![]() |
جماعة الإخوان المسلحين
http://dostor.org/images/stories/bat.gif
جماعة الإخوان المسلحين الثلاثاء, 11 ديسمبر 2012 13:21 http://dostor.org/images/cat_images/cat_91.jpg ثروت الخرباوى كتبت من قبل وصرخت بأعلى صوتى، احذروا هناك نظام خاص مسلح داخل جماعة الإخوان، وهذا النظام هو جيش من المدنيين تم تدريبهم على القتال عبر سنوات ماضية، وتم مسح عقولهم حتى أصبحوا مسوخاً بشرية لا عقل لها ولا قلب فيها، كما سبق وأن حذرت من حرب أهلية تشنها جماعة الإخوان للحفاظ على الكرسى، جماعة الإخوان التى نراها الآن لا تعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنها فقط تتبع سنة سيدهم «نيرون» الذى حرق روما، وما حدث من ميليشيات الإخوان يوم الأربعاء الدامى فى غزوة «قصر الاتحادية» هو من بشائر تلك الحرب الأهلية، ولعلكم شاهدتم أفراد الجماعة المنظمين وهم يجرون فى خطوات عسكرية منتظمة وهم يصيحون سوياً صيحات حماسية، ثم قاموا بالهجوم العسكرى على الثوار فسقط قتلى وسالت دماء، وهو نفس الأمر الذى حوكم من أجله الرئيس المخلوع مبارك، ويبدو أن الرئيس مرسى يسير على خطى مبارك لا يحيد عن طريقه قيد أنملة، مبارك كان مسئولاً ومرسى يجب أن يكون مسئولاً، فسياسة الكيل بمكيالين تتقنها التنظيمات الفاشية لكنها ليست من مناهج العدالة، وإذا كانت الأنظمة السابقة فشلت فى القضاء على الإخوان فإنهم وبأيديهم نجحوا فى القضاء على سمعتهم فأصبحت الجماعة تستحق عن جدارة لقب «عدوة الشعب» فالشعب المصرى يكره الجماعات التى تمارس العنف وسيلفظهم الشعب لأنهم جسم غريب عليه . والنظام الخاص الذى هو جيش الجماعة والذى يمارس العنف له قصة، فقد رأى حسن البنا أنه ضرورة لابد منها، والضرورات تبيح التنظيمات المسلحة، ومع ذلك كانت الجماعة فى تلك الفترات، من أواخر الثلاثينيات إلى أواخر الأربعينيات، جماعة مستضعفة تحاول أن تخرج من الشرنقة، كانت هذه المرحلة هى مرحلة الكر والفر، المناورة والمداراة، اللعب بالسياسة، واللعب على السياسة، استطال النظام الخاص، وقتل واغتال، النقراشى، الخازندار، تفجيرات، محاولة نسف محكمة مصر، فقدت الجماعة أعصابها وانطلقت متمردة لا تلوى على شىء، وما إن كشرت عن أنيابها حتى كشر الملك عن أنيابه، خرجوا من الشرنقة ليدخلوا السجون، وبعد اغتيال البنا ظلت الجماعة تائهة، كانت على وشك الانقراض لولا أن الملك فاروق أعطاها قبلة الحياة مرة أخرى، فالسياسة ليس لها عاطفة، وإذا لم تستطع القضاء على جماعة ما فالأحسن لك أن تسيطر عليها . وبثورة يوليو ظنت الجماعة أنها وصلت إلى التمكين، وعاشت فى نشوة الحلم عامين، ولأنها ضعيفة فى السياسة فإنها استحقت «صفر من عشرة»، سقطت الجماعة فى بحر طموحاتها ورعونتها، استقوت على الضباط الأحرار، ومن يستقوى على السلاح لا ينتظر النجاح، ودخلت الجماعة من جديد إلى السجون، ليتوقف الحلم فى فاصل ثم نعود، وبعد الفاصل تعود الجماعة فى عهد السادات، ونبدأ السطر من أوله، فترة راحة ونشوة وحلم بالتمكين، وصفر على عشرة فى السياسة، ومن حلم التمكين إلى الصدام، لنعيد الدرس من الألف إلى الياء، لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين والكّيس بالشدة على الياء من دان نفسه ولكن الإخوان لا يدينون أنفسهم، الخطأ دائماً من الآخرين . وتانى تانى تانى، راجعين لنفس السيناريو الذى أصبح مملا ومحفوظاً من كثرة التكرار، والتكرار يعلم الشطار، ولا شاطر فى الإخوان وقتها، ونعود إلى الحلم فى عهد مبارك، وحلمك ياشيخ علام، حلم التمكين، والتمكين يجب أن يسبقه الفتح، والانتخابات البرلمانية هى حلم الفتح، فى أول عهد مبارك صلح وسمن على عسل وسياسة الضوء الأخضر وصلات واتصالات، وفى منتصف عهد مبارك أبواب مغلقة وسوء تفاهم وصدام ومحاكم عسكرية وسجون، ليعود الإخوان إلى الشرنقة، ولكن مساحة الحرية فى العالم، ذلك العالم الذى أصبح مفتوحاً للجميع، تسمح للإخوان بمساحة من الهواء وكمية من الضوء لا بأس بها، والبرلمان هو بوابة الهواء والضوء، والنقابات هى وسيلة الإخوان للحصول على شرعية والتحرك الجماهيرى، ومن النقابات كان الفتح، ولا بأس من من بعض المقاعد فى البرلمان، قليل من المقاعد تُصلح معدة النظام وترضى شبق الإخوان، ولكن الحلم مساحته ممتدة، ليس الخلافة فقط ولكن تسيّد العالم . وندخل إلى عهد جديد، عهد الثورات، ثورات الربيع العربى، من تونس، إلى مصر، ومن مصر إلى ليبيا، ومن ليبيا إلى سوريا واليمن، وهلم جرا، نأتى إلى ثورة يناير، طبعاً وفقاً للمعروف هى ثورة لم يقم بها الإخوان ولكنهم انضموا لها عندما استيقنتها أنفسهم أنها من عند الشعب وأن مآلها النجاح، وكانت الثورة بالنسبة للإخوان هى الفتح، إنا فتحنا لكم بلداً طيباً، وأصبح الإخوان فى المشهد كله، من أول الاستفتاء على تعديل الدستور إلى مساحة الحرية وتأسيس حزب شرعى يدمجهم فى الحركة السياسية والحياة المدنية، ومقرات للجماعة تسد عين الشمس فى كل مكان وكل حى، مصر مفتوحة أمامكم، بالأحضان يامصر، ومن الحضن ما خنق، وما بين الخانق والمخنوق عشرة عمر . وفى مصر سالت الملايين من جنيهات الإخوان فى انتخابات البرلمان، كله يهون والانتخابات تتم، لا أهمية فى مصر لأى شىء آخر، الانتخابات دونها الموت، فها هو حلم حسن البنا يكاد يكتمل، صيحات شباب الإخوان على شبكة الفيس بوك تتصاعد إلى عنان الإنترنت فرحاً وصخباً، لن يوقفنا التحرير وثواره عن حلم العمر، البرلمان هو كعبتنا والموت فى سبيل العضوية أسمى أمانينا، فالبرلمان بالنسبة لهم بداية فتحهم لمصر تلك الكلمة التى كررها الرئيس مرسى وقت الانتخابات، وفتح مصر كان وثيقة لخيرت الشاطر، وفتح مصر حالياً هو خطة الإخوان المرئية للجميع لم ينكروها بل يؤكدونها، ولعلكم لم تضعوا الخطوط الحمراء تحت عبارة قالها الرئيس مرسى حينما كان رئيساً لحزبهم وقت الانتخابات البرلمانية إذ قال فى بيان له : لا تنزلوا من جبل أُحد فما زالت الغزوة قائمة، لا تبحثوا عن الغنائم الآن !!! . وبهذا نعرف أننا كلنا خارج دائرة الإسلام وهم أهل التوحيد !! حتى لو حدثت بعض تجاوزات فى الانتخابات «فلا شىء يهم» على رأى الراحل إحسان عبد القدوس، فى عهد مبارك التجاوزات جريمة يجب من أجلها حل مجلس الشعب وإعادة الانتخابات سبع مرات، وتجاوزاتهم التى شهد بها العالم «قليل من الماء يطهرها» تزوير مبارك كفر وتزويرهم قربى لله !! . وبعد انتخابات الرئاسة وحينما بدأ الرئيس يترجم فاشية الجماعة إلى قرارات سياسية كان لابد للنظام الخاص أن يظهر على السطح ليرهب القوى الثورية، وقد ظهر ولن يختفى وسيكون مثل الحرس الثورى الإيرانى، وهنيئاً لنا تنظيماً مسلحاً فاشياً منهجه الوحيد هو الحديد والنار، ولكننى أثق أن النار ستلتهمهم |
فى رحاب دولة الإخوان التكفيرية
الثلاثاء, 14 أغسطس 2012 01:10 http://dostor.org/images/cat_images/cat_91.jpg بقلم ثروت الخرباوى رحم الله أساتذتنا الذين كانوا يقولون: من نظر إلى الناس بعين الدعوة رحمهم، ومن نظر إليهم بعين الدعوى رجمهم، فانظر لحالك كيف تنظر للناس أقل لك من أنت، الداعية يحب كل الناس مهما اختلفوا عنه ومعه، يدرك أن الاختلاف طبيعة البشر، ولا يزالون مختلفين، أما السياسى فهو الذى ينظر للناس بعين الدعوى، هو صاحب قضية، والقضية لها أطراف، وخصوم، ونزاع، الدعوى خصومة، والدعوة أمومة، ويوم أن تركت جماعة الإخوان الدعوة واحترفت الدعوى، انهال تكفيرها على رءوسنا . التعبيرات والمصطلحات التى يستخدمها أفراد جماعة الإخوان منذ حقب تدل على أن التكفير تغلغل فى قلب الإخوان وسيطر عليه، وأذكر أننى عندما تركت الجماعة لاختلافى معها فى الرأى، باغتنى كثير من الإخوان بعبارات التكفير والتخوين حتى إن أحدهم قابلنى ذات يوم، وعندما تناقشنا فى اختلافى مع الجماعة قال لى: هل تظن نفسك مسلماً بعد أن خرجت من الجماعة ؟ وكان أن تجاهلته ولم أرد عليه، وقلت فى نفسى إن قوله يدل على غلواء التطرف وضيق الأفق، وانصرفت إلى حال سبيلى، ومع مرور الأيام إذا بهذه العبارة عينها تواجهنى كلما تحدثت مع أفراد من الجماعة، إلا أننى ولكى تكتمل دقة القول أقول إن بعض الإخوان كانت لديهم رحابة فكر، يرحبون بالاختلاف ولا يضيقون منه أو يكفرون صاحبه. ولأننى تعودت على إعادة قراءة الكتب التى قرأتها من قبل، إذ إن المراحل الفكرية والذهنية التى يمر بها الإنسان تتغير وتتطور، وقد يجد الواحد منا فى كتاب قرأه منذ زمن أفكاراً لم ينتبه لها عند القراءة الأولى، فكان من البديهى أن أعيد بعد أن تركت الإخوان قراءة كتب رموز ومفكرى الحركة الإسلامية، فوقع فى يدى كتاب «من ملامح الحق» للشيخ الغزالى وكنت قد قرأته فى مرحلتى الجامعية، فرغت من قراءة الكتاب فى ساعات إلا أننى لم أفرغ من التفكير فيه لحد الآن، وكان مما أذهلنى فى الكتاب تلك الفقرة المؤلمة التى تؤكد أن للأنواع أصلاً، وللتكفير منبتاً. يقول الشيخ محمد الغزالى فى كتابه (ولقد عجبت لخلاف وقع بين شباب الإخوان المسلمين أثاره بعضهم بتشاؤم، هو: هل نحن جماعة المسلمين أم جماعة من المسلمين ؟ والإجابة عن هذا السؤال لها نتائج ذات بال، بل نتائج ترتبط بها صيانة دماء وأموال! فإن الذين يحسبون أنفسهم جماعة المسلمين يرون مخالفة الأستاذ حسن الهضيبى ضرباً من مخالفة الله ورسوله، وطريقاً ممهدة إلى النار وبئس القرار! وقد كنت أسير مع زميلى الأستاذ سيد سابق قريباً من شعبة المنيل، فمرّ بنا اثنان من أولئك الشبان المفتونين وأبيا إلا إسماعنا رأيهما فينا وهو أننا من أهل جهنم! وصادف ذلك منا ساعة تبسط وضحك فمضينا فى طريقنا وقد سقط طنين الكلمة النابية على الثرى قبل أن يتماسك فى آذاننا… فمن المضحك أو المبكى أن يخطب الجمعة فى مسجد الروضة عقب فصلنا من المركز العام من يؤكد أن الولاء للقيادة يكفر السيئات، وأن الخروج عن الجماعة يمحق الفضائل، وأن الذين نابذوا القيادة (يقصد المرشد للجماعة) عادوا للجاهلية الأولى لأنهم خلعوا البيعة !! تغلغل هذا الضلال فى نفوس الناشئة حتى كتب بعضهم لأخ له من قبل يسأله: هل تظن نفسك مسلماً بعد ما خرجت من صفوف الجماعة ؟). كانت بذرة التكفير إذن قد دخلت إلى الجماعة وقت أن اشتد الخلاف على البيعة للمرشد الثانى حسن الهضيبى، ثم نمت هذه البذرة واشتد عودها بعد أن أدخل سيد قطب فى الجماعة فكرة « الأمة الجاهلية والأمة المسلمة» ثم نزع الإسلام ممن يحكمون بغير ما أنزل الله، أو يقبلون الحاكمية لغير الله، وهو الفكر الذى وصفه الدكتور القرضاوى بالفكر «المتطرف» الخارج عن فقه أهل السنة والجماعة، ومن أسف فقد أصبح هذا الفكر هو المسيطر على الجماعة حالياً بعد أن تولى مقادير الجماعة تلاميذ سيد قطب «بديع وإخوانه»، وإذا انتقلنا من ذلك التكفير الذى تم إشهاره فى وجه الشيخ المجدد محمد الغزالى، وذلك التكفير الذى أشهره القطبيون فى وجه المسلمين، سنجد أن الصورة لم تتغير كثيراً عند بعض كبار شيوخ الإخوان، فما أسرع وأبأس الفتاوى التكفيرية التى خرجت من كبار شيوخ الإخوان، والتى ما زالت تؤدى دورها فى تضليل عقول الشباب الإخوانى الذى تعود على السمع والطاعة والثقة فى القيادة . فالكاتب الإخوانى سعيد حوى صاحب التأثير الأكبر فى أفراد الجماعة يقول فى كتابه المدخل إلى دعوة الإخوان المسلمين: ( إننا فى هذا المدخل استقرأنا النصوص لنصل إلى مواصفات جماعة المسلمين، وبرهنا على أنها موجودة فى دعوة الأستاذ البنا ) والأمر الواضح من عبارات سعيد حوى أنه بحث عن مواصفات « جماعة المسلمين» وضع تحت « جماعة المسلمين» خطاً، فوجدها فى دعوة الأستاذ البنا !! وكأنه بهذا التحديد قد حسر وصف جماعة المسلمين عن الكل وأعطاه فقط لجماعة الأستاذ البنا !! . الأستاذ سعيد حوى يرى أن جماعة المسلمين موجودة على سبيل الحصر داخل جماعة الأستاذ البنا، هى إذن ليست جماعة من المسلمين، ولكنها بحصر القول « جماعة المسلمين» ستجد مثل هذه الأفكار فى كتابات الأخ جمعة أمين عضو مكتب الإرشاد، وفى تصريحات الأخ محمود غزلان العنيفة التى تدل على أن الله قد نزع من قلبه الرفق، ليست هذه الأفكار مستغربة على هذا الكيان الإخوانى الجديد، فكلنا سمعنا وتعجبنا من تصريحات الأخ محمد بديع مرشد الإخوان والتى تدل على أنه رجل يعيش فى ذاته، أليس هو من تلاميذ الحاج مصطفى مشهور الذى كتب من قبل أن الديمقراطية كفر والعلمانية والليبرالية والاشتراكية شرك بالله، وكما قال بحصر اللفظ « إن هى إلا أسماء سميتموها أنتم وأباؤكم» والآن وقد تم إعلان قيام دولة الإخوان فى مصر فلم يبق إلا أن تعلموا أنكم الآن فى رحاب دولة الإخوان التكفيرية. |
معالى النائب العام.. إليك هذا البلاغ ضد مرشد الإخوان المسلمين
الخميس, 30 أغسطس 2012 18:03 http://dostor.org/images/cat_images/cat_91.jpg من أقدس الضوابط التى ترتقى بالمجتمعات ضوابط القانون، خاصة إذا كان القانون متفقاً مع دستور الأمة مُعبراً عنه مُلتزماً بقواعد العمومية والتجريد، بحيث لا يعطى حقاً لفئة ويحرم فئة مماثلة من هذا الحق، وتطبيق القانون على كل أفراد المجتمع ليس ترفاً أو رفاهية بل هو من ألزم اللزوميات حتى لا تُترك العلاقات بين الناس، عائلية أو اجتماعية أو سياسية، فوضــــى ينظمها كل فرد وفق رغبته ومشيئته متحججاً بأن مقصده طاهر. لذلك لا يجوز لشخص ما أو جهة أو هيئة أو جمعية أن تنفلت من رقابة القانون وضوابطه وأحكامه بدعوى أنها ذات غرض خيرى أو دينى أو دعوى حتى ولو وصل غرضها إلى أعلى درجات القداسة، فقداسة الفكرة لا تعطى حصانة لمن يدعيها، فالكل أمام القانون سواء، والناس سواسية كأسنان المشط، وقد يسلك «رجل الدعوة» أو «جماعة الدين» سلوكاً يصطدم بآخرين، والعصمة لله وحده، فيرده ويردها القانون إلى جادة الصواب، وربما تجمح «جماعة الدين» وهى بعيدة عن رقابة القانون وعين المجتمع فلا يردها إلى «الرشاد الدعوى» إلا القانون الذى ارتضته الأمة . هذه مبادئ لا يجوز الإشاحة عنها أو الجدال فيها، استقرت فى الضمير الجمعى للأمة، وأصبحت أعلى وشائجه، لذلك شُرِّع نظام التقاضى، وحق الإبلاغ عن الجرائم، ومن أجل ذلك كانت رسالة النائب العام ونيابته عن الأمة فى الكشف عن الاعتداء على «الحقيقة القانونية»، ولا أخالنى مغالياً إذا قلت إن مهمة النائب العام هى أشق مهام العدالة، لاسيما حين يضطرب المجتمع، وترتبك المعايير، ويختلط الحق بالباطل، وحين يتدثر الباطل بثياب السلطة تصبح مهمة النائب العام أشق وأكدى، ولكن مهما كانت المشاق فإن النائب العام يحتملها لأنه يكتسب قوته من قوة القانون، وشموخه وحسمه من تفويض المجتمع له، ومضاءه من موقعه القضائى، وعدله من رسالة الحق التى يحملها . ولأنه ليس لنا حين نرى البعض يستهين بالقانون ويزدريه ويجاهر بعدم الانصياع له إلا أن نلجأ لنائب المجتمع، النائب العام، نضع بلاغنا وأوراقنا أمامه، ونطلب منه الكشف عن جريمة ارتُكبت وما زالت تُرتكب، والتحقيق فيها واتخاذ اللازم بشأنها قانونا بحسب أنه صاحب الدعوى العمومية والمهيمن عليها، ولذلك فإننى يا سيادة النائب العام أقدم لك هذا البلاغ ضد مرشد الإخوان المسلمين محمد بديع عبد المجيد سامى يطلقون عليه المرشد العام لجمعية تسمى جماعة الإخوان المسلمين، ويشمل هذا البلاغ أعضاء مكتب الإرشاد، وقصة البلاغ يا سيدى المستشار هو أنه منذ عقود طويلة و«جماعة الإخوان المسلمين» تمارس نشاطها «كجمعية أهلية» دون أن يكون مرخصاً لها بذلك من الجهات المعنية، مخالفة بذلك أحكام القانون 84 لسنة 2002، وأصبح نشاط هذه الجمعية ظاهراً بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير بعد أن كان مستتراً وسرياً قبلها، فعمدت إلى اتخاذ العديد من المقار لها فى القاهرة وفى جميع المحافظات وأخذت فى تلقى الاشتراكات المالية من أعضا>ها والتبرعات دون أن تخضع لرقابة أى جهة مسئولة فى الدولة فبدت وكأنها دولة فوق الدولة ونظام فوق النظام، وزاد وغطى يا سيادة النائب العام أن كل سلطات الدولة وقفت بكل قوتها تدافع عن أمن هذه الجمعيات المخالفة للقانون والتى تمارس نشاطاً يعاقب عليه قانون العقوبات وقانون الجمعيات الأهلية . وحين كان النظام السابق يلاحق هذه الجمعية أمام القضاء العسكرى وفقاً للمادة 86 مكرر من قانون العقوبات كنا وقتها- وكل الناشطين فى المجالات الحقوقية والسياسية- نقف معها ونؤازرها لا بحسبها لا تخالف القانون ولكن للمطالبة بمحاكمتها أمام القاضى الطبيعى لا الاستثنائى، إذ كنا وما زلنا نرفض محاكمة المدنيين أمام القضاء العسكرى، وفى ذات الوقت كنا نختلف مع التوصيف القانونى للفعل المنسوب لأفراد هذه الجماعة وقيادييها. وكان من الأحاجى السياسية التى تواجهنا هى : لماذا تصر جماعة الإخوان على مخالفة القانون فى هذا الصدد وعدم الانصياع له وهى التى تستطيع التقدم بطلب لإشهار جمعيتها وفقاً لأحكام القانون، وحتى لو رفض النظام السابق ممثلا فى جهاته المعنية تأسيس الجمعية ففى القضاء مندوحة لها؟ ولا يستطيع أحد من جماعة الإخوان أن يشكك فى طهارة وعدالة القضاء المصرى خاصة أن محاكم القضاء الإدارى سبق وأن أصدرت عشرات الأحكام التى تنتصر فيها لحقوق هذه الجماعة، كما أنها انتصرت لها عشرات المرات ضد تغول وافتئات السلطات عليها !! . أما التكأة التى كانت تستند إليها جماعة الإخوان فهى أنها «جمعية قائمة» ولم يسبق لأى جهة أن قامت بحلها !! وبالتالى ووفقاً لمظنتها يحق لها أن تباشر أنشطتها دون أن تلقى بالاً لقوانين الجمعيات الأهلية التى صدرت بعد الجدل حول «قرار حل الجماعة» من عدمه !! إلا أن هذه التكأة فى حقيقة الأمر أوهى من أن تقف فى مواجهة «الحقيقة القانونية» فلكى يثار الجدل حول «قرار الحل» يجب أن نبحث أولاً عن قرار «الإنشاء والترخيص»، أين هو قرار إنشاء هذه الجمعية؟ وأين هو ترخيصها أصلاً؟، وما هى الجهة التى رخصت لها بالعمل؟ وتحت أى مظلة شرعية أوجدت نفسها؟ القدر المتيقن لدينا وفقاً لأبحاثنا التاريخية فى هذا المجال يشى بأن جمعية الإخوان نشأت وفقاً لأول قانون مدنى فى مصر وهو القانون المدنى الصادر عام 1875، ولم يكن هذا القانون يتطلب إجراءات ما لكى تعمل أى جمعية أهلية، ولم يكن أيضاً يفرض أى رقابة عليها، أى أن الجمعيات آنذاك كانت تنشأ بشكل عرفى ليس له صيغة رسمية، وظلت جمعية الإخوان تعمل بشكل عرفى وفقاً لأحكام القانون المدنى إلى أن صدر أول قانون للجمعيات الأهلية فى مصر عام 1945 ولم تقم الجماعة باتباع أحكام هذا القانون رغم أنه كان يتطلب إجراءات وشكليات ووسائل معينة، وإذ امتنعت الجماعة عن إشهار نفسها وفقا لأحكام القانون مكتفية بأحكام القانون العام، ملتفتة عن أن القواعد الأصولية تقرر بأن «الخاص يقيد العام» وبالتالى تكون الجماعة بلا شرعية منذ الابتداء، ولن يستطيع أى فرد من أفراد هذه الجمعية أن يقدم لجهات التحقيق رخصة إنشاء الجمعية لأنها لا توجد أصلا « والقدرة لا تتعلق بالمستحيل « . مسألة «رخصة الابتداء» هذه تغنينا عن الجدل فى «قرار الحل» من حيث الصدور أو الانتفاء، ولكن وعلى الفرض الجدلى أن «جمعية الإخوان المسلمين» حصلت على رخصة وفقاً لأحكام قانون الجمعيات الأول رقم 49 لسنة 1945، وهو الأمر الذى لم يحدث يقيناً، فإن هذا الزعم أيضاً لا يصلح لمواجهة «الحقيقة القانونية» فقوانين الجمعيات الأهلية على التعاقب كانت تتطلب من الجمعيات القائمة توفيق أوضاعها وفقاً لأحكام القانون وإلا اعتبرت جمعية منحلة، وجمعية الإخوان المسلمين رفضت توفيق أوضاعها حتى بعد أن سمح لها النظام بذلك فى السبعينيات، وحتى بعد أن تلقت ضوءاً أخضراً بهذا فى بداية حكم الرئيس السابق مبارك !! وأبواب القضاء مفتوحة على مصراعيها إذا ما استكملت أوراقها القانونية وقوبلت بالرفض . كانت القصة إذن ليست فى عدم وجود قرار بحل هذه الجمعية، ولكن أمر هذه الجماعة كشف عن أنها تريد أن تمارس أنشطتها بعيداً عن رقابة القانون، فميزانيتها التى تصل إلى المليارات من الجنيهات، والاشتراكات والتبرعات الشهرية التى تتلقاها تأبى أن تكون مرئية مكشوفة للمجتمع، وإذا كانت الموارد يجب فى عرفها أن تظل سرية فإن المصارف ينبغى أن تظل مستترة لا يعرف مسارها أحد، كما أن الجماعة التى عملت عقوداً طويلة فى سرية بعيداً عن سطوة القانون وعينه المستبصره لا تستطيع أن تفتح أوراقها وأدراجها للقانون وأحكامه . هذه يا سيادة النائب العام هى الجريمة « المكشوفة» أمام كل المجتمع والتى لا يحب أحد من المسئولين أن يحركها، وسبحان الله أتفريط هنا وإفراط هناك؟! |
الذي يقول ذللك علي الاخوان لايفهم من هم الاخوان ويريد فقط الفتنه وتشويه الاخوان
|
إخوان الهدهد أم إخوان النمل ؟
الأربعاء, 12 سبتمبر 2012 11:27 http://dostor.org/images/cat_images/cat_91.jpg فقدت جماعة الإخوان رشدها الدعوى بآفتين، الآفة الأولى هى التباهى بالكثرة والاستعلاء على الآخرين، وللحق فإن نظرة الإخوان لغيرهم لم تكن نظرة استعلاء، ولم يدع الإخوان فى مراحلهم الأولى أنهم وصاة على الأفراد والمجتمعات أو أنهم الأخ الأكبر أو الأعقل للتجمعات الإسلامية، ولكن المرشد الأول حسن البنا آمن بأهمية تنوع العمل الإسلامى وسعى إلى العمل المشترك مع الجميع وأخذ يبحث عن «المشتركات» التى يمكن الاتفاق عليها والعمل بمقتضاها كما كان حسن البنا محرضًا للإخوان دائمًا على الاندماج مع كافة مؤسسات المجتمع ومع جميع أفراده والتواصل معهم إذ إن أفراد الإخوان من أبناء هذه الأمة يدينون بدينها ويتعبدون لله بما يتعبد به الآخرون، وكانت رسائل حسن البنا دافعة لهذا المنهج إلا أن الإخوان بعد النكبات التى تعرضوا لها فى الستينيات نشأت لديهم «عقدة جمعية» وهى عقدة الانعزال عن المجتمع والشعور بالاستعلاء على الآخرين وسبب هذه العقدة هو أن الجيل المنكوب من الإخوان شعر بخطر على التنظيم وخطورة على استمراريته فعمد بعد خروجه من السجون فى بداية السبعينات إلى بذل الجهد فى إعادة تشكيل التنظيم من جديد وإلى حمايته بجميع الطرق فكان أن ورثت الأجيال الجديدة من الإخوان عقدة الخطر القادم والتى خلقت حالة من العزلة عن التيار العام للمجتمع بل وصلت الأمور إلى حد «مفارقة المجتمع شعوريًا والانحصار داخل حوزة مغلقة لا تتواصل مع الآخرين» وذلك على حد تحليل د.أحمد كمال أبو المجد فى إحدى مقالاته وانتهى د.أبو المجد إلى أن هذا الانعزال خلق فقهًا خاصًا به أسماه «فقه العزلة» أو فقه «العمل السرى» وأظهر ما يميز فقه العزلة هذا هو شدة الإنكار على المجتمع والإنكار على أوضاعه ورفض تفهم القوانين الاجتماعية التى يخضع لها المسلمون ورفض أنظمة الحكم والنظرة الفوقية للآخرين باعتبار أن هؤلاء المنعزلين وصاة على الأفراد وعلى المجتمع. تجد هذه النظرة الفوقية ظاهرة فى أدبيات الإخوان إذ يعتبر الحاج مصطفى مشهور رحمه الله فى كتابه «قضايا أساسية فى طريق الدعوة» كل من يبحث عن «القومية والوطنية والديمقراطية وغيرها من تلك المسميات ويشكل لها أحزاباً ويرفع لها رايات لتكون بديلا لشريعة الإسلام فإنه لن يصمد أمام الحق» !!. ويعقد الحاج مصطفى مشهور فى كتابه «وحدة العمل الإسلامى» مقارنة بين مجتمع الإخوان الحالى ومجتمع الصحابة فيقول «إن هناك بعض التشابه فى الظروف التى تعيشها الدعوة حاليًا والدعاة إلى الله اليوم وما كان الحال فى فترة الدعوة الأولى وذلك من حيث الحركة بالدعوة وقرب الناس من الدعوة أو بعدهم عنها فنجد الذين يفهمون الفهم الصحيح الكامل للإسلام قلة من هذه الكثرة والمقصود فى كل كتابات الإخوان أن الدعوة هى حركة الإخوان وأن الذين يفهمون الإسلام فهمًا كاملا هم الإخوان. هذا الشعور الانعزالى الفوقى جعل الإخوان لا يستطيعون التواصل مع الآخرين بالصورة التى دعو لها حسن البنا ولا يحاججنى أحد بأن الإخوان مندمجون مع المجتمع وأفراده ومتواصلون معهم بدليل خوضهم الانتخابات وحصولهم على أغلبية فى بعض النقابات ثم البرلمان ثم نجاحهم فى الرئاسة، ذلك أن هذا التواصل هو من أنواع الوصاية الفوقية فضلا عن أن الإخوان يفوزون فى الانتخابات على غيرهم لسببين الأول أنهم أصحاب خطاب إسلامى معلن يخاطب مشاعر عموم المسلمين ويستلهم طموحاتهم والثانى أنهم أصحاب فريق منظم تجاه مجموعة من الفرق والأفراد غير المنظمين. أما الآفة الثانية التى أصابت حركة الإخوان فهى تسيد مفهوم الطاعة المطلقة داخل الجماعة، فمن أركان البيعة لدى «الإخوان المسلمين» ركن الفهم وركن السمع والطاعة، وجماعة الإخوان مثلها مثل أى جماعة ذات حوزة مغلقة تسعى إلى الحفاظ على كيانها من التفتت وإلى ضمان تنفيذ القرارات الفوقية فكان أن وضع حسن البنا ركن السمع والطاعة وركن الثقة فى القيادة من ضمن أركان البيعة إذ دونهما لن تكون للقيادة أيا كان موقعها تأثير أو نفاذ، إلا أنه وضع بجوار ركن السمع والطاعة ركنا آخرا هو الفهم . والناظر لحركة الإخوان فى الحقبة الأخيرة يرى أنها تخلصت تمامًا من ركن الفهم وتحوصلت حول ركن «السمع والطاعة» وركن «الثقة فى القيادة» وقد استترت قيادات الإخوان خلف هذين الركنين فى معظم ما أصدروه من قرارات وسهل تمرير القرارات أو تزويرها وذلك تأسيسا على أن الإخوان هم «جنود الدعوة» ولذلك ليس عليهم إلا السمع والطاعة وأنهم يجب أن يثقوا فى حكمة القيادة لأنها «ترى ما لا نرى وأحيطت بما لم نحط به وأننا ننظر إلى جانب واحد فى حين أنها تنظر إلى جميع الجوانب» . وبذلك وبمثله أصبحت كلمة «إخواننا فوق» عبارة مقدسة لا يجوز المساس بها أو الاقتراب منها فـ «إخواننا فوق فى الدعوة» يرون مالا نستطيع رؤيته ويفهمون ما لا طاقة لنا بفهمه وفى وسط هذه الأجواء غاب الحق فى مناقشة القرارات قبل صدورها وتمركزت القرارات فى ثلاثة أفراد وهؤلاء الثلاثة هم «إخواننا فوق» وهم فى حقيقة الأمر ذلك الطلسم الذى استعصى حله على الجميع إذ كنت منذ نعومة أظفارى الدعوية أبحث عن «إخواننا فوق» إلى أن أتاحت لى الأقدار أن أكتشف ذلك الوهم الذى عشش فى عقول الجمهور الطيب وعرفت حل الطلسم الذى يصدر وحده تلك القرارات العجيبة دون أن يسعى لتدويرها أو مناقشتها أو أخذ الشورى شأنها متسلحًا بركن السمع والطاعة متشلحًا من ركن الفهم. وإن كانت ثقافة السمع والطاعة قد طغت فى التكوين النفسى لمعظم الإخوان حتى باتت حاكمة ومتحكمة فى تصرفاتهم إلا أن هذه الثقافة لم تنجح إلا فى عسكرة المواقف الإخوانية وابتعدت بها عن الشفافية والوضوح وأصبحت بعض الملفات الإخوانية شديدة الغموض لا يستطيع أحد الاقتراب منها مثل ملف «ميزانية الإخوان» ورواتب الإخوة المتفرعين ومخصصات بعض القادة المالية ومصير الإشتراك الشهرى الذى يدفعه كل أخ عامل والنفقات التى تنفق فى الانتخابات وغيرها حتى إن أحدهم أقسم لى إن نفقات الانتخابات فى عام فاقت ما دفعه الإخوان فى ذات العام لانتفاضة الأقصى إلا أن كل هذه الانتقادات تظل مجرد آراء لأصحابها لأن ملف «الميزانية» ظل وسيظل بعيدًا عن المناقشة. وبطبيعة الحال فإن ثقافة السمع والطاعة البعيدة عن الفهم والتى يسعى القادة إلى ترسيخ جذورها هى أبعد ما يكون عن الفهم الصحيح للإسلام.. وليس خافيًا على أحد من فقهاء وعلماء الإخوان أن هدهد سليمان ناقشه مناقشة الفاهم الذى لم يتوقف عند السمع والطاعة فقط وقال له فى جرأة «أحطت بما لم تحط به» النمل22. ولكن ويا أسفاه عليهم، لا يستطيع أحد من شباب الإخوان أن يرتقى بنفسه ليكون مثل الهدهد، فهل أستطيع أن أقول لهم « كونوا مثل الهدهد « أو اقبعوا فى جحوركم مثل النمل ؟ |
اقتباس:
|
اخي المحترم
طالما لم تضع لنا دليلا او ما يثبت فهذا محض افتراء لا اكثر من الكاتب ولم نسمع بة لا في جريدة ولا في تلفاز ! برجاء لا نريد ان نلقي التهم جزافا ؟ مغلق |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 05:16 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.