بوابة الثانوية العامة المصرية

كل ما يحدث في التعليم لا يخرج إلا عن كونه قرارات عشوائية بدون أي دراسات أو أبحاث، رغم أن هذه القرارات تحمل بين يديها مستقبل الأمة.

منذ يومين ومثل كل عامٍ يمنح وزير التعليم منحة عيد الفطر المبارك للعاملين بديوان الوزارة وكأن الوزير مثله مثل غيره يُرضي من يعمل حوله أما باقي المُعلمين الذين يحملون الرسالة ويقفون علي أقدامهم داخل الفصول فلا نصيب لهم ولو حتى بالقليل . اثنان ونصف مليون جنيه وقّع عليهم السيد الوزير منحة للعاملين بالديوان ، هذا الوزير الذي خرج علينا بشعارات مثل حق المُعلمين في كادر حقيقي وغيرها من مسكنات لا تسمن ولا تغني من جوع.

هذا الوزير الذي جاء بعد تولي الرئيس المنتخب وتشكيل الحكومة المرتقبة الذي أول ما فعله هو إرضاء من يعملون بديوان الوزارة وتناسى مثلما نسى الرئيس حتى الآن شعارًا من شعارات الثورة لا أهم منه عند الشارع المصري وهو العدالة الاجتماعية والمساواة .

عندما بحثت عن السياسة التي تتبعها وزارة التربية و التعليم في إدارة وزارة ومؤسسة ومنظومة هي الأهم في حياة الشعوب لم أجد إلا شعارات مكتوبة علي جدران المدارس ، شعارات أدت إلى انتشار الدروس الخصوصية وهروب الطلاب من المدارس ومُعلم يحمل هم يومه ومصروف مواصلاته وطعام أطفاله .

عندما سألت أحد المعلمين الذي أمضى عشرين عامًا في مهنة التدريس وخرج من تحت يديه آلاف الطلاب عن راتبه أجاب بأنه يحصل علي ألف من الجنيهات وله من الأطفال ثلاثة ولا أعرف حقيقة كيف نطالب مثل هذا المعلم أن يتوقف عن الدروس الخصوصية ونحن نرى ونعرف أن العامل في شركات ووزارات أخرى يحصل علي أضعاف هذا الراتب بل والأغرب والذي لا يحدث إلا في مصر هو أن المعلم الذي تتم ترقيته يقل راتبه لا يزيد.

أي دولة هذه التي تمنح الحوافز أضعاف أساسي الراتب والطبيعي أن الحافز هو جزء من الراتب لا العكس ولكن نحن نعيش في مصر بلد المعجزات.

نادينا بها ونحن نملأ الشوارع منذ عامين ومازلنا وسنظل نرددها " العدالة الاجتماعية والمساواة والعدالة في التوزيع وتوزيع موارد الدولة " وغيرها من شعارات خرجت منذ الثورة وللأسف لم يتم تنفيذ منها أي شيء فلم نري حد أدنى أو أقصى للأجور ولم

نرى حتى الآن إلا فئات تحصد الآلاف كل شهر وفئات مثل معلمي مصر تحصل علي الفُتات.

لا أستطيع ولا يستطيع أحد أن يتجاهل معلمي المدارس الخاصة التي تتعامل معها وزارة التربية و التعليم وكأنها مدارس في دولة أخرى ومعلموها لا ذنب لهم إلا أنهم عملوا بها وعليهم أن يتحملوا الإهانة والاستهتار بمرتباتهم ومصيرهم المتروك في يد صاحب المدرسة .

في وزارة التربية والتعليم المصرية ما يسمى بمعلمي العقود والعقود المميزة والعقود العادية و المؤقتة فتجد معلم يحصل علي مائة وخمسين جنيهًا وآخر يحصل علي ثلاثمائة جنيهًا ولا أعرف كيف يمكن لهذا المُعلم أن يعيش أو يُنفذ المطلوب منه في عمله وهو يحصل علي راتب لا يكفي لشراء ساندوتش فول وطعمية كل يوم .

سيادة رئيس الجمهورية نحن نعلم ما يواجهك من مشكلات ونحن معك طالما أقمت العدل فلا تنسي وسط ما تواجهه أن أهم ما طالَبت به الثورة هو العدل والمساواة ونحن نطلب فوق هذا أن تهتم بمعلمي مصر فهم أساس تقدم هذه الأمة ولا أسباب يمكن أن تصبح مقبولة لتأخر تطبيق كادر المعلمين الذي كان معروضًا علي وزارة الجنزوري ولم تنفذه ثم أتت وزارة قنديل ليهرب وزير المالية من الاجتماع الذي جمع رئيس الوزارة ووزير التعليم ويبدو أن الوزراء في مصر قد اعتادوا علي الهرب من الأبواب الخلفية .

أخيرًا كل عام وكل معلمي مصر وكل مصر وشعب مصر بخير وسلام ، كل عام ومصر بخير بمناسبة عيد الفطر المبارك أعاده الله عليكم بالخير واليمن والبركات