![]() |
نبينا " صلى الله عليه وسلم" وجوامع الكلم
|
أسلوب خاص علمًا بأن سيد البلغاء، وسلطان الفصحاء وممثل الحكمة إضافة إلى كنـز العلم الإلهي الذي لا ينفد كان كثيرًا ما يوجه إليه العديد من الأسئلة، وكان هناك العديد من المسائل والمشاكل والمعضلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي كانت تنتظر الحل والأجوبة الشافية من لدن رسول الله " صلى الله عليه وسلم" . فكان " صلى الله عليه وسلم" يقوم بإيفاء حق وظيفته النبوية هذه لأن القلب المحمدي الصافي كان المرآة المجلوة لعكس العلم اللانهائي، ومركزه ومنـزله ومهبطه وحديقته وبستانه. فكان يقوم بشرح القرآن الكريم فيقيد المطلق، أو يطلق المقيد، أو يخصص العام، أو يعمم الخاص، وذلك باستعمال أسلوبه الخاص وبيانه الفصيح علاوة إلى تبليغ رسالة القرآن. فهذه هي مهمة الرسول المبعوث إلى الناس كافة. وما كان بإمكان أي مصلح ومجدد ومرشد للإنسانية جمعاء ومبلِّغ للناس أجمعين إلا أن يكون هكذا. تلفيق الاتهامات في العهد الذي شُرِّف فيه النبي " صلى الله عليه وسلم" بشرف النبوة كانت الفصاحة والبلاغة أروج شيء في سوق الجاهلية، فقد كانت هذه الأمة- التي حكمت فيما بعد العالم بذكائها ودرايتها- أمة أديبة، لذا، فقد سحرها ما سمعته من الرسول " صلى الله عليه وسلم" من تلاوة للقرآن الكريم أو من حديث أو خطاب، واستمعت إليه مذهولة مفتونة به ومعجبة بما تسمعه منه، أما هو " صلى الله عليه وسلم" فقد فرض نفسه عليهم في كل فرصة، ولم يجد أعداؤه ما يَصِمونه به أو ما ينتقدونه به، ولو فعلوا هذا أيْ لو قاموا بتقديم أقل اعتراض أو نقد لما تأخر خصومه الموجودون حاليًّا من تناول ذلك الأمر وتضخيمه وتكبيره وإيصال ذلك إلى كل شخص وإلى جميع أنحاء العالم من أجل إزالة محبته من النفوس. وأمثال هؤلاء لا يتورعون عن تلفيق أحقر الاتهامات وأرذل الافتراءات حوله، ولكنهم مع تفتيشهم هذا لا يجدون شيئًا ضده، وأمام بيان رسول الله " صلى الله عليه وسلم" وفصاحته وقوة تعبيره لم يستطيعوا أن يقولوا له حتى ما قاله فرعون لسيدنا موسى عليه السلام. إن صوت من قال: «أدَّبني ربي فأحسن تأديبي» يهدر من فوق ذروة سامقة بشكل لا يملك معه الأصدقاء والخصوم سوى الشعور بالاحترام والإعجاب والتوقير له ولبيانه المملوء فصاحة وبلاغة. سماء المعرفة أجل، لقد كانت سُنَّته من الأمس حتى اليوم منبع المجتهدين الذي لا يضل وباب العلم الفسيح، والجناح القوي للسابحين في سماء المعرفة والنبع الصافي الرقراق لإلهامات الأولياء والأصفياء. فخلاصة علوم الشريعة، وكل طرق الصوفية وكل العلوم الكونية وأسرار القلب والوجدان نابعة من النبع الصافي لجواهر كلامه النوراني. لقد بَيَّن بيانًا واضحًا كثيرًا من المواضيع اعتبارًا من بدء الخليقة وخلق الإنسان وانتهاءً إلى يوم القيامة، يوم يساق المرء إما إلى الجنة أو إلى الجحيم... وتحدث عن القلوب المتفتحة للمعارف الربانية، وعن مشاهدتهم جمال الله في الآخرة.. عن الإيمان والعقائد.. عن أدق تفاصيل العبادات.. تحدث في مواضيع عديدة، واستعمل في كل موضوع اللسان المناسب والبيان المناسب إلى درجة أننا إذا استثنينا القرآن فلن نجد بيانًا مثل بيانه ولا فصاحة مثل فصاحته. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ الهوامش 1- المسند للإمام أحمد، 2/250، 412، كنز العمال للهندي، 11/142. 2- البخاري، الجهاد 122؛ مسلم، المساجد 6؛ وانظر: كنزل العمال للهندي، 11/425. 3- البراق: المركب الذي ركبه الرسول " صلى الله عليه وسلم" في أثناء إسرائه ومعراجه. (المترجم).ِ المصدر : مجلة الوعي الإسلامي |
اللهم صلى وسلم عليك يا سيدى ياحبيبى يارسول الله
|
اللهم صلى وسلم عليك يا حبيبي يا رسول الله
|
جزاكم الله خيرا استاذي الفاضل الشيخ اسامة ************* ************************** |
صلـــــــــــ الله عليه وسلم
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 07:17 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.