بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   الأدب العربي (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=28)
-   -   السيف أصدق أنباءً من الكتب لابي تمام (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=57710)

ama-gh 25-07-2008 11:58 PM

السيف أصدق أنباءً من الكتب لابي تمام
 
السيف أصدق أنباءً من الكتب*
في حده الحد بين الجد واللعب
بيض الصفائح لا سود الصحائف في*
متونهن جلاء الشك والريب
والعلم في شهب الأرماح لامعةً*
بين الخميسين لا في السبعة الشهب
أين الرواية بل أين النجوم وما*
صاغوه من زخرفٍ فيها ومن كذب
تخرصاً وأكاذيباً ملفقة*
ليست بنبعٍ إذا عدت ولا غرب
عجائباً زعموا الأيام مجفلةً*
عنهن في صفر الأصفار أو رجب
وخوفوا الناس من دهياء مظلمةٍ*
إذا بدا الكوكب الغربي ذو الذنب
وصيروا الأبراج العليا مرتبة*
ما كان منقلباً أو غير منقلب
يقضون بالأمر عنها وهي غافلةٌ*
ما دار في فلكٍ وفي قطب
لو بنيت قط أمراً قبل موقعه*
لم تخف ما حل بالأوثان والصلب
فتح الفتوح تعالى أن يحيط به*
نظمٌ من الشعر أو نثرٌ من الخطب
فتح تفتح أبواب السماء له*
وتبرز الأرض في أثوابها القشب
يا يوم وقعة عمورية انصرفت*
عنك المنى حفلاً متسولة الحلب
أبقيت جد بني الإسلام في صعدٍ*
والمشركين ودار الشرك في صبب
أم لهم لو رجوا أن تفتدي جعلوا*
فداءها كل أمٍ برةٍ وأب
وبرزة الوجه قد أعيت رياضتها*
كسرى وصدت صدوداً عن أبي كرب
بكرٌ فما اقترعتها كف حادثهٍ*
ولا ترقت إليها همة النوب
من عهد إسكندرٍ أو قبل ذلك قد*
شابت نواصي الليالي وهي لم تشب
حتى إذا مخض الله السنين لها*
مخض البخيلة كانت زبدة الحقب
أتتهم الكربة السوداء سادرةً*
منها وكان اسمها فراجة الكرب
جرى لها الفأل برحاً يوم أنقرةٍ*
إذ غودرت وحشة الساحات والرحب
لما رأت أختها بالأمس قد خربت*
كان الخراب لها أعدى من الحرب
كم بين حيطانها من فارسٍ بطلٍ*
قاني الذوائب من آني دمٍ سرب
بسنة السيف، والحناء من دمه*
لا سنة الدين والإسلام مختضب
لقد تركت أمير المؤمنين بها*
للنار يوماً ذليل الصخر والخشب
غادرت فيها بهيم الليل وهو ضحى*
يشله وسطها صبحٌ من اللهب
حتى كأن جلابيب الدجى رغبت*
عن لونها وكأن الشمس لم تغب
ضوءٌ من النار والظلماء عاكفةٌ*
وظلمةٌ من دخانٍ في ضحىً شحب
فالشمس طالعة من ذا وقد أفلت*
والشمس واجةٌ من ذا ولم تجب
تصرح الدهر تصريح الغمام لها*
عن يوم هيجاء منها طاهرٍ جنب
لم تطلع الشمس فيه يوم ذاك على*
بانٍ بأهلٍ ولم تغرب على عزب
ما ربع مية معموراً يطيف به*
غيلان أبهى ربىً من ربعها الخرب
ولا الخدود وقد أدمين من خجلٍ*
أشهى إلى ناظري من خدها الترب
سماجةٌ غنيت منا العيون بها*
عن كل حسنٍ بدا أو منظرٍ عجب
وحسن منقلبٍ تبدو عواقبه*
جاءت بشاشته من سوء منقلب
لو يعلم الكفر كم من أعصرٍ كمنت*
له العواقب بين السمر والقضب
تدبير معتصمٍ بالله منتقمٍ*
لله مرتقبٍ في الله مرتغب
ومطعم النصر لم تكهم أسنته*
يوماً ولا حجبت عن روح محتجب
لم يغز قوماً ولم ينهد إلى بلدٍ*
إلا تقدمه جيشٌ من الرعب
لو لم يقد جحفلاً يوم الوغى لغدا*
من نفسه وحدها في جحفلٍ لجب
رمى بك الله برجيها فهدمها*
ولو رمى بك غير الله لم يصب
من بعد ما أشبوها واثقين بها*
واللهم مفتاح باب المعقل الأشب
وقال ذو أمرهم: لا مرتعٌ صددٌ*
للسارحين وليس الورد من كثب
أمانياً سلبتهم نجح هاجسها*
ظبي السيوف وأطراف القنا السلب
إن الحمامين من بيضٍ ومن سمرٍ*
دلوا الحياتين من ماءٍ ومن عشب
لبيت صوتاً زبطرياً هرقت له*
كأس الكرى ورضاب الخرد العرب
عداك حر الثغور المستضامة عن*
برد الثغور وعن سلسالها الحصيب
أجبته معلناً بالسيف منصلتاً*
ولو أجبت بغير السيف لم تجب
حتى تركت عمود الشرك منقعراً*
ولم تعرج على الأوتاد والطنب
لما رأى الحرب رأي العين توفلسٌ*
والحرب مشتقة المعنى من الحرب
غدا يصرف بالأموال جريتها*
فعزه البحر ذو التيار واللجب
هيهات زعزعت الأرض الوقور به*
عن غزو محتسبٍ لا غزو متكسب
لم ينفق الذهب المربي بكثرته*
على الحصى و به فقرٌ إلى الذهب
إن الأسود، أسود الغاب همتها*
يوم الكريهة في المسلوب لا السلب
ولى وقد ألجم الخطي منطقه*
بسكتةٍ تحتها الأحشاء في صخب
أحذى قرابينه صرف الردى ومضى*
يحثث أنجى مطاياه من الهرب
موكلاً بيفاع الأرض يشرفه*
من خفة الخوف لا من خفة الطرب
إن يعد من حرها عدو الظليم فقد*
أوسعت جاحمها من كثرة الحطب
تسعون ألفاً كآساد الشرى نضجت*
جلودهم قبل نضج التين والعنب
يا رب حوباء لما اجتث دابرهم*
طابت ولو ضمخت بالمسك لم تطب
ومغضبٍ رجعت بيض السيوف به*
حي الرضا من رداهم ميت الغضب
والحرب قائمةٌ في مأزقٍ لججٍ*
تجثو الكماة به صغراً على الركب
كم نيل تحت سناها من سنا قمرٍ*
وتحت عارضها من عارضٍ شنب
كم كان في قطع أسباب الرقاب بها*
إلى المخدرة العذراء من سبب
كم أحرزت قضب الهندي مصلتةً*
تهتز من قضبٍ تهتز في كثب
بيضٌ إذا انتضيت من حجبها رجعت*
أحق بالبيض أتراباً من الحجب
خليفة الله جازى الله سعيك عن*
جرثومة الدين والإسلام والحسب
بصرت بالراحة الكبرى فلم ترها*
تنال إلا على جسرٍ من التعب
إن كان بين صروف الدهر من رحمٍ*
موصولةٍ أو ذمامٍ غير منقضب
فبين أيامك اللاتي نصرت بها*
وبين أيام بدرٍ أقرب النسب
أبقت بني الأصفر الممراض كاسمهم*
صفر الوجوه وجلت أوجه العرب


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:42 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.