بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=79)
-   -   ضابط «منشق» عن الجيش السورى: المخابرات السورية تسعى لتدمير الجيش بـ«كتائب وهمية» تحمل (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=618706)

حمدى حسام 15-09-2014 11:30 PM

ضابط «منشق» عن الجيش السورى: المخابرات السورية تسعى لتدمير الجيش بـ«كتائب وهمية» تحمل
 
ضابط «منشق» عن الجيش السورى: المخابرات السورية تسعى لتدمير الجيش بـ«كتائب وهمية» تحمل أسماء المعارضة

صقر الشام يروى لـ«الوطن» رحلته من «جيش الأسد» إلى «الجيش الحر».. وحتى الهروب إلى «إسطنبول»http://www.elwatannews.com/news/details/559002 كتب : حنان فكرى الإثنين 15-09-2014 10:31

http://media.elwatannews.com/News/La...4082746_19.jpg «الشام» يغطى وجهه.. ويؤكد: نشر صورتى يهدد حياتى وحياة أسرتى
على مقاهى إسطنبول بتركيا، يجلس خليط من النازحين الفارين، من معارضى النظام السورى والمؤيدين له على حد سواء، مع أمثالهم من العراقيين، من السنة والشيعة، بعثيين ومتشددين، ومختلف الاتجاهات والميول، تنظر إلى وجوههم فترى فى ملامحها علامات اللجوء والغربة، تمكث إلى جوارهم فتشتم رائحة الألم وتراب الوطن الجريح. وسط هذا المزيج التقت «الوطن» المقدم «صقر الشام»، ضابط هارب انشق عن الجيش السورى «النظامى» أو جيش بشار الأسد، وانضم لما عُرف بـ«الجيش السورى الحر»، ثم فر منه بعد انخراطه فى كتائب التطرف المتشددة. «صقر الشام» وصل إلى رتبة «مقدم» فى الجيش النظامى وبعدها قائد بإدارة العمليات بالجيش الحر، وافق على الحوار بعد ضغط شديد، وكان واضحاً أن خلف كل معلومة قصة يخبئها فى نفسه حرصاً على حياته. حينما طلبت «الوطن» تصويره رفض بشدة قائلاً: «أحمل راسى على كفى فى كل لحظة، ونشر صورتى يعنى أننى أضع نهايتى وأسرتى أيضاً بيدى، ما زال لى ابن وابنة وزوجة داخل سوريا لم أرهم منذ عامين»، وبعد إلحاح شديد وافق على تغطية وجهه وتصويره مختبئاً خلف ستار أسود.
ما الذى دفعك للانشقاق عن الجيش النظامى السورى؟
- فى عام 2009 كنت برتبة نقيب فى الجيش النظامى السورى فى منطقة حلب، أتجول بلباسى العسكرى فى منطقة الصاخور، قابلت رجلاً فى عمر السبعين معه طفلة طلب منها تقبيل يدى قائلاً لها: «هؤلاء يحمون الوطن»، وجه الطفلة البرىء لن أنساه ما حييت، حملتها وقبلتها وقبلت رأس الشيخ، ومضى الموقف ومضت بعده الأيام. بعد عامين اندلعت الثورة بسوريا، وذات مرة وأنا على أحد أسطح الأبنية -قائداً لمجموعة من عناصر الجيش- كان الأطفال يلهون على سطح منزل، نظر أحدهم إلىَّ وأشار بأصبعه مستدعياً أمه وصرخ ثم هرب، فتبدل شعورى حتى وصل إلى الرغبة فى الانتحار بعد المقارنة بين الحادثتين، فالضابط الذى كان يقبلون رأسه ويعتبرونه حامياً للوطن صار يرهبهم، فكرت ملياً فى أمرى هل هذا النظام الذى يحول نظرة أطفال سوريا إلى ضباط جيشهم من حماة إلى وحوش يستحق الاستمرار فى الالتحاق به؟ وبدأت قناعتى تتبدل، وشعرت بالتمرد فى كل نقطة كنت قائدها، منعت أى إطلاق للنار من عناصر كتيبتى حتى لو تعرضنا لإطلاق النار من الجيش الحر، لأن الضرب يكون عشوائياً وغير مدروس، ومسلحو «الجيش الحر» يستغلون إطلاق النار من البيوت، وعليه فإذا أصبت سيكون الضحايا من المدنيين أكثر من غيرهم.
حاولت مبادلة أسرى من الجيش «الحر» بـ«النظامى».. ولكن فتوى شيوخ الإخوان أفسدت المحاولة وسمحت ب***هم
ألم تتعرض للمساءلة؟ ألا يعتبر ذلك خيانة للجيش السورى؟
- كنت أتبع ضميرى، فالخيانة هى أن أفعل ما هو ضد قناعاتى، نعم تعرضت للمساءلة من قبل الأجهزة الأمنية عن سبب امتناعى عن إطلاق النار، لكن مع الوقت كنت أكتشف مآسى، ففى إحدى المرات تعرضت كتيبتى لإطلاق نار فى مزرعة لعضو مجلس شعب -مزرعة أبوشعبان- وكانت تخرج منها قذائف الهاون، قمنا بمداهمة المزرعة وشكلنا قوة وبالفعل تم القبض على امرأتين ورجلين وطفل، صرخ شاب من الداخل قائلاً: «أنا من كتيبة أبومسعد الزرقاوى»، فتشنا المزرعة ووجدنا أسلحة غربية فى حين أن أسلحة جيشنا النظامى شرقية، كما وجدنا أعلام الثورة السورية وقلادات مكتوباً عليها «الجيش الحر»، قمنا باعتقالهم وسحبهم للمنطقة العسكرية، وبعدها بربع ساعة وصل إلى توبيخ من فرع المخابرات الجوية لاقتحامنا المزرعة، فوجئنا جميعاً برد الفعل. حينها علمنا أن المخابرات السورية تسعى لتدمير الجيش من خلال زراعة كتائب وهمية باسم المعارضة للزج بالجيش فى معارك مختلقة، من أجل خلق حالة الفوضى لإخماد الثورة.
أصابتنى الصدمة باليأس قررت الحصول على إجازة للابتعاد عن أى عمل مسلح، حينها كان الجيش النظامى يسلم الثكنات العسكرية للمعارضة دون أى مقاومة ولا أى دعم لوجستى للكتائب، بدأت حركات الانشقاق من قبل الضباط المنتمين للطائفة السنية، ولقناعتى بحرية الشعب السورى أخذت عهداً على نفسى بألا أ*** أى سورى وألتزم الحياد، ورغم أن القرار سيكون ثمنه باهظاً كونى من الأقلية الإسماعيلية، لكن بالنسبة لى الشعب السورى كله سواء.
وماذا بعد حصولك على الإجازة؟
- بعد حصولى على الإجازة وبالتنسيق مع الأصدقاء انضممت إلى المعارضة، وخرجت إلى المناطق التى تؤويهم، فى محاولة للابتعاد عن أى صدام مسلح، لكن دائماً ما تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، هناك حيث الشعارات الرنانة وقيادات الجيش الحر مورست علىَّ أبشع ممارسات الاضطهاد، تم تسليمى للمتطرفين من كتائب الفاروق الإسلامية، التى تعتبر أشد الكتائب تطرفاً، والتى تدعو إلى إمارة إسلامية وترفض أى دور لدولة علمانية فى سوريا.
الأطفال كانوا يقبّلون أيدينا كـ«حماة» للوطن ثم أصبحوا ينظرون إلينا كـ«وحوش» يهربون منها
لماذا يسلمونك للمتشددين بينما أنت تتبع المعارضة؟ ومن هم هؤلاء المتشددون؟
- يسلموننى لأننى أقلية، فالسنة تعتبر الإسماعيلية كفرة، هم أرادوا استخدامى ضد الجيش النظامى، وهناك تعرضت لل***** والضرب، ثم قرروا ***ى، كان لهم تنسيق مع إخوان سوريا، فقرروا المتاجرة بى كونى من الأقليات لإقناع الغرب والعالم أن لديهم مقاتلين وضباطاً من الطوائف الأخرى بخلاف السنة، صوروا لى مقطع فيديو لإيهام الرأى العام أننى ضابط مختطف وعميل للنظام، ولم يعرضوا الفيديو بسبب وجود مهاجر تونسى قام بحمايتى وتعهد بالحفاظ على حياتى ورفض ***ى ضمن الكتيبة الفاروقية، اصطدم هذا المهاجر معهم فقال لهم: «علموه الدين تكسبوا فيه ثواباً»، وبدأوا يلقنوننى دورات دينية، بدءاً من طريقة الوضوء وحتى حركات الصلاة، وضعونى فى السجن الانفرادى لديهم.
كم من الوقت بقيت فى السجن الانفرادى؟
- دامت مدتى هناك 10 أيام، ذقت فيها كل صنوف ال*****؛ التعليق بالرافعة، والجلد، والركل بالأرجل، والضرب بالأخمص -ظهر السلاح- وبعد كل مرة يتم *****ى فيها كانوا يعيدون تقييدى ويتركوننى مكبل الأيدى والأرجل فى مذلة، وضعوا السكين على عنقى وصورونى فى مقطع فيديو، مارسوا علىَّ ال*** النفسى، كانوا يضعون السكين على رقبتى ويكبرون ويصيحون «الله أكبر» فى وجهى، لكن ما أبديت أى تنازل ولا حتى بالدموع وبقيت صامداً، خاصة أننى اكتشفت تلذذهم ب***** الآخر، إنهم ساديون.
بعدها خرجت من السجن الانفرادى، بقيت شهراً حيث وضعونى فى منزل، ثم أبلغونى أن الجنرال سليم إدريس يريد تسلمى، والمعروف عن هذا الرجل ولاءه للإخوة، وبالفعل نقلونى بعد الشهر إلى منطقة «باب الهوى» على مركز الحدود بين سوريا وتركيا، واحتجزت هناك 10 أيام أخرى، ثم سلمونى للواء سليم إدريس قائد الجيش الحر، الآن يعمل مدرساً بإحدى جامعات قطر وترك الجيش الحر والمعارضة وكل ما فات كان هباء، أبلغنى «إدريس» أننى لا يمكننى أن أذهب إلى أى مكان إلا عنده، وهناك ضمونى إلى إدارة العمليات، وبدأ عملى الفعلى.
لماذا لم تكمل مشوار الشجاعة وترفض الانضمام إليهم؟
- لم يكن لدىَّ خيار آخر سوى الانضمام إليهم، كما أن قناعاتى تتبع المعارضة، لكنى أرفض حمل السلاح، ساعدتهم فى التخطيط، وتمكنت من التواصل مع قادة عدة كتائب فى الجيش الحر، وكلفونى بتنظيم الكتائب والألوية بطريقة هرمية على غرار المؤسسات العسكرية النظامية، ثم تم وضعى مراقباً لإحدى المعارك «معركة مقبلون»، شريطة أن أطبق فيها قوانين حقوق الإنسان ومعاهدة جنيف للأسرى، وهناك وجدت 22 أسيراً من النظام السورى حاولت استخدامهم فى عمليات استبدال أسرى «الجيش الحر» مع أسرى «الجيش النظامى»، ففوجئت بإعدامهم على أثر فتاوى أطلقها شيوخ الإخوان محمد بكار وصهيب جنيد، اصطدمت معهم بسبب تلك العملية القذرة التى نفذوها، بعدها شاهدت عملية رجم امرأة، وقطع الرؤوس ولعب الكرة بها من قبل «داعش» وفصائله، التى احتلت سوريا باسم المعارضة. شعرت برخص الشعب السورى عند الجميع المعارضة والنظام على حد سواء، الكل يتاجر بالدم. اليوم قائد معركة «مقبلون» وهو أبوعبدالشام أحد مؤسسى شبكة شام الإخبارية سابقاً، لديه معرض سيارات فارهة بإسطنبول يساوى مليارات الدولارات وأنا أبيع كل ما لدىَّ حتى اللاب توب الخاص بى لأقتات بثمنه أياماً قليلة.
شاهدت عمليات «داعش» فى «رجم» السيدات وقطع الرؤوس فشعرت بأن الشعب «رخيص» لدى الجميع.. والجيش النظامى سلم الثكنات العسكرية للمعارضة دون مقاومة
وماذا تعرف عن شيخَى الإخوان «محمد بكار وصهيب جنيد»، اللذين ذكرت اسميهما؟
- لن أتحدث عنهما.

وماذا عن علاقة الإخوان بـ«داعش» فى سوريا وتنسيقها مع الكتائب المتشددة؟
- (صمت ثم ارتباك، ثم تلفت حوله يراقب عيون المحيطين ثم قال): «الإخوان طيبون».
هل تحول «الجيش الحر» من المعارضة المسلحة إلى كتائب إسلامية متشددة وداعشية؟
- نعم، صاروا مزيجاً لصالح المتشددين، والدليل على ذلك أنه بعد أن زاد صدامى ونفورى انضم لى مقاتلون كثر.
وما موقع المنشقين عن الجيش السورى به؟
- تم نقلى إلى مقرى فى «باب الهوى» مرة أخرى، وهناك شعروا بخطورة اصطفاف عدد من المقاتلين ضد ممارساتهم، وقرروا تصفيتى، لكن نقل لى المخلصون تحركاتهم، وتم من خلالها السيطرة إذ كان ذلك مخيفاً لقيادات الإخوان. وفى نفس الوقت كانت قيادة الأركان فى الجيش الحر مخترقة من الجيش النظامى، فتمت ملاحقتى من قبل الكتائب الإسلامية الموجودة مثل «النصرة» و«داعش» وأخواتهما وإنزال اسمى على الحواجز، ومنعت من الخروج من مكتبى، ***وا 3 زملاء لى فى الجيش الحر، وذلك حينما بدأ الشرخ يتعمق بين الكتائب الإسلامية والجيش الحر، وشاهدت «داعش» تمارس الرجم وقطع الرؤوس ولا أحد يردعها.
وبعد تمدد الإسلاميين واختفاء كتائب الجيش الحر تدريجياً تحولت إلى كتائب إسلامية متطرفة، قرر الأصدقاء المخلصون لى تهريبى إلى تركيا، كونى لا أملك مالاً للتحرك، وكانت هناك خطة لإفقارى فكانوا يقدمون لى فقط الطعام والشراب أى إننى محارب مجانى لدى الجيش الحر لمدة 3 أشهر، حصلت خلالها على 200 دولار فقط منحة وزعت لكل الضباط وأنا منهم، فيما القادة كانت تتفاوت مرتباتهم حسب الفصيل والقائد، أما المقربون من سليم إدريس فكانوا يتقاضون رواتب بالآلاف والميزانية مفتوحة لهم تماماً.
هل وجدت ضالتك المنشودة بإسطنبول؟ هل تشعر بالأمان فى تركيا؟
- لا، أبداً، لذلك تقدمت بأوراق الهجرة إلى إحدى الدول الأوروبية وفى انتظار الرد، فحينما وصلت إلى تركيا سكنت فى قرية بجانب الحدود السورية تدعى الريحانية، كنت أرى نفس المقاتلين المتطرفين هناك، استهدفونى أكثر من مرة وتم الاعتداء علىَّ وتمكنت من الفرار، هنا توجد عصابات ولوبى قوى للإخوان، يكفى أننى أتعرض لمحاولات ال*** ولا أستطيع أن أخبر أو أشكو للأمن التركى، فليس معى فيزا ومطلوب من المتطرفين، ولا يمكن دخول مخيم الضباط -فى تركيا مخيم للضباط الفارين من الجيش النظامى أشبه بالمعتقل- طلبت سابقاً الحصول على بيت بالمخيم لجلب عائلتى التى لم أرها منذ عامين، فأنا لى طفل عمره عامان وطفلة عمرها 6 سنوات، أبلغونى أننى لا بد أن أغير طائفتى وأصبح على الطائفة السنية إن أردت ذلك، وأُلبس زوجتى الحجاب، فزوجتى غير محجبة، فرفضت تماماً لأن ذلك لن يكون عن قناعة، وأنا لا أفعل إلا ما أؤمن به. بعدها غادرت الريحانية وتوجهت إسطنبول.


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 10:22 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.