بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   إبداعات ونقاشات هادفة (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=59)
-   -   انهيـــــار .. !! (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=384940)

hossamhamed 12-11-2011 05:09 PM

انهيـــــار .. !!
 
انهيــــار !!
( قصة قصيرة )
في اللحظة الأولى التي فتح عينيه فيها ، أدرك أنّ حياته التي يحياها كابوس يحياه كل يوم بل كل لحظة ، فكم تمنى أن يستيقظ من نومه فيجد حياته بأسرها تغيّرت !! ، ولكن هيهات أن تتحقق أمانيه . نزع الغطاء من عليه بصعوبة شديدة ، وتحرك نحو الحمّام وهو يجر قدميه جراً ، وكأنه يجر حملا أكبر من قدميه النحيفتين ، وغمر جسده كله بالماء لينفض عنه النوم والكسل ، ولكن الماء لم يكن كافيا _ هكذا صورت له نفسه _ ليصفو ذهنه وعقله . نبش في ثنايا ذهنه عن أمنية ما تمناها يوما وتحققت ، ولكنه كالعادة لا يجد إلا علامة تعجب كبيرة تحيط به . ياااه . . . عمره كله لم يتحقق له حلم واحد حلم به ، منذ وعى إلى الدنيا وكل حلم يتحول إلى كابوس ، وكأنّ القدر يتربص له ، وكم سأل نفسه ما الحكمة في ذلك كله ؟! ، حتى الآن لم يجد جوابا يريح ضميره ، أو أملا ليمضي في حياته من أجله . تملكه اليأس وصدّ نفسه عن الدنيا والناس ، انطوى على نفسه وتكوّم في غرفته ، وتشابهت عنده الأيام والأعوام ، فمهما تضاحكت له الحياة فإنه أبداً كئيب ، وكم أصغى لأوجاع الكآبة والكآبة لا تجيب ، ففي مهجته تتأوه البلوى ويعتلج النحيب ، وكل معاني الحياة الجميلة والقبيحة اختفت من قاموس حياته ، وكل يوم يمر تتدهور حاله عما هي عليه ، والمصيبة الكبرى التي تتهاوى بجانبها كل المصائب ، انعدام الثقة في نفسه والآخرين ، لقد أيقنت نفسه أنها وصلت لمفترق الطرق و نهاية المطاف ومرحلة اللا عودة ، فاستسلم لشيطان نفسه ولم يعد يسمع صوت إلا صوته . تمر كوابيس حياته أمامه في اليوم ألف مرة ، رفاق السوء و فقدان حبه الوحيد للأبد ، ورسوبه في جميع مراحل تعليمه ، وضيق المعيشة التي تكاد منعدمة ، ومرض خبيث في القلب ، يمنعه من العمل ، ويمنعه من إكمال نصف دينه . كل هذا يمر أمام عينيه لوهلة ، يرى فيها العذاب ألوانا ، وينهار كيانه في اليوم ألف مرة ، وفي سويعات نومه القليلة تأبى الأحلام أن تمر عليه مرور الكرام ، فلا يجد إلا كوابيسه تلاحقه في نومه ، فتفزع نفسه ويستيقظ ليقضي الليل مستيقظا أرقا قريح الجفن مسهده . والغريب في الأمر أنه لم ينعم بالنوم إلا مرة واحدة في حياته ، عندما قضى ليله في المسجد يحتمي من برد الشتاء ، شعر براحة تسري في أوصاله ، سريان الماء في صحراء جرداء . ورغم ذلك لم يحاول أن يطرق هذا الباب لمرة واحدة ، وكأنه راضي بحاله هكذا ، موهما نفسه بانتهاء الأمر ، ووصوله لمنحدر خطير لا نجاة منه . فانهار تماما حتى وجدوه في صباح يوم ميتا وقد قطع شريان الحياة في جسده ، ولم يدر حقيقة الأمر إلا بعد فوات الأوان .
(2/5/2011 م )
♫ حسام سند حامد أبو شادي ♫


Dark Tulip 12-11-2011 05:31 PM

أوه قصة مؤسفة و مؤثرة بجد لدرجة إنى ....


بجد القصة روعة ..
و كلماتها متقنة الحس و الشعور .. التصوير هايل و طريقة السرد متميزة

ياااه . . . عمره كله لم يتحقق له حلم واحد حلم به

ا .. بغض النظر عن إنى لاحظت بعض الاخطاء الطفيفة اللى اخَلّت بالمعنى اللغوى << نوعًا ما ..


تقبل مرورى و تحياتى

hossamhamed 13-11-2011 02:12 PM

شكرا جزيلا جدا على مرورك وهمساتك الجميلة
.. بغض النظر عن إنى لاحظت بعض الاخطاء الطفيفة اللى اخَلّت بالمعنى اللغوى << نوعًا ما ..
آسف جدا وهاحاول باذن الله تعالى افاديها


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:15 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.