![]() |
من ليبرالى إلى ليبرالى .. ( نحو ليبرالية وسطى )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف أصبحت اليوم يا صديقى ؟؟ أرجو ان تكون بخير دائما ... اعلم يا طارق أنى مثلك تماما .. اعانى مما تعانى .. وأواجه ما تواجه.... فحينما أهم بالحديث مع أحد أصدقائى عن مفاهيم سياسية مثل ليبرالى .. علمانى .. اشتراكى .. إسلامى ..إلخ ) .. يصدمنى الكثير منهم بقناعاته الفكرية التى ترتكز فى معظمها حول ثنائية الكفر والإسلام .. أو ثنائية الانحلال والأخلاق ..!! والحقيقة التى أقر بها ويقر بها الواقع .. ويجب أن تقر بها أنت أيضا هو أن قطاعا عريض من أبناء وطنى يسبحون فى تيار مناهض للتوجهات الليبرالية بل ومعادى لها .. بسبب الدعاية الكاذبة عنها ممن لا يعتقدون بها أصلا .. وساعدهم على ذلك مجموعة قليلة طرحت الليبرالية كغطاء يتوجه فى الأساس لمحاربة الدين .. وقلة أخرى طرحت الليبرالية تحت شعار ( الحرية الشخصية ) لتسبح بالوطن إلى نحو أعمال منافية لقواعد أخلاقية عامة .. وكلتا المجموعتين ساعدتا أصحاب الأيدلوجيات الدينية فى حربها ضد الدعاية الخاطئة عن الليبرالية بحيث أصبحت الليبرالية دائما مرتبطة ارتباطا وثيقا بمفهوم الكفر والزندقة حتى وسط أصدقائنا الجامعيين فالليبرالية من وجهة نظرهم لا تتعدى كونها مجرد مفهوم شخصى لا يستند على دليل فضلا عن اى منطق عقلانى إذن الليبرالية تعانى من أمرين ....أزمة خطاب .. وأزمة أدوات وأشخاص ... فالمنطق يقول : ان اى فكر يريد ان يتحدى كل مفاهيم المجتمع مرة واحدة وبأسلوب تصادمى لا بد له من ان يفشل .. وسريعا .. هكذا تقول نظرية طبائع الأشياء فالطبيعة ترفض التغييرات المفاجئة والأشخاص يأبون التغير ويهابونه .. فالليبرالية فى حاجة لكى تطرح نفسها مغلفة بغلاف من مجتمعها لكى يتأتى لها ان تعيش فيه وتنمو وتكبر .. فعلى الليبرالية أن تمتزج بالمفهوم العقائدى والاجتماعى للمجتمع الذى تنبت فيها .. ان أرادت البقاء .. ولا تنسى أن الليبرالية هى بنت عصرها وبنت مجتمعها .. و تذكر أن ما تصر عليه الأحزاب والجماعات الإسلامية المعادية بطبيعتها لأى تعدد مذهبى فضلا عن التعددية الدينية هو أن مصر دولة إسلامية وأن الخطاب الدينى لا يجيز هذا التعدد .. فعلينا يا عزيزى .. علينا نحن معشر الليبراليون ان نستفيد من هذا الففه نفسه مضافا إليه حوادث سابقة من التاريخ الإسلامى لنثبت لرجل الشارع ان ما يقوله هؤلاء هو عين التطرف فى القناعة .. فمرورا من الأية القرانية ( لا إكراه فى الدين ) .. ومرورا بسيرة النبى واختلاطه باليهود ومعاملته لهم لدرجة ان يموت وسيفه مرهونة عند يهودى كما يقولون .. ومرورا بتاريخ الخلفاء وتعيينهم للمسيحيين والصابئة فى مراكز هامة وحساسة فى أرجاء الدولة ونهاية بالتاريخ الحديث والتعايش السلمى لقطاعات متعددة مع المذاهب والأديان الاخرى فى الدول العربية والإسلامية ..كل هذه هى مواد غنية لتأكيد الخطاب الليبرالى لتأكيد مبدأ الحرية الدينية والعقائدية .. فتغليف الخطاب الليبرالي لمبادئه بالفقه والتاريخ والعقيدة والثقافة والعقلنة بالطبع لن يضر الليبرالية .. بالعكس ان الليبرالية لا تتعارض والإسلام أبدا .. وسنؤكد أن الليبرالية مجرد نهج وليست دين .. او طائفة .. او مذهب .؟!! هذا لن يضرنا يا عزيزى ولكنهسوف يقف منافساً قوياً للطرح الديني وربما متغلباً عليه...المهم هو المبدأ..ومرة أخرى إستغلال الأدوات الشرعية والثقافية والتاريخية في الخطاب لن يؤثر علىالمبدأ ولكنه سيزيده قوة وترسيخاً في الذهن الشعبي ومعه القناعة بمن يمارسهذا الخطاب ….ولنقيس بعد ذلك كل المبادئ الليبرالية الأخرى على هذاالمثال... حتى العلمانية بمفهومها فصل النص المقدس عن الدولة.... سوف نجد مايؤيدها في السياق التاريخي من أول الخلفاء الراشدين ونهاية بدولة الخلافةالعثمانية.... فما المانع من استخدام هذا التراث الغني لصالح المبدأ الليبراليوالعلماني؟! يجب ان يفهم اى مصرى أخر غيرنا .. معنى كلمة ليبرالى .. ويجب ان يرتكز خطابنا على قضية واحدة فى أذهان جميع المصريين .. فليس معنى ليبرالى ان ترتمى فى أحضان المصالح الأمريكية الإسرائيلية .. يجب أن يتفهموا اننا لا نتخلى عن مصالحنا ولا عن حقوق العرب والمسلمين لصالح أيا كان هو ( حتى ولو كان ذاك الغير تتقارب أيدلوجياته بأيدلوجياتنا ) يجب أن يعلموا جيدا أنى ك ليبرالى لست متأمركا فكرا وعملا وكلاما .. يجب أن يعلموا انى ك ليبرالى وطنى قلبا وقالبا أدافع عن حقوقى وعن حقوق بنى جلدتى ... وفيما يتعلق بالأدوات فيجب أن تكون أدواتنا شخصيات تمثل إضافة لا عبئا .. واهم صفة فى هذه الشخصيات هو القناعة بالأيدلوجية الليبرالية الناضجة البعيدة كل البعد عن المفاهيم الشاذة والمختلطة التى لن يقبلها أبناء وطننا تحت بند الحرية الشخصية .. ( حتى ولو كنت أنت أو أنا نتفق سويا فى خانتها تحت هذا البند ) .. فما الفائدة التى قد تعود علينا بتيار يريد ان ينشط سياسيا ويتبنى مبادئ إلحادية وأفكار شاذة عن مجتمعنا وثقافاته كشرب الخمر والجنس المثلى ... إلخ ؟؟! بإختصار يا عزيزى نريد شخصيات تحسب تصرفاتهم ل الليبرالية لا عليها .. لا يهمنى إذا كان هذا الشخص يريد ان يشرب الخمر أو .. أو .. أو .. ( حسب ذوقه الشخصى ) لكن يهمنى جدا أن يكون خطابه وقضاياه وأفكاره متوازنة وموازية لصالح التيار الليبرالى فأنا وانت وغيرنا من معشر الليبراليين لا نريد بالطبع ان نتخلى عن هويتنا المصرية ولا الشرقية ولا الإسلامية ولا نرفضها ولا نتبرأ منها .. ولا نريد ان يتبنى المجتمع مفاهيم تتعارض مع قناعات مع نشأ عليه وفى نفس الوقت تتفق وقناعاتنا الليبرالية والعلمانية ان حاجتنا باختصار يا طارق وحاجة الليبرالية أيضا .. هى نواه من الطبقة الوسطى تبنى ليبرالية وسطى تقف على مسافة متساوية من الانحلال ومن التشدد والانغلاق وأظن أنك مقتنع مثلى .. بأن الشعب المصرى هو أكثر شعوب المنطقة قابلية لتطبيق الليبرالية فقط إذا أفلحنا فى إقناعه بأن هذا المنهج لا يتصادم مع الدين ولا يتعارض مع قناعاته ومفاهيمه ولا مع ما يظن او يراه أنه ثوابت .. نريد ان نكون فاعلين وأن نبتعد قدر الامكان عن السذاجة السياسية التى يغرق فيها خصومنا .. ويجب ان يتحول المنهج الليبرالي إلى قضية يتبناها الشعب المصرى ولن يتم هذا إلا بوجود سياق عقلاني ناضج لأشخاص يريدون أن يعيشوا مع باقي طوائف وفئات الشعب المصرى .. أخيرا : أذكرك بهذه الكلمات التى طالما أزعجتك بها كثيرا .. علينا دوماً أن نبحث في الإنسان قبل أن نبحث في الأحداث ..فكما يكون الإنسان تكون الأحداث.. وليس كما تكون الأحداث يكون الإنسان...إن الوطن أعز من أن يهدموا وحدته بدعاوى التعصب... وإن المستقبل يصنعه القلم لا السواك...والعمل لا الإعتزال.. والعقل لا الدروشة... والمنطق لا الرصاص.... والأهم من ذلك كله أن يدركوا حقيقة غائبة عنهم.. وهي أنهم ليسوا وحدهم جماعة المسلمين... وليس هناك خطوط حمراء غير خطوط الدم الإنسانى تنويه : كان هذا الموضوع فى الأصل رسالة أرسلتها إلى أحد أصدقائى عبر البريد الالكترونى .. |
جزاك الله خيرا و بارك الله فيك أستاذى الفاضل على مقالك الرائع |
موضوع رائع وبارك الله فيك
|
جزاك الله خيرا
|
حاسس ان الموضوع موجه ليا ياهانى عشان الكلمتين اللى قولتهوملك الصبح
طاهر من طارق بسيطة يعنى ومضمونه بيوحى بذلك :d ____ اشعر وكانك تمسك سيجارة وتغوي بها صديقك وتقول له صدقنى ياصديقى هذه السيجارة لا تضر هذه السيجارة صحية الناس هيه اللى مش بتعرف تشرب سجاير :( برغم ان الدكاترة بيقولوا انها مضرة وتسبب الوفاة :eek: _____ اذا كانت الليبرالية انت تفهمها كذلك فالعرب ممن يدعون الليبرالية فهمناها منهم صح :) ويكفى انهم معهم ادلتهم ولا داعى لرص مواضيع ضد فانت تعلم ذلك |
اقتباس:
والله أبدا لم أكن أقصدك أنت .. ولو كنت انت المقصود لقمت بمراستلك لا داعى لعرض مواضيع ضد ماذا يا عزيزى ؟؟!! لم أفهمك .. لكن ما فهمته جيدا هو انك لم تقرأ الموضوع .. أو قرأته فقط من باب إرضاء الضمير .. لا من أجل القراءة نفسها عموما أحترم وجهة نظرك فى الحالتين ومرة ثانية .. حقيقة : لست أنت المقصود .. والمقصود شخص يحمل أيدلوجيات ليبرالية أصلا .. لكننا نختلف فيما بيننا فى طريقة العرض والخطاب وفى أمور بسيطة للغاية .. وواضح من الخطاب ومن السياق ان الخطاب موجه لليبراليين أنفسهم ..!! ولو كنت أقصدك أنت .. او غيرك من السادة الذين يرون ان الليبرالية كفر .. والليبراليون كفار .. لاختلف الخطاب وتغير 180 درجة أهلا بك على أية حال |
اقتباس:
أستاذى الكبير أيمن نور حفظك الله ورعاك هذه هى المرة الاولى التى ألحظ فيها أنك أصبحت مشرفا لقسم هام جدا وحساس كمثل هذا القسم مبارك على اعضاء هذا المنتدى .. واعانك الله ووفقك فى المهمة الصعبة التى أنت جدير بها .. أريد أن أهنئك بالإشراف .. لكن فى الواقع أجد أنه يجب أن اتوجه بالتهنئة إلى اعضاء المنتدى لا لك .. فهم الفائزون فى المقام الاول بارك الله فيك |
اقتباس:
وجزاكم مثله وأكثر أستاذ أبو لميس |
اقتباس:
|
طريقه الحديث هى السبب فى اتخاذ افكار خاطئه مش شرط عن ليبراليه
انا ممكن اكون بدافع عن اى شئ و باسلوبي الغلط فى دفاع ..اخلى الى قدامى يكره الى بدافع عنه او على الاقل ينفر منه لازم تكون طريقنا و اسلوبا مش دفاع او هجوم لازم يكون اكثر تحضرا فى كل شئ و يكون بلباقه فى الحوار و بكده تقدر توصل رائيك للى قدامك حتى لو هو مش اقتنع على الاقل مش نفر منه نحن نفتقد لغه الحوار و اسلوب الخطاب للاسف و اتمنى ان كل شخص يبدا من نفسه شكرا على الموضوع و رسالتك وصلت |
كلام فى الصميم
ساعات الواحد بيجادل لمجرد المجادله وكان الموضوع مجرد عند |
اقتباس:
جزاك الله خيرا أستاذى الفاضل على هذه الكلمات وأدعو الله أن أكون عند حسن الظن لو كنت أنت الأستاذ / هانى الشرقاوى كما يقال ، فانا حزنت جدا لإيقاف عضويتك ، فأنا حقيقة لا اعرف السبب فلم أكن متواجدا فى تلك الفترة ، و أتمنى ان تعود الى منتداك والى موضوعاتك القيمة الهادفة والتى تناقش فيها الحجة بالحجة ، و كل ما أرجوه منك اولا : أن لاتكتب شيئا الا اذا كنت مقتنعا به تمام الاقتناع ،و ألا تكتب موضوعا لمجرد الهجوم على الآخر ، فلايمكن ان يكون الهجوم على الآخر هدفا فى حد ذاته ، و لكن طرح الموضوعات للنقاش الهادئ دائما يكون أفضل الطرق للتعبير عن وجهة النظر . ثانيا : كلما ضقت ذرعا من كثرة الهجوم عليك أو اتهامك بما ليس فيك ، عليك أن تتذكر أن رسولنا الكريم تعرض لأكثر و ابشع من ذلك ، و على الرغم من ذلك لم يكن شتاما ولا لعانا ولكن تجادل بالحسنى ، فليس علينا هداية الناس ولكن علينا عرض وجهه نظرنا بما يليق ، و أن نترك للآخرين الحق فى عرض وجهة نظرهم حسب ثقافتهم ثالثا : تأكد أستاذى الفاضل أن من يستخدم أسلوب السباب أو اتهام الآخرين بما ليس فيهم ماهو الا شخص ضعيف الحجة والمنطق ، فلو كان لديه قدر من الثقافة لأدرك أن الاختلاف سنة من سنن الله ، و لأدرك أن الدفاع الحقيقى عن الدين يكون باعطاء القدوة و المثل فى أدب الحوار ، و عدم استخدام أسلوب التخوين و التكفير ، فلنا فى رسول الله القدوة الحسنة . رابعا : لقد تعرفت عليك من خلال هذا المنتدى ، و كان أول تعليق لى على ماتكتبه ، أنى أتوقع لك مستقبلا كبيرا فى عالم الفكر والثقافة ، و مازال هذا رأيى فيك ، فكن عند حسن ظنى بك . خامسا : ان كان هناك موضوعات كتبتها فيها مخالفة لاصول ديننا ، أو فيها تعدى على الآخرين مما دفع ادارة المنتدى لايقاف عضويتك ، فأرجو منك أن تعتذر عنها بينك وبين نفسك اعتذار الرجل الشجاع الذى يحاسب نفسه على ما أخطأ فيه قبل أن يحاسبه الله فى وقت لاينفع فيه الندم . سادسا : لا يعيبنا أبدا أن ندرك أن قناعاتنا الشخصية و آراءنا ليست هى الحقيقة وحدها ، و لكن دائما نعطى لأنفسنا فرصة الاطلاع على الآراء الأخرى لتصحيح أفكارنا ، و هذه هى صفات المثقف الحق الذى يريد أن يعرف ويتعلم ، و اخيرا فى انتظار موضوعاتك و مشاركاتك القيمة التى اعتدنا عليها و التى نتعلم منها كثيرا ، |
ومن قوانين المنتدى ايضا احترام الراى الاخر
انا نفسى اعرف مؤهلاتك وهل انت مدرس فعلا وبتفهم فى السياسه ولا ب .......... زى اغلب الجداد فى السياسه |
لى عودة ان شاء الله
|
خلاصة الموضوع الدعوة إلى ليبرالية لا تتعارض مع الإسلام ، وإذا كان الأمر كذلك لماذا تسمى ليبرالية ، وهى بهذا أصبحت جزء من الإسلام ؟ و أما إن كانت هذه الطريقة هى تلون الحرباء لتفادى الرفض الشعبى لليبرالية فسوف تكتشف الأمة هذا التلون ويكون مصير هذا المذهب الفكرى الفاسد هو مزبلة التاريخ . |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 03:34 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.