![]() |
لماذا لا يعتذر «مبارك» ورجاله للشعب المصرى عن فساد 30 سنة فى الحكم
لماذا لا يعتذر «مبارك» ورجاله للشعب المصرى عن فساد 30 سنة فى الحكم؟براءة رموز «الوطنى» لا تنفى مسؤوليتهم عن عودة مصر 50 عاماً للوراء.. و رموز الحزب الوطنى لن يتقبلوا فكرة الاعتذار
الثلاثاء، 21 يناير 2014 - http://img.youm7.com/images/NewsPics...1421112711.jpg مبارك كتب ماهر عبد الواحد «راحت الثورة وجات الفكرة»، وعادت الأوضاع فى مصر لأجواء لا تختلف كثيراً عما قبل 25 يناير باستثناء مئات الشهداء الذين راحت دماؤهم هدراً فى زحمة العراك السياسى والتجاذبات بين دولة ما قبل يناير والمجلس العسكرى وجماعة الإخوان «الإرهابية حاليًا» وتيار مدنى يُسمع ولا يُرى، وعادت رموز الحزب الوطنى بلافتات أخرى للحياة السياسية بعد ثورة 30 يونيو التى يعتبرونها الثورة الحقيقية وما سبقها كان مؤامرة على مصر، كل الاحترام والتقدير لقضاء مصر الذى أدان بعض رموز الوطنى بينما خرج البعض من دائرة الاتهامات، بينما يظل هناك فصيل ثالث من رموز الحزب الوطنى وأصدقاء جمال مبارك الذين لم يدانوا ولم يثبت ضدهم أى فساد وآثروا الابتعاد عن الأضواء منذ سقوط نظام مبارك حتى 30 يونيو، إلا أن الإدانة السياسية لفساد نظام مبارك وحزبه ونجله تظل تلاحق هؤلاء، حتى وإن تبدلت المعادلة السياسية من جديد بعد سقوط نظام محمد مرسى وانكشاف الوجة القبيح للتنظيم الدولى لجماعة الإخوان الذى يستهدف تقسيم مصر وإضعاف جيشها وهدم مؤسساتها وتمكين التيار المتطرف من مفاصل الدولة، وتحول 25 يناير إلى هدف يتم تشويهه بكل الطرق منها المقبول ومنها اللأخلاقى. وبما أن رموز الحزب الوطنى ورجال عصر مبارك وبعضهم مشهود له بالوطنية والنزاهة ونظافة اليد وظلوا خارج دائرة الاتهام فى وقت كان الجميع فيه مدانين، لكن ذلك لا يمنعنا من طرح فكرة ضرورة اعتذار رجال هذا النظام عن جرائمه التى ارتكبها فى حق الشعب المصرى على مدار 30 عامًا، تم فيها تشويه الدولة المصرية سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا وثقافيا وصحيًا، وتحولت إلى عزبة يديرها الرئيس ونجله ويقمعها وزير الداخلية حبيب العادلى وأمناء الشرطة. طرح فكرة الاعتذار من قبل رجال النظام الأسبق والاعتذار من رأس النظام الأسبق حسنى مبارك نفسه أظن أنها قائمة إذا كان الرجل يتحلى بالشجاعة الكافية مصداقاً لقول مريديه ودراويشه إنه رفض الهرب وانصاع لقوانين الدولة وقبل أن تتم محاكمته. لا أظن أن رموز النظام الأسبق سيتقبلون فكرة الاعتذار للشعب - إلا من رحم ربى- لأسباب نفسية وأهمها غرور وكبر من جاءته السلطة بعد أن زالت عنه، وإحساس العظمة الذى انتاب البعض بعد فشل تجربة الإخوان فى الحكم وما تبعها من انهيار اقتصادى وانفلات أمنى ونجاح الآلة الإعلامية فى شيطنة 25 يناير والداعين لها، كما تجاوز الأمر التلميح إلى التصريح بل التبجح أن ثورة 30 يونيو جاءت لإصلاح ما أفسدته ثورة يناير. قد يرى البعض أن فكرة اعتذار مبارك ورجاله عن فساد حكمه فكرة حالمة بحجة أن القضاء قال كلمته رغم أن لب التعايش والمصالحة هو الاعتراف بالخطأ وطلب الصفح بعيداً عن الصيد فى بحر اليأس الذى غرقت فيه مصر بفعل غباء وانتهازية حكم الجماعة الإرهابية الذى أجهز على مكتسبات يناير وهدم حلم الجماعة نفسه، ولن يكون مستغرباً أن يطالب بعض رجال مبارك ممن اتهموا فى قضايا فساد ثم برأهم القضاء بتعويض مالى أو يرفعون قضايا رد شرف، رغم أن الشرف فى جوهرة أن يتطهروا من ميراث الفساد الذى ما تزال مصر تئن تحت نيره طالما قرروا العودة من جديد للمشاركة فى الحياة السياسية وهو حق أصيل لهم فى ظل دولة تسعى لعبور مرحلة الخطر وتطهيرها من الألغام وفيروس الفساد الذى تحور شكليًا ليعاود دورته من جديد بمسميات جديدة، وترشيحا لمبدأ الاعتراف بالذنب فضيلة. |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:03 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.