![]() |
وهم كبير احذروه وكونوا أمناء على اللغة
يظن كثير من الناس أن الكشف في المعجم عن ( القوة ) هو في مادة ( قوي ) ، وهذا وهم منه كبير .
فالذي يقول ذلك غفل عن حقيقة صرفية ، وهي أن الكلمة لو كانت من باب قوي لقيل ( قِيَّة ) لأن اجتماع الواو والياء وسبق الأولى منهما بالسكون يستوجب قلب الواو ياء وإدغامها في الياء . فهل قالت العرب ( قية ) أم ( قوة ) ، قال ابن جني معترضا على فتوى أهل القراءات في اللغة وقول أحدهم بأن القوة من مادة ( قوي ) : ولو أنه توقف عن الفتيا بما لا يعلم لكان أشبه له وأليق . فالصحيح أن القوة من مادة ( قوو ) |
لكن لسان العرب يقول كلاما مخالفا لهذا الكلام :
*قوا: الليث: القوّة من تأْليف ق و ي، ولكنها حملت على فُعْلة فأُدغمت الياء في الواو كراهية تغير الضمة، والفِعالةُ منها قِوايةٌ، يقال ذلك في الحَزْم ولا يقال في البَدَن؛ وأَنشد: ومالَ بأَعْتاقِ الكَرَى غالِباتُها، وإِنِّي على أَمْرِ القِوايةِ حازِمُ قال: جعل مصدر القوِيّ على فِعالة، وقد يتكلف الشعراء ذلك في الفعل اللازم. ابن سيده: القُوَّةُ نقيض الضعف، والجمع قُوًى وقِوًى. وقوله عز وجل: يا يحيى خُذِ الكتاب بقُوَّةٍ؛ أَي بِجِدّ وعَوْن من الله تعالى، وهي القِوايةُ، نادر، إنما حكمه القِواوةُ أَو القِواءة، يكون ذلك في البَدن والعقل، وقد قَوِيَ فهو قَوِيّ وتَقَوَّى واقْتَوى كذلك، قال رؤبة: وقُوَّةَ اللهِ بها اقْتَوَيْنا وقَوّاه هو. التهذيب: وقد قَوِيَ الرجل والضَّعيف يَقْوَى قُوَّة فهو قَوِيٌّ وقَوَّيْتُه أَنا تَقْوِيةً وقاوَيْتُه فَقَوَيْتُه أَي غَلَبْته. ورجل شديد القُوَى أَي شدِيدُ أَسْرِ الخَلْقِ مَمَرُّه. وقال سبحانه وتعالى: شدِيدُ القُوَى؛ قيل: هو جبريل، عليه السلام. والقُوَى: جمع القُوَّة، قال عز وجل لموسى حين كتب له الأَلواح: فخذها بقوَّة؛ قال الزجاج: أَي خذها بقُوَّة في دينك وحُجَّتك. ابن سيده: قَوَّى الله ضعفَك أَي أُبدَلك مكان الضعف قُوَّة، وحكى سيبويه: هو يُقَوَّى أَي يُرْمَى بذلك. وفرس مُقْوٍ: قويٌّ، ورجل مُقْوٍ: ذو دابة قَوِيّة. وأَقْوَى الرجلُ فهو مُقْوٍ إِذا كانت دابته قَوِيَّة. يقال: فلان قَوِيٌّ مُقْوٍ، فالقَوِي في نفسه، والمُقْوِي في دابته. وفي الحديث أَنه قال في غزوة تبوك: لا يَخْرُجَنَّ معنا الاَّ رجل مُقْوٍ أَي ذو دابة قَوِيَّة. ومنه حديث الأَسود بن زيد في قوله عز وجل: وإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرون، قال: مُقْوون مُؤْدونَ أَي أَصحاب دَوابّ قَوِيّة كامِلُو أَداةِ الحرب. والقَوِيُّ من الحروف: ما لم يكن حرف لين. والقُوَى: العقل؛ وأَنشد ثعلب: وصاحِبَيْنِ حازِمٍ قُواهُما نَبَّهْتُ، والرُّقادُ قد عَلاهُما، إِلى أَمْونَيْنِ فَعَدَّياهما القُوَّة: الخَصْلة الواحدة من قُوَى الحَبل، وقيل: القُوَّة الطاقة الواحدة من طاقاتِ الحَبْل أَو الوَتَر، والجمع كالجمع قُوًى وقِوًى. وحبل قَوٍ ووتَرٌ قَوٍ، كلاهما: مختلف القُوَى. وأَقْوَى الحبلَ والوَتر: جعل بعض قُواه أَغلظ من بعض. وفي حديث ابن الديلمي: يُنْقَضُ الإِسلامُ عُرْوَةً عُروة كما يُنْقَضُ الحبلُ قُوَّة قُوَّة. والمُقْوِي: الذي يُقَوِّي وتره، وذلك إِذا لم يُجد غارَته فتراكبت قُواه. ويقال: وتَر مُقْوًى. أَبو عبيدة: يقال أَقْوَيْتَ حبلَك، وهو حبلٌ مُقْوًى، وهو أَن تُرْخِي قُوَّة وتُغير قوَّة فلا يلبث الحبل أَن يَتَقَطَّع، ويقال: قُوَّةٌ وقُوَّىً مثل صُوَّة وصُوًى وهُوَّة وهُوًى، ومنه الإِقواء في الشعر. وفي الحديث: يذهَب الدِّين سُنَّةً سُنة كما يذهب الحبل قُوَّة قُوَّة. |
لو راجعت أخي الحبيب كلام ابن منظور لعلمت أنك أسأت فهم الأمر ، هذا القول قول الليث ، ولو لاحظت أن المادة أثبتها ابن منظور ( قوا ) واتفق العلماء على أن ما رسم هكذا ( ا ) فأصله واو ، ثم راجع كلام ابن جني في مسألة فتوى أهل القراءات في هذا الأمر .
فأرجو من أخي الحبيب عدم التعجل في النقد . ولكم والله مني أجمل التحية ، وأشكر لك حرصك على الحق . |
وأضيف إلى ذلك ما صرح به ابن سيده في كتابه الجليل الضخم الذي يعد من أهم مصادر ابن منظور ( المحكم والمحيط الأعظم ) حين تكلم عن القوة فعقد رأس الباب ( قوو ) راجع الكتاب طبعة دار الكتب العلمية - تحقيق د/ عبد الحميد هنداوي .
|
أحيانا يشيع الخطأ حتى يتعجب الناس من الصواب
|
يا يحيى خُذِ الكتاب بقُوَّةٍ؛ أَي بِجِدّ وعَوْن من الله تعالى، وهي
القِوايةُ، نادر، إنما حكمه القِواوةُ أَو القِواءة، يكون ذلك في البَدن إنما حكمه القواوة وكأن الرجل يقول لك أصله قوو صراحة . |
|
وهذا ما جاء في القاموس المحيط
القوة ـ القُوَّةُ، بالضم: ضِدُّ الضَّعْفِ ـ ج: قُـوًى، بالضم والكسر، ـ كالقِوايَةِ. قَوِيَ، كَرَضِيَ، فهو قَوِيٌّ وتَقَوَّى واقْتَوَى، وقَوَّاهُ اللّهُ. ـ وهو يُقَوَّى: يُرْمَى بذلك. ـ وفَرَسٌ مُقْوٍ: قَوِيٌّ. ـ وفلانٌ قَوِيٌّ مُقْوٍ، أي: في نَفْسِه ودابَّتِهِ. ـ والقُوَى، بالضم: العَقْلُ، وطاقاتُ الحَبْلِ، جَمْعُ قُوَّةِ. ـ وحبْلٌ قَوٍ: مُخْتَلِفُ القُوى. ـ وأقْوَى: اسْتَغْنَى، وافْتَقَرَ، ضِدٌّ، ـ وـ الحَبْلَ: جَعَلَ بَعْضَه أغْلَظَ من بَعْضٍ، ـ وـ الشِّعْرَ: خَالَفَ قَوَافِيَهُ بِرَفْعِ بَيْتٍ وجَرِّ آخَرَ، وقَلَّتْ قَصِيدَةٌ لهُم بِلا إقْواءٍ، وأمَّا الإِقْواءُ بالنَّصْبِ، فَقَليلٌ. ـ واقْتَواهُ: اخْتَصَّهُ لنَفْسه. ـ والتَّقاوِي: تَزايُدُ الشركاءِ، والبَيْتُوتَةُ على القَوَى. ـ والقِيُّ، بالكسر: قَفْرُ الأرضِ، ـ كالقِواءِ، بالكسر والمَدِّ، ـ والقَوايَةِ. ـ وأقْوَى: نَزَلَ فيها، ـ وـ الدارُ: خَلَتْ، ـ كقَوِيَتْ. ـ وقُوَّةُ، بالضم: اسْمٌ. ـ وقاوَيْتُهُ فَقَوَيْتُه: غَلَبْتُه. ـ وقَوِيَ، كَرَضِيَ: جاعَ شديداً، ـ وـ المَطَرُ: احْتَبَسَ. ـ وباتَ القَواءَ، أي: جائِعاً. ـ وقاواهُ: أعْطاه. ـ والقاوِي: الآخِذُ، وبهاءٍ: البَيْضَةُ، والسَّنَةُ القليلَةُ المطرِ، ورَوْضَةٌ. ـ والقُوَيُّ، كسُمَيٍّ: وادٍ بقُرْبِها، والفَرْخُ. ـ وقاوُ: ة بالصَّعيدِ. ـ والقِيقاءَةُ، بالكسر: مَشْرَبَةٌ كالتَّلْتَلَةِ، والأرضُ الغليظَةُ. ـ وقَوْقَى قَوْقاةً وقِيقاءً: صاحَ. ـ والاِقْتِواءُ: المَعْتَبَةُ. |
أخي الحبيب محمد
لو لاحظت أن كل ما نقلته لم يتعرض لأصل الكلمة أي الجذر العميق ، فقد عقد ابن سيده في المحكم رأس المادة صراحة ( قوو ) ، وحينما قال ابن منظور أصله القواوة ، وكأنه يقول لك صراحة أصله الواو ، أرجو التفكر في النص الذي تنقله . ثم إن نقلك عن صاحب القاموس حجة على من قال ( قوي ) لأن الرجل قال كرضي ، ورضي من ( رضو ) لأنه من الرضوان . أرجو أن تراجع كلامي على مصادر التراث . بارك الله فيك أخي الحبيب . راجع المحكم والمحيط الأعظم - طبعة دار الكتب العلمية - تحقيق د/ عبد الحميد هنداوي . |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 08:37 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.