتديت ولا ادخرتك لاعتداء .. لكـن لـثـأر نبـعـه دام هـنـا بين الضلوع جعلتـه كـل المنـى .. وصبغت أحلامي به فوق الهضـاب وظمئت عمري ثم مت بلا شـراب * * * كانت لنـا دار وكـان لنـا وطـن ألقت بـه أيـدي الخيانـة للمحـن وبذلـت فـي إنقـاذه أغلـى ثمـن بيدي دفنت أخـاك فيه بـلا كفـن إلا الدماء ومـا ألـم بـي الوهـن .. إن كنت يوما قـد سكبـت الأدمعـا فلأننـي حمِّلـت فقدهـمـا مـعـا .. جرحان في جنبي ثكـل واغتـراب ولد أُضِيع وبلـدة رهـن العـذاب * * * تلك الربوع هناك قد عرفتك طفـلا يجني السنا والزهر حين يجوب حقلا فاضت عليك رياضها ماء وظـلا واليوم قد دهمت لك الأحداث أهـلا ومروجك الخضراء تحني الهام ذلا .. هم أخرجوك فعد إلى من أخرجـوك فهناك أرض كان يزرعهـا أبـوك .. قد ذقت من أثمارها الشهـدَ المـذاب فـإلامَ تتركهـا لألسنـة الحـراب * * * حيفا تئن أما سمعـت أنيـن حيفـا وشممت عن بعد شذى الليمون صيفا تبكي إذا لمحت وراء الأفْـق طيفـا سألته عن يوم الخلاص متى وكيفـا هي لا تريدك أن تعيش العمر ضيفا .. فوراءك الأرض التي غذت صباك وتود يوما فـي شبابـك أن تـراك .. لم تنسها إيـاك اهـوال المصـاب ترنو ولكن مـلء نظرتهـا عتـاب * * * إن جئتها يوما وفي يـدك السـلاح وطلعت بين ربوعها مثل الصبـاح فاهتف سلي سمع الروابي والبطـاح أنِّي أنا الأمس الذي ضمََدَ الجـراح لبيك يا وطني العزيـز المستبـاح .. أولستَ تذكرنـي أنـا ذاك الغـلام من أحرقوا مأواه في جنـح الظـلام .. بلهيب نار حولها رقـص الذئـاب لفَّت صبـاه بالدخـان وبالضبـاب * * * سيحدثونك يـا بُنـيَّ عـن السـلام إياك أن تصغي إلـى هـذا الكـلام كالطفل يخدع بالمنـى حتـى ينـام لا سِلمَ أو يجلو عن الوجه الرغـام صدقتهـم يومـا فآوتنـي الخيـام .. وغدا طعامي من نـوال المحسنيـن يلقى إلي .. إلى الجيـاع اللاجئيـن .. فسلامهـم مكـر وأمنهـمُ سـراب نشر الدمار على بلادك والخـراب * * * لا تبكينَّ فما بكـت عيـن الجنـاة هي قصة الطغيان من فجر الحيـاة فارجع إلى بلد كنوز أبـي حصـاه قد كنت أرجو أن أموت على ثـراه أمل ذوى ما كان لـي أمـل سـواه .. فإذا نفضت غبار قبري عـن يـدك ومضيت تلتمس الطريق إلى غـدك .. فاذكر وصية والد تحـت التـراب سلبـوه آمـال الكهولـة والشبـاب تلك وصية والد لولده .... وأعدكم بأخرى وهي رسالة ولد لوالده |
تسلم ايدك يامحمد
وتمام انها في الركن الادبي كدا شكرا لمجهودك ياباشا ويارب نفوق شوية من الكلام ده والله الواحد بقى مخنوق |
كما قلت ها هى رسالة ابن لأبيه
رسالة فى ليلة التنفيذ والحبلُ والجلادُ ينتظراني أبتاه ماذا قد يخطُّ بناني مَقْرورَةٍ صَخْرِيَّةِ الجُدْرانِ هذا الكتابُ إليكَ مِنْ زَنْزانَةٍ وأُحِسُّ أنَّ ظـلامَها أكفاني لَمْ تَبْقَ إلاَّ ليلةٌ أحْيا بِها هـذا وتَحمِلُ بعدَها جُثماني سَتَمُرُّ يا أبتاهُ لستُ أشكُّ في والذكرياتُ تَمورُ في وِجْداني الليلُ مِنْ حَولي هُدوءٌ قاتِلٌ في بِضْـعِ آياتٍ مِنَ القُرآنِ وَيَهُدُّني أَلمي فأنْشُدُ راحَتي دَبَّ الخُشوعُ بها فَهَزَّ كَياني والنَّفْسُ بينَ جوانِحي شفَّافةٌ إلاَّ أخيراً لـذَّةَ الإيمـانِ قَدْ عِشْتُ أُومِنُ بالإلهِ ولم أَذُقْ عَبَثَتْ بِهِـنَّ أَصابعُ السَّجَّانِ والصَّمتُ يقطعُهُ رَنينُ سَلاسِلٍ يرنو إليَّ بمقلتيْ شيــطانِ مـا بَيْنَ آوِنةٍ تَمُرُّ وأختها وَيَعُودُ في أَمْنٍ إلى الدَّوَرَانِ مِنْ كُوَّةٍ بِالبابِ يَرْقُبُ صَيْدَهُ ماذا جَنَى فَتَمَسُّه أَضْغاني أَنا لا أُحِسُّ بِأيِّ حِقْدٍ نَحْوَهُ لم يَبْدُ في ظَمَأٍ إلى العُدوانِ هُوَ طيِّبُ الأخلاقِ مثلُكَ يا أبي ذاقَ العَيالُ مَرارةَ الحِرْمانِ لكنَّهُ إِنْ نـامَ عَنِّي لَحظةً لو كانَ مِثْلي شاعراً لَرَثاني فلَـرُبَّما وهُوَ المُرَوِّعُ سحنةً يَوماً تَذكَّرَ صُورتي فَبكاني أوْ عادَ-مَنْ يدري- إلى أولادِهِ معنى الحياةِ غليظةُ القُضْبانِ وَعلى الجِدارِ الصُّلبِ نافذةٌ بها في الثَّائرينَ على الأسى اليَقْظانِ قَدْ طـالَما شارَفْتُها مُتَأَمِّلاً ما في قُلوبِ النَّاسِ مِنْ غَلَيانِ فَأَرَى وُجوماً كالضَّبابِ مُصَوِّراً كَتموا وكانَ المَوْتُ في إِعْلاني نَفْسُ الشُّعورِ لَدى الجميعِ وَإِنْ هُمُو بِالثَّوْرَةِ الحَمْقاءِ قَدْ أَغْراني؟ وَيدورُ هَمْسٌ في الجَوانِحِ ما الَّذي مثلَ الجُموعِ أَسيرُ في إِذْعانِ؟ أَوَ لَمْ يَكُنْ خَيْراً لِنفسي أَنْ أُرَى غَلَبَ الأسى بالَغْتُ في الكِتْمانِ؟ ما ضَرَّني لَوْ قَدْ سَكَتُّ وَكُلَّما ما ثارَ في جَنْبَيَّ مِنْ نِيرانِ هذا دَمِي سَيَسِيلُ يَجْرِي مُطْفِئاً سَيَكُفُّ في غَدِهِ عَنِ الْخَفَقانِ وَفؤاديَ المَوَّارُ في نَبَضاتِـهِ مَوْتي وَلَنْ يُودِي بِهِ قُرْباني وَالظُّلْمُ باقٍ لَنْ يُحَطِّمَ قَيْدَهُ شاةٌ إِذا اْجْتُثَّتْ مِنَ القِطْعانِ وَيَسيرُ رَكْبُ الْبَغْيِ لَيْسَ يَضِيرُهُ بَشَرِيَّتي وَتَمُورُ بَعْدَ ثَوانِ هذا حَديثُ النَّفْسِ حينَ تَشُفُّ عَنْ أَسْمَى مِنَ التَّصْفيقِ ِللطُّغْيانِ وتقُولُ لي إنَّ الحَياةَ لِغايَةٍ سَتَظَلُّ تَعْمُرُ أُفْقَهُمْ بِدُخانِ أَنْفاسُكَ الحَرَّى وَإِنْ هِيَ أُخمِدَتْ قَسَماتُ صُبْحٍ يَتَّقِيهِ الْجاني وقُروحُ جِسْمِكَ وَهُوَ تَحْتَ سِياطِهِمْ وَدَمُ الشَّـهيدِ هُنَا سَيَلْتَقِيانِ دَمْعُ السَّجينِ هُناكَ في أَغْلالِهِ لم يَبْقَ غَيْرُ تَمَرُّدِ الفَيَضانِ حَتَّى إِذا ما أُفْعِمَتْ بِهِما الرُّبا بَعْدَ الْهُدوءِ وَرَاحَةِ الرُّبَّانِ ومَنِ الْعَواصِفِ مَا يَكُونُ هُبُوبُهَا أَمْرٌ يُثيرُ حَفِيظَةَ الْبُرْكانِ إِنَّ اْحْتِدامَ النَّارِ في جَوْفِ الثَّرَى سَيْلٌ يَليهِ تَدَفُّقُ الطُّـوفانِ وتتابُعُ القَطَراتِ يَنْزِلُ بَعْدَهُ أقْوى مِنَ الْجَبَرُوتِ وَالسُّلْطانِ فَيَمُوجُ يقتلِعُ الطُّغاةَ مُزَمْجِراً أَمْ سَوْفَ يَعْرُوها دُجَى النِّسْيانِ؟ أَنا لَستُ أَدْري هَلْ سَتُذْكَرُ قِصَّتي مُتآمِراً أَمْ هَـادِمَ الأَوْثـانِ؟ أمْ أنَّني سَأَكونُ في تارِيخِنا كَأْسَ الْمَذَلَّةِ لَيْسَ في إِمْكاني كُلُّ الَّذي أَدْرِيهِ أَنَّ تَجَرُّعي غَيْرَ الضِّياءِ لأُمَّتي لَكَفاني لَوْ لَمْ أَكُنْ في ثَوْرَتي مُتَطَلِّباً إِرْهابَ لا اْسْتِخْفافَ بِالإنْسانِ أَهْوَى الْحَياةَ كَريمَةً لا قَيْدَ لا يَغْلي دَمُ الأَحْرارِ في شِرياني فَإذا سَقَطْتُ سَقَطْتُ أَحْمِلُ عِزَّتي وَأَضاءَ نُورُ الشَّمْسِ كُلَّ مَكانِ أَبَتاهُ إِنْ طَلَعَ الصَّباحُ عَلَى الدُّنى يَوْماً جَديداً مُشْرِقَ الأَلْوانِ وَاسْتَقْبَلُ الْعُصْفُورُ بَيْنَ غُصُونِهِ تَجْـري عَلَى فَمِ بائِعِ الأَلبانِ وَسَمِعْتَ أَنْغامَ التَّفاؤلِ ثَـرَّةً سَيَدُقُّ بابَ السِّجْنِ جَلاَّدانِ وَأتـى يَدُقُّ- كما تَعَوَّدَ- بابَنا في الْحَبْلِ مَشْدُوداً إِلى العِيدانِ وَأَكُونُ بَعْدَ هُنَيْهَةٍ مُتَأَرْجِحَاً صَنَعَتْهُ في هِذي الرُّبوعِ يَدانِ لِيَكُنْ عَزاؤكَ أَنَّ هَذا الْحَبْلَ ما وَتُضاءُ مِنْهُ مَشاعِلُ الْعِرفانِ نَسَجُوهُ في بَلَدٍ يَشُعُّ حَضَارَةً بَلَدي الْجَريحِ عَلَى يَدِ الأَعْوانِ أَوْ هَكذا زَعَمُوا! وَجِيءَ بِهِ إلى في زَحْمَةِ الآلامِ وَالأَشْجانِ أَنا لا أُرِيدُكَ أَنْ تَعيشَ مُحَطَّماً قَدْ سِيقَ نَحْوَ الْمَوْتِ غَيْرَ مُدانِ إِنَّ ابْنَكَ المَصْفُودَ في أَغْلالِهِ قَدْ قُلْتَها لي عَنْ هَوى الأوْطانِ فَاذْكُرْ حِكاياتٍ بِأَيَّامِ الصِّبا تَبْكي شَباباً ضاعَ في الرَّيْعانِ وَإذا سَمْعْتَ نَحِيبَ أُمِّيَ في الدُّجى أَلَمَاً تُوارِيهِ عَـنِ الجِيرانِ وتُكَتِّمُ الحَسراتِ في أَعْماقِها لا أَبْتَغي مِنَها سِوى الغُفْرانِ فَاطْلُبْ إِليها الصَّفْحَ عَنِّي إِنَّني وَمقالِها في رَحْمَةٍ وَحنانِ مازَالَ في سَمْعي رَنينُ حَديثِها لم يبقَ لي جَلَدٌ عَلى الأَحْزانِ أَبُنَيَّ: إنِّي قد غَدَوْتُ عليلةً بِنْتِ الحَلالِ وَدَعْكَ مِنْ عِصْياني فَأَذِقْ فُؤادِيَ فَرْحَةً بِالْبَحْثِ عَنْ يا حُسْنَ آمالٍ لَها وَأَماني كـانَتْ لهـا أُمْنِيَةً رَيَّـانَةً سَتَبيتُ بَعْدي أَمْ بِأَيِّ جِنانِ وَالآنَ لا أَدْري بِأَيِّ جَوانِحٍ بَعْضُ الذي يَجْري بِفِكْرٍ عانِ هذا الذي سَطَرْتُهُ لكَ يا أبي بَيَدِ الْجُموعِ شَريعةُ القُرْصانِ لكنْ إذا انْتَصَرَ الضِّياءُ وَمُزِّقَتْ مَنْ كانَ في بَلَدي حَليفَ هَوانِ فَلَسَوْفَ يَذْكُرُني وَيُكْبِرُ هِمَّتي قُدْسِيَّةِ الأَحْـكامِ والمِيزانِ وَإلى لِقاءٍ تَحْتَ ظِلِّ عَدالَةٍ |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 06:37 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.