بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=79)
-   -   تجربة الإخوان المسلمين في الحكم في مصر (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=485939)

aymaan noor 12-12-2012 10:40 AM

تجربة الإخوان المسلمين في الحكم في مصر
 
تجربة الإخوان المسلمين في الحكم في مصر
د.ناصر الحجيلان

الرئيس مرسي إن أراد النجاح في قيادة الشعب المصري وإكمال فترته الرئاسية الحالية، فعليه أن يبادر بالتخلّص من جلباب الإخوان في التفكير لكي يتحرّر من القيود التي تثقل كاهله وتجعله لايرى غير جماعته وعشيرته من الإخوان. وإذا استطاع أن يرى الشعب مختلفًا ومتنوعًا فسيكون قادرًا على الانتقال من السرية إلى الشفافية

تتمثل هذه التجربة في فترة الرئيس المصري الحالي محمد مرسي الذي ينتمي إلى حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين. وكان رئيسًا لهذا الحزب قبل ترشيحه للرئاسة، وعُرف عنه إخلاصه للجماعة وعمله بمبادئها ومن ذلك مبايعته للمرشد الأعلى للجماعة على السمع والطاعة. ومع أنه استقال من الحزب بعد ترشيحه للرئاسة إلا أنه ظل مواليًا لهذا الحزب، فعين عددًا كبيرًا من أتباع الحزب مستشارين ونواباً وأعضاء في الجمعية التأسيسية للدستور واستعان بهم في قيادة البلد.

ومع أن الفترة التي قضاها الرئيس مرسي في الحكم لاتزال قصيرة إلا أنها حملت سمات كثيرة يرى المطلعون أنها معبّرة عن منهجه في الحكم، وهو منهج لايختلف كثيرًا عن المنهج الذي تسير عليه الجماعة. وإذا ماعلمنا أن هذه الجماعة - كما يقول زكريا بيومي صاحب كتاب "الإخوان المسلمون والجماعات الإسلامية"- تقوم على تراتبية في الرئاسة مستمدة من التحزّب فيما بينهم على أساس قاعدة السمع والطاعة للقيادة، فإن السيطرة على أفراد هذه الجماعة الكثيرين سهل للغاية، فبمجرد أن يُصدر القيادي في الحزب أمرًا فإن جميع أتباع الجماعة لايسعهم إلا تنفيذ الأمر في الشدة والرخاء، ولايمكن لأي أحد منهم المناقشة أو الأخذ والرد.

وعلى هذا تربّى الشباب والكبار في الجماعة وصار منهج السمع والطاعة هو الركيزة الأساسية التي يتعلمها ويتدرّب عليها الأتباع وينفذونها حسب مواقعهم.

ومن السهل على أي قيادي مهما تضاءلت قدراته أن يقود هذا النوع من الأتباع وإن كثروا، فالجمهور الغفير ينتظر أي إشارة من القائد لكي يتحرك، وإشارة أخرى لكي يتوقف. ولو جاء أحد من الأتباع أو من القياديين بما يخالف رأي من هو أعلى منه فمصيره الإبعاد، كما حصل مع عبدالمنعم أبو الفتوح الذي خدم في الجماعة فترة تقترب من عشرين عامًا ولكنه حينما قدّم اقتراحات تعزز من الحريات المدنية في المجتمع وتجعل للدين دورًا غير مختلط بالسياسة كما أراد مؤسس الجماعة حسن البنا، بدت هذه الآراء مزعجة للجماعة لأنها تسلب جزءًا من السيطرة الكلية عنهم، فما كان من الجماعة إلا إبعاد أبو الفتوح، فخرج وكوّن حزبًا وحده استقطب جمهورًا كبيرًا من الشباب.

نعود إلى الرئيس مرسي، ونتساءل هل سينجح في قيادة مصر كما نجح في قيادة الإخوان في حزبه؟

والجواب يتطلب النظر في سمات الشعب المصري ومقارنتها بسمات جماعة الإخوان. فقد ذكرت دراسة بعنوان "السلفية اليوم" أن جماعة الإخوان المسلمين تقوم على منهج السمع والطاعة والتسليم بما يقوله القائد، واعتبار كل مايصدر عنه صواباً حتى لو لم يتبين أحدٌ هذا الصواب لأن العقلية تفترض وجود صواب خفي يجهله الناس ويعلمه القائد. كما تقوم الجماعة على رأي أحادي يهبط من أعلى القيادة إلى الدرجات الأقل حتى يصل إلى الجمهور الذي يجب عليه التنفيذ؛ ويوضح شوقي زكي، في كتابه "الحركات الإسلامية في مصر وإيران" حدود الاختلاف المسموح به بأنه مقصور على الشكليات البسيطة في طريقة الفهم وهي التي يعدونها اختلافًا مرحبًا به. وإذا كانت هذه هي سمات الجماعة، فإن رئيس هذا النوع من الشعب سيكون مرتاحًا وسعيدًا لأنه لن يجد أحدًا يعترض عليه أو ينتقده أو يتجادل معه.

لكن لو نظرنا في مكونات الشعب المصري لوجدنا أنها تضم تركيبة مختلفة كليًا عن تركيبة الجماعة؛ فهناك الليبراليون وهناك المسيحيون، وهناك الأقباط وهناك الاشتراكيون، وهناك أصحاب الاتجاهات الدينية الأخرى المتشددة والوسطية والمتسامحة. ولايمكن معاملتهم بالأوامر والنواهي والسرية في اتخاذ القرارات وتخويفهم من المجهول بوجود مؤامرات ومكائد خفية تحاك ضدهم؛ لهذا فمن الصعوبة بمكان أن ينجح أي رئيس لايأخذ بعين الاعتبار أنه يتعامل مع شعب متنوّع في خلفياته العلمية والفكرية والثقافية.

اتخذ الرئيس مرسي عدة قرارات مثيرة ومالبث أن تراجع عنها بعد أن اكتشف أنه تصرف بشكل خاطىء كقرار إعادة مجلس الشعب، وقرار عزل النائب العام، لكنه لم يتعلم من تلك الأخطاء إلى أن ارتكب الخطأ الفادح بالإعلان الدستوري والدفع بالدستور المعدّ على عجل إلى الاستفتاء العاجل.

والواقع أن القرار الأخير كان بمثابة قاصمة الظهر، فقد أثار الضجة الكبيرة في مصر وجعل الشعب في حالة من الغليان والأسى، وأدى إلى التصادم والاقتتال حينما قامت جماعة الرئيس بتأييد الإعلان الدستوري والنزول للشوارع مع المعارضين.

ومن الطريف أن هذه الجماعة اعتادت أن تنزل للشارع لتأييد أي قرار يتخذه الرئيس لاستباق أي اعتراض، وهو تصرّف يكشف عن المخاوف التي تتحكم بقرارات الرئيس وبجماعته. ومن الملاحظ أن الذين يشاركون في الحوارات التلفزيونية من جماعة الإخوان يغلب عليهم العصبية والغضب ومحاولة تسفيه آراء الآخرين والتشكيك في نواياهم، وهذه التصرفات هي من سمات الفكر الأحادي الذي لايسمع غير صوته، ولايناقش جوهر المشكلة بقدر مايركز على عناصر أخرى خارجية تشتت الموضوع دون أن تواجهه، وهذه نتيجة طبيعية للتربية التي تعتمد عليها الجماعة وتنشىء عليها أتباعها.

وهناك من ينتقد الرئيس مرسي في عدم التشاور مع المستشارين الذين عينهم ولا مع نوابه فضلًا عن معارضيه، ولكن هذا الانتقاد يصبح بلا جدوى إذا ماعلمنا أن منهج مرسي المستمد من منهج الإخوان يقوم على السريّة ولايسمح بالاختلاف مع القائد، ولهذا فإن دور هؤلاء المستشارين يقتصر على تمجيد قرارات الرئيس بعد صدورها والدفاع عنها باستماتة في وسائل الإعلام، وهو ما قام به بعضهم؛ أما الذين اكتشفوا هذا الدور مؤخرًا ووجدوا أنه لايناسبهم فقد استقالوا.

وفي الختام، فإن الرئيس مرسي إن أراد النجاح في قيادة الشعب المصري وإكمال فترته الرئاسية الحالية، فعليه أن يبادر بالتخلّص من جلباب الإخوان في التفكير لكي يتحرّر من القيود التي تثقل كاهله وتجعله لايرى غير جماعته وعشيرته من الإخوان. وإذا استطاع أن يرى الشعب مختلفًا ومتنوعًا فسيكون قادرًا على الانتقال من السرية إلى الشفافية، ومن البحث عن الطاعة العمياء إلى البحث عن الانسجام، ومن الضجر بالاختلاف إلى الترحيب به وتقبله، ومن توهّم المؤامرات إلى الواقعية في مواجهة المشكلات. وسيتخلص من نزعة الاستحواذ على كل شيء إلى القبول بمشاركة الآخرين، ومن نزعة السيطرة التامّة على مفاصل الحياة إلى احترام الاختلاف، والقبول بما لايهوى، والإيمان بأن الكون والعالم سوف يسيران به، أو بدونه..

alien2 12-12-2012 12:06 PM

لن يخرج من جلباب الاخوان الا اذا خرجت روح الشعب المسكين

T!to 12-12-2012 01:32 PM

الرئيس قضى حياته داخل جماعة الاخوان .. لااعلم كيف يطالبه الناس بنكران الجماعة والخروج منها وكانها يوما لم تكن ؟!
حتى فكرة تقييم الرئيس ومحاولة ربط اعتقادات الجماعة كالسمع والطاعة وربطها بسياسة الرئيس تجاه الشعب فكرة غير منطقية بالمرة .. ولا اتوقع حدوثها .. هى من وحى خيال الكاتب ..
لان الصغير قبل الرئيس يعلم ان الشعب لديه اختلافات كبيرة ..

أ/رضا عطيه 12-12-2012 08:23 PM

رئيس غايته الحفاظ على المؤسسات ولو على حساب أرواح كل شعبه !!!!!

لقد منحهم الله الفرصة العظمى وكان بيدهم أن يصنعوا لهم تاريخا

ولكن هنعمل إيه ؟تم لبننة مصر فى شهرين

وبهذا المنهج وهذا الإصرار ستكون صومالا لاقدر الله ؟!

ربنا يسترها على الشعب من الشعب

شفت الكارثة

على حدودنا عدو صهيونى غفلناه تماما

ونرى فصيل من الشعب يرتعب من تحركات ونوايا فصيل أخرمن نفس الشعب

الرئيس يريد تكبير وتهليل أنصاره فقط على الدستور

مع أن القائد الصحيح يمتلأ سعادة حين يرى يوم التوافق على الدستور عيد قومى للكل

هو لايريد أعيادا قومية ومهرجانات فرح على دستور أمة إلا لفصيل بعينه

شكرا جزيلا

محمد محمود بدر 12-12-2012 09:44 PM

جزاك الله خيرا

ابونرمين 12-12-2012 11:34 PM

السيد الرئيس /من الشخصيات التي سيكتب التاريخ يوما ،أنه نتاج خير لمصر ،وممهد لنهضتها

darch_99 12-12-2012 11:59 PM

شكرا
 
الشكر الجزيل لناقل المقال

والمقال كلة اكاذيب يغني بطلانها عن ابطالها وكفي بعنوان المقال تجربة وكانهم يحكمون منذ سنوات وتلك هي النتيجة يا سادة الحكومة الحالية لا تعبر مطلقا عن إرادة الشعب وهي نتاج خلطة مفروضة علي الرئيس فقد تم تعينها اثناء وجود المجلس العسكري اما وقد زال المجلس العسكري
اولا : لا يسطيع الرئيس تعيين كل خمس دقائق حكومة فذاك ضد الاستقرار
الميزانية التي وضعها المجلس العسكري هي الخاكمة علي السياسات المالية للدولة وليس الرئيس مرسي
مازال الفلول يعشعشون في اركان الدولة والان ظهرت قوة فلولية جديدة تتحدي الرئيس في السلطة القضائية وهي قة كانت مخفية وظهرت في الاحداث الاخيرة ويبدو ان المعركة لا تزال طويلة
واخيرا : للاسف لا اجد موضوعية في الانتقاد هو انتقاد من اجل الانتقاد وفقط
ان من يتمني مصلحة الوطن حقيقتا يذكر الايجابيات والسلبيات بموضوعية كاملة ووضوح
اما ما يحدث اليوم هي محاولة لاسقاط تجربة حكم الاسلاميون في مصر تتعاون في ذلك جهات داخلية وخارجية وبعض ابناء الوطن المغرر بهم وهم يحسبون انهم علي شيء ولو كانوا عندهم قليل من الموضوعية لانفسهم لاعطو الرجل فرصة السلطة بدون صريخ وعويل وطنطنة وتعطيل
كل ما في الامر ان الفساد طال كل كل كل مؤسسات الدولة بما فيها القضاء بشكل واضح
الرجل لا يسيطر بشكل حقيقي علي مفاصل الدولة من يصدق ان وزير الاعلام اخواني والاعلام بهذا الشكل المزري والنائب العام الجديد يتحداه احد القضاة والحكومة تصدر قرارات طائشة في وقت مريب ثم يلغي في نفس الوقت متورط في ذلك وزير المالية الفلولي بإمتياز
ظهر وزير الداخلية علي حقيقته اثناء احداث الاتحادية وولائه الاصيل لنظام مبارك عندما انسحبت الشرطة لكن اقول الله يحدث بعد العسر ميسرة ولنتظر الاحداث برغم كل هذا ان شاء الله من نصر الي نصر وشكرا

ابونرمين 13-12-2012 12:02 AM

نسأل العلي القدير ألا تطول هذه العثرة لمصر ،ولا الغيبوبة لشعبها

راغب السيد رويه 13-12-2012 12:40 AM

جزاك الله خيرا وبارك فيك

أ/محمد ابراهيم 13-12-2012 12:44 AM

من لم يجتازو الامتحان لم ترضهم نتيجة الصناديق.
واذا تكلمنا عن الفشل كل الرؤساء العرب فاشلون بامتياز.
ليعطى فرصته كاملة ثم تسقطه الصناديق ان فشل.
الرئيس الحالي لم يكمل سنة.
فكيف نحاسبه ونقيمه قبل انتهاء المدة.


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 05:16 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.