بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   أرشيف المنتدى (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=513)
-   -   المؤرخ محمد الهامى : يكتب عن مسيرة الفشل (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=433894)

mohammed ahmed25 15-06-2012 06:46 AM

المؤرخ محمد الهامى : يكتب عن مسيرة الفشل
 
مسيرة الفشل

(قل هو من عند أنفسكم)


لا بد من التذكير ببعض الأمور:

1. الفئات العلمانية والنخب الفاشلة صرخت ولطمت ورقصت عجين الفلاحة ليتم تغيير النظام الانتخابي إلى القائمة حتى لا يفوز الإخوان (وأضافوا خجلا واستعباطا: الفلول) وكانوا يظنون أنهم بنظام القائمة يستطيعون تحقيق نجاح أكبر لشهرتهم الإعلامية.


(بالمناسبة: الحزب الوحيد الذي استفاد بنظام القائمة فعليا هو حزب النور السلفي.. الناس انتخبت الفانوس وهي لا تدري أسماءهم، بينما غالبية العلمانيين الذين نجحوا كانوا على الفردي في دوائر راقية: حمزاوي والشوبكي والنجار)

2. الإسلاميون لأنهم لا يريدون معارك ولا اشتباكات ويطمحون إلى تقصير المدة الانتقالية وإجراء الانتخابات بأسرع وقت لم يمانعوا ولم يعارضوا.. فهم في النهاية أصحاب الشعبية الأكبر في كل الأحوال.

3. شباب ثوري فقير سياسيا ومعرفيا سحبته النخبة في قدميها ليصر هو الآخر على أن تكون الانتخابات بالقائمة النسبية وأن هذا "مطلب ثوري لا تنازل عنه"

(لن أنسى ناصر عبد الحميد عضو ائتلاف شباب الثورة على قناة التحرير ذات يوم، يرغي ويزبد ويهدد ويتوعد بأن الانتخابات بالقائمة وهذا مطلب حياة أو موت.. لا أدري ما صنعت الأيام بمثل هذا الأحمق المغرور)

4. لعب العسكر على هذه الرغبات، فكان أول ما فعله أن أجل انتخابات البرلمان (كان مقررا لها يونيو 2011) ثم قسم الدوائر إلى نصف فردي ونصف قائمة.. فهاج العلمانيون يريدون أن يكون الكل بالقائمة، وفي هذه اللحظة استشعر الإسلاميون الخطر من جراء هذا الإصرار ولأنه قتل لكوادرهم الشعبية فأبدوا بعض صلابة.. فلعب العسكر مرة أخرى وكسب وقتا آخر ثم خرج عليهم بنظام الثلثين والثلث!

5. وضع العسكر قنبلة صغيرة في نظام الثلثين بالقائمة والثلث بالفردي.. ذلك أنه منع الأحزاب من الترشح على الفردي.. وكان هذا ضربة لكل الأحزاب ذات الكوارد الشعبية في مناطقها وعلى رأسهم الإسلاميون بالطبع والأحزاب العلمانية أيضا.. فكانت مشكلة أخرى توترت فيها الأجواء.

6. كان حل هذا التوتر هو طعنة في ظهر الثورة.. تم ذلك في وثيقة الأحزاب عنان.. لقد ضحك عنان على الأحزاب جميعا (الإسلامية والعلمانية- ولو أن بعض العلمانيين كان يعرف ما يفعل كهذا الكائن المثير للاشمئزاز محمد أبو الغار) ووضع لهم وثيقة كسبوا فيها مطلبا واحدا فقط وهو السماح للأحزاب بالترشح على الفردي ثم أخذ منهم كل شيء.. وطعن بهم الثورة طعنة قاتلة في وثيقة العار الشهيرة المعروفة باسم وثيقة الأحزاب عنان.. وهي الجريمة التي لن ينساها أحد لمن وقعوا عليها!

7. لولا الشيخ حازم أبو إسماعيل وبواسل محمد محمود لما سقط بند الوثيقة الذي يجعل الانتخابات في 2013.. أما باقي البنود فما زلنا ندفع ثمنها من الدماء والخوف والرعب وحكم العسكر.

8. ثم ها هم العسكر استردوا "العضمة" الوحيدة التي ألقوها للأحزاب في مقابل باقي البنود التي أعطوهم بها صلاحيات ومدد غالية.. وتركهم تأكلهم الحسرة.

9. لا ريب أن الإخوان أخطأوا.. ولكن هذه المسيرة يتحمل أغلبها هؤلاء العلمانيون الفاشلون أعداء الوطن الذين باعوا الثورة للعسكر عداوة للإسلاميين منذ البداية.

10. لمرة أخرى: لو أن أي مسيرة أخرى حدثت لكان العسكر سيجدون مخرجا قانونيا منها (السلاح والإعلام والقضاء والشرطة معهم).. ليست المعضلة قانونية أبدا، ويحسن ألا نغرق في هذه المتاهات البلهاء.. المشكلة كانت في ضعف الإسلاميين وفجور العلمانيين وتنصيبهم للعسكر حلا وحكما وراعيا.. الحل لن يكون أبدا لا بالقانون ولا بالقضاء.. صاحب القوة والسلاح هو من يحكم وهو من يستطيع تسيير الإعلام والقضاء والقانون حسب هواه، ولأنه قوي فهو يجد الخدم والمنافقين والباذلين أنفسهم وأعراضهم وإمكانياتهم ليكونوا طوع أمره ورهن إشارته
كتبها م. محمد إلهامى في 6/14/2012 02:50:00 م
_______________________________________________
الجولة الأخيرة في معركة الثورة المصرية

بأخطاء الجميع.. وصلنا إلى هذه اللحظة الأزمة!

الجميع أخطأوا وأوصلونا إلى هذه النقطة، ومن المستحسن ألا ينشغل أحد في هذه اللحظة بإلقاء اللوم على الآخر..

عمليا: معركة الثورة الآن وصلت إلى الانتخابات التي يتنافس فيها الطرفان الأقوى: الدولة العسكرية والإخوان المسلمون.

ظنت النخبة الفاشلة أن بإمكانها صناعة بديل ثالث، وخاضت لأجل هذا البديل معركتها بكل ما ملكته من أسلحة إعلامية لحساب تطويل الفترة الانتقالية وصناعة الأزمات وشيطنة الإسلاميين، وكان الحل الدائم أمامها اللجوء والتضرع إلى "أبانا الذي في المجلس العسكري".. ومن المؤسف أن هذه النخبة التي نشأت على ضفاف الاستبداد وبرعايته أخذت في طوفانها شباب الثورة المخلص الفقير سياسيا والذي ظن أن وقفته في ميدان التحرير وهتافه الصارخ صنعت ثورة كاملة، فأخذ يملي شروطه ويدخل في معركة لا يدري أبعادها، ويرى في الإخوان المسلمين والسلفيين أعداء مثلهم مثل العسكر.


وفي المقابل كان رد الفعل الإسلامي النظامي في غاية السوء، رأوا من النخبة العلمانية ما أفزعهم، ورأوا من العسكر ما طمأنهم، وصدقوا الخرافة القائلة بأن الشعب استيقظ ولن ينام مرة أخرى (وهذه خرافة ضد طبيعة البشر.. فلا توجد شعوب ثائرة طول الوقت) ما جعلهم يراهنون على أن الوقت في صالحهم ولا يدركون أن طول الفترة الانتقالية وخطوات العسكر خلالها إنما تعني الالتفاف على الثورة مرة أخرى.. استيقظوا متأخرا جدا جدا جدا!

الذين فهموا المجلس العسكري منذ البداية لم يكن لديهم القوة الكافية لتغيير مسار الأحداث، كانت قوة الدولة أكبر منهم وكانت جذور التيارات الإسلامية النظامية أعمق، ثم انشغلوا هم أنفسهم بالخلافات فيما بينهم، وتحت عنوان الثورية لم يكن لأحد أن يغفر لأخيه خطأ ارتكبه أو يعذره في موقف أو تصريح.. فزادت هوة الخلافات مع كل موقف!


لا بأس.. في السجون متسع لأن نناقش أخطاءنا ونكتب مذكراتنا ونتعلم مما أصابنا دروسا نرويها لأجيالنا الذين سنتمنى أن يتعلموا.. مثلما تمنى الذين كتبوا قبل نصف قرن أن نتعلم من تجربتهم فلم نتعلم.. بل إن الذين كانت الدروس سياطا على أجسادهم نسوا هم أنفسهم ما نزل بهم من دروس فكرروا ذات الأخطاء التي ارتكبوها في شبابهم!

ما المانع أن نكون واقعيين لمرة واحدة في نهاية هذه الجولة المريرة من الثورة؟!
لماذا يرفض البعض أن يعترف أن الحل العملي (أكرر: العملي) الوحيد الآن هو دعم محمد مرسي في الانتخابات أمام شفيق، فمهما كان الموقف من مرسي وفكره وتياره وسياسته فهو شريكنا في السجن والاضطهاد والتعذيب، وهو الآن أمام القاتل السجان الجلاد!
يريد البعض أن يقاطع أو أن يبطل صوته.. لا بأس، يمكنني أن أقضي الأيام والليالي استمع إلى الدوافع الوجيهة ووجهات النظر الرائعة، لكن الذي يسيطر على كل هذا أنها "دوافع" و"وجهات نظر" تحوم في عالم الفلسفة ولا تقدم حلولا عملية (أكرر لمرة أخرى: عملية)!

لا بأس أن تسجل موقفك بما تشاء من الطرق، وأن تعاقب مرسي وتياره بما شئت من مقالات وبيانات ووجهات نظر.. لكن الحقيقة التي يحسن ألا تنساها أنك لا تعاقب مرسي فقط، بل تعاقبه بالتمكين لشفيق –ممثل النظام المجرم- وهو ما يعني أنك تختار عقاب نفسك في مرحلة تالية.. إن المستبد لن يحترم أنك سجلت اعتراضك على منافسه فأبطلت صوتك أو قاطعت قبل أن يفكر في سحبك من البيت إلى السجن، ولن يكون عقابك لمرسي دافعا له أن يفكر قبل أن يهتك عرضك في أحد أقسام الشرطة!

نحن واقعيا بين اختيارين اثنين، ولقد ثبت منذ ظهور النتيجة عجزك عن تقديم أي فعل ثوري مؤثر.. حتى بعد أن أهدى الله لك واقعة الأحكام المستفزة على مبارك، لقد دخلت النخبة الفاشلة على الخط ووضعت الاشتراطات، وجاء البرادعي من الخارج، ثم اختلفوا وانفض جمعهم ولم يسفر عن شيء.. ليس هذا لأن الإخوان شياطين، بل لأن السياسيين في بلادنا فقراء في الفهم أو في الإخلاص، تضخمت نفوسهم حتى ود كل واحد منهم أن يصوغ الحال على هواه فإن لم يكن كما أراد استعلى عليه وبدأ في السب والشتم وقدم النصائح المتعالية ثم انصرف لا يلوي على أحد!

الواقع أنك لا تملك فرض البديل الثالث، يمكنك أن تعيش حالة الإنكار النفسي حتى يقتحم جنود شفيق بيتك، ثم يكون أكثر مناك وقفة عشرية أمام نقابة الصحفيين أو مقر النيابة العسكرية، ولا أكذبك: ربما يكون الأمل حينها منصبا على صفحة فيس بوك "فري فلان" أو هاشتاج على تويتر بنفس الاسم.
***
الانتخابات مزورة.. تجري في ظل المجلس العسكري.. اللجنة الفاسدة تتحكم فيها.. ستنتهي لصالح شفيق.. وإذن: فالمعركة محسومة ولا داعي لخوضها أو لإضفاء الشرعية عليها!
هنا يفوتك عدة أشياء:
1. الشرعية مضفاة عليها بالفعل، إن لم يكن بقوة النظام الذي يمتلك السلاح والإعلام، فبقوة من قرروا المشاركة.. لئن لم تستطع إقناعهم بحل المقاطعة وإبطال الصوت إلى الحد الذي ينسف فكرة المشروعية، فكن معهم في المواجهة.. لا تكن وجها آخر للنخبة التي تريد أن يسير الكون على هواها وإلا اعتزلوه!


2. تزوير الانتخابات يكون أصعب كلما كانت المشاركة الشعبية أعلى وأقوى وأكثر كثافة، فهذه المشاركة ليست مجرد أصوات بل هي تعبير عن اليقظة الشعبية واستعداد التيار العام لتقرير اختياره وحماية إرادته.

3. المجلس العسكري ليس إلها لكي يقول: "كن فيكون"، ولا حتى المجلس العسكري يستطيع الوقوف بقوة أمام تيار شعبي لديه الإصرار على إنجاز هدفه، ولو أنه يستطيع إنجاز ما يريد لما كنت ترى الآن انتخابات تجري بالفعل، بل هذه الانتخابات هي إنجاز ثوري تم انتزاعه بالقوة في محمد محمود!

4. اللجنة الفاسدة.. لقد ذهب ضحيتها أكثر من ثلاثمائة قتيل وعدد غير معروف من المصابين والمعتقلين في أحداث العباسية، من المؤسف أن كثيرا من الثوريين وكل النخبة الفاشلة والإسلاميين النظاميين كانوا ضدها لأنها أراحتهم من المنافس القوي "أبو إسماعيل".. بواقعية شديدة: كانت الأغلبية مع اللجنة الفاسدة وضد المرشح المظلوم وأنصاره ومن انتصر لهم، فوصلنا إلى الأزمة الحالية.. من الرجولة أن تدفع ثمن اختيارك إلى النهاية لا أن تنسحب في منتصف الطريق لتندد بأن اللجنة فاسدة.

5. المشاركة الشعبية العالية هي في حقيقتها فعل ثوري، أو تحضير لفعل ثوري في حال زورت الانتخابات.. المقاطعة أو إبطال الصوت هي من تساهم في تسهيل التزوير ثم ستساهم في تفتيت أي فعل ثوري ضد التزوير بمنطق "ألم نقل لكم" و"لو كنتم معنا لاختلف الأمر".
***

واقعيا: نحن في الجولة الأخيرة.. نحاول ما استطعنا ثم ننتظر رحمة الله تعالى.
فإن نصرنا الله فبفضله وعفوه وجبره لعثراتنا وزلاتنا وأخطائنا، وإن عوقبنا فبعدله وبأخطائنا.. وفي مصر متسع لمزيد من السجون والقبور! ليسجل التاريخ قصة ثورة أخرى فاشلة

كتبها م. محمد إلهامى في 6/10/2012 11:04:00 م

__________________________________________________ _______________________________


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 08:53 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.