بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   الأدب العربي (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=28)
-   -   غمضت جفون الفن (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=532141)

abomokhtar 11-07-2013 11:47 PM

غمضت جفون الفن
 
غمضت جفون الفن والأهدابُ *** وغَفَتْ لتدفن بعدها الآدابُ
ومكامن الدرِّ النضيد تحجرتْ *** فنتاجها يأتي حصىً وترابُ

ورياضها بالأمس تُقطف زهرُها *** واليوم ألقتْ بذرَها الأعشابُ
فغدت بها الأشجار تخلع سترها *** عمداً لتصمد في الرُّبى الأخشابُ

وتنكَّر الولدُ النسيبُ فكلما *** أخفى الأصالةَ ضَلَّتِ الأنسابُ
هذا هو الأدبُ الرفيعُ وحاله *** حلَّت به الأوصابُ والأنصابُ

ماذا دهاه؟ وما الذي أرداه في *** سُعُر الجهالة يُكتوى ويصابُ
دعوى الحضارة زيّنت بردائها *** ما كان من شرِّ الفعال يعابُ

واستَحْكمت في الأرض حين استُحْكمتْ *** في العِرض أنمرُ غابةٍ وذئابُ
فتصدّر الشادين صوتٌ ناعقٌ *** من بعد أن أطروه وهو غرابُ

فبدا ببيداءِ العمى يحدو بنا *** ويجرنا نحو الهوى فيُجابُ
وغدا يؤملُنا بماءٍ باردٍ *** هيهاتَ أن يصفى لذاك سرابُ

يزهو بصوتِ السوءِ مفتخراً بِهِ *** يلهو فنتبعه!، فذاك عجابُ
قد جرَّه الشيطانُ في خطواته *** ورمتْه أسهمُ شرِّه وحرابُ

في زيِّه الغربيِّ يبدو فارِهاً *** وبزيغِه يسْتَوقَفُ الإعجابُ
خدعَ البريةَ بالغناءِ وربما *** تأتيه غانيةٌ لها أحبابُ

فيمثلون العشق في سهراتهم *** ومسلسلاتِ العهر لم يرتابوا
والقوم بين مشاهدٍ متلهفٍ *** أو تابعٍ مستعظمٍ ينْسابُ

ويرى بآلات الخناء قداسةً *** وعلى الرواقصِ تطلقُ الألقابُ
أضحتْ ثقافتُنا غِناءً ماجناً *** يسعى يشبِّبُ فحشَها الأعرابُ

وثقافةُ العصرِ الحديثِ تغرَّبتْ *** فتقطعتْ بدعاتِها الأسبابُ
نشرَ الفسادُ ظلامه فتهافتَتْ *** نحو الضلالةِ ثُلَّةٌ أذْنابُ

خلعوا عقيدتهم وولَّوا محدثَات *** العصرِ فانحلُّوا بذاكَ وخابُوا
وتغطرسَ الأعداءُ في بلدانهم *** لم تخلُ حتى الدارُ والأطنابُ

جعلوا وصايتَهم على كلِّ امرئٍ *** وتفلسفوا في الدينِ، لم يهتابوا
زعموا بأن الدين غير معالجٍ *** للمحدثات وفي هداه عذابُ

وتقَوَّلُوا كذباً ليغروا أمةً *** إنَّ التحرُّرَ منهجٌ جذَّابُ
ولهم على تلك الفتاةِ تآمرٌ *** نارٌ ولُفَّتْ حولها الأثوابُ

زوراً وبهتاناً وليس مرادُهم *** إلا لتنزعَ حشمةٌ وحِجابُ
وبوحدة الأديان قالوا منهجاً *** وتحاوراً والحرياتُ صوابُ

هذا وإن قام الخطيبُ بمنبرٍ *** يحجرْ عليهِ ويهجرِ المحرابُ
وإذا انتشى من معشرٍ أهل التقى *** صاحوا عليهم: ها هو الإرهابُ

وتعلقت تهمٌ بهم من ثلةٍ *** عجباً لهم بالإفك كيف أجابوا؟
تُرِكتْ مبادؤنا فصرنا لعبةً *** تُشرى وكنا نُتَّقى ونهابُ

باسم الثقافة غُيِّرت أفكارُنا *** فمظاهرُ الدين الحنيفِ تذابُ
يا قومِ إن شئتم سبيلاً واضحاً *** أو مسكناً لا يعتريه خرابُ

فدعوا الذي راجت به أعداؤنا *** وذروا الذي يلهو به الأحبابُ
فهنا العلوم هنا الحديث هنا النجى *** دلَّت عليه سُنَّةٌ وكتابُ


عُضُّوا عليها بالنواجذِ إنها *** حِكَمٌ يُشدُّ إلى هناك ركابُ
في المركز العلمي مركزِ دعوتي *** فيه الهدى والنورُ فيه شبابُ

فيه الكواكبُ والنجومُ زواهرٌ *** ها همْ مشايخُنا كذا الطلابُ

منهم دعاة الحق منهم أمةٌ *** يكفي حضورهم وليس خطابُ
هذي الرياض وهذه ثمراتها *** طابت بما فيها يفوح وطابُوا

علي بن أحمد المطاع



جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:13 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.