![]() |
رثاءُ المعلم
في غرفةِ الدرسِ أعطى الروحَ باريها *** وارتاحَ من غَصَصِ الدنيا وما فيها أعطى الحياةَ كريماً دونما مللٍ *** حتى قضى باعتزازٍ وهو يعطيها لم يَشْكُ من مرضٍ يوماً ولا تعبٍ *** فكلُّ نازلةٍ تأتيهِ يُخفيها ذو همةٍ وإباءٍ منذُ نشأتهِ *** سَلِ الشهامةَ تندبُ خيرَ أهليها لكم روى عن أُباةِ الضيمِ حادثةً *** كادتْ ليالي الأسى والحزنِ تُنسيها وكم روى عن رجالِ العزِّ سيرتَهم *** حتى كأنّا نراهم حين يرويها وجدّدَ النخوةَ السمحاءَ مشرقةً *** حتى غدا مبغضوها من مُحبّيها لقد بنى نفسه مذ شبَّ مجتهداً *** وكانَ فرداً بهذا وهو يبنيها وراحَ في صفه يُملي بلا كللٍ *** بروحهِ فتلاشتْ وهو يُمليها إنَّ المعلمَ هذا حاله أبداً *** يروي البذورَ ويذوي وهو يَرويها يُذيبُه ما يعاني في تقلّبه *** من المدارس قاصيها ودانيها حتى إذا ما استقر الوضعُ أرهقهُ *** صقلُ الطبائعِ تعليماً وتوجيهاً وكم يُلاقي من الغَصّات يكتمها *** ومن عقولٍ عجافٍ إذ يُداريها وكم يعاني ليحيي كل ميتةٍ *** من النفوس وكم يشقى ليُحييها وبعد ذلكَ يأتيه الموجهُ في *** همسٍ لطيفٍ..وقد يهديه تنبيها لا تعجبوا إن نقشَ الصخر صنعتُهُ *** وليس يعرفها إلا مُعانيها إن المعلمَ جنديٌّ يجاهدُ في *** هذي البلادِ فيبنيها ويُعليها يبني البلاد ويبقى في تواضعه *** ولا يسيرُ على وجه الثرى تيها يبني ويعملُ لا يدري به أحدٌ *** سِواكَ يا مُنشئ الدنيا وباريها أحمد البيطار |
رائعة بجد و اكثر من رائعة كمان
شكرا جزيلا |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 08:00 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.