![]() |
هل نحن مهيئون لتطبيق الشريعة الإسلامية في مصر الآن؟
هل نحن مهيئون لتطبيق الشريعة الإسلامية في مصر الآن؟
لو قلت غير مهيئين لنالتني نعال البعض منكم قبل ألسنتهم، ولا ألومهم إن فعلوها، وحاشا لله أن أتمحك في أننا غير مهيئين لذلك، وأجعلها شماعة التسويف لتطبيق شرع الله تعالى، وأنا موقن من كل ذرات قلبي أنها حكم الله جل في علاه الذي رضي لنا تلك الشريعة، وأمرنا بتطبيقها كما رضي لنا الإسلام دينًا بعد أن أتم علينا الدين، وهو سبحانه الذي يعلم أنها هي الصالحة والمُصلِحة لنا في كل زمان ومكان حتى يرث الله الأرض ومن عليها. ولساني يتلو الآية الخاصة بها مجودة ومرتلة آناء الليل وأطراف النهار، وقلبي يوجل منها وجلدي يخشع لها، وقد تذرف عيناي الدمع: "أفحكم الجاهلية يبغون؟ ومن أحسن حكما لقوم يوقنون"؟ ولو قلت نعم مهيئون ومن الآن وهيا واليوم قبل الغد لكنت مغالطًا لنفسي وربما للبعض منكم؛ لما يحتاجه التطبيق من قوانين شرعية ترتب كل أمور الحياة دينًا ودينا وعلى جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والتربوية وقبلها القانونية والقضائية، وللأسف لم نفلح منذ سنة في صياغة دستور بشري بالرغم من وجود فقهاء القانون كلهم في مصر، فكيف بتقنين شريعة الله بتفصيلاتها وتفريعاتها؛ لتكون دستورًا إلهيًا لشعب يريد ذلك ويتمناه وينادي به ويتظاهر من أجله.. إننا نعيش في ظل "أتون" مشتعل في مصر اسمه "كره الشريعة" وهذا الذي يجعل اللغط حول التطبيق يزيد والتفلسف من أصحاب الأهواء يزيد وتصبح القضية وكأنها مسألة ثقافية نناقشها في وسائل الإعلام بسطحية تارة وبوجهات نظر نرفضها لو خالفت هوانًا، ونشيد بها لو صبت في الرفض المغلف بمعسول الكلام والمزوق بزخرف القول والتحجج بأن الظروف لا تسمح "الآن" وليت شعري متى يأتي هذا "الآن" ونحن ننتظره منذ قيام الثورة الأولى 1952م وحتى الثورة الثانية 2011م أي ستين سنة من عمر الزمان. استمعت لأحد الفضلاء وهو يبرر دعوة تطبيق شريعة الله، وأن معرفة فقه الحدود وضوابط الحدود وتطبيق الحدود مهم وكأنه يتلمس العذر لمن يتحججون بعدم التطبيق ويضرب الأمثلة بفاروق الأمة في أمثلة عدم تطبيق الحد في ظل ظرف أو ظرفين رأى عمر لا يأخذ بالشبهات وآثر أن يخطئ في عدم تطبيق الحد بالشبهة أحب إليه أن يخطئ في تطبيقه مع عدم الشبهة وقد فات على الشيخ الأجل أن الفاروق عمر كان يتحاشى تطبيق الحد في ظل ظروف وجود الشبهة في ظل تطبيق الشريعة كلها على المجتمع الذي يعيش فيه وعلى المجتمعات الأخرى التي تتبعه في مدن وأمصار عديدة وشاسعة أي أن الأصل وهو تطبيق الشريعة قائم لكن فقه عدم تطبيق الحد على شخص ما في ظل ما يدرأ هذا الحد بوجود شبهة تحوم حول التطبيق؛ انطلاقًا من القاعدة التي تقول: "ادرؤوا الحدود بالشبهات". لا يوجد مؤمن بالله لا يرضى تطبيق شرع الله لأنه يتعبد الله بذلك ويراه دينًا، ولا يوجد غير مسلم عاقل لا يرضى بتطبيق شرع الله؛ لأنه يعلم أنه سيبات آمنًا في سربه، مطمئنًا على نفسه وولده وماله وأهله، وهي غاية ما تتوخاه قوانين البشر التي لم يفلح أساطين القانون البشري في إعداده وصياغته ولا "ترزيتهم" أحيانًا في تفصيله حسب المقاس أو "رفيه" أو "ترقيعه" إن لزم الأمر. السؤال الذي يشغل الكثير إسلاميين وليبراليين: من هو الذي سيطبق الشريعة؟ الأنظار كلها تتطلع للحاكم والحاكم عندنا هو الرئيس والرئيس رجل مسلم ومتدين وكان ينادي بها ولعله لا يقل حماسًا في الدعوة للتطبيق للشريعة فما الذي يمنعه من ذلك والحماس لديه والشعب وراءه يريد ذلك؟ هل خوفه من الكارهين للصوت الإسلامي المتربصين له بالمرصاد في قوله وفعله وتحركاته أن يزيد كرههم له؟ هل لأنه تراجع في أمور كان يراها أنها من اختصاصه وأن قراراته كان صائبة ثم تبين له أنه أخطا مثلًا أو على الأقل تراجع من أجل المصلحة الوطنية؟ هل لأن تطبيق الشريعة الأمل الكبير له ويخشى أن يأخذ فيه قرارًا متعجلًا فتحدث أخطاء في التطبيق فيلومه الناس بعدم دراسة الأمر بعناية وتؤدة فيتهمونه بأنه أضر بالشريعة من حيث أراد النفع بها وأنه وأنه وأنه؟ ◄◄آخر كبسولة: ◄ تحقق وزارة الداخلية في واقعة قيام (إسلام ز م ) أمين شرطة بالإدارة العامة للمرور بـ "سب الدين" لنجل الرئيس أحمد محمد مرسي، وذلك أثناء سيره على طريق منيا القمح - الزقازيق. = لا أظن أن الخبر صحيح؛ لوجود شبهة تدرؤه وهي وجود ابن الرئيس هذا في السعودية إلا إن كان الرجل قد نزل إجازة في مصر وحدث معه هذا الموقف، وإن كان صحيحًا فليؤدب أمين الشرطة الذي يناقض اسمه تصرفه وسلاطة لسانه، بما يستحقه كل من يسب دين الله تعالى علانية سواء كان يقصد ابن الرئيس أو حتى لابن زنا؛ فدين الله أكبر وأجل من تلك الألسنة العفنة التي لا تراعي لله حرمة ولا لدينه قداسة. دمتم بحب محمد خضر الشريف |
جزاكم الله خيرا
استاذي الفاضل لنقل المقال ************* *********** |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 04:16 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.