![]() |
ماذا فعلنا بأنفسنا؟
ماذا فعلنا بأنفسنا؟
سهير جودة الأربعاء 01-04-2015 21:57 إذا فقدت الأوطان حواس الوعى، تشوشت البصيرة أو انعدمت. وما لم نتعلم من دروس التاريخ، فسوف تتكرر أخطاؤنا بفداحة أكبر، وعدم الإدراك هو من يضيف أخطاء على أخطاء لتبقى الأخطاء متجددة.. متأججة.. متعطشة للمبررات والتبريرات، فانعدام الوعى مغناطيس يجذبنا لمواصلة الأخطاء. على خريطة الوطن العربى تتصارع إرادات ومصالح القوى الأكبر فى العالم، ولكنها إذا نجحت، فهى تعبر إلينا من بوابات لا نجيد إغلاقها أو مفاتيح نجهلها وموضوعية لا نصل إليها وذاكرة نسقط منها. ماذا فعلنا نحن بأنفسنا؟ ماذا فعل الخارج بنا؟ لا نعترف بالتقصير وكأننا دائماً فى موقع المفعول به بلا فعل.. وغافلون عما صنعنا أو ما كان يجب أن نصنع ولن نفعل. فى محاضرة ألقاها الأستاذ «محمد حسنين هيكل» بباريس عام 1995 وصدرت فى كتيب بعنوان: «أزمة العرب ومستقبلهم» يقدم تلخيصاً عميقاً لأزمات العرب فى العصر الحديث، وهو تحليل يؤكد أن هذه الأزمات كما صُنعت لنا، فقد شاركنا فى حدوثها. وقد وقف عند أربعة مشاهد تاريخية مصرية، فى ظاهرها عربية ولكن فى أبعادها كلها تؤكد أنه كما كانت قوى خارجية تجهض أى مشروع للمستقبل، فقد كان هذا المشروع من الداخل يسير بقدميه إلى الانتحار. فمشروع محمد على لبناء دولة عصرية فى مصر والشام ضربه تحالف القوى الأوروبية الكبرى، لكنه كان يحمل عوامل إجهاضه من داخله حين عجز عن التنبؤ بأن الدولة العصرية ليست مجرد جيش. المشروع التنويرى لعصر الخديو إسماعيل انتهى بالغزو البريطانى سنة 1882، ولكنه كان قابلاً من داخله للانتهاء حين غاب عنه أن الحضارة لا تجىء بالاستعارة، وأن التجديد لا يأتى بالتقليد. التجربة الليبرالية التى أعقبت ثورة 1919 بدأ ضربها فى حادث 4 فبراير 1942 حين حاصرت الدبابات البريطانية قصر عابدين، وجاءت الضربة القاضية بقيام دولة إسرائيل فى المنطقة 1948، ولكن هذه التجربة سارت بقدميها إلى الحافة الخطرة، لأن الاستقلال الوطنى فيها كان فراغاً والديمقراطية كانت تجويفاً والمشروع القومى لجمال عبدالناصر ضُرب ثلاث مرات فى السويس 1956، وفى دمشق 1961، وفى سيناء 1967، ولكنه كان يسير إلى حتفه من داخله حين قاده الطموح إلى تصور أن مراحل التطور يمكن اختصارها والقفز فوقها. هكذا يؤكد الأستاذ هيكل فى «أزمة العرب ومستقبلهم» أن المؤامرة الخارجية وإن كانت حاضرة فإن عوامل انفجارنا الداخلى ساكنة فينا دائماً. الآن ونحن فى توقيت تبدو فيه إرهاصات رغبة فرضتها ظروف الجمود العربى الكبير والتقزم والضياع التى نمر بها من عقود.. ولكن تبقى هذه الحالة مجرد رغبة للخروج من هذا النفق المعتم لا ترقى إلى مشروع ليبقى الاستفهام قائماً إذا كانت المؤامرة الخارجية حاضرة الآن وبقوة أسلحة كثيرة إلى جانب الأسلحة العسكرية، فهل سيظل إجهاض هذه الرغبة قدراً محتوماً، لأن عوامل الانفجار من الداخل العربى قائمة أكثر من أى وقت مضى؟ معاناة الدول العربية تاريخياً، من استبداد وقمع الاحتلال كانت تنتهى أحياناً من خلال شخصية تمتلك مشروعاً واضحاً وإصراراً عليه ولكن واقع الدول العربية الآن يتحدث عن نفسه ما بين دول تضرب فيها الفوضى، وشبه دول غارقة فى نزاعات عشائر وقبائل ومنطقة بأكملها يرعى فيها الإرهاب وتخوض حرباً لن تتعرض تاريخياً لمثلها أبداً. وفى الوقت نفسه، إذا كان من الممكن القول إن مصر يمكن أن تقود هذا المشروع حالياً بعد أن تيقظت بالتعبير الذى أطلقه «السيسى» إلا أن الفارق أن مصر تنبهت لأهمية هذا المشروع، لكنها قد لا تكون قادرة عليه. لأنها تحت ضغوط عنيفة بحكم الواقع الراهن فيها والذى يجعلها تحت ضغط مأزق اقتصادى مرعب ومعاناة سياسية داخلية عنيفة وحرب إرهابية شرسة فى الداخل والخارج، فهل هذه الظروف التى تحيط بمصر يمكن أن تتجاوزها وتستطيع أن تلعب دورها التاريخى فى تغيير واقع المنطقة العربية، أم أنه للأسف سنصل دائماً إلى نفس النتيجة. ينتصر تحالف القوى الخارجية ونعجز من الداخل عن تلافى عناصر الفشل والهزيمة؟! http://www.elwatannews.com/news/details/700126 |
شكرا على الموضوع استاذى الفاضل
|
فعلنا بأنفسنا صرنا شعوب تخزن السلاح فى صوامع غلالهم بدلا من قوت أولادهم وتحويل مراكز الفكر والعلم والعلوم ومساجد العبادة إلى مجلس حرب للهجوم على من منا
اختار أى دولة عربية أو إسلامية أصابها الربيع الملعون وقارن بين عدد مساجدها ومدارسها وعدد السلاح الذى دخلها ستعلم أن هذا الربيع جاء لك بالسلاح تحت ستار الحرية والغذاء الجارديان: عدد السكان المسلمين فى العالم سيتخطى المسيحيين عام 2070 الجمعة، 03 أبريل 2015 - 04:29 ص http://www.youm7.com/story/2015/4/3/...6#.VR5-FvyUdnM |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 04:45 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.