المرأة الثانية فى حياتى
 

احياناحينما يريد المرء ان يقيم نفسه ينفصل عن ذاته فينظر لافعاله وكأنها أفعال شخص اخر .
لقد قررت ان انفصل عن ذاتى لدقائق انقلكم فيها الى عالمى وحياتى التى هى -فى بعض الاحيان- تسير على وتيرة هادئة منتظمة ... انظروا معى نحن الان فى شهر فبراير حيث الشتاء القارص والبرد الشديد ....هل ترون هذا الشخص المسربل فى بطانية والغارق فى سبات عميق كأن العالم كله لا يعنيه وكأنه يريد ان يقتنص هذه اللحظات من النوم التى يفوز بها .... هل تعرفونه ؟ انه انا....تنظرون الى المنبه لتجدوا ان الساعة الان السابعة ..ومن السهل ان تعرفوا المأساة التى ستحدث بعد دقيقة واحدة حين يدق المنبه ... ان هذا المنبه من النوع الذى يدق كل خمسة دقائق بعد اطفائه ولا يقتنع باستيقاظك الا بعد ان تقوم لتقسم له على المصحف انك لن تنام مرة ثانية ...... المهم ان المنبه يدق لكن هذا النائم عنده قدرة غريبة على تجاهل الصوت ....ان النوم لذيذ جدا فى الشتاء على ان الكسل و الخمول هما اهم الهوايات فى الصيف ...
المهم.. مرهقا متكاسلا متثاقلا انتزع نفسى من الفراش و اقوم ببطء شديد نادما على الايام التى كنت انعم فيها بالراحة ومتعجبا من الشباب الذى لا يتوقف عن الشكوى من البطالة ....لماذا لا تنامون فى بيوتكم ... ان الانسان لا يرضى بحاله قط كما يقول الشاعر
وخالى يشتهى عملا **** وذو عمل به ضجرا
اغسل وجهى واتوجه الى المطبخ باحثا عن شئ يصلح للاكل لكن مطبخنا لا يحتوى على افطار يصلح لكتكوت لذلك انا مضطر ان انزل لاحضر شيئا تتناوله الاسرة وعندها اشرب كوبا من الشاى ثم ارتدى ملابس الخروج ...طبعا كنت قد صليت الصبح ...ظننت هذا واضحا من البداية ...
خرجت من البيت متوجها الى حيث يجب أن أذهب كل يوم ..المصيبة ان امرأة تتحكم فى وتطلب منى اعباء كثيرة والكارثة انى لم اقم بأى شئ بالأمس .....وسيكون حسابى عسيرا..... ادخل الى هذه الحجرة الكئيبة اجلس فى مكانى المفضل ....لكن الكارثة تحدث و تتوجه الى السيدة بالحديث "اين ما طلبته منك بالامس؟" انظر الى الارض فى ارتباك واقول بصوت خفيض "انا اسف لقد كنت مريضا"
لكنها تنظر الى فى غضب وتقول "الا تنتهى اعذارك ؟ " اقول لها فى ضعف
"ساقوم غدا بعمله" هنا تنفجر السيدة من الغيظ وكأنها على وشك انهيار عصبى وتصرخ قائلة "مفيش منك فايدة انت لازم تنضرب"
هنا قلت فى نفسى ان المرأة قد جنت حقا لكنى وجدتها جادة فى قولها وجدتها تتراجع ثم تعود الى حاملة عصا كبيرة ......
كانت المفاجأة شديدة فلم اتصور انها ستفعل ذلك حقا و تقدمت السيدة نحوى فى ثبات على حين قررت ان اتخذ سياسة اخرى ...انتظرت حتى اقتربت منى ثم
ثم
ثم
انفجرت فى البكاء
وظللت ابكى بقوة واعتذر لها طالبا الغفران
انا لا احب ان تضربنى امرأة
رغم انى تلميذ فى الصف الثانى الابتدائى .

المرأة الاولى فى حياتى
http://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=53139

حلوة اوووووووووى