بوابة الثانوية العامة المصرية

عبد القادر مصطفى عبد القادر

ليتكم تصمتون..!!
الأفاضل د. عصام العريان، د. محمد البلتاجي، د. صفوت حجازي

بعد التحية،،
تألق نجمكم بعد أن رفعتكم ثورة 25 يناير إلى السماء، فزاد الطلب عليكم من فضائيات وصحف محلية وعربية، تنافست للفوز بلقاء مع أحدكم، وكيف لا وقد قصصتم على المسامع ما أدمى القلب وما أسعده عن شباب طاهر آثر الموت لتنهض مصر، كنتم حينئذٍ مَحطَّ التأثير والتقدير والتبجيل، لأن المصري ذكي ويفهم جيداً لغة المخلصين.
أقدرُ كمستمع ومشاهد حماسكم الذي لا يخلو منه حب الوطن، ولكن الإفراط فيه - كما تعلمون - كالتفريط به، ولقد أخذتكم سِنَة من النسيان أو التناسي في الآونة الأخيرة، فصدر عنكما ما زعزع الطمأنينة وأثار الحفيظة بإصراركما على التدخل في كل القضايا، والإدلاء بتصريحات خالقةٍ للقلق والتوتر حولها، حتى أصابت آراؤكم من سمعها بالريبة والشك في كل شيء ومن أي شيء!.
أحسبُ - وأظنكم ممن يقبلون النصيحة - أن إتباع هذا المَسلك في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به الوطن لم يعد مقبولاً في ظل الدعوات الرامية إلى المصالحة ولمِّ الشمل والاصطفاف الوطني، بما يعني أن الانزلاق إلى التصريحات العنترية في الصحف والفضائيات وعلى شبكة الانترنت من شأنه تبديد الجهود المخلصة للملمة شتات الوطن وصهره في بوتقة الحب المترفع عن الهوى والغرض وتصفية الحسابات.
أحذركم - ولولا الحب ما حذرتكم - من تبني سياسة الأحكام الاستباقية التي لا ترتكن إلى دليل ولا تقوم على حقيقة، خاصة فيما يتعلق بسلطات الدولة وطبيعة العلاقة بينها، فهذه منطقة لا يتحدث فيها إلا أهل اختصاص في الدستور والقانون، ولا يمكن مطلقاً أن تكون محلاً للآراء الفردية أو للاجتهادات الشخصية، فتجنبوا ذلك - بالله عليكم - حفاظاً على هيبة سلطات الدولة التي تمثل العِماد التي يقوم عليها بنيان الوطن.
إن الحق لا ينتصر بعلو الصوت، ولا بالتهور، ولا بالكلام في كل شأن، ولا بالحطِّ من شأن الآخرين.. الحق لا ينتصر إلا بسلوك الطريق الذي مشى فيه خير الأنام محمد «صلى الله عليه وسلم»، والذي تلمسنا كثيراً من معالمه على أيديكم.
الأعزاء الأكابر الدكتور.. أرجو أن تلقى هذه النصيحة القبول لديكم، وأن تتغيبوا عن المشهد ولو قليلاً لنشتاق إلى سماعكم!!. والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.

http://www.moheet.com/news/DetailsWriter/650488