بوابة الثانوية العامة المصرية - هجوم على مصر.. أم على العريفي

بقلم د/ كمال تمام
استطاع الشيخ العريفي أن يأسر قلوب المصريين بإخلاصه وصدقه وقوة أسلوبه وجمال عرضه ونبرة إلقائه وسلامة لغته وثراء مادته العلمية التي بدت جديدة على مسامع الملايين من أهل مصر.
لقد تكلم بقلبه فسرت كلماته إلى القلوب بسهولة ويسر.. وترجمت في الحال إلى دموع زرفتها عيون المصريين حبا ً لبلدهم وفخرا ًبتاريخها المجيد .. وحزنا ًعلى التغييب المتعمد لمصر طوال الحقبة الماضية لطمس هويتها الدينية وتزييف حقيقتها التاريخية .. وإبعادها عن دورها القيادي والريادي الذي جعلها مطمعا ً لكل طامع ومرمى لكل رام .
لقد احتفى المصريون بالشيخ العريفي احتفاء ليس مبالغا ً فيه .. لأن هذه عادتهم.. كرماء يقدرون العلماء.. وينزلونهم مكانتهم.. ويتوددون بأطايب القول لكل من يحل ببلدهم ضيفا ً كريما ً معززا ً .
احتفى المصريون بالعريفي لأن كلماته سرت عنهم هموم السنوات العجاف .. وكشفت النقاب عن مصر ذات الأيادي البيضاء.. ومحت عن عيونهم الصفحة السوداء من تاريخ بلدهم.. وجعلتهم يتطلعون إلى مستقبل مشرق لبلد كريم أهله على مر العصور .
احتفى الملايين بالشيخ لأنه لم يزيف التاريخ.. ولم يخف الحقائق.. ولم يخلط الأوراق.. بل كان واضحا ً في طرحه .. مقدرا ً عقول سامعيه.. محترما ًأفكارهم .. مراعيا ً لأحاسيسهم.. كاشفا ً لحقائق تاريخية أخفاها الحاقدون لزرع الوقيعة بين أبناء الوطن الواحد وإشعال نار الفتنة بينهم دائما .
إن تجمع المصريين بهذا العدد المذهل لهو خير دليل على مدى حبهم للوطن والحرص على حضاريته ورقيه والسعي الدائم لمعرفة فضل مصر ومكانتها عبر التاريخ .
هذا التجمع الذي برهن للعالم أن شعب مصر متدين بفطرته .. محبا ً للفضيلة والخير.. داعيا ً للسلام .. يعم الوئام جموعه على اختلاف تفكيرهم وتنوع مكانتهم الاجتماعية.
ولكن تبقى قلة لا تحب الخير لمصر.. تبذل قصارى جهدها لإفساد الحياة السياسية والاجتماعية وجعل مصر في احتقان مستمر .
هم يريدون مصر لأنفسهم فحسب لا لكل المصريين .. هم يسعون لمصالحهم لا للشعب .. هم يحنقون على كل من أراد نشر الفضيلة وسعي لوأد قبائحهم وأفعالهم المشينة .
فطعنوا في العريفي ورموه بالافتراءات وعددوا له الاتهامات.. ونصبوا أنفسهم قضاه يحاكمونه على حبه لمصر وصدق مشاعره تجاه المصريين .
انطلقت سهام الحاقدين ي***ها الغيظ ويمص دماءها الحقد الدفين للنيل من شعب مصر.. فاتهموا التفافه حول العريفي بالجنون والضلال وكتب رويبضة من أنصار الحزب البائد عبر حسابه على موقع "فيس بوك".. مخاطبًا المصريين الذين احتفوا بالشيخ العريفي:
"هي الناس اتجننت علشان تصدق الراجل الوهابي الذي لا يعترف بالأزهر الشريف.. ده إيه الضلال اللي المصريين فيه ده!! " .
ويجهل هذا الرويبضة وغيره من الحاقدين أن الشيخ العريفي حصل على درجة الدكتوراه من الأزهر الشريف.. وأنه ما قدم إلى مصر إلا بدعوة رسمية من شيخ الأزهر.. فكيف لا يعترف بالأزهر ؟
لقد أعمتهم العداوة وطمس على قلوبهم المكر.. فأعلنوا موقفهم صراحة أن حربهم للدين وليس لحزب.. أن عداوتهم للعفة والفضيلة وليست لفصيل إسلامي بعينه فأمثال هؤلاء لا يدركون قيمة مصر ولا يسعون لخيرها .. ولا يرجون لشعبها أن يتنفس الصعداء ويحيا حياة كريمة.
ليتهم يتحلون بالموضوعية ولو لمرة واحدة في حياتهم.. ليتهم يكونون صادقين مع أنفسهم ولو للحظة قصيرة ليتهم يحكمون عقولهم فيما يقولون ويكتبون ويروجون.