في إحدى ليالي الشتاء الباردة خرجت متجهة للبحر

تلتحف وشاحا على كتفيها ليقيها من النسمات الباردة

وعندما وصلت للشاطئ حيث كانا يلتقيان ويحلمان معا

أخذت كرسيا وجلست وحدها تستعيد كل ذكريات الماضي

ترنو للحظاته السعيدة والحزينة

شعرت وكأنها تنتقل من حاضرها إلى زمن ذكرياتها ....

أغمضت عينيها لتسترجع صورة أول لقاء بينهما...

أتى إليها من بلاد بعيدة .....بعيدة....أتى إليها

ليقابل حب عمره الذي طالما حلم به وخطط للقائه

تمنى أن يلاقيها على أرض الواقع لافي الخيال والأحلام

وهي أيضا كانت تشتاق لهذا اللقاء

هاتفها قائلاً:ها أنا ذا هنا على أرضك انتظرك

انتظرك ترويني من حبك ، انتظرك تشفي آهات سنيني الماضية

كم اشتاق إليك حبيبتي................

سمعت كلماته وكانها مسحورة .. يا إلهي!!ماذا تفعل

كيف ستقابله؟؟ أين وماذا سيحدث؟

تساؤلات كثيرة قفزت إلى عقلها ولكنها تداركت الموقف

أفاقت من ذهولها وهمست له بكل الحب مرحبا بك في قلبي

لقاءنا غدا مع بداية يوم جديد .

تواعدا على اللقاء الأول .. يا إلهي كانت شديدة التوتر والاضطراب ..

ماذا ستقول للأهل وكيف سيكون يومها

تحايلت على الزمان والمكان وذهبت إليه يشع منها نور الحب

تتلألأت في عينيها دموع الفرح والسعادة فهاهما يلتقيان

بعد شوق وحنين . رأته من بعيد ينتظرها فاقتربت منه

ويكاد قلبها يخرج من جوانحها ولكنها سكنت وهدأت

مع أول لمسة من يديه ليدها أحست بحضن السنين والعالم كله

شعرت بأنها تذوب بين يديه أخذ بيدها وذهبا للشاطئ

هذا الشاطئ الذي يشهد على أول لقاء لهما

جلسا معا يتحدثان ويقص كل منهما على الآخر حكاية

ويبث للآخر مشاعره وأحاسيسه تكلما في كل شئ وفي لاشئ

ضحكا معا وبكيا معا ولكن في نهاية اليوم ودعها على أمل اللقاء

فهو في إجازة خاصة لها فقط يريد أن يملأ عينيه وقلبه منها

وهي أيضا كذلك ولكن كيف لهما أن يجتمعا معا في ظل ظروفهما ...

حقا... في ذلك اليوم كرهت النظم والقوانين وقيود الدول

ولكنها آمنت بأن ما يريده الرب سيكون ... وللحكاية بقية

انتظروني
بقلمي
~~
~