بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   أرشيف المنتدى (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=513)
-   -   حلقات برنامج "مع التابعين" للدكتور عمرو خالد (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=497934)

عزة عثمان 31-01-2013 06:57 PM

حلقات برنامج "مع التابعين" للدكتور عمرو خالد
 
http://im8.gulfup.com/2011-07-22/1311310678114.gif

http://www.sorah.org/id/57c9f1cbb33f...f905ed0b22.gif

http://i46.servimg.com/u/f46/12/06/75/38/87875510.png


برنامج
"مع التابعين"
للدكتور عمرو خالد


وتطرق عمر خالد إلى تعريف معنى كلمة "تابعين"، قائلاً: "هم الذين لم يروا الرسول، لكنهم رأوا الصحابة، وساروا على إثرهم"، مشيرًا إلى أن القرآن وصفهم في آيته الكريمة: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، مضيفًا أن الله رفع مكانتهم إلى مكانة المهاجرين الأنصار.

كنز التابعين

واعتبر الداعية عمرو خالد أنه ببحثه في حياة التابعين، وقع على كنز غال وثمين؛ نظرًا للتضحيات الضخمة والمكاسب التي حققتها تلك الشخصيات في الحضارة الإسلامية.

وفند خالد المقولات التي تتحدث أن القرون الأولى لم تكن سوى صراعات وحروب، وأن التاريخ الإسلامي السوي توقف عند الأربعين سنة الأولى فقط، قائلاً إن جيل الصحابة بذلوا دماءهم من أجل الدين ولترسيخ دعائمه، فيما كان للتابعين دورهم في نشر الإسلام وإرساء الحضارة الإسلامية.

وأكد الداعية عمرو خالد أن التابعين كانوا منفتحين بشكل كبير، وهو ما تجلى في فتوحاتهم التي امتدت شرقًا وغربًا، كما ضربوا مثلاً في استيعاب الحضارات الأخرى، سواء في إيران أو مصر، وغيرهما.

وذكر عمرو خالد نماذج من التابعين الذين يعرض سيرهم طول شهر رمضان؛ منهم الحسن البصري، وسعيد بن المسيب، وعمر بن عبد العزيز، وعبد الله ابن الزبير، والمثنى بن الحارثة، وزينب بنت علي ابن أبي طالب، وسعيد بن جبير الأسدي، وزين العابدين بن الحسين، والقاضي شريح، وغيرهم.

وأكد خالد أن "أجيال التابعين لعبوا دورًا كبيرًا في الحفاظ على الإسلام ونشر الحديث الشريف وحفظ القرآن، فيجب على أجيالنا الحالية نشر الإسلام والثقافة الإسلامية بمواكبة روح العصر والحفاظ على الإسلام على الفضائيات والإنترنت ووسائل التكنولوجيا الحديثة".

http://www.mbc.net/mbc.net/Arabic/Im...11/pic-001.jpg








عزة عثمان 31-01-2013 06:59 PM

http://www.youtube.com/watch?v=RHr4pa8iblU

عزة عثمان 31-01-2013 07:07 PM

http://www.youtube.com/watch?v=vCFtLNfaxnU

http://www.youtube.com/watch?v=eWklsKfpsqE


http://www.youtube.com/watch?v=aKBeI1sntRk

http://www.youtube.com/watch?v=oV13JWSWR4k
http://www.youtube.com/watch?v=-Ci7IU5bPfI

http://www.youtube.com/watch?v=HNeCIxbnhGo

http://www.youtube.com/watch?v=ZFZPMSYQptc
http://www.youtube.com/watch?v=0sl6VtXMdEo

عزة عثمان 31-01-2013 07:10 PM

الحسن البصري
 
يروى أن رجلاً اغتابه، فما كان منه إلا أنه أرسل له بطبق من الحلوى
قائلاً له: بلغني أنك نقلت حسناتك إلى ديواني وهذه مكافأتك!!
إنه (الحسن البصري بن أبي الحسن يسار) وكنيته (أبو سعيد) ولد في المدينة
عام واحد وعشرين من الهجرة،
كان أبوه من سبي (ميسان) من بلاد فارس،
سكن المدينة وبها أعتق،
وتزوج بمولاة أم سلمة -رضي الله عنها- (خيرة) فكانت أم سلمة -رضي الله عنها- تبعث أم الحسن البصري لتقضي لها الحاجة،
وتترك (الحسن) فيبكي وهو طفل فترضعه أم سلمة، وتخرجه إلى أصحاب رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- وهو صغير فكانوا يدعون له،
فأخرجته إلى عمر -رضي الله عنه-
فدعا له وقال: (اللهم فقهه في الدين وحببه إلى الناس).
تعلم في مدينة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وحفظ القرآن في العاشرة من
عمره،
وتتلمذ على أيدي كبار الصحابة في مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم-
روى الحديث عن علي وعثمان وعبد الله بن عمرو وابن عباس وغيرهم رضي الله عنهم،
ثم رحل إلى البصرة، فكان فقيهها وعالمها، وشيخ القراء فيها، أقبل الناس عليه يتلقون عنه العلم،
ويأخذون منه الحكمة، فقد كان موضع إعجاب العلماء والتلاميذ، فقد قال أنس بن مالك: سلوا الحسن،
فإنه حفظ ونسينا، وقال عنه أحد تلاميذه: ترددت على مجلس الحسن عشر سنين، فليس من يوم إلا أسمع منه ما لم أسمع قبل ذلك.
وكانت حلقته في المسجد يدرس فيها الحديث والفقه وعلوم القرآن واللغة، وكان من تلاميذه من يصحبه للحديث،
ومنهم من يصحبه للقرآن، ومنهم من يصحبه للبلاغة واللغة، وكان دائمًا ينصح تلاميذه قائلاً: إذا طلب الرجل العلم فينبغي أن يرى ذلك في تخشعه وزهده ولسانه وبصره.
لقد نذر الحسن البصري حياته لله تبارك وتعالى، فكان همُّه الأول النصح
والإرشاد، فأقبل عليه طلاب العلم إقبالاً عظيمًا، فذاع صيته، واتسعت حلقاته بالمسجد حتى لقِّب بـ(إمام البصرة).
.لازمته ظاهرة البكاء والخشية من الله، وعندما سئل عن ذلك
قال: (نضحك ولا ندري، لعل الله قد اطلع على أعمالنا، فقال لا أقبل منكم شيئًا)
وسجَّل له التاريخ على صفحاته البيضاء موقفه من الحجاج بن
يوسف، وقد كـان الحسـن البصــري من أشد الناس وأشجعهم،
وكان (المهلب بن أبي صفرة) إذا قاتـل عدوًّا يجعله في مقدمة الجيش.
وكان الحسن البصري يعتبر أن حياة القلب وسلامته طريق الإيمان الحق،
وفي ذلك كان يراسل أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز في هذا الشأن فيقول له: (سلام
عليك، أما بعد فكأنك بآخر من كتب عليه الموت قد مات، فأجابه عمر: (سلام عليك كأنك بالدنيا ولم تكن، وكأنك بالآخرة لم تزل).
وجلس الحسن ذات يوم في مسجد البصرة الكبير
يفسر قوله تعالى: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} [الحديد: 16]
ثم وعظ الناس وعظًا بليغًا حتى أبكاهم،
وكان من بينهم شاب يقال له (عتبة) فقام وقال أيها الشيخ: أيقبل الله تعالى الفاسق الفاجر مثلي إذا تاب؟ فقال الحسن: نعم، يقبل توبتك عن فسقك
وفجورك، فلما سمع الشاب ذلك صاح صيحة وخرَّ مغشيًّا عليه،
فلما أفاق دنا الحسن البصري منه وقال له:
أيا شاب لرب العرش عاصـــــي
أتدري ما جزاء ذوي المعاصـــي
سعير للعصاة لها زفيـــــــــر
وغيظ يوم يؤخذ بالنواصــــــي
فإن تصبر على النيران فاعصــــه
وإلا كن عن العصيان قاصـــــي
وفيم قد كسبت من الخطايــــا
رهنت النفس فاجـهر في الخـــلاصِ

فخرَّ الشاب مغشيًّا عليه، ثم أفاق،
فسأل الحسن: هل يقبل الرب الرحيم توبة لئيم مثلي؟
فقال الحسن: هل يقبل توبة العبد الجافي إلا الرب المعافي؟!
ثم رفع رأسه، ودعا له؛ فأصلح الله حال الشاب.
ومن أقواله لتلاميذه:
لا تخرج نفس ابن آدم من الدنيا إلا بحسرات ثلاثة: أنه لم يشبع بما جمع، ولم يدرك ما أمل، ولم يحسن الزاد لما قدم عليه، يابن آدم إنما أنت
أيام، كلما ذهب يوم ذهب بعضك،
الفقيه هو الزاهد في الدنيا، البصير بدينه المداوم على عبادة ربه، تفكر في الله ساعة خير من قيام ليلة، يا عجبًا من ضاحك ومن ورائه النار، ومن مسرور ومن ورائه الموت.
وقال ناصحًا تلميذًا له:
إذا جالستَ العلماء فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول، وتعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الصمت، ولا تقطع على أحد حديثه وإن طال حتى يمسك.

وفارق الحسن دنيا الناس سنة 110 هـ عن نحو ثمان وثمانين سنة، وكانت جنازته مشهودة، صلوا عليه عقيب الجمعة، وشيعه خَلْق كثير.



http://www.e-msjed.com/msjed/site/to...55P3150043.jpg

عزة عثمان 31-01-2013 07:12 PM

http://www.youtube.com/watch?v=gIZCd-cNH4s

عزة عثمان 31-01-2013 07:14 PM

الرجاء بن حيوة تابعي نسيناه ولم نوفه قدره
 
مقولة قالها مسلمة بن عبد الملك عن رجاء بن حيوة :
http://www.d-saudi.com/up//uploads/i...990b07ccf4.gif

وقد قال مسلمة بن عبد الملك:
((إن في كندا لثلاثة رجال؛ ينزل الله بهم الغيث، وينصر بهم على الأعداء، أحدهم رجاء بن حيوة))
فمن هو هذا التابعي؟.

على كل؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
((الخير فيَّ وفي أمتي إلى يوم القيامة))
باب الخير مفتوح، وفضل الله عميم، لا يُحد لا بزمان ولا بمكان، ولا بأمة ولا بقرن، ولا بجيل، وإنّ الله هو هو، وعطاؤه مبذول، ورحمته واسعة، والطريق إليه سالك، وثمن الجنة معروف .

هذا يؤكد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
((مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ لَا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَمْ آخِرُهُ)) .

فهذا التابعي ربما لم يَرِد في ذهنكم من قبل، فمن هو؟

أين ولد رجاء بن حيوة, وفي أي عهد من الخلفاء الراشدين, وكيف نشأ ؟

هذا رجل وُلِد في بيسان من أرض فلسطين، وكانت ولادته في أواخر خلافة عثمان بن عفان، أو نحواً من ذلك، وكان ينتمي إلى قبيلة كندة العربية، وعلى هذا فرجاء بن حيوة فلسطيني الوطن، عربي الأرومة، كندي العشيرة .

وقد نشأ الفتى الكندي في طاعة الله، ودائماً وأبداً أؤكد لكم، مَن لم تكن له بداية محرقة، لم تكن له نهاية مشرقة، وتغمرني السعادة حينما أرى شاباً ناشئاً في طاعة الله، فالخير يتراكم، والقناعات تتراكم، والإيمان يتراكم، فإذا كان في هذا السن ملتزمًا مطبقًا منيبًا، فكيف إذا رأيته في الأربعين، وفي الخمسين؟ فالزمن لصالح المؤمن، يزيده تألقاً وعلماً، ويزيده هيبةً ومكانة، ويزيده قرباً مِن الجنة، فلذلك ما من تابعي كما ترون، وما من صحابي في الأعمّ الأغلب, إلا وقد نشأ في طاعة الله النشأة المبكرة .

نشأ هذا الفتى الكندي في طاعة الله منذ حداثة سنه، فأحبه الله، وحبَّبه إلى خلقه .

بالمناسبة؛
إذا أردتَ أن يحبّك الناس لِمَا عندك من أخلاق وإيمان، فهذه في الحقيقة محبة الله لك, صدق القائل:

ينادى له في الكون أنا نحبه فيسمع من في الكون أمر محبنا

محبة الله تتجسد بمحبة الخلق، وإذا أبغض اللهُ الإنسانَ لانحرافه ومعصيته، ألقى بغضه في قلوب العباد، فلا أحد يحبه، أما إذا كان قوياً مُدِح في وجهه، أما العبرة فبما يُقال في غيبته، فلا تأبه، ولا تلقي بالاً، ولا تهتمّ لِمَا يقال في حضرتك، أنت أحد رجلين؛ إما أن يخافك الناس، وإما أن يرجو ما عندك، وفي الحالتين يتملقونك، ويكيلون لك المديح جزافاً، ويمدحونك بما ليس فيك، لكن الذي يُعوَّل عليه ما يُقال في غيبتك .
متى أقبل رجاء على العلم, وعمن أخذ ؟
أقبل هذا الفتى على العلم من نعومة أظفاره، فوجد العلم فؤاده غضاً طرياً خالياً، فتمكن منه، واستقر فيه .

أنت كالوعاء، وقد قيل:

أَتَانِي هَوَاهَا قَبْلَ أَنْ أَعْرِفَ الْهَوَى فَصَادَفَ قَلْبًا خَالِيًا فَتَمَكَــنَّا

الإنسان إذا طلب العلم في وقت مبكر، يكون وعاؤه فارغًا، فحينما يُلقى العلم فيه يتمكن، والعلم في الصغر كالنقش في الحجر، أما إذا امتلأ بمشاغل الدنيا، وشهواتها، وطموحاتها، فلم يعُد العلمُ يصادف محلاًّ فيه .

قال الشاعر المتنبي يتحدث عن المصائب :

رَمَانِي الدَّهْرُ بِالأَرْزَاءِ حَتَّى فُؤَادِي فِي غِشَاءٍ مِنْ نِبَــالِ

فَكُنْتُ إِذَا أَصَابَتْنِي سِهَــامٌ تَكَسَّرَتِ النِّصَالُ عَلَى النِّصَالِ


لم يَعُد ثمة محلٌّ شاغر، فالقلب إذا امتلأ بمحبة الدنيا لم يبقَ شيء لمحبة الله، والله عز وجل قال في القرآن الكريم:

﴿مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ﴾

[سورة الأحزاب الآية: 4]



فهو قلب واحد, هذا القلب وعاء، إذا كان فارغاً مما سوى الله, امتلأ كله بمعرفة الله، وإذا كان معبَّأ إلى ثلاثة أرباعه من الدنيا لم يبق منه إلاّ الربع .

فالبطولة كما قال الله عز وجل:

﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ﴾

[سورة المؤمنون الآية: 1-3]



وجد العلم فؤاده غضاً طرياً خالياً، فتمكن منه، واستقر فيه، وجعل همَّه الأكبر التضلعَ من كتاب الله .

أقول هذا الكلام كثيراً:
فَضُل كلامِ اللهِ على خلقه كفضل الله على خلقه، وأيّ كتاب تقرأه, فمؤلِّفه بشر محدود، لكنك إذا قرأت كتاب الله عز وجل فقد قرأتَ كتاب خالق البشر .

فكان همه الأول التضلعَ من كتاب الله، والتزودَ من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .

تصور إنسانًا وعاؤه ممتلئ بالقرآن والسنة، هذا كيفما تكلم، وكيفما تحرك, لا ينطق إلا بالحق، ولا يتكلم إلا بالحكمة، ولا يقف إلا الموقف الكامل .

أتيح لهذا التابعي الجليل أن يأخذ عن طائفة كبيرة من جلّة علماء الصحابة, هذه الفكرة توقفنا عند حقيقة، وهي أن العلم لا يؤخذ إلا من الرجال، ولو أمكن أن يؤخذ العلم من الكتب مباشرةً, لاستغنت وزارات التربية في العالم عن ألوف ألوف المعلمين، هذه حقيقة ثابتة، اقرؤوا كتاب أصل من أصول الفقه (الموافقات للشاطبي)، في المقدمة التاسعة يقول: العلم لا يؤخذ إلا عن طريق عالم ورع متحقق، فالورع صفة نفسية، والتحقق صفة فكرية، متحقق من علمه، ورع في سلوكه، هذا هو السبيل .

أخذ عن أبي سعيد الخدري، وأبي الدرداء، وأبي أمامة، وعبادة بن الصامت، ومعاوية بن أبي سفيان، وعبد الله بن عمر بن العاص، وغيرهم، فكان هؤلاء الأساتذة العلماء الأجلاء مصابيح هداية، ومشاعل عرفان، وضع هذا الفتى التابعي لنفسه دستوراً ظل يلتزمه طوال حياته، فكان يقول: ((ما أحسن الإسلام يزينه الإيمان، وما أحسن الإيمان يزينه التُّقى, وما أحسن التقى يزينه العلم، وما أحسن العلم يزينه العمل، وما أحسن العمل يزينه الرفق)) هذا منهج هذا التابعي؛ إسلام، وإيمان، وتقوى، وعلم، وعمل، ورفق .

ما هو المنصب الذي كان يشتغل به رجاء لخلفاء بني أمية, وهل نصح أولي الأمر في هذا المنصب ؟

لكن الشيء الذي يلفت النظر في سيرة هذا التابعي, هو أنه كان وزيراً لعدد كبير من خلفاء بني أمية، وقد تعجبون كيف وفَّق بين مقتضيات منصبه، وبين كونه من التابعين الأجلاء الورعين العاملين؟ وسوف ترون أنه ما مِن عمل على وجه الأرض يستعصي أنْ يكون في خدمة الحق .

كان لهذا التابعي صلة متينة بسليمان بن عبد الملك، وعمر بن عبد العزيز, فاقت صلاته بمَن سبقه من الخلفاء، أدناه من قلوب الخلفاء رجاحةُ عقله، وصدقُ لهجته، وإخلاصُ نيته، وحكمتُه في معالجة الأمور .

أيها الأخوة الأكارم، الإنسان يوفَّق إلى أقصى درجة حينما يكون إلى جانبه من يُعِينُه على الخير، ويدُلُّه عليه، دعاء رسول الله لأمراء المسلمين: ((اللهم هيئْ لهم بطانة خير تدلهم إليه، وتعينهم عليه)) .

وأنت كإنسان حاول أن يكون لك مستشار، يدلُّك على الخير، ويعينك عليه، وإياك وبطانة السوء؛
الذين اشتروا دنياك بدينهم، ورضاك بسخط ربهم .

أحياناً الإنسان يكون مدير مدرسة، عنده ثلاثون أو أربعون مدرسًا، مدير مستشفى عنده ثلاثون أو أربعون طبيبًا، ترى واحداً تقرَّب منه زيادة، خدمه زيادة، كان بجانبه، لطيف دائماً، هذا الشخص سنُسَمِّيهِ مستشارًا، سنُسَمِّيهِ من البطانة، ومن الحاشية، هناك شخص بطانة سوء, يوغر صدره دائماً على بقية الناس، يدلّه دائماً على عملٍ يؤذي المصلحة, يقول له: هذه أقوى لمركزك، فلان اعمل معه كذا، فلان تكلم عليك بغيابك كذا، فهذا الرجل من بطانة السوء.

أحياناً يكون الإنسان مدير معمل، مدير مستشفى، مدير مدرسة، رئيس دائرة صغيرة ، وحوله موظفون، هذه هي الحاشية،
فاحذَرْ أن يكون أقرب الناس إليك رجلَ سوء .

سيدنا عمر بن عبد العزيز عيَّن مستشارًا عالمًا جليلاً، اسمه: عمر بن مزاحم، قال له : ((يا عمر كنْ إلى جانبي دائماً، وراقبْ ما أفعل، وانظرْ ما أقول، فإنْ رأيتني ضَللتُ, فأمسكني من تلابيبي، وهُزَّني هزًّا شديداً، وقل لي: اتَّقِ اللَّهَ يا عمر، فإنك ستموت)) .

والله لو كُشِف الغطاء لرأيت الذي ينتقدك، وينصحك، ولو كان قاسياً، لرأيتَ فضله عليك لا حدود له، فالذي ينتقدك يرفعك، والذي يمدحك بما ليس فيك يضعك، هكذا قال سيدنا عمر, قال:
((أحب الناس إلي من رفع إلي عيوبي)) .

وطِّن نفسَك على سماع النقد، وطِّن نفسك على سماع النصيحة، ولو كانت قاسية, لأنها تنطلق من حبٍّ، ومن حرص، ومن غيرة، ولا تعوِّد نفسك على سماع المديح، اطلب النقد، واطلب المآخذ، واطلب المثالب، واطلب السقطات، واطلب الهنات وتلافاها، فإنّك سترقى بها بسرعة، أمّا إنْ عوَّدتَ نفسك على سماع المديح والثناء, لم تَعُدْ حينئذٍ تقبل أن يذمك أحد أبداً، ولا ترضى، بل تريد تحطيمه، لأنّك تعوّدتَ على المديح، وصار بك إدمان مثل المخدرات، فوطِّن نفسك على سماع النقد، وعلى سماع النصيحة، وعلى سماع المآخذ، وبهذا ترقى .

اسمع كلام سيدنا عمر:
((أحب الناس إلي من رفع إلي عيوبي)) .

أعدائي لهم فضل عليَّ ومِنّة، فلا أعدم الله لي الأعادي، ذكروني بالعيوب فبرئت منها ، فالأبطال دائماً يصغون إلى النقد باهتمام، ويشكرون، ويثنون .

قلت لكم سابقاً:
طريق القمة صعب، ومع أنه صعب فقد تصل إلى القمة؛ في عملك ، في دراستك، في تدريسك، في تجارتك، في زعامتك، في قيادتك، ولكن بعد أن تصل إلى هذه القمة, البطولة ليس أنك وصلت إليها، لكنّ البطولة أن تبقى فيها، لأن في القمة آلاف الطرق التي توصلك إلى الحضيض، فإذا كان طريق الصعود طريقًا وعرًا, فطريق النزول كله سيراميك مع صابون، لأنّ الغرور يهلكك، ورفضُ النقد يهلكُك، والاعتداد بالرأي يهلكك، لذلك البطولة أن تبقى في القمة، وهذا يحتاج إلى معارضة، وإلى نصيحة، وإلى بطانة خير تدلُك على الخير، وتعينك عليه .

فهذا التابعي وزير لخلفاء بني أمية:

أولاً: دعاهم إلى الخير ودلّهم عليه .

ثانياً: ثنّاهم عن الشر، وأوصد دونهم أبوابه .

ثالثاً: أراهم الحق، وزيّن لهم اتِّباعه، وبصّرهم بالباطل، وكره إليهم إتيانه، ونصح لله وللرسول، ولأئمة المسلمين وعامتهم .

الآن عندنا مرض يفتِّت جموع المسلمين،
إنّه المجاملة، يقول لك: أعطه جَمَلَه, يقول لك: هذا الشخص إذا جلس مع شخص لا دين له, يخرج من عنده ملحدًا، إنْ جلس مع شخص له دين يخرج ولِيًّا، ترى عنده قدرة ومرونة عجيبة جداً، يتكلم بكلام يوافق الحاضرين، هذا منتهى النفاق، فمن استطاع أن يرضي الناس جميعاً فهو منافق، أليس لك اتّجاه، أم تسبح مع كل التيّارات، ما هذا الإنسان؟ ليس له اتجاه، يجامل هذا وذاك، فإن كان مع شخص من أصحاب الفكر الحر تراه صار حراً أكثر منه .

رجاء بن حيوة

http://www.d-saudi.com/up//uploads/i...990b07ccf4.gif
هو رجاء بن حيوة بن جندل بن الأحنف بن السمط بن امرئ القيس بن كندة،
ولد في مدينة بيسان الغور، وعاش في فلسطين وسكنها، ودخل الكوفة والأندلس،
وكان يصاحب الخلفاء لنصحهم فلما مات عمر بن عبد العزيز أبى أن يصاحب أحدًا من الخلفاء،
ولما قدم يزيد بن عبد الملك بيت المقدس فسأل رجاء بن حيوة أن يصحبه فأبى واستعفاه
فقال له عقبة بن وساج: إن الله ينفع بمكانك فقال: إن أولئك الذين تريد قد ذهبوا فقال له عقبة: إن هؤلاء القوم قل ما باعدهم رجل بعد مقاربة إلا ركبوه قال: إني أرجو أن يكفيهم الذي أدعوهم له.


تعلم علي يدي أمهات المؤمنين،
وكان رجاء يقول: طفنا في نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناهن هل رأيتن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي هاتين ركعتين قبل المغرب حين يؤذن المؤذن فقلن لا غير أم سلمة قالت صلاها عندي حين أذن بلال للمغرب فقلت يا نبي الله ما هذه الصلاة هل حدث شيء قال: "لا ولكن كنت أصليهما ركعتين قبل العصر فنسيتهما فصليتهما الآن". وأخذ عن عدد من الصحابة، وروى عن معاوية، وعبد الله بن عمر، وأبي أمامة، وجابر بن عبد الله، وقبيصة بن ذؤيب وغيرهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتعلم على يديه خلق كثير، وروى له مسلم والأربعة.
كان أحد الأئمة التابعين، وضعه أصحاب السير في الطبقة الثانية من التابعين وأورده صاحب تهذيب التقريب في الطبقة الثالثة.

أهم ملامح شخصيته:


علمه وفقهه:


تعلم رجاء بن حيوة على يد ثلة من الصحابة الأخيار، وعلى يد أمهات المؤمنين، فبلغ من العلم مكانة كبيرة دفعت مكحول - أحد أئمة التابعين - عندما تعرض له مسألة يقول سلوا شيخنا يريد رجاء بن حيوة، ومن مواقفه التي تدل على عمق فقهه وفهمه ما ذكره القرطبي في تفسيره عن إدريس بن يحيى قال: كان الوليد بن عبد الملك يأمر جواسيس يتجسسون الخلق يأتونه بالأخبار قال: فجلس رجل منهم في حلقة رجاء بن حيوة فسمع بعضهم يقع في الوليد فرفع ذلك إليه فقال: يا رجاء! أذكر بالسوء في مجلسك ولم تغير! فقال: ما كان ذلك يا أمير المؤمنين فقال له الوليد: قل: آالله الذي لا إله إلا هو قال: الله الذي لا إله إلا هو فأمر الوليد بالجاسوس فضربه سبعين سوطًا فكان يلقى رجاء فيقول: يا رجاء بك يستقى المطر وسبعون سوطا في ظهري! فيقول رجاء: سبعون سوطا في ظهرك خير لك من أن ي*** رجل مسلم. فهو هنا قد أخذ بحكم الرخصة فيمن حلفه سلطان ظالم على نفسه أو على أن يدله على رجل أو مال رجل وهذا يد ل على مدى علمه وفقهه. ولما دخل في نفس هشام بن عبد الملك شيئًا من ***ا غيلان وصالح (وكانا يتكلمان في القدر) فقال له رجاء: ل***هما أحب إلي من *** ألفين من الروم، وذلك لأن ضررهما على الأمة كبير، وذلك يدل على غزارة فقهه وعلمه.

إنكاره للبدع:


ورد في كتاب [الباعث علي إنكار البدع] عن رجاء بن جميل قال شهدت رجاء بن حيوة في جنازة عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الملك بعسقلان فسمع رجلاًًًًً يقول: استغفروا له غفر الله لكم فقال رجاء: اسكت دق الله عنقك، وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا اتبع جنازة أكثر الصمت ورؤى عليه الكآبة وأكثر حديث النفس.

نصحه لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم:


لو لم يكن لرجاء بن حيوة موقف غير موقفه الذي أشار به على سليمان بن عبد الملك بولاية عمر بن عبد العزيز لكفاه، فقد كان صادقًا في نصيحته له، يروى عن رجاء بن حيوة أنه قال: لما ثقل سليمان بن عبد الملك رآني عمر في الدار أخرج وأدخل وأتردد فدعاني فقال لي: يا رجاء، أذكرك الله والإسلام أن تذكرني لأمير المؤمنين أو تشير بي عليه إن استشارك فوالله ما أقوى على هذا الأمر فأنشدك الله إلا صرفت أمير المؤمنين عني فانتهرته وقلت: إنك لحريص على الخلافة لتطمع أن أشير عليه بك فاستحيا ودخلت فقال لي سليمان: يا رجاء من ترى لهذا الأمر وإلى من ترى أن أعهد؟ قلت: يا أمير المؤمنين، اتق الله فإنك قادم على الله، وسائلك عن هذا الأمر وما صنعت فيه قال: فمن ترى؟ فقلت: عمر بن عبد العزيز قال: كيف أصنع بعهد أمير المؤمنين عبد الملك إلى الوليد وإلي في ابني عاتكة أيهما بقي؟ قلت: تجعلهما من بعده قال: أصبت ووفقت جئني بصحيفة فأتيته بصحيفة فكتب عهد عمر ويزيد من بعده وختمها، ثم دعوت رجالاً فدخلوا عليه فقال لهم: إني قد عهدت عهدي في هذه الصحيفة ودفعتها إلى رجاء وأمرته أمري وهو في الصحيفة اشهدوا واختموا الصحيفة؛ فختموا عليها وخرجوا فلم يلبث سليمان أن مات؛ فكففت النساء عن الصياح وخرجت إلى الناس فقالوا: يا رجاء، كيف أمير المؤمنين؟ قلت: تعلمون منذ اشتكى أسكن منه الساعة قالوا: لله الحمد فقلت: ألستم تعلمون أن هذا عهد أمير المؤمنين وتشهدون عليه؟ قالوا: بلى قلت: أفترضون به؟ قال هشام: إن كان فيه رجل من ولد عبد الملك وإلا فلا، قلت: فإن فيه رجل من ولد عبد الملك قال: فنعم إذا، قال: فدخلت فمكثت ساعة ثم قلت: للنساء اصرخن، وخرجت فقرأت الكتاب والناس مجتمعون.

تقواه وورعه:



عن العلاء بن روبة قال: كانت لي حاجة إلى رجاء بن حيوة فسألت عنه فقالوا: هو عند سليمان بن عبد الملك قال: فلقيته فقال: ولى أمير المؤمنين اليوم ابن موهب القضاء ولو خيرت بين أن ألي وبين أن أُحمل إلى حفرتي لاخترت أن أًحمل إلى حفرتي قلت: إن الناس يقولون إنك أنت الذي أشرت به قال: صدقوا إني نظرت للعامة ولم أنظر له. ومن ورعه أنه كان لا يُفتي خوفًا من الفتوى فقد أورد ابن خيثمة في مؤلفه العلم. كان رجاء ومحمد والقاسم شيئًا واحدًا لا يكادون يفتون في الشيء.

الموالاة لله والبغض في الله:



عن عبيد بن أبي السائب حدثني أبي قال قال: لي رجاء بن حيوة إذا أتيت بلال بن سعد فقل له إن رجاء بعثني إليك وقد كره أن يقرأ عليك السلام ويقول اللهم إنه بلغني أنك تكلم قال ابن السمرقندي تكلمت بكلام من كلام المكذبين بمقادير الله عز وجل فإن كان وقع ذلك في نفسك شيء وإن يك ذلك زيغا أو خطأ فراجع من قريب حتى يعلم المكذبون بمقادير الله أن قد فارقتهم وتركت ما هم عليه.

الحلم والأناة:



أورد الغزالي في إحياء علوم الدين مما يدل علي حلم رجاء بن حيوة "أتى عبد الملك بن مروان بأسارى فيهم ابن الأشعث فقال لرجاء بن حيوة ما ترى قال إن الله تعالى قد أعطاك ما تحب من الظفر فأعط الله ما يحب من العفو فعفا عنهم".

من كلماته:



يقول رجاء:
الحلم أرفع من العقل لأن الله تسمى به.

وقال: ما أكثر عبد ذكر الموت إلا ترك الحسد والفرح.

وقال: يقال ما أحسن الإسلام يزينه الإيمان وما أحسن الإيمان يزينه التقى وما أحسن التقى يزينه العلم وما أحسن العلم يزينه الحلم وما أحسن الحلم يزينه الرفق.

وكان يقول: من لم يؤاخ من الإخوان إلا من لا عيب فيه قل صديقه ومن لم يرض من صديقه إلا بإخلاصه له دام سخطه ومن عاتب إخوانه على كل ذنب كثر عدوه

قالوا عنه:


قال مطر الوراق: ما رأيت شاميًا أفقه منه.

وقال مكحول: رجاء سيد أهل الشام في أنفسهم.

وقال مسلمة الأمير: برجاء وبأمثاله ننصر.

وقال ابن سعيد: كان رجاء فاضلاً ثقة كثير العلم.

وقال أبو أسامة: كان بن عون إذا ذَكَرَ من يُعجبه ذكر رجاء بن حيوة.

وقال بن عون: لم أر مثل رجاء بالشام.

وسأل هشام بن عبد الملك فقال: من سيد فلسطين؟ قالوا: رجاء بن حيوة.



ثناء العلماء عليه:
قال أبو نعيم الأصبهاني: ومنهم الفقيه المفهم المطعام مشير الخلفاء والأمراء رجاء بن حيوة أبو المقدام ،...وقال مطر الوراق : مارأيت شامياً أفضل من رجاء بن حيوة ، وكان ابن عون إذا ذكر من يعجبه ذكر رجاء بن حيوة ، وقال أيضاً : ثلاث لم أر مثلهم كأنهم التقوا فتواصوا : ابن سيرين بالعراق ، وقاسم بن محمد بالحجاز ، ورجاء بن حيوة بالشام.
وقال عبيد بن أبي السائب ثنا أبي قال : ما رأيت أحدا أحسن اعتدالاً في الصلاة من رجاء بن حيوة.
قال ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة ما من رجل من أهل الشام أحب إلي أن أقتدي به من رجاء بن حيوة[3] .

من أقوال رجاء بن حيوة :

1- يروى أنه قال http://www.tdedo.com/vb/images/smilies/frown.gif من لم يؤاخ إلا من لاعيب فيه قل صديقه ، ومن لم يرض من صديقه إلا بالإخلاص له دام سخطه ، ومن عاتب إخوانه على كل ذنب كثر عدوه) [4].
2- وأنه قالhttp://www.tdedo.com/vb/images/smilies/frown.gifما أحسن الإسلام ويزينه الإيمان وما أحسن الإيمان ويزينه التقوى وما أحسن التقوى ويزينه العلم ، وما أحسن العلم ويزينه الحلم وما أحسن الحلم ويزينه الرفق).[5]

رجاء بن حيوة سيد أهل فلسطين:
قال أبو مسهر حدثنا كامل بن سلمة الكندي قال سألهم هشام بن عبد الملك من سيد أهل فلسطين؟ قالوا: رجاء بن حيوة ، قال فمن سيد أهل الأردن؟ قالوا: عبدة بن نسي قال: فمن سيد أهل دمشق؟ قالوا: يحيى بن يحيى الغساني...[6].

دوره في بناء قبة الصخرة:

http://photos-g.ak.fbcdn.net/hphotos..._4619165_n.jpg


قال الإمام ابن كثير رحمه الله : ولما أراد عبد الملك عمارة بيت المقدس وجه إليه بالأموال والعمال،
ووكل بالعمل رجاء بن حيوة ويزيد بن سلام مولاه وجمع الصناع من أطراف البلاد وأرسلهم إلى بيت المقدس ،
وأرسل إليه بالأموال الجزيلة الكثيرة، وأمر رجاء بن حيوة ويزيد أن يفرغا الأموال إفراغاً، ولا يتوقفا فيه؛ فبثوا النفقات وأكثروا، فبنوا القبة فجاءت من أحسن البناء، وفرشاها بالرخام الملون، وعملا للقبة جلالين أحدهما: من اليود الأحمر للشتاء ،وآخر: من أدم للصيف وحفا القبة بأنواع الستور، وأقاما لها سدنة، وخداماً بأنواع الطيب والمسك والعنبر والماورد والزعفران، ويعملون منه غالية ويبخرون القبة والمسجد من الليل ،وجعل فيها من قناديل الذهب والفضة والسلاسل الذهب والفضة شيئاً كثيراً ، وجعل فيها العود القمارى المغلف بالمسك وفرشاها والمسجد بأنواع البسط الملونة وكانوا إذا أطلقوا البخور شم من مسافة بعيدة.
وكان إذا رجع الرجل من بيت المقدس إلى بلاده توجد منه رائحة المسك والطيب والبخور أياماً ويعرف أنه قد أقبل من بيت المقدس وأنه دخل الصخرة ،وكان فيه من السدنة والقوم القائمين بأمره خلق كثير ،ولم يكن يومئذ على وجه الأرض بناء أحسن ولا أبهى من قبة صخرة بيت المقدس بحيث إن الناس التهوا بها عن الكعبة والحج وبحيث كانوا لا يلتفتون فى موسم الحج وغيره إلى غير المسير إلى بيت المقدس.
وافتتن الناس بذلك افتناناً عظيماً، وأتوه من كل مكان وقد عملوا فيه من الإشارات والعلامات المكذوبة شيئاً كثيراً مما فى الآخرة فصوروا فيه صورة الصراط وباب الجنة وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ووادى جهنم وكذلك في أبوابه ومواضع منه فاغتر الناس بذلك وإلى زماننا .
وبالجملة أن صخرة بيت المقدس لما فرغ من بنائها لم يكن لها نظير على وجه الأرض، وقد كان فيها من الفصوص والجواهر والفسيفساء وغير ذلك شى ء كثير وأنواع باهرة، ولما فرغ رجاء بن حيوة، ويزيد بن سلام من عمارتها على أكمل الوجوه فضل من المال الذى أنفقاه على ذلك ستمائة ألف مثقال، وقيل ثلاثمائة ألف مثقال، فكتبا إلى عبد الملك يخبرانه بذلك، فكتب إليهما قد وهبته منكما فكتبا إليه إنا لو استطعنا لزدنا فى عمارة هذا المسجد من حلى نسائنا، فكتب إليهما إذ أبيتما أن تقبلاه فأفرغاه على القبة والأبواب فما كان أحد يستطيع أن يتأمل القبة مما عليها من الذهب القديم والحديث، فلما كان فى خلافة أبى جعفر المنصور قدم بيت المقدس فى سنة أربعين ومائة فوجد المسجد خراباً فأمر أن يقلع ذلك الذهب والصفائح التى على القبة والأبواب وأن يعمروا بها ما تشعت فى المسجد ففعلوا ذلك وكان المسجد طويلاً فأمر أن يؤخذ من طوله ويزداد فى عرضه ولما أكمل البناء كتب على القبة مما يلى الباب القبلى أمر ببنائه بعد تشعيثه أمير المؤمنين عبد الملك سنة اثنتين وستين من الهجرة النبوية وكان طول المسجد من القبلة إلى الشمال سبعمائة وخمسة وستون ذراعاً وعرضه أربعمائة وستون ذراعاً .[7]



ورد في طبقات خليفة بن خياط أن "رجاء بن حيوة مات سنة اثنتي عشرة ومائة"



عزة عثمان 31-01-2013 07:16 PM

http://photos-g.ak.fbcdn.net/hphotos..._4619165_n.jpg



http://www.mazikao.net/vb/imgcache/2/38871alsh3er.gif



http://images.abunawaf.com/2007/01/15034769dc.gif



عزة عثمان 31-01-2013 07:17 PM

http://www.sunnionline.us/arabic/ima...eed-jobair.jpg



سعيد بن جبير نسبه وقبيلته

هو سعيد بن جبير بن هشام الأسدي الوالبي مولاهم الكوفي، أبو محمد، ويقال: أبو عبد الله ووالبة هو ابن الحارث بن ثعلبة، عده أصحاب السير من الطبقة الثالثة من التابعين.

روى له البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي- ابن ماجه.

سعيد بن جبير .. بلد المعيشة والرحلات

ذكره أبو نعيم الأصبهاني في تاريخ أصبهان فقال: دخل أصبهان وأقام بها مدة، ثم ارتحل منها إلى العراق وسكن قرية سنبلان.

صحابة تعلم على أيديهم سعيد بن جبير

واتت الفرصة لسعيد بن جبير فتعلم على يد عدد من الصحابة ويروي عنهم، فأخذ عن حبر الأمة عبد الله بن عباس وروى عنه وأكثر، وكان أحد تلامذته، وسمع من عبد الله بن مغفل وعائشة أم المؤمنين وعدي بن حاتم وأبي موسى الأشعري وأبي هريرة وأبي مسعود البدري وعن ابن عمر وابن الزبير والضحاك بن قيس وأنس بن مالك وأبي سعيد الخدري.

من ملامح شخصية سعيد بن جبير
عبادة سعيد بن جبير

مما عرف عن سعيد بن جبير أنه كان عابدًا قوامًا، فعن أصبغ بن زيد قال كان لسعيد بن جبير ديك كان يقوم من الليل بصياحة فلم يصح ليلة من الليالي حتى أصبح فلم يصل سعيد تلك الليلة فشق عليه فقال: ما له قطع الله صوته فما سمع له صوت بعد فقالت له أمه: يا بني لا تدع على شيء بعدها. وقال القاسم بن أبي أيوب سمعت سعيدًا يردد هذه الآية في الصلاة بضعا وعشرين مرة "واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله". ويقول هلال بن خباب: خرجت مع سعيد بن جبير في رجب فأحرم من الكوفة بعمرة ثم رجع من عمرته، ثم أحرم بالحج في النصف من ذي القعدة وكان يحرم في كل سنة مرتين مرة للحج ومرة للعمرة.

حب سعيد بن جبير للقرآن

كان لسعيد شأن وحال مع القرآن فروي أنه كان يختم القرآن في كل ليلتين. وكان سعيد بن جبير يجيء فيما بين المغرب والعشاء فيقرأ القرآن في رمضان، وعن الصعب بن عثمان قال: قال سعيد بن جبير: ما مضت علي ليلتان منذ *** الحسين إلا أقرأ فيها القرآن إلا مريضًا أو مسافرًا.

خوف وورع سعيد بن جبير

مما أثر عن سعيد بن جبير خوفه وخشيته وكان ذكر الموت لا يفارقه فيقول:
لو فارق ذكر الموت قلبي لخشيت أن يفسد علي قلبي.
وعنه قال: إنما الدنيا جمع من جمع الآخرة.

سعيد بن جبير وتمنيه للشهادة

ولما علم من فضل الشهادة تمناها وثبت لل*** ولم يكترث ولا عامل عدوه بالتقية المباحة له رحمه الله تعالى،
فعن داود بن أبي هند قال: لما أًخذ الحجاج سعيد بن جبير
قال: ما أراني إلا مقتولاً وسأخبركم: إني كنت أنا وصاحبان لي دعونا حين وجدنا حلاوة الدعاء ثم سألنا الله الشهادة فكلا صاحبي رزقها وأنا أنتظرها قال: فكأنه رأى أن الإجابة عند حلاوة الدعاء.

علم سعيد بن جبير

كان سعيد بن جبير وعاء من أوعية العلم فعن خصيف قال: كان أعلمهم بالقرآن مجاهد وأعلمهم بالحج عطاء وأعلمهم بالحلال والحرام طاووس وأعلمهم بالطلاق سعيد بن المسيب وأجمعهم لهذه العلوم سعيد بن جبير. ويقول ميمون بن مهران: لقد مات سعيد بن جبير وما على ظهر الأرض رجل إلا يحتاج إلى سعيد.

وكان ابن عباس إذا أتاه أهل الكوفة يستفتونه يقول: أليس فيكم ابن أم الدهماء يعني سعيد بن جبير.

وعن سعيد بن جبير قال: جاء رجل إلى ابن عمر فسأله عن فريضة فقال: ائت سعيد بن جبير فإنه أعلم بالحساب مني وهو يفرض منها ما أفرض.

أثر الصحابة في سعيد بن جبير

لقد كان للصحابة أثر كبير في تعليم سعيد بن جبير فهم الذين أرشدوه إلى الخير وأمروه بأن يُحدث وهم حاضرون كما فعل معه ابن عباس فعن مجاهد قال: قال ابن عباس لسعيد بن جبير: حدث فقال: أحدث وأنت ها هنا قال: أوليس من نعمة الله عليك أن تحدث وأنا شاهد فإن أصبت فذاك وإن أخطأت علمتك. وعن سعيد بن جبير قال: رآني أبو مسعود البدري في يوم عيد ولي ذؤابة فقال: يا غلام أو يا غليم، إنه لا صلاة في مثل هذا اليوم قبل صلاة الإمام فصل بعدها ركعتين وأطل القراءة.

أثر سعيد بن جبير في الآخرين

ما كانت تأتي فرصة للدعوة أو للنصح أمام سعيد بن جبير إلا اغتنمها، فكان يراسل إخوانه وفي ذلك يقول عمرو بن ذر: كتب سعيد بن جبير إلى أبي كتابًا أوصاه بتقوى الله وقال: إن بقاء المسلم كل يوم غنيمة فذكر الفرائض والصلوات وما يرزقه الله من ذكره.

وعن هلال بن خباب أنه قال: خرجنا مع سعيد بن جبير في جنازة فكان يحدثنا في الطريق ويذكرنا حتى بلغ، فلما جلس لم يزل يحدثنا حتى قمنا فرجعنا وكان كثير الذكر لله. وكان يقول: وددت الناس أخذوا ما عندي فإنه مما يهمني. وكان لا يدع أحدًا يغتاب عنده أحدًا إلا يقول إن أردت ذلك ففي وجهه.

من كلمات سعيد بن جبير

قال سعيد بن جبير: التوكل على الله جماع الإيمان.

وقال: إن الخشية أن تخشى الله حتى تحول خشيتك بينك وبين معصيتك فلتلك الخشية، والذكر طاعة الله فمن أطاع الله فقد ذكره ومن لم يطعه فليس بذاكر وإن أكثر التسبيح وتلاوة القرآن.

وقال: أظهر اليأس مما في أيدي الناس فإنه عناء، وإياك وما يعتذر منه فإنه لا يعتذر من خير.

وفاة سعييد بن جبير

يروي عون بن أبي شداد ما وقع بين سعيد والحجاج فيقول: بلغني أن الحجاج لما ذكر له سعيد بن جبير أرسل إليه قائدًا يسمى المتلمس بن أحوص في عشرين من أهل الشام، فبينما هم يطلبونه إذا هم براهب في صومعته فسألوه عنه فقال: صفوه لي فوصفوه فدلهم عليه فانطلقوا فوجدوه ساجدًا يناجي بأعلى صوته فدنوا وسلموا، فرفع رأسه فأتم بقية صلاته ثم رد عليهم السلام فقالوا: إنا رسل الحجاج إليك فأجبه، قال: ولا بد من الإجابة، قالوا: لابد فحمد الله وأثنى عليه وقام معهم حتى انتهى إلى دير الراهب فقال الراهب: يا معشر الفرسان، أصبتم صاحبكم قالوا: نعم فقال: اصعدوا فإن اللبوة والأسد يأويان حول الدير ففعلوا، وأبى سعيد أن يدخل فقالوا: ما نراك إلا وأنت تريد الهرب منا قال: لا ولكن لا أدخل منزل مشرك أبدًا قالوا: فإنا لا ندعك فإن السباع ت***ك قال: لا ضير إن معي ربي يصرفها عني ويجعلها حرسًا تحرسني قالوا: فأنت من الأنبياء؟ قال: ما أنا من الأنبياء، ولكن عبد من عبيد الله مذنب قال الراهب: فليعطني ما أثق به على طمأنينة فعرضوا على سعيد أن يعطي الراهب ما يريد قال: إني أعطي العظيم الذي لا شريك له لا أبرح مكاني حتى أصبح إن شاء الله، فرضي الراهب بذلك فقال لهم: اصعدوا وأوتروا القسي لتنفروا السباع عن هذا العبد الصالح فإنه كره الدخول في الصومعة لمكانكم، فلما صعدوا وأوتروا القسي إذا هم بلبوة قد أقبلت فلما دنت من سعيد تحككت به وتمسحت به، ثم ربضت قريبا منه وأقبل الأسد يصنع كذلك فلما رأى الراهب ذلك وأصبحوا نزل إليه فسأله عن شرائع دينه وسنن رسوله ففسر له سعيد ذلك كله فأسلم، وأقبل القوم على سعيد يعتذرون إليه ويقبلون يديه ورجليه، ويأخذون التراب الذي وطئه فيقولون: يا سعيد حلفنا الحجاج بالطلاق والعتاق إن نحن رأيناك لا ندعك حتى نشخصك إليه، فمرنا بما شئت قال: امضوا لأمركم فإني لائذ بخالقي ولا راد لقضائه فساروا حتى بلغو واسطًا فقال سعيد: قد تحرمت بكم وصحبتكم ولست أشك أن أجلي قد حضر فدعوني الليلة آخذ أهبة الموت واستعد لمنكر ونكير، وأذكر عذاب القبر، فإذا أصبحتم فالميعاد بيننا المكان الذي تريدون فقال: بعضهم لا تريدون أثرًا بعد عين وقال بعضهم: قد بلغتم أمنكم واستوجبتم جوائز الأمير فلا تعجزوا عنه وقال بعضهم: يعطيكم ما أعطى الراهب، ويلكم أما لكم عبرة بالأسد ونظروا إلى سعيد قد دمعت عيناه، وشعث رأسه، واغبر لونه، ولم يأكل ولم يشرب ولم يضحك منذ يوم لقوه وصحبوه، فقالوا: يا خير أهل الأرض، ليتنا لم نعرفك ولم نسرح إليك، الويل لنا ويلاً طويلاً، كيف ابتلينا بك؟ اعذرنا عند خالقنا يوم الحشر الأكبر، فإنه القاضي الأكبر، والعادل الذي لا يجور، قال: ما أعذرني لكم، وأرضاني لما سبق من علم الله في، فلما فرغوا من البكاء والمجاوبة قال: كفيله أسألك بالله لما زودتنا من دعائك وكلامك فإنا لن نلقى مثلك أبدًا ففعل ذلك، فخلوا سبيله فغسل رأسه ومدرعته وكساءه وهم محتفون الليل كله، ينادون بالويل واللهف، فلما انشق عمود الصبح جاءهم سعيد فقرع الباب، فنزلوا وبكوا معه وذهبوا به إلى الحجاج وآخر معه فدخلا فقال الحجاج: أتيتموني بسعيد بن جبير قالوا: نعم وعاينا منا العجب، فصرف بوجهه عنهم فقال: أدخلوه علي فخرج المتلمس فقال: لسعيد أستودعك الله وأقرأ عليك السلام فأدخل عليه:

فقال: ما اسمك؟

قال: سعيد بن جبير؟

قال: أنت شقي بن كسير.

قال: بل أمي كانت أعلم باسمي منك قال: شقيت أنت وشقيت أمك.

قال: الغيب يعلمه غيرك.

قال: لأبدلنك بالدنيا نار تلظى.

قال: لو علمت أن ذلك بيدك لاتخذتك إلهًا.

قال: فما قولك في محمد .

قال: نبي الرحمة إمام الهدى.

قال: فما قولك في علي في الجنة هو أم في النار؟

قال: لو دخلتها فرأيت أهلها عرفت.

قال: فما قولك في الخلفاء؟

قال: لست عليهم بوكيل.

قال: فأيهم أعجب إليك؟

قال: أرضاهم لخالقي.

قال: فأيهم أرضى للخالق.

قال: علم ذلك عنده.

قال: أبيت أن تصدقني.

قال: إني لم أحب أن أكذبك.

قال: فما بالك لم تضحك.

قال: وكيف يضحك مخلوق خلق من الطين والطين تأكله النار؟

قال: فما بالنا نضحك؟

قال: لم تستو القلوب.

قال: ثم أمر الحجاج باللؤلؤ والياقوت والزبرجد وجمعه بن يدي سعيد.

فقال: إن كنت جمعته لتفتدي به من فزع يوم القيامة فصالح، وإلا ففزعة واحدة تذهل كل مرضعة عما أرضعت، ولا خير في شيء جُمع للدنيا إلا ما طاب وزكا.

ثم دعا الحجاج بالعود والناي فلما ضرب بالعود ونفخ في الناي بكى.

فقال: الحجاج ما يبكيك هو اللهو؟

قال: بل هو الحزن أما النفخ فذكرني يوم نفخ الصور، وأما العود فشجرة قطعت من غير حق، وأما الأوتار فأمعاء شاة يبعث بها معك يوم القيامة.

فقال: الحجاج ويلك يا سعيد.

قال: الويل لمن زحزح عن الجنة وأدخل النار.

قال: اختر أي ***ة تريد أن أ***ك؟

قال: اختر لنفسك يا حجاج فوالله ما ت***ني ***ه إلا ***تك ***ة في الآخرة؟

قال: فتريد أن أعفوا عنك؟

قال: إن كان العفو فمن الله، وأما أنت فلا براءة لك ولا عذر؟

قال: اذهبوا به فا***وه.

فلما خرج من الباب ضحك فأخبر الحجاج بذلك فأمر برده.

فقال: ما أضحكك؟

قال: عجبت من جرأتك على الله، وحلمه عنك فأمر بالنطع فبسط فقال: ا***وه.

فقال: "وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض".

قال: شدوا به لغير القبلة.

قال:" فأينما تولوا فثم وجه الله".

قال: "منها خلقناكم وفيها نعيدكم".

قال: ا***وه.

قال: إني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله، خذها مني حتى تلقاني يوم القيامة، ثم دعا الله سعيد وقال: اللهم لا تسلطه على أحد ي***ه بعدي ف*** على النطع.

وفاته

كان *** سعيد بن جبير سنة أربع وتسعين وكان يومئذ بن تسع وأربعين سنة.




http://www.panoramio.com/photos/original/22426457.jpg



http://www.factway.net/vb/uploaded/1703_01211745577.gif



عزة عثمان 31-01-2013 07:20 PM

http://www.youtube.com/watch?v=xU2f1sOSBcQ

عزة عثمان 31-01-2013 07:22 PM

http://img208.imageshack.us/img208/169/11sf7rq3bt9.gif



http://files.fatakat.com/2010/3/1267850709.gif




http://hh7.net/May1/hh7.net_13045055511.gif



عزة عثمان 31-01-2013 07:27 PM

عبد الملك بن مروان
 
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...of-caliphs.png

الدولة الاموية

عبد الملك بن مروان بن الحكم

http://www.mawhopon.net/upload/image...hoto/04-19.jpg

خامس الخلفاء الأمويين وكان من أعظم خلفاء بني أمية لقب بـ أب الملوك (حكم: 65 هـ-86 هـ/685-705م)،
توسعت الدولة الأموية في عهد وازدهرت وكانت دمشق عاصمة الدولة منارة للعلم واعظم مدن العالم الإسلامي.


نشأته وأسرته

http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictu...2b327_main.jpg

هو عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن اميه بن عبد شمس بن عبد مناف، وعبد مناف هو الذي يلتقي عنده الهاشميون والامويون. فهشام هو عم أميه وإليهما بنتمي الفرعان الكبيران. كانت اسرته تقيم في مكة، وقد دخل جده الحكم في الإسلام يوم فتح مكة. وفي خلافة عثمان بن عفان انتقلت الأسرة إلى المدينة عاصمة الدولة ليكون لها شأن في الأمور العامة ويكون رجالها على مقربة من ذوي السلطة.
شخصيته

ولد عبد الملك بن مروان سنة 24 للهجره وتربى في المدينة المنورة فقد كان أبوه مروان بن الحكم واليًا عليها في عهد معاوية بن أبي سفيان، فدرس "عبد الملك" العلوم الإسلامية وتفوق في دراسته، انتقل إلى دمشق واخذ العلم من فقهائها وأصبح من المفكرين والفقهاء وتكونت شخصيته القيادية في دمشق حاضرة الدولة الأموية. وهو فوق ذلك شاعر وأديب وخطيب. وقد وصف بأنه ثابت الجأش عند الشدائد، يقود جيشه بنفسه كما لقب بـ"أب الملوك" إذ أن 4 من ابنائه تولوا الخلافة من بعده (الوليد - سليمان - يزيد الثاني وهشام).
خلافته

تولى عبد الملك بن مروان الخلافة بعد م*** والده مروان بن الحكم وكانت الدولة الإسلامية مقسمة بين خلافتين. كانت الدولة الأموية تحكم مصر والشام بينما العراق والحجاز تحت خلافة عبد الله ابن الزبير الذي كان يدير خلافته من مكة. بعث عبد الملك بن مروان بالحجاج بن يوسف الثقفي لكي يبسط نفوذ الأمويين على كامل الأراضي الإسلامية.

خرج الحجاج بن يوسف الثقفي إلى العراق وهزم والي البصرة. ثم خرج الحجاج بن يوسف بجيشه إلى الطائف، وانتظر الخليفة ليزوده بمزيد من الجيوش، فتوالت الجيوش إليه حتى تقوى تماماً، فسار إلى مكة وحاصر ابن الزبير فيها، ونصب المنجنيقات على جبل أبي قبيس وعلى قعيقعان، ودامت الحرب أشهراً. و*** فيها ابن الزبير وهزم جيشة.

ولى عبد الملك الحجاج على العراق لكثرة فتنها والخوارج. هذا وظهر بعدها عبد الرحمن بن الأشعث لينقلب على الدولة الأموية فطلب الحجاج من الخليفة عبد الملك بن مروان المدد فأتاه ما أراد وقطع رأس بن الأشعث.

عمل الخليفة عبد الملك بن مروان في فترة خلافته على ارساء آسس الدولة الإسلامية وحماية الدولة ونشر الإسلام في بلاد بعيدة حيث تم فتح بلاد المغرب في خلافته وكرم العلماء والمفكرين واجتذبهم إلى دمشق منارة العلم وانشأ دور العلم في عاصمة الدولة وفي المدن الإسلامية وتمت في عصرة الكثير من الانجازات التي ما زالت حتى اليوم.

اجتهد عبد الملك بن مروان في تأمين حدود الدولة واخضع ارمينيا وسواحل سورية وفتح حصون هامه منها مرعش وعمورية وانطاكية وفي 62 هجري اصدر الامر بتولى عقبة بن نافع امر أفريقيا وتكملة الفتوحات فيها, واتجه لفتح المزيد من البلاد، واظهر براعة في إدارة شئون الدولة واستعان بنخبة من امهر رجال عصره انجز الكثير في عصره واصدر أول عملة إسلامية ووحد اوزانها وكانت خطوه اقتصادية كبيرة حررت اقتصاد الدولة الإسلامية من الاعتماد على العملة الاجنبية أهمها الدينار البيزنطي, وعرب الدواوين والخراج ودرب الكوادر على إدارة شئون المال وكانت خطوه هامة في التاريخ الإسلامي.
انجازات عبد الملك بن مروان]

كان عبد الملك بن مروان أول من:


* ضرب ودون اسمه على السكة أي الدينار الأموي العملة الأموية.

http://faculty.ksu.edu.sa/31770/Pict...8%A7%D9%86.jpg


* كسا الكعبة بالديباج والحرير الذي كان يصنع في دمشق ويرسل إلى مكة.
* كرم واهتم بالعلماء والفقهاء والمفكرين.
* اتسعت الدولة الأموية في عهده لتصل إلى حدود سجستان شرقا.
* تعريب الدواوين.
* استقلالية الاقتصاد والشئون المالية للدولة الإسلامية.
* اشاد معالم وجوامع ومساجد من أهمها في دمشق والقدس وغيرها من البلاد مثل قبة الصخرة ومساجد أخرى تعتبر معالم الدولة الأموية ومن أهم معالم الإسلام إلى اليوم.
* عمل على توحيد البلاد الإسلامية والحفاظ على امن الدوله.
* عهده من أهم عهود الخلفاء في العصر الأموي



عزة عثمان 31-01-2013 07:30 PM

http://www.youtube.com/watch?v=hRdv4JbBaOk

عزة عثمان 31-01-2013 07:33 PM

عقبة بن نافع
 
http://leqatar.org/files/8/e395e991b8.jpg


عقبة بن نافع بن عبد القيس بن لقيط بن عامر بن أمية بن الطرب بن أمية بن الحارث بن فهر القرشي
[1](1 ق.هـ - 63 هـ
( من القادة العرب والفاتحين لبلاد الله في صدر الإسلام. واشتهر تاريخيا باسم "مرنك إفريقية"، وهو الاسم العربي لشمال قارة أفريقيا.

http://www.ar-tr.com/vb/uploaded/11720_1208237744.jpg



نشأته


http://www.islam2all.com/video/img/00169.jpg

ولد في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة بعام واحد. وأمه من قبيلة المعز من بني ربيعة من العدنانيين.
ولذلك فقد ولد عقبة ونشأ في بيئة إسلامية، وهو صحابي بالمولد، لأنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يمت بصلة قرابة لعمرو بن العاص من ناحية الأم، وقيل أنهما ابني خالة. وقد نشأ عقبة تحت شمس الصحراء المحرقه وفي جوها اللافح في البيئة التي ينشأ فيها الرجال الاقوياء.

لقد أيّد الله عز وجل دينه بنوعية خاصة من الرجال، اصطفاهم المولى جل وعلا، واختارهم من بين خلقه لنيل شرف المهمة الجليلة، هؤلاء الرجال الأبطال تغلغل الإيمان في قلوبهم، وارتقت نفوسهم إلى أعلى عليين من أجل نصرة الدين، فلم يبق لهم همة ولا هدف ولا غاية في الحياة إلا لخدمة الإسلام ونشره بين الناس، إنهم رجال آثروا مرضات الله عز وجل بدعوة الناس للإسلام على متاع الحياة الدنيا، فودعوا الراحة والدعة والسكون وهجروا الفراش والسلامة وتركوا الديار والأهل والأحباب، وصارت ظهور الخيل مساكنهم، وآلات الجهاد عيالهم، وإخوان الجهاد رفقاءهم، فلا عجب إذا أن تنتهي حياتهم في أخر بقاع الدنيا، فهذا يموت في بلاد الصين وهذا في أدغال أفريقيا وذاك في أحراش الهند، وكلهم راض بهذه الحياة وهذه النهاية، طالما توجت حياته بأسمى ما يريد : الشهادة في سبيل الله، وهذه قصة واحد من أئمة هؤلاء الأبطال .
نبوغه

برز اسم عقبة مبكراً في ساحة أحداث حركة الفتح الإسلامي التي بدأت تتسع بقوة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث اشترك هو وأباه نافع في الجيش الذي توجه لفتح مصر بقيادة عمرو بن العاص، والذي توسم فيه خيرا وشأنا في حركة الفتح، فأرسله إلى بلاد النوبة لفتحها، فلاقى هناك مقاومة شرسة من النوبيين، ولكنه مهد السبيل أمام من جاء بعده لفتح البلاد، فأسند إليه مهمة قيادة دورية استطلاعية لدراسة إمكانية فتح الشمال الأفريقي، وتأمين الحدود الغربية والجنوبية لمصر ضد هجمات الروم وحلفائهم البربر. ثم شارك معه في المعارك التي دارت في أفريقيا (تونس حاليا)، فولاه عمرو برقة بعد فتحها، وعاد إلى مصر.

http://www.aladwani.net/images/safa.jpg

تعاقب عدة ولاة على مصر بعد عمرو بن العاص،
منهم عبد الله بن أبي السرح ومحمد بن أبي بكر ومعاوية بن حديج وغيرهم، أقر جميعهم عقبة بن نافع في منصبه كقائد لحامية برقة.
لكن عمرو بن العاص اختر عقبه في الحروب ليس للقرابه لانه يعرف مهارته علي المبارزه والقتال.
فتوحاته

http://www.aladwani.net/images/safa.jpg

ظل عقبة في منصبه كقائد للحامية ببرقة خلال عهدي عثمان بن عفان وعلى بن أبى طالب رضي الله عنهما، ونأى عن أحداث الفتنة التي وقعت بين المسلمين، وصب اهتمامه على الجهاد في سبيل الله ونشر الإسلام بين قبائل البربر ورد غزوات الروم، فلما استقرت الأمور عام 41 هـ وأصبح معاوية بن أبي سفيان خليفة للمسلمين، أصبح معاوية بن حديج والياً على مصر، أرسل عقبة إلى الشمال الأفريقي في حملة جديدة لمواصلة الفتح الإسلامي الذي توقفت حركته أثناء الفتنة.
مسجد في مدينة القيروان

http://www.cms.tl4demo.com/altareekh.../image/475.jpg

http://2.bp.blogspot.com/_jcUd0dgTLs...40/%D8%AC8.jpg

صورة مسجد عقبة بن نافع بالقيروان بتونس

كانت هناك عدة بلاد قد خلعت طاعة المسلمين بعد اشتعال الفتنة بين المسلمين، منها ودان وأفريقية وجرمة وقصور خاوار، فحارب عقبة تلك القرى وأعادها بلقوة إلى الطاعة. خلف معاوية عقبة أفريقية، وبعث إليه عشرة آلاف فارس، فأوغل بهم في بلاد المغرب، حيث تغلغل في الصحراء بقوات قليلة وخفيفة لشن حرب عصابات خاطفة في أرض الصحراء الواسعة ضد القوات الرومية النظامية الكبيرة التي لا تستطيع مجاراة المسلمين في الحرب الصحراوية، واستطاع عقبة وجنوده أن يطهروا منطقة الشمال الأفريقي من الحاميات الرومية المختلفة . حتى أتى وادياً فأعجب بموقعه، وبنى به مدينته المشهورة وسماها القيروان أي محط الجند، ذلك أنها تعتبر قاعدة الجيش الإسلامي المتقدمة والواغلة في المغرب الكبير. كما بنى بها جامعاً لا يزال حتى الآن يعرف باسم جامع عقبة، وفي سنة 55 هـ عزله معاوية وولى بدلا منه أبو المهاجر بن دينار أفريقية، فعاد للمشرق.

http://alajman.net/up/uploads/d06dcd01bc.jpg

بعد وفاة معاوية وفي خلافة ابنه يزيد أعاد عقبة مرة ثانية للولاية سنة 62 هـ، فولاه المغرب، فقصد عقبة القيروان، وخرج منها بجيش كثيف وغزا حصوناً ومدناً حتى وصل ساحل المحيط الأطلنطي، وتمكن من طرد البيزنطيين من مناطق واسعة من ساحل أفريقيا الشمالي.


عقبة بن نافع
كان والده من المسلمين الأوائل الذين جاهدوا في سبيل الله، فلم يكن غريبًا أن يشب (عقبة بن نافع بن عبد القيس الفهري) وحب الجهاد يجري في عروقه، وتمنى أن يكون أحد أبطال مكة وفرسانها، تعلم المبارزة، وتدرب مع الشباب المسلم على حمل السلاح، وازداد عقبة حبًّا واشتياقًا للجهاد من سماعه لقصص البطولة التي قام بها المسلمون أثناء حروبهم ضد أعداء الإسلام، حكاها له ابن خالته
(عمرو بن العاص).
ولما بلغ عقبة مبلغ الشباب أصبح يجيد المبارزة وكل فنون الحرب والقتال، منتظرًا اللحظة المواتية ليدافع عن دين الله، وجاءت الفرصة عندما أسند الخليفة العادل
(عمر بن الخطاب) فتح بعض بلاد الشام إلى عمرو بن العاص، وجعل عمرو
(عقبة بن نافع) في مقدمة الجيش وهو لم يبلغ بعد سن العشرين، وكان عقبة عند حسن ظن عمرو بن العاص، فقد أظهر مقدرة بطولية على اختراق صفوف
الأعداء، ونجح نجاحًا كبيرًا في أول امتحان له في الجهاد في سبيل الله.
وفي أثناء فتح عمرو بن العاص لمصر أظهر عقبة تفوقًا ملحوظًا، واستطاع بمهارته الحربية أن يساعد عمرو بن العاص في هزيمة الروم، وكان كل يوم يمر على عقبة يزداد حبًّا للجهاد في سبيل الله، وشغفًا بنشر دين الإسلام في كل بقاع الأرض؛ حتى ينعم الناس بالأمن والعدل والرخاء، وظل عقبة بن نافع جنديًّا في صفوف المجاهدين دون تميز عن بقية الجنود، على الرغم من براعته في القتال وشجاعته التي ليس لها حدود في مقاتلة أعدائه، إلى أن كلفه عمرو بن العاص ذات يوم أن يتولى قيادة مجموعة محدودة من الجنود يسير بهم لفتح فزان (مجموعة الواحات الواقعة في الصحراء الكبرى شمال إفريقيا) .
وانطلق عقبة إلى (فزان) وكله أمل ورجاء في النصر على أعدائه، وعندما وصل عقبة إليها دارت معارك عنيفة بين البربر والمسلمين أظهر فيها عقبة شجاعة نادرة حتى فرَّ البربر من أمامه ورفعوا راية الاستسلام، وأراد عمرو بن العاص فتح إفريقية
كلها، لكنه كان في حاجة إلى عدد كبير من الجنود، فبعث إلى الخليفة
عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يستأذنه في فتحها، لكن الخليفة عمر -رضي الله عنه- كان من رأيه الانتظار عدة سنوات حتى يرسخ المسلمون في مصر وتثبت إمارتهم ويزداد جيش المسلمين ويقوى عدةً وعتادًا.
انتقل عقبة -رضي الله عنه- إلى برقة (منطقة في ليبيا) بأمر من عمرو بن العاص رضي الله عنه ؛ لِيُعَلِّمَ المسلمين فيها أمور دينهم، وينشر الإسلام في هذه
المنطقة، ومكث -رضي الله عنه- مخلصًا في نشر نور الإسلام، وتدعيم شعائره في نفوس الذين أقبلوا على تعلم لغة القرآن .. فأسلم على يديه كثير منهم، وأحبوه حتى استطاع عقبة أن يكتسب خبرة واسعة بكل أحوال البربر.
وتمر الأيام والسنون وعقبة يواصل جهاده في سبيل الله، حتى كانت سنة (40هـ) وهي السنة التي تولي فيها معاوية بن أبي سفيان الخلافة، وعاد عمرو بن العاص واليًا على مصر، وحين أراد عمرو بن العاص أن يستكمل الفتوحات الإسلامية التي كان قد بدأها في برقة رأى أن خير من يقوم بهذه الفتوحات عقبة بن نافع؛ لإقامته بين البربر لسنوات عديدة، فأصبح من أكثر الناس معرفة بحياة البربر وعاداتهم
وتقاليدهم.
وبدأ عقبة الجهاد في سبيل الله، ونشر الإسلام بين قبائل البربر، وكانت برقة آنذاك قد تغيرت معالمها بعد أن اعتنق أهلها الدين الإسلامي، وانتشرت المساجد في كل مكان فيها، وظل عقبة واليًا على برقة يدعو إلى الإسلام إلى أن جاءته رسالة من الخليفة يخبره فيها بأنه قد اختاره لفتح إفريقية وأن جيشًا كبيرًا في الطريق إليه، ووصل
الجيش الذي أرسله الخليفة معاوية بن أبي سفيان، وكان يبلغ عدده عشرة آلاف
جندي، وكان في انتظاره جيش آخر من البربر الذين أسلموا
فحسن إسلامهم.
انطلق عقبة بجيشه المكون من العرب والبربر يفتتح البلاد، ويقاتل القبائل التي ارتدت عن الإسلام دون أن ي*** شيخًا كبيرًا، ولا طفلاً، ولا امرأة، بل كان يعاملهم
معاملة طيبة، حسب تعاليم الإسلام في الحروب، واستطاع عقبة أن يستولي على منطقة (ودان) وبعدها قام بالسيطرة على (فزان) ثم اتجه ناحية مدينة (خاوار) التي كانت تقع على قمة جبل شديد الارتفاع، فكان من الصعب على الجيش
أن يتسلقه، فوصل عقبة إلى أسوار المدينة، ولكن أهلها دخلوا حصونهم فحاصرها حصارًا شديدًا.
وهنا تظهر عبقرية عقبة الحربية، فحين علم أن دخول المدينة أمر صعب، تراجع بجيشه مبتعدًا عن المدينة، حتى ظن أهلها أن جيش المسلمين قد انسحب، ففتحوا أبواب مدينتهم آمنين، ولم يكن تراجع عقبة إلا حيلة من حيله الحربية، فقد علم أن هناك طريقًا آخر للوصول إلى هذه المدينة فسار عقبة فيه، ولكنه فوجيء بأن هذا الطريق لم يسلكه أحد من قبل وليس فيه عشب ولا ماء، وكاد جيش عقبة يموت عطشًا، فاتجه إلى الله يسأله ويدعوه أن يخرجه من هذا المأزق الخطير.
فما كاد ينتهي من دعائه حتى رأى فرسه يضرب الأرض برجليه بحثًا عن الماء من شدة العطش، وحدث ما لم يكن في الحسبان، فقد استجاب الله دعاء عقبة وانفجر الماء من تحت أقدام الفرس، وكبَّر عقبةُ ومعه المسلمون، وأخذوا يشربون من هذا الماء العذب، ولما شرب الجيش وارتوى؛ أمر عقبة جنوده بأن يحفروا سبعين حفرة في هذا المكان علَّهم يجدون ماء عذبًا، وتحققت قدرة الله وأخذ الماء يتفجر من كل حفرة يحفرها المسلمون، ولما سمع البربر المقيمون بالقرب من هذه المنطقة بقصة الماء أقبلوا من كل جهة يشاهدون ما حدث، واعتنق عدد كبير منهم الإسلام.
وانطلق عقبة ومعه جنوده إلى مدينة (خاوار) ودخلوها ليلاً، ولما عاد عقبة فكر في بناء مدينة يعسكر فيها المسلمون، فاختار مكانًا كثيف الأشجار يسمي (قمونية)
جيد التربة، نقي الهواء ليبني فيه مدينته التي أسماها فيما بعد (القيروان) فقال لأصحابه: انزلوا بسم الله.
وانشغل عقبة ببناء مدينة القيروان عن الفتح الإسلامي، وطلب (مسلمة بن مخلد الأنصاري) وكان واليًا على مصر والمغرب من الخليفة معاوية بن أبي سفيان عزل عقبة وتعيين (أبي المهاجر بن دينار) وبالفعل تمَّ عزله، وفي عهد الخليفة يزيد بن
معاوية عاد عقبة إلى قيادة الجيش في إفريقية وأقام عقبة عدة أيام في القيروان يعيد تنظيم الجيش حتى أصبح على أتم الاستعداد للغزو والفتح، ثم انطلق إلى مدينة الزاب
(وهي المدينة التي يطلق عليها الآن اسم قسطنطينة بالجزائر) يسكنها الروم
والبربر، والتحم الجيشان، وأظهر عقبة في هذه المعركة شجاعة نادرة، فكان يحصد رءوس أعدائه حصدًا، أما الجنود المسلمون فقد استبسلوا في القتال حتى تم لهم النصر بإذن الله تعالى، واستراح عقبة بن نافع وجيشه أيامًا قليلة، ثم أمر الجيش بالانطلاق إلى (طنجة) في المغرب الأقصى فدخلوها دون قتال، حيث خرج ملكها (يليان) لاستقبال جيش المسلمين وأكرمهم ووافق على كل مطالبهم.
وظل عقبة يجاهد في سبيل الله يتنقل من غزو إلى غزو ومن فتح إلى فتح حتى وصل إلى شاطئ المحيط الأطلنطي، فنزل بفرسه إلى الماء، وتطلع إلى السماء وقال:
يا رب .. لولا هذا المحيط لمضيت في البلاد مدافعًا عن دينك، ومقاتلاً من كفر بك وعَبَدَ غيرك..
وظن القائد البطل عقبة بن نافع أن البربر مالوا إلى الاستسلام وأنهم ليس لديهم استعداد للحرب مرة أخرى، فسبقه جيشه إلى القيروان، وبقي هو مع ثلاثمائة مقاتل في مدينة طنجة ليتم فتح عدد من الحاميات الرومية، ولما علم بعض أعداء الإسلام من البربر أن عقبة ليس معه إلا عدد قليل من رجاله، وجدوا الفرصة ملائمة للهجوم عليه، وكان على رأس هؤلاء البربر (الكاهنة) ملكة جبال أوراس (سلسلة جبال بالجزائر) وفوجئ البطل عقبة بن نافع عند بلدة (تهودة) بآلاف الجنود من البربر يهجمون عليه فاندفع بفرسه متقدمًا جنوده يضرب الأعداء بسيفه، متمنيًا الشهادة في سبيل الله، حتى أحاط البربر به وجنوده من كل جانب، فاستشهدوا جميعًا، واستشهد معهم (عقبة بن نافع) فرحمه الله رحمة واسعة، جزاء ما قدم للإسلام
والمسلمين.

http://www.edu-maps.com/image3/16_1.jpg


وكان استشهاد عقبة في مدينة تهودة سنة 64هـ (من أرض الزاب) بعد أن خاض كثيرًا من المعارك، وذاق حلاوة النصر، ورفع راية الإسلام، ويُعَد استشهاد عقبة هزيمة عسكرية لكنه كان نصرًا رائعًا للإيمان، وتناقلت الألسن ملحمة عقبة بن نافع الفارس المؤمن الذي حمل رسالة دينه إلى أقصى المعمورة، وأبى إلا أن يستشهد بعد أن حمل راية دينه فوق الثمانية آلاف كيلو متر.



*** عقبة بن نافع سنة ثلاث وستين للهجره[3] بعد أن غزا السوس القصوى، ***ه كسيلة بن لمزم الأودي و*** معه أبا المهاجر دينار وكان كسيلة نصرانياً. ثم *** كسيلة في ذلك العام أو في العام الذي يليه ***ه زهير بن قيس البلوي، ويقولون: إن عقبة بن نافع كان مستجاب الدعوة.[4]

http://4.bp.blogspot.com/-RrJ_48IBeB...%25D8%25B1.jpg

ضريح الصحابي عقبة بن نافع في الجزائر

في مكان يعرف حتى الآن باسم سيدي عقبة. بالجزائر في معركة مع الملكة الأمازيغية تيهيا المعروفة عند العرب بالكاهنة.

ومن أحفاد عقبة المشهورين يوسف بن عبد الرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري القرشي أحد القادة الدهاة وعبد الرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة مرة بن عقبة بن نافع الفهري.



عزة عثمان 31-01-2013 07:36 PM

http://www.youtube.com/watch?v=hnFyEIINU7w

عزة عثمان 31-01-2013 07:39 PM

الحسن بن علي بن أبي طالب
 
الحسن بن علي بن أبي طالب


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 06:07 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.