![]() |
قصة الساحر (متجدد)
قصة الساحر قرأت قصة عجبتنى فنقلتها للأفادة قال الساحر للملك : يا مولاي كبرت سني، وقلت حركتي، وضعفت همتي، وبت أشعر أنني غير قادر على خدمتك، تلك الخدمة التي أرضى عنها، فابعث غلاماً أعلمه السحر، وأدرّبه عليه، فيكون في خدمتك. فاختار الملك غلاماً ذكياً يعلمه الساحر علوم السحر وأفانينه. كان الغلام يذهب إليه كل يوم، يأخذ فنون السحر بشغف، حتى وثق به الساحر، وجدّ في تعليمه. ومضت الأيام والغلام منهمك في عمله الجديد، والملك يسأل الساحر عن تلميذه. فيمدحه هذا: إنه ذكيّ نجيب، إنْ يثابر على همّته وطموحه يكن له شأن عجيب. حين انطلق الغلام كعادته ذات يوم إلى الساحر، وكان في الوقت متّسع عرّج على القصر من طريق آخر يسلكه القليل من الناس، يشرف على وادٍ ذي رياض عامرة. ـ ما أجمل هذا المكان ؟! ليتني أرتفع إلى الجبل قليلاً فأشرفَ على منظر أجمل وأبهى. وارتفع،فصدق حدسُه. إن المكان يبدو أكثر تناسقاً، وأوضح منظراً .. جال ببصره هناوهناك، فرأى كوخاً في زاوية الطريق الملتوي الصاعد إلى القمّة، فحدّثتـْه نفسُه أن يأتيه مستكشفاً. فماذا يفعل أصحابه بعيداً عن الناس إلا إذا كانوايحبون العزلة، ويفضّلون الهدوء! لما وصله رأى فيه رجلاً تبدو عليه سيما الوقار والجلال، يشخص ببصره إلى السماء يدعو ويبتهل. فدنا منه يصغي إلى دعائه. فسمع قولاً يدل على حبّ وودّ، وذل وخضوع يوجّهه الرجل إلى محبوب لايراه الغلام، إنما يأنس إليه ويشعر بوجوده. وحين أنهى الرجل دعاءه التفت إلى الفتى مبتسماً. وقال: أهلاً بك يا بني، وهداك الله إلى الحق والإيمان. قال الفتى: أي حقّ وأي إيمان تعنيه يا عمّاه ؟! . قال الرجل: الإيمان بخالق السموات والأرض ومن فيهنّ، بارئ النسمة وفالق الحبّة. قال الفتى: أتقصد الملك، يا عمّاه؟. قال الرجل: حاشاه أن يكون كذلك، إنه مخلوق ضعيف، ممن خلقه الله، لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً. قال الفتى : إن الساحر أخبرني أن الملك إلهنا وخالقنا، والساحر يعلمني السحر كي أكون في خدمة الملك. قال الرجل: وهل يحتاج الخالق إلى مخلوقه يا بنيّ؟! وكيف يكون إلهاً وهو يأكل ويشرب، وينام ويستيقظ ؟ إنه مثلك يا بنيّ. بل أنت أفضل منه، لأنه يحتاجك،ولا تحتاجه، وتخدمه، ولا يقدّم لك شيئاً. نزل هذا الكلام في قلب الغلام منزلاً حسناً، فهو يخاطب الفطرة ويمازج العقل والقلب. فقال له: علمني يا سيدي مما علمك الله. فبدأ الراهب العابد يعلمه العقيدة الصحيحة، ويعرّفه بالله خالق الكون ومدبّر الأمر سبحانه. وكثرتردد الفتى على الراهب في طريقه إلى الساحر، فكان إذا تأخر عليه ضربه. فشكا إلى الراهب ما يفعله الساحر به. فقال له: إذا خشيت الساحر فقل: أخّرني أهلي، وإذا خشيت أهلك فقل: أخّرني الساحر. فبينما الفتى على ذلك، إذْ مرّ في طريقه على أناس وقفوا على الطريق لا يتجاوزونه خوفاً من دابّة عظيمة قطعت الطريق، وحبست الناس. ونكمل قصتنا في الحلقة القادمة بعون الله. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ القصة مأخوذة من حديث رواه الإمام مسلم، وأورده النووي في رياض الصالحين، باب النصر. |
أين الحلقة القادمة؟؟؟! |
جزاك الله خيرا للمرور
ان شاء الله نكملها |
عن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كان ملك فيمن كان قبلكم وكان له ساحر، فلما كبر قال للملك: إنى قد كبرت فابعث إلى غلاما أعلمه السحر. فبعث إليه غلاما يعلمه، وكان في طريقه إذا سلك راهب فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه، وكان إذا أتى الساجر مر بالراهب وقعد إليه فإذا أتى السحر ضربه فشكا ذلك إلى الرهب فقال: إذا خشيت الساحر فقل حبسنى أهلي وإذا خشيت أهلك فقل حبسنى الساحر. فبينما هو على ذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس. فقال: اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب أفضل؟ فأخذ حجرا فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب اليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضى الناس. فرماها فقتلها ومضى الناس. فأتى الراهب فاخبره فقال له الراهب: أى بنى أنت اليوم أفضل مني قد بلغ من أمرك ما أرى! وإنك ستبتلى فإن ابتليت فلا تدل على. وكان الغلام يبرىء الأكمه والأبرص ويداوي الناس من سائر الأدواء فسمع جليس للملك كان قد عمى فأتاه بهدايا كثيرة فقال: ما هاهنا لك أجمع إن أنت شفيتني. فقال: إني لا أشفى أحدا إنما يشفى الله تعالى فإن آمنت بالله دعوت الله فشفاك. فآمن بالله فشفاه الله. فأتى الملك فجلس اليه كما كان يجلس فقال له الملك: من رد عليك بصرك؟ قال: ربى. قال: أولك رب غيرى؟ قال: ربى وربك الله. فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام. فجىء بالغلام فقال له الملك: أى بنى قد بلغ من سحرك ما تبرىء الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل! فقال: إني لا أشفى أحدا إنما يشفى الله تعالى. فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب. فجىء بالراهب فقيل له ارجع عن دينك فأبى، فدعا بالمنشار فوضع المنشار فى مفرق رأسه فشقه حتى وقع شقاه: ثم جىء بجليس الملك فقيل له ارجع عن دينك فأبى فوضع المنشار فى مفرق رأسه فشقه به حتى وقع شقاه. ثم جىء بالغلام فقيل له ارجع عن دينك فأبى، فدفعه الى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به الى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل فإن بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه. فذهبوا به فصعدوا به الجبل فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت. فرجف بهم الجبل فسقطوا وجاء يمشى الى الملك. فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ فقال: كفانيهم الله تعالى. فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به فاحملوه فى قرقور وتواسطوا به البحر فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه. فذهبوا به فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت. فانكفأت بهم السفينة فغرقوا وجاء يمشى إلى الملك. فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ فقال: كفانيهم الله تعالى. فقال للملك: إنك لست بقاتلى حتى تفعل ما آمرك به. قال: ما هو؟ قال: تجمع الناس فى صعيد واحد وتصلبنى على جذع ثم خذ سهما من كنانتى ثم ضع السهم فى كبد القوس ثم قل بسم الله رب الغلام ثم ارمنى فإنك إذا فعلت ذلك قتلتنى. فجمع الناس فى صعيد واحد وصلبه على جذع ثم أخذ سهما من كنانته ثم وضع السهم فى كبد القوس، ثم قال بسم الله رب الغلام، ثم رماه فوقع السهم فى صدغه فوضع يده فى صدغه فمات. فقال الناس: آمنا برب الغلام. فأتى الملك فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر قد والله نزل بك حذرك: قد آمن الناس. فأمر بالأخدود بأفوه السكك فخدت واضرم فيها النيران وقال من لم يرجع عن دينه فأقحموه فيها أو قيل له اقتحم. ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبى لها فتقاعست أن تقع فيها فقال لها الغلام:" يا أماه اصبرى فإنك على الحق" روه مسلم.
------------------------------------------------ "ذروة الجبل" أعلاه هى بكسر الذال المعجمة وضمها. و"القرقور" بضم القافين نوع من السفن. و"الصعيد" هنا: الأرض البارزة. و"الأخدود": الشقوق فى الأرض كالنهر الصغير. و"أضرم": أوقد. و"انكفأت": أى انقلبت. و"تقاعست": توقفت وجبنت |
جزاك الله خيرا
|
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 06:18 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.