![]() |
احترموا عقولنا..احترام العقول واجب مقدس
احترام العقول أمر مقدس قد جعل الله ( عز وجل ) لكل منا عقل ، يفكر به ، ويسترشد به في حل المعضلات التي تصادفه ، والأمر البديهي أن لكل منا مستوي معين في التعقل والتفكر ، و الذي يختلف بالطبع عن الآخرين ، وهو الأمر ذاته الذي يدعنا اليوم أن نتوقف لحظه أو لحظتين لنتعرف علي ماهية هذه العقول وكيفية احترامها وذلك بالرغم من الاختلاف معها أحيانا كثيرة . وقد قرأت في إحدى الكتب أن سيدنا عيسي ( عليه السلام ) مر علي شخص فقير يصنع البرادع ، وهو يقول في سجوده يا ربي لو علمت أين حمارك الذي تركبه لعملت له بردعه ورصعتها بالجواهر ، فحركه المسيح عيسي ( عليه السلام ) وقال له : ويحك أو لله تعالي حمار ؟! فأوحي الله تعالي إلي عيسي ( عليه السلام ) دع الرجل ، فأنه مجدني بقدر وسعه . فأدرك المسيح ( عليه السلام ) الأمر من الله وعرف أن عقل هذا الرجل لا يستوعب أكثر من ذلك ، وانه أراد أن يمجد الله ( عز وجل ) فلم يسعفه عقله ولم يدرك حقيقة ومدلول ما يقول ، وهو ما علمه الله ( عز وجل ) بإطلاعه علي قلب عبده . فهل يملك مثل هذا الرجل الفقير ( صانع البرادع ) الجواهر حتي يرصع بها بردعه ، أنه حتي لا يكاد يملك قوت يومه ، وتعالي الله ( عز وجل ) عن الوصف حيث لا يحصي أحدا ثناءً عليه ، هو كما أثني علي نفسه ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) . هذا ويوجد بالأثر أن جارية شكوا في إسلامها ، فأتوا بها إلي رسول الله محمد ( صلي الله عليه وسلم ) ليختبرها ، فسألها المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) أين الله ؟ فقالت : هو في السماء ( أشارت إلي السماء ) . فقال ( صلي الله عليه وسلم ) : مؤمنة ورب الكعبة !! حيث أدرك ( صلي الله عليه وسلم ) منذ اللحظة الأولي بقصور عقلها ، وهو ما دعاه إلي أن يتنزل إلي مستوي عقلها رحمة بها . إن الله ليس في السماء فقط ، حيث ذكر القرآن الكريم ( وهو الله في السماوات وفي الأرض ) في سورة الأنعام ، وقال ( صلي الله عليه وسلم ) :في حديث شريف ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ) ، حيث أن الله ( عز وجل ) منزه عن المكان فهو يحيط بكل شيء ولا يحيطه شيء . ولعل الأمر الآن أصبح جليا ، واحترام العقول هو من داوعي الإيمان بل إنه أمر مقدس تأمر به الشرائع ، والتهميش لهذه العقول وعدم احتوائها قد أدي إلي ظهور مثل هذه المشكلات التي نعايشها في عصرنا الحالي ، والتي تدفعنا دائما إلي التشكيك والمعاداة لبعضنا البعض ، مما كان له السبب الأعظم في ظهور الحروب وتفاقم المشكلات بين الأفراد والمجتمعات علي حد سواء وذلك دون النظر إلي ماهية وجذور هذه الاختلافات . فلنجعلها دعوة عامة للجميع للتفاهم والمعايشة علي قدر عقول الآخرين ، أمليين في اختفاء المشاكل وزوال الأحقاد وإخماد نار الفتن والتي مازالت تفتك بمجتمعاتنا والله يتولى هدانا . |
اشكرك على الموضوع
|
جزاكم الله خيرا موضوع متميز |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 04:56 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.