magdy.sadek30 |
21-01-2013 01:36 AM |
زعموا أنه كان بإحدى مدن فارس مكان كثير الصيد يتردد عليه الصيادون ، وكان فى ذلك المكان شجرة كثيرة الأغصان فيها عش غراب ، فبينما كان الغراب فى عشه إذ بصر بصياد قبيح المنظر على كتفه شبكة وفى يده عصامقبلا نحو الشجرة ، فخاف الغراب ، وقال : لقد جاء هذا الرجل إلى هذا المكان إما ل***ى وإما ل*** غيرى ، فعلىَّ أن أراقبه حتى أنظر ماذا يصنع 0
نصب الصياد شبكته ونثر عليها الحبوكمن قريبا منها ، فلميلبث إلا قليلا حتى مرت به حمامة يقال لها : المطوقة ، وكانت سيدة الحمام ومعها حمام كثير ، فعميت هى وصاحبتها عن الشبكة فوقعن على الحب يلتقطنه فأمسكت بهن الشبكة ، وأقبل الصياد فرحا مسرورا ، فجعلت كل حمامة تتلجلج فى حبائلهاوتلتمس الخلاص لنفسها ، وقالت المطوقة : لا تخاذلن فى المحاولة ولا تكن نفس إحداكن أهم إليها من نفس صاحباتها ، ولكن نتعاون جميعا ، ونطير كطائر واحد فينجو بعضا ببعض ، فجمعن أنفسهن ووثبنوثبة واحدة فقلعن الشبكة وعلون بها فى الجو0
فقال الغراب لأتبعهن وأنظر ما يكون منهن ، قالت الحمامة المطوقة : فى المدينة فأر صديق لى فلو ذهبنا إله قطع عنا هذه الشبكة ، فذهبت الحمائم إليه وكان مختبئا فنادته الحمامة باسمه فقال لها : من أنت ؟
قالت أنا خليلتك المطوقة ، فأقبل إليها الفأر يسعى فقال : ما أوقعكن فى هذه الورطة ؟ فقالت له : أسرعنا إلى الحب ولم نر الشبكة وهذا الذى أوقعنا فى هذه الورطة ، وهذا قدرنا ، فأخذ الفأر يقرض العقد التى فيها الحمامة المطوقة ، فقالت له : ابدأ بقطع عُقَدِ سائر الحمام وبعد ذلك أقبل على عقدى ، وأعادت عليه ذلك مرارا وهو لا يلتفت إلها ، فلما أكثرت عليه القول قال لها : لقد كررت القول على كأنك ليس لك فى نفسك حاجة ولا لك عليها شفقة ولا ترعين لها حقا ، قالت: إنى أخاف إن أنت بدأت بقطع عقدى أن تمل وتكسل عن قطع ما بقى ، وعرفت أنك إن بدأت بهن قبلى وكنت أنا الأخيرة لم ترض ، وإن أدركك الفتور أن أبقى حبيسة فى الشبكة ، قال الفأر : هذا مايزيد الرغبة فيكوالمودة لك ثم أخذ الفأر فى قرض الشبكة حتى فرغ منها فانطلقت المطوقة وحمامها معها 0
|