بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=79)
-   -   سيناء.. التحرير والتدمير (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=642693)

صوت الحق 24-04-2015 07:20 PM

سيناء.. التحرير والتدمير
 
سيناء.. التحرير والتدمير

«الوطن» ترصد: بطولات وأوجاع على الأرض العائدة «1-2» كتب : محمد على زيدان وأحمد قمر الجمعة 24-04-2015

http://media.elwatannews.com/News/La...4123401_15.jpg
شقيق عفيفى

ما أخذته إسرائيل بالقوة لم تسترده مصر إلا بالقوة والعرق والتضحيات. على أرض الفيروز سطر الجنود والضباط والبدو المصريون قصص بطولة حقيقية، روت فيها دماؤهم رمال سيناء حتى طهرتها من الاحتلال الغاشم، وقفوا صامدين أمام أحدث الأسلحة الإلكترونية فى العالم، والدعم الأمريكى غير المحدود، حتى أكملت السياسة ما لم تكمله الحرب، وتم تحرير أرض سيناء كاملة باستثناء طابا التى أعادها التحكيم الدولى إلى مصر عام 1989.. 33 عاماً مرت على تحرير سيناء فى 25 أبريل 1982، وخلال العقود الثلاثة الماضية غابت التنمية بشدة رغم احتياج المنطقة لها، ومع غياب التنمية والإهمال اللذين سيطرا على المشهد لم يكن غريباً أن تنفجر موجة عاتية من الإرهاب راحت تضرب بقوة و*** شديدين، فاستباحت الدماء، وجزت الرؤوس، وروعت الآمنين، وعاثت فى الأرض فساداً، مركزة جهودها فى التخلص من أحفاد جنود التحرير سواء من كانوا فى صفوف القوات المسلحة، أو مجاهدى سيناء الذين بذلوا الغالى والنفيس فى مقابل تحرير أراضيهم.
«الوطن» تفتح دفتر ملف سيناء فى ذكرى تحريرها، ترصد حكايات مفقودى الحرب، وتلتقى بالأبطال الحقيقيين من أبناء القوات المسلحة وبدو سيناء، وتحاور أحد الذين شهدوا عملية تسليم الأرض قبل أكثر من 30 عاماً، كما تلقى الضوء على معاناة الأهالى هناك بعد غزو الإرهاب لمدنهم ومحاولته تدميرها، بإصرار لا ينافسه فيه سوى العدو الذى يرابط على الحدود.

http://media.elwatannews.com/News/Sm...4123359_15.jpg
زوجة عفيفى تحمل صورته


أكثر من أربعين عاماً مرت على حرب السادس من أكتوبر، خلالها ظلت السيدة الستينية «فاطمة» جالسة فى انتظار زوجها الغائب، ظناً منها أنه سيعود يوماً ما، رغم ورقة حكومية تعتبره من شهداء حرب أكتوبر صدرت للسيدة سنة 1978.
تعيش فاطمة أحمد إبراهيم، زوجة محمد صفوت عفيفى، أحد مفقودى حرب السادس من أكتوبر، وحيدة مع ابنتها تربيها، فتاة لم تر والدها قط.
تروى «فاطمة» أن زوجها كان يعمل فى رئاسة الجمهورية بعد انتهاء فترة تجنيده، لكن تم استدعاؤه قبل الحرب بعدة أشهر، لأنه كان على قوة الاحتياط فى الجيش، قطعت فترة تجنيده الثانية إجازات تفصل كل منها 45 يوماً، ينتقل فيها من وحدته فى السويس إلى منزله الصغير، حيث تعيش زوجته وحيدة، «آخر مرة شوفته كنت حامل فى بنتى، كانت فى شهر سبتمبر 1973، قبل شهر من الحرب».
اللحظة الأخيرة التى رأت فيها «فاطمة» زوجها، تصفها قائلة: «عمل لنا شاى بإيده وصينية الشاى لسه محطوطة، وقبل ما نشرب استدعوه قام لبس وخد بعضه ومشى، متلهوج كأنه كان عارف إن ده أهم وقت الجيش يستعديه فيه وكأنه حاسس بالحرب».
أثناء سريان المعركة، التى تنقل الإذاعة أخبارها بين الحين والحين، كان «محمد»، المجند فى الجيش، يرسل لزوجته «فاطمة» خطابات بخط يده، لا تزال تحتفظ بها ولم تطلع أحداً عليها، أوصاها فى أحدها بأن تنتبه لحالها: «قالى فى الجواب خلى بالك من نفسك عشان خايف ع الحمل والجنين وخايف عليا».
زوجة «عفيفى»: قلت لأمى لو عملت إعلان وراثة يبقى اعترفت إن «محمد» جراله حاجة.. وأنا عايشة على أمل إنه يرجع بالسلامة
قامت الحرب، وانقطعت أخبار «محمد»، حتى انقضى شهر رمضان (الذى شهد الحرب)، لتفاجأ «فاطمة» ببابها يُطرق، «لما فتحت لقيت ظابط من القوات المسلحة، خفت يقول لى محمد استشهد، وقلبى وقع، لكنى اتفاجئت لما قال إنه مفيش حاجة وحشة نعرفها عن محمد، لكنه متغيب ومش عارفين معلومات عنه، وقال إن أى حاجة هنيجى لحد هنا نقولك وانتبهى لنفسك»، تضيف السيدة الستينية، أنها لم تترك منذ ذلك الوقت مكاناً إلا وسألت فيه عن زوجها المتغيب، «حتى أخويا سافر السويس بعد فترة الحصار ما خلصت يمكن نلاقى لمحمد أى أثر، ومن يومها وأنا قاعدة على أمل كل ما الباب يخبط يتهيأ لى إنه هو، وكل ما ألاقى حاجة من حاجته فى الشقة أفضل أعيط».
المفقودون فى الحرب: غائبون عن «العين».. وحاضرون فى «القلب»
فى عام 1978، اعترفت الدولة بمحمد صفوت عفيفى، ضمن شهداء حرب السادس من أكتوبر، ليتحول معاشه من رئاسة الجمهورية إلى القوات المسلحة، لكن «فاطمة» لم تعترف بموت زوجها مثلما فعلت الحكومة، وعندما قالت أم فاطمة لها إنه يتحتم عليها البدء فى إجراءات إعلان الوراثة، رفضت الزوجة ذلك، فتذكر: «قلت لأمى لو عملت إعلان وراثة يبقى اعترفت إن محمد جراله حاجة وأنا عايشة على أمل أنه يرجع بالسلامة».
لا ترى الأرملة بحسب ما تصفها الدولة أن عمرها الذى انقضى وهى متعلقة بزوجها (الشهيد بحسب قوات الجيش) قد انقضى هباءً، حيث تقول: «الراجل يابنى ربنا يديك العمر الطويل لما يبقى أمير ومؤدب بيبقى عند الست بتاعته حاجة تانية خالص، الإنسان المحترم من النادر تلاقيه دلوقتى، كان لا بيشتم ولا يقل أدبه ولا يقول كلمة كدة ولا كدة.. إنسان محترم ربنا يحتسبه عنده شهيد إن شاء الله».
لم تفقد «فاطمة» الأمل كما تقول رغم مرور اثنتين وأربعين سنة على غياب زوجها، إذ تقول: «لسه الأمل عايش جوايا، لسه عايش إنى ألاقى حتى جثته، وأدفنه بإيدى لدرجة إنهم لما لاقوا عضم جندى من أيام الحرب وهما بيحفروا القناة الجديدة افتكرت إنها جثة محمد لحد ما عرفت إنهم اتعرفوا على صاحب الجثة».
طيلة الاثنين وأربعين عاماً، حرصت «فاطمة» على المدح فى زوجها أمام «دعاء» التى صارت تكبر عاماً بعد عام فكانت تحكى لها: «بابا بطل، ولازم لما تكبرى تقولى إنه شهيد وتبقى فخورة علشان الناس هتحسدك عليه، عارفة شهيد يعنى إيه يعنى لو مكنش بابا واللى زيه ماتوا كان العدو ***نا كلنا».
شقيق أحد المفقودين فى الحرب: «ما عملناش عزا ولا جنازة ومش هنعمل إلا لما ندفن جثته»
لم تر «دعاء» أباها سوى فى الصور الباقية بالأبيض والأسود، لكنها تقول إن إحساسها بـ«الفخر» بأن والدها من أبطال حرب أكتوبر، عوّضها عن «نقص فقدان الأب» كما تقول، فتقول: «ربنا إدانى أعظم مكانة فى الدنيا إنى بنت شهيد ماعرفش شكله ولا صورة هتجيب شكله الحقيقى بس أنا فى كل وقت حاسة إن بابا جنبى، فى الفرح جنبى، وفى الشدة جنبى».
بمكان مجهول قفر فى سيناء، تتخلله جبال وعرة تصهرها أشعة الشمس الحارقة، تتراكم حبات الرمال فوق بعضها البعض، لتضم فى جنباتها رفات شهيد سقط برصاص العدو، لم يعثر قادته على جثته فاعتبروه مفقوداً، وتمر الأيام والسنون ويحيا أقاربه وأصدقاؤه على أمل أن يعثروا على رفاته أو أن يعود إليهم حياً.
إسماعيل عبدالحميد، من مدينة كرداسة شقيق الجندى فيصل عبدالحميد حسن عبدالحى، أحد المفقودين فى حرب الاستنزاف، يقول «إسماعيل» إنه دخل الجيش مجنداً فى سنة 1966، وأنه شارك فى حرب اليمن بمجرد تجنيده، وبعد هزيمة 1967 عاد إلى مصر مع القوات التى عادت عقب النكسة من اليمن، وشارك بقوة فى حرب الاستنزاف التى أعلن عنها جمال عبدالناصر.
تذرف عيناه دموعاً وهو يضيف متحدثاً عن أخيه الذى كان ضمن فرق الاستطلاع، التى كانت من مهامها تنفيذ عمليات نوعية خلف خطوط العدو، فقد فى إحداها فى سنة 1969، حاولت الأسرة أن تعرف من أصدقاء «فيصل» أى معلومة عنه لكن لم نجد عند أى منهم جواباً، إذ كان كل واحد منهم مكلفاً بمهمة محددة ينفذها ثم يرجع فعادوا جميعاً باستثناء «فيصل»، الذى أشاد قادته بشجاعته.
ويوضح شقيق «فيصل» قائلاً: «كان واخد أجازة قبل المهمة المشئومة اللى راح فيها ومارجعشى، وقضاها معانا فى البيت وقبل ما يرجع تانى على الجيش كان بيتعامل معانا على أنه بيودعنا الوداع الأخير، وفعلاً راح وما شوفناهوش من يومها».
بنبرة صوت قوية، يقول شقيق الجندى المتغيب: «لحد النهارده ولا عملنا عزا ولا جنازة علشان ماكناش متأكدين إنه مات، وكنا على أمل إنه يرجع فى أى لحظة، وأمه كانت عايشة على الأمل ده على الرغم من أن المرض شد عليها بعد ما عرفت أنه مفقود فى العملية اللى عملها فى سينا».
وفقاً لما يرويه «إسماعيل»، فإن شقيقه «فيصل» كان فى الخامسة والعشرين من عمره وقتما فُقد فى سيناء، إذ كان من مواليد سنة 1945، «كان خاطب بنت خالته وكان المفروض يتجوز أول ما يخلص خدمته فى الجيش، بس ربنا أراد إن الجواز ما يتمش وإن فيصل يروح ما يرجعش».
لوقت طويل، لم تعرف الأسرة أخباراً عن ابنهم «فيصل» المجند، لذا سألوا عليه فى وزارة الدفاع فى القاهرة بعد أن تأخرت عودته من الجيش، «يومها لما رحنا وزارة الدفاع اتصلوا بقيادة وحدته العسكرية، فبلغوا الوزارة إن فيصل مفقود من فترة فى عملية من العمليات العسكرية اللى نفذتها وحدته فى الضفة الشرقية من القنال، وإن الوحدة بعتت عساكر يعرفوا أخباره أو يدوروا على رفاته لكنهم مالقوش أى شىء».



يتبع

صوت الحق 24-04-2015 07:40 PM

رئيس لجنة تسلم سيناء: "بيجن" طلب تأجير شرم الشيخ.. و"السادات" رفض

اللواء محسن حمدى يروى لـ«الوطن» أسرار توقيع اتفاقية السلام كتب : محمد مجدى تصوير : هشام محمد الجمعة 24-04-2015 11:29


http://media.elwatannews.com/News/La...4015234_15.jpg
«حمدى» أثناء حواره لـ«الوطن»

بعد مرور 33 عاماً على انسحاب إسرائيل من سيناء، يروى اللواء بحرى أركان حرب محسن حمدى، عضو الوفد المصرى فى مفاوضات معاهدة السلام «المصرية - الإسرائيلية» بواشنطن، ورئيس اللجنة العسكرية لتسلم أراضى سيناء، كواليس المعركة التى خاضتها الدولة المصرية فى الغرف المغلقة حتى تحرير «أرض الفيروز» من الاحتلال الإسرائيلى.

■ بداية.. ما أبرز المهام التى توليتها فى قواتنا المسلحة؟
- كنت عضواً فى الوفد المصرى فى مفاوضات معاهدة السلام مع إسرائيل فى واشنطن عام 1978، ورئيس اللجنة العسكرية لاستلام سيناء من الاحتلال الإسرائيلى بعد انسحابهم، ورئيس اللجنة المصرية العسكرية لتأكيد خط الحدود مع إسرائيل عام 1981، ورئيس الوفد المصرى «سياسى - عسكرى» لحل مشكلة طابا عام 1983، والشاهد الرئيسى أمام التحكيم بجنيف فى سويسرا فيما يتعلق بتحرير طابا.
«ديان» طالب بترك مناطق البترول فى خليج السويس تحت سيطرتهم.. و«السادات» قال لنا: «اوعوا توافقوا»
■ ومنذ متى بدأت عملك بالمؤسسة العسكرية عن سيناء؟
- حضرت حرب 1956، وكنت حينها ضابطاً بسلاح المدفعية على متن «المدمرة ناصر» فى قواتنا البحرية، وكانت أكبر المدمرات لدينا، وفى عام 1959 تم انتدابى بالقيادة العامة بإدارة المخابرات الحربية، لأبدأ عملى فى جمع المعلومات عن العدو، وحضرت بعدها حربى الاستنزاف وأكتوبر، إلا أننى لا بد أن أشير إلى حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على تأهيل أبنائها؛ فسافرت فى بعثتين إلى الاتحاد السوفيتى، الأولى كانت فى القيادة والأركان للقوات البحرية، والثانية بعدها بأربع سنوات لأحصل على فرقة تخطيط على مستوى الجيش والفيلق، وكان الهدف هنا أن أكون ملماً بشئون القوات البرية والجوية، لأننى فى الأساس ضابط بحرى؛ فالجيش يريدك أن تعمل، لذا لا بد أن يعلمك، وأقول لك إننا تعلمنا جيداً جداً على يد الخبراء الروس.
وفى فترة حرب الاستنزاف تم اختيارى ملحقاً عسكرياً فى تركيا، وعدت لفرع المعلومات بالمخابرات الحربية ولا تزال الحرب سارية، وترقيت فى المهام والمناصب حتى أصبحت نائباً لمدير المخابرات الحربية ثم تم تعيينى رئيس جهاز اتصال للهيئات الدولية بالقوات المسلحة لمدة 4 سنوات بعد معاهدة السلام «المصرية - الإسرائيلية».

http://media.elwatannews.com/News/Sm...4015239_15.jpg

«حمدى» بالزى العسكرى خلال اجتماعات مفاوضات معاهدة السلام مع إسرائيل

■ وما كواليس اختيارك فى وفد المفاوضات المصرى حول معاهدة السلام؟
- كنت فى إدارة المخابرات الحربية وقت اختيار الوفد الرسمى بعد مبادرة الرئيس السادات فى القدس، وقررنا اللقاء بعد «كامب ديفيد»، وكان الوفد العسكرى مشكلاً من الفريق كمال حسن على، وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة حينها، اللواء لبيب شراب، مدير المخابرات الحربية، واللواء طه المجدوب، والعميد محسن حمدى، قبل أن أترقى إلى رتبة اللواء، أما الوفد السياسى فكان يضم كلاً من الدكتور بطرس غالى، والسفير عمرو موسى، والسفير طاهر شاش، والدكتور أسامة الباز وغيرهم، وتم تكليفنا بالسفر للاتفاق على معاهدة السلام مع إسرائيل نتيجة لما تم الاتفاق عليه فى «كامب ديفيد».
■ لكن «كامب ديفيد» هى معاهدة السلام مع إسرائيل!
- ذلك خلط لدى الكثيرين؛ «كامب ديفيد» هى دعوة وجهت من الرئيس الأمريكى لكل من رئيس الوزراء الإسرائيلى مناحم بيجين، والرئيس المصرى أنور السادات، عقب فشل كل المحاولات الثنائية فى الاتفاق على حل بين الطرفين، وذلك بعد «مبادرة السادات فى القدس»، وكان من المفترض أن يرد «بيجين» بنفس القوة إلا أن رده لم يرق لنفس المستوى، فيما سُمى بـ«اجتماع الإسماعيلية»، وحدثت عدة اجتماعات بعدها فى قاعدة ليدز فى إنجلترا، وفى جنيف، لكنهم رفضوا الانسحاب من أراضينا فى سيناء؛ فقال لهم الرئيس السادات: «قاتلتكم.. وأثبت لكم أننا قادرون على أخذ أراضينا بالقوة.. وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة؛ فالأرض مقابل السلام.. واتركوا أراضينا المحتلة فى الجولان والأردن وجنوب لبنان والضفة الغربية وسيناء».
«كامب ديفيد» كانت تتضمن بنداً للانسحاب من الضفة وغزة خلال 5 سنوات.. والفلسطينيون أفشلوا الأمر
■ وما حكاية «كامب ديفيد»؟
- بعد فشل المفاوضات الثانية رأى الرئيس السادات برؤيته بعيدة المدى أن الموضوع ليس سهلاً، وهو ما دفعه للجوء للرئيس الأمريكى جيمى كارتر، رغم علمه أن أمريكا تؤيد إسرائيل بنسبة 300%، إلا أن كارتر كان محايداً فى مسألة التفاوض، واستجاب للرئيس السادات واجتمع الطرفان بالوساطة الأمريكية فى «كامب ديفيد»، وتم التوصل إلى اتفاق من 6 مبادئ، من ضمنها أن يجتمع الطرفان لعمل معاهدة سلام، وكانت تتضمن أيضاً انسحاب إسرائيل من الضفة الغربية وقطاع غزة بالكامل خلال 5 سنوات وكان هذا عام 1977.
■ لماذا لم ينفذ انسحاب إسرائيل من الأراضى المحتلة إذا كان تم الاتفاق عليه؟
- لأن الفلسطينيين ليست لديهم رؤية.
■ الفلسطينيون.. تقصد الإسرائيليين بالتأكيد؟!
- لا بل الفلسطينيون؛ فرئيس الوزراء الإسرائيلى بيجين وقّع على ذلك هو والرئيس السادات، وتم التصديق عليها من المجلسين التشريعيين فى كلتا الدولتين من مجلس الشعب المصرى والكنيست الإسرائيلى، وكان يتضمن الاتفاق انسحاب المستوطنات والمدنيين والعسكريين، ولكن الفلسطينيين تساءلوا لماذا تتفاوض مصر باسمنا؟ فاستغل الإسرائيليون الأمر.
■ وماذا حدث بعد الاتفاق؟
- شكل الرئيس السادات الوفد للتفاوض، وفضلاً عن الوفدين العسكرى والسياسى كانت هناك مجموعات عمل أخرى فى البترول، والإسكان، والحدود وغيرها من المجالات بمشاركة عدد من الجهات فى الدولة منها وزارة الداخلية.
■ كيف دخل الوفد المصرى للمفاوضات؟
- سافر أعضاء الوفد وفى مخيلتنا أننا يجب أن نتصرف وفقاً لـ«المبادرة الشجاعة» للرئيس السادات بعد سفره للقدس، وفى أذهاننا أننا سنجلس أمام خصم يجادل لغرض المجادلة؛ فهم جادلوا سيدنا موسى فماذا سيحدث معنا نحن؟! لكن ذلك واكبه حالات تفكير وتصميم وشجاعة بأننا لن نتخلى عن حبة رمل واحدة من أراضينا، وكنا نقول لأنفسنا إن السادات ذهب لعقر دارهم؛ فلماذا التردد، وهو ما أعطانا دفعة معنوية كبيرة للدخول فى تلك المفاوضات.
■ وماذا حدث فى أول اجتماع بينكم؟
- استقبلنا وزير الخارجية الأمريكى فى عهد جيمى كارتر، سيروس فانس، والوفد المرافق له، واجتمع بالوفدين، وبدأ الوزير الأمريكى بمقدمة بصفته المضيف ثم أعطى الفرصة لكل رئيس وفد بالحديث، وبدأ بالوفد الإسرائيلى، وكان يضم موشيه ديان، وزير الدفاع الإسرائيلى، وعيزرا وايزمان، وهنا بدأ ديان كلامه بنوع من التعالى علينا، وبعدما انتهى قال له «فانس» بما معناه باللهجة العامية: «بلاش كلام من تحت الترابيزة.. وقول حديثك بالمكشوف ولا تقل تعليقات غير مقبولة»؛ فالوزير الأمريكى كان محايداً، ولم يكن الوفد الإسرائيلى يحبه لهذا الأمر.
وهنا تحدث وزير الدفاع المصرى، وقال: جئنا بقلب مفتوح استناداً إلى حديث الرئيس السادات فى القدس، وذلك بعدما حاربنا لنثبت أننا نستطيع أن نحرر أرضنا بالقتال، لكنكم تنادون بالسلام، ونحن هنا لإقامة معاهدة السلام».. وعقب حديث الوزير تقسمنا للجان فرعية، وأقمنا بفندق «مادسون» فى أمريكا، وكان الوفد الإسرائيلى له الدور العاشر، ونحن فى التاسع.
■ ماذا جرى بعد ذلك؟
- كانت الاجتماعات تنعقد داخل الغرف، عبر وضع طاولات فى غرفة العضو لنجلس ونتفاوض عليها، وذلك بالتبادل مرة فى دور إقامة الوفد المصرى والعكس، واستمرت المفاوضات منذ أكتوبر 1978 حتى مارس 1979، إلا أننى أشير إلى أن المفاوضات توقفت لفترات طويلة نتيجة تعنت الإسرائيليين، فكنا نغضب ونركب الطائرة ونعود لبلادنا.
■ وبماذا تفسر تعنت الإسرائيليين؟
- لأنهم كانوا يظنون قبل قدومهم أننا سنرضى بأى شىء لأنهم ما زالوا موجودين فى الأرض، والمفاوضات معروف عنها أنها «هات وخد»؛ فلابد أن تفهم موقف خصمك وتقدره والعكس، وقضيتنا الرئيسية كانت واضحة ومحددة وهى انسحابهم من كامل أراضينا.
■ وما رد فعل الرئيس السادات حينما كانت تأخذكم حالة الغضب وتعودون إلى مصر؟
- كانت الانسحابات بموافقته بكل تأكيد؛ فكان السفير أشرف غربال، سفيرنا فى واشنطن، على تواصل مع الرئيس عبر إرسال برقيات بالمستجدات أولاً بأول، وكذلك مجلس الشعب والحكومة، وكان الرئيس السادات يزورنا كل فترة أيضاً، ليستمع لتقرير وزير الحربية، ورؤساء اللجان، وكان يقول لنا فى مسألة البترول «إوعوا تتنازلوا عن بترول سيناء» نظراً لأنهم كانوا يقومون بسحب نحو 18 مليون برميل فى الشهر من أراضينا، وبعد مغادرة الرئيس كان يأتينا بعدها بفترة نائب رئيس الجمهورية حسنى مبارك ليتابع ماذا حدث، وليرفع تقريره للرئيس ليأخذ توجيهاته، وينقلها لنا.

http://media.elwatannews.com/News/Sm...4015244_15.jpg


خريطة الانسحاب الإسرائيلى من سيناء

■ وما كانت أبرز التوجيهات الموجهة من الرئيس السادات والدولة إليكم؟
- يمكن أن نجمل التوجيهات فى أنه لا تفريط فى الأرض لأنها مقدسة؛ فلا يمكن أن نقبل الجدل أو المساومة فيها، وأنه لا مناقشة ولا مساس بالسيادة الكاملة على أراضينا، والتأكيد أنه مثلما استرددنا جزءاً من أراضينا بالسلاح يمكننا أخذ الباقى بالسلام، وأهمية التوصل إلى حل شامل على مراحل حتى ولو طالت مدته، وهذا التوجيه فى ظل الرغبة الإسرائيلية بأن يمتد التفاوض لعشر سنوات كاملة، وكذلك التأكيد أنه لا تأجيل لأى بند، وكانت وجهة نظر الرئيس السادات التى نفذناها بأنه أصر على إشراك أمريكا كشريك كامل فى المعاهدة، مع التأكيد على رفض التبعية لأى دولة مهما كانت حتى ولو كانت أمريكا، مع عدم الدخول فى صراعات جانبية لتضييع وقتنا فى إطار مطالبهم المتكررة لذلك، والتأكيد على عدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة، وتسوية النزاعات سلمياً، وتمكين الفلسطينيين من حقوقهم، وقبول إسرائيل كدولة داخل حدودها قبل عام 1967، وذلك وسط اقتراح بأن يحتفظوا بنصف أراضى الجولان وسيناء والضفة الغربية، والتأكيد على الالتزام بالشرعية الدولية عبر القرار الصادر من مجلس الأمن رقم 244، الذى أكد أيضاً هو الآخر على عدم جواز الاستيلاء على الأراضى بالقوة.
■ ذكرت عدم التطرق لقضايا جانبية.. ماذا تقصد بذلك؟
- مثلاً كان يتحدث الوفد الإسرائيلى عن وجود قواعد عسكرية لهم بسيناء، أو تأجير المطارات التى تم بناؤها فيها، حتى إنهم طلبوا تأجير مناطق كاملة.
■ مثل ماذا؟
- مثلاً طالب موشيه ديان صراحة تأجير مدينة شرم الشيخ لـ90 عاماً.
■ وماذا كان رد فعل الوفد المصرى؟
- ضحكنا بشدة ثم قلنا إننا لا نتنازل، ولا نؤجر، ولا نبيع، أراضينا.
■ نجحنا فى استرداد الأرض بعد التفاوض.. كيف تقيم معاركنا مع إسرائيل؟
- أقول إننا اقتحمنا القنال وأجبرناهم على الانسحاب حتى نحو 17 كيلومتراً، وكان الاقتحام العسكرى بمثابة إثبات لحقنا فى أراضينا وحقق 50% من المهمة الأساسية بانسحاب الاحتلال منها، لكن الجهد السياسى والدبلوماسى والتفاوضى أكمل الـ50% الآخرين، وهنا نعتبر الانسحاب الإسرائيلى من سيناء معجزة لم تحدث من قبل، لأنهم ينظرون للانسحاب على أنه «مأساة».
■ وكيف حددت المعاهدة الانسحاب العسكرى من سيناء؟
- نصت المعاهدة على أن يكون الانسحاب بعد 3 سنوات، وذلك بعدما أراد الجانب الإسرائيلى أن تكون بعد 7 سنوات؛ فرفضنا وقلنا إننا نريدها الآن وليس غداً لكى نعطى الشهيد حقه؛ فقالوا أن تكون 6 سنوات فرفضنا، فقالوا 5 فرفضنا وقالوا 4 إلى أن وصلنا للاتفاق حول 3 سنوات، وبشكل عام كان التفاوض مع الإسرائيليين صعباً وشاقاً، ولا يقل ضراوة عن القتال العسكرى، حتى إن الجانب الأمريكى كثيراً ما تدخل للتوفيق بين الجانبين، ولم تتنازل مصر عن أى بند من المبادئ الأساسية التى حددناها للتفاوض، والتى ذكرتها من قبل، كما أننا واجهنا مطالب استفزازية من جانبهم.
■ وما تلك المطالب الاستفزازية؟
- كان «ديان» يقول إنهم لن يوافقوا على السلام بدون الحصول على شرم الشيخ، ولذلك عرضوا تأجيرها لأنها مدخل إلى مدينة إيلات، ولم نوافق على تلك المطالب الاستفزازية، وأتحدى أن يوجد مطلب واحد لهم تم تنفيذه على الأرض يمس السيادة المصرية.
عايشت كتابة المعاهدة «ورقة ورقة».. وأتحدى مخابرات العالم أن تكشف عن «بنود سرية» بها
■ وما مطالبهم الاستفزازية الأخرى التى تحدثوا عنها؟
- مطالب كثيرة؛ فمثلاً موشيه ديان قال: «لماذا تتحدثون عن سيناء؟. قناة السويس تهمكم أكثر منها، وسواء توصلنا لاتفاق من عدمه فإن أمن إسرائيل مقدم على أى شىء ويفوق كل الشروط التى يمكن وضعها»، كما تحدثوا عن ضرورة أن تكون سيناء منطقة *****ة السلاح بالكامل؛ فقلنا له: من أنت لتحكم على أراضينا أن تكون *****ة السلاح؟! وتم رفض طلبه.
إلا أن طلب ديان الأكثر غرابة كان عدم دخول مناطق البترول فى أبورديس وخليج السويس ضمن الاتفاق؛ فأرادوا استمرار سحب البترول من أراضينا تحت دعوى أنه سيتم الاتفاق عليها فيما بعد عقب ما يسمى بـ«إجراءات بناء الثقة» كما يقولون، كما طالبوا بأن يكون لهم وجود فى سيناء عبر وجود أجهزة رادار على قمم الجبال لتراقب الجيش المصرى إذا ما أراد الهجوم عليهم مرة أخرى مثلما حدث فى حرب 6 أكتوبر 1973 على أن يديرها ضباط إسرائيليون، ووضع كاميرات تصوير على الضفة الشرقية للقنال لمراقبة قواتنا، وأن يكون خليج العقبة منطقة حرة الحركة لهم بالكامل، وأن يتم منحهم تسهيلات لدخول المنطقة فى أى وقت.
■ وماذا كان موقفكم من كل تلك المطالب؟
- لم نوافق على أى منها بالتأكيد؛ وأكدنا التمسك بسيادة الدولة المصرية على أرضها براً وجواً وبحراً.
■ قبل أن ننتقل للحديث عن الانسحاب الإسرائيلى الذى توليت بنفسك الإشراف عليه.. قيل إن لمعاهدة السلام مع إسرائيل بنوداً سرية؛ فهل ذلك صحيح؟
- عاصرت جميع مراحل الاتفاقية منذ بدء المفاوضات وما كُتب ورقة ورقة، وأتحدى وسائل الإعلام التى تدعى ذلك، وجميع أجهزة المخابرات فى العالم أجمع أن يثبتوا وجود اتفاق سرى صنعه السادات معهم، وأنا متعجب من حديثهم؛ فإذا كان ذلك صحيحاً كما يدعى البعض فلماذا لم تعلنها إسرائيل حتى الآن وهم أناس «مبيتبلش فى بقهم فولة»؟ وإحنا معندناش حاجة نخبيها؛ فموقفنا ثابت وقوى.
■ وكيف تم الانسحاب؟
- كانت هناك مرحلة انسحاب رئيسية مكونة من 9 أشهر، تم تقسيمها إلى 5 مناطق فرعية حتى نضمن سرعة انسحابهم، ولنأخذ البترول المصرى بعدما كانوا يسحبونه بانتظام، وبالفعل انسحب الإسرائيليون من ثلثى سيناء فى تلك المرحلة، وبالمناسبة فإن الرئيس السادات رفع العلم المصرى على العريش قبل موعده المنصوص عليه بالمعاهدة بنحو شهر بعدما وافق «بيجين» على ذلك؛ فالانسحاب كان يتم بآلية دقيقة، وباقى المرحلة فى الانسحاب تمت فى باقى الفترة المتبقية من الـ3 سنوات.
■ وهل تركوا المنشآت كما هى سليمة؟
- نعم؛ فنحن كتبنا بالمعاهدة أن يترك الشىء سليماً، واخترنا كلمة وقتها تعنى أن تترك بدون أى خدش، وحينها قال «وايزمان» لوزير الحربية المصرى: «يا كمال أنا هيدهالك مدهونة كمان».
■ وما قصة رفض إسرائيل الانسحاب قبل موعده؟
- قبل الانسحاب النهائى من سيناء بـ6 أيام، وفى يوم 19 أبريل 1982، وكنا نتفاوض وقتها حول موضوع طابا.. اتصل «بيجين» بـ«السادات»، وقال له أريد وزير الدفاع لأمر مهم؛ فاستدعانا الفريق كمال حسن على، لنركب طائرة من مطار ألماظة للقاء «بيجين» فى مكتبه، وحينها تحدث عن عدم تحديد الحدود بالنسبة لطابا، وأنه آسفاً سيضطر لتأجيل الانسحاب من الأراضى المصرية المحتلة حتى نتفق على الحدود النهائية.
وفى المساء ذهبنا إلى منزله، وكان يجلس بجواره إرييل شارون وفرد آخر، وحدثت تمثيلية مكشوفة وواضحة لنا جميعاً، حيث قام 14 عضواً من الكنيست بطرق أبواب منزله للضغط عليه لتأجيل الانسحاب من الأراضى المصرية إلى أن يتم الاتفاق بشأن «طابا»، وهنا رفض الفريق كمال حسن على حديثه، وقال إن هناك معاهدة معتمدة من الأجهزة التشريعية، وأننا لا نقبل بالتأجيل، وحينها أعطى «شارون» ورقة لـ«بيجن» ومررها علينا ليرد الدكتور بطرس غالى: «لا يمكنك أن تفرض رأياً على رئيس دولة».
■ وماذا كان محتوى الورقة ليدفع «غالى» لقول ذلك؟
- كانوا يريدون توقيع الرئيس حسنى مبارك على ما يشبه الـ«كمبيالة» بأنه سيسير على خطى الرئيس السادات فى تعامله مع إسرائيل، وبالتأكيد رفضنا وعدنا إلى مصر.
■ وماذا حدث ليتم الانسحاب فى موعده؟
- اقترحت أمريكا توقيع ورقة بأن يتم إخلاء طابا، التى تدعى إسرائيل أنها تقع داخل أراضيها، وتقول مصر عكس ذلك، ليتم حلها، وهو ما تم الاتفاق عليه، وتم التوقيع على تلك الورقة فى الساعة الواحدة صباح يوم 25 أبريل من قبل دافيد كمحى، مدير المخابرات العامة الإسرائيلية، وسفير من الخارجية المصرية، وسفير أمريكا بالقاهرة، وبهذا نجحنا فى رفع العلم المصرى على الأراضى المصرية.
■ وما حقيقة أن «أم الرشراش» المعروفة باسم إيلات حالياً أرض مصرية؟
- لا، هى أرض فلسطينية احتلتها إسرائيل.


يتبع

صوت الحق 24-04-2015 07:45 PM

سألنا الشباب: تعرفوا المشير أحمد إسماعيل؟ فاجابوا: نعرف "موشيه ديان"

"فيود": "معركة التحرير" اُختزلت فى "الضربة الجوية".. و"الشئون المعنوية" تنظم حملات توعوية واسعة كتب : محمد مجدى الجمعة 24-04-2015






http://media.elwatannews.com/News/La...4010628_15.jpg
إسماعيل

قرابة 42 عاماً مضت على معركة العاشر من رمضان، التى نجح فيها «درع وسيف الوطن» فى تحرير أراضى سيناء من الاحتلال الإسرائيلى، من خلال معارك يتم تدريسها حالياً فى عدة معاهد وكليات عسكرية على مستوى العالم، بدءاً من اقتحام خط بارليف والسيطرة على مساحة كبيرة من الجبهة، مروراً بالمعركة التفاوضية القوية التى خاضتها أجهزة الدولة وخبراؤها حتى انتهت باستعادة كامل أراضينا، إلا أنه على الرغم من مرور كل تلك الفترة، لا يعلم كثير من الشباب ما دار خلال الحرب؛ فمنهم من لا يعرف وزير الحربية خلال فترة الحرب المشير أحمد إسماعيل، ومنهم من يظن أن معركة استرداد سيناء انتهت بالحرب فقط دون التفاوض، وآخرون يؤكدون أن ثقافتهم عن الحرب لم تتشكل سوى من الأفلام السينمائية التى تناولت الحرب ووثقت لها، فيما يؤكد آخرون أن معرفتهم عنها كانت عبر التلقين للحل فى الامتحانات.
وفى الوقت الذى لم تنل فيه حرب أكتوبر اهتماماً من جانب بعض الشباب، إلا أن آخرين أبدوا أهمية لاستبيان أحداثها وفقاً لمبدأ «اعرف عدوك»، مع الاستفادة من دروس الماضى فيما قد يواجهه هؤلاء الشباب فى المستقبل، مقترحين تطوير المناهج التعليمية بما يتواكب مع ما يجذب الطلاب ليتعلموا تاريخ بلادهم، وتنظيم زيارات لمواقع تعليمية عن الحرب مثل بانوراما حرب أكتوبر. «ياااااا.. حرب أكتوبر.. دى كانت سنة 1973.. ومصر كانت بتحارب إسرائيل وانتصرنا وعدينا قناة السويس لحد 10 كيلومتر بعد الضفة الشرقية للقناة.. وبعدين ظهرت الثغرة ثم دخلنا فى المفاوضات»، هكذا بدأ أحمد رشاد، الموظف فى جامعة عين شمس ذو الـ23 عاماً، حديثه عن «حرب التحرير»، مردفاً أن المستشفيات كان بها عجز أثناء فترة الحرب بسبب أعداد المصابين.
وسألناه عن وزير الحربية فى فترة المعركة؛ فرد: «الرئيس السادات كان قائداً للجيش، والفريق سعد الشاذلى كمان»، أما عن وزير الدفاع الإسرائيلى فقال: «الأعور ده.. اللى اسمه موشيه ديان».
أما عن المصادر التى تناول منها معلوماته عن الحرب؛ فقال هى بانوراما حرب أكتوبر حينما زرتها، والأفلام السينمائية التى كنا نحبها حين كنا أطفالاً، مثل فيلم «العمر لحظة»، بالإضافة لدروس التاريخ فى الثانوية العامة، والصفحات العسكرية على مواقع التواصل الاجتماعى على «فيس بوك»، لكن أكثرها كان من الكتب المدرسية.
وعن سبيل مواجهة ضعف معرفة الشباب عن الحرب، اقترح أحمد أن يتم تعديل المواد الدراسية التى يتلقاها الطلاب لتصبح مادة مثل «التربية الوطنية» مادة مضافة على المجموع، وليتم تعديل محتواها الدراسى لتشمل ماذا فعل الوطنيون من أبناء الشعب المصرى لها، وما الذى دفعهم لتصرفاتهم، وليعرف الشباب معنى الوطن والوطنية، مردفاً: «كتير من الشباب عايزين يسافروا بره أو يهاجروا.. ولازم يتعلموا الانتماء للبلد والوطنية».
فيما قالت رانيا السيد، 30 عاماً مديرة مكتب إحدى شركات المقاولات، إن ما تعلمه عن الحرب هو ما يعرفه أى مصرى بأن مصر انتصرت على إسرائيل بعد عبور القنال، وأننا رفعنا العلم على الضفة الشرقية لقناة السويس يوم 10 رمضان لنحارب ثم بعد ذلك تم الاتفاق على «معاهدة كامب ديفيد» إلى أن استعدنا أراضينا.
وحال سؤالها عن الدور الذى لعبه المشير أحمد إسماعيل فى الحرب، قالت إنها لا تعلم منصبه، لكنها تعلم الأدوار البطولية التى قام بها رجال القوات المسلحة بدءاً من الرئيس أنور السادات، والفريق سعد الشاذلى، والمشير الجمسى وغيرهم، إلا أنها لا تعلم دور «أحمد إسماعيل».
وعلى نقيض سابقيه، روى محمد عصام، أخصائى تسويق إلكترونى فى إحدى الشركات، 22 عاماً، مراحل تطور الحرب بدءاً من الضربة الجوية فى تمام الثانية وخمس دقائق ظهراً ثم قذائف المدفعية، حتى عبور قوات المشاة، والنجاح فى اقتحام خط بارليف بعد استخدام مدافع المياه فى تدميره، والسيطرة على عدة كيلومترات فى عمق الجبهة الشرقية للقنال، ثم توقف الهجوم وتطويره لتخفيف الضغط على القوات السورية والذى أدى إلى الخلاف بين رئيس أركان القوات المسلحة الفريق سعد الشاذلى والسادات، ثم حدوث «الثغرة»، والنهاية بالتفاوض. وعن مصادر معلوماته عن الحرب، قال «عصام» إن والده كان ضابطاً بالقوات المسلحة، و«كان حريصاً فى المناسبات الوطنية أن يكلمنا أنا وأشقائى عنها، كما أننى أضفت على ذلك قراءة السير الذاتية لقادة الحرب مثل المشير الجمسى أو الفريق سعد الشاذلى، وبعض مما كتبه القادة الإسرائيليون، فضلاً عن الأفلام السينمائية عن الحرب». من جانبه، يرى اللواء فؤاد فيود، أحد أبطال حرب أكتوبر، أن جيل الشباب لا يعلم الكثير عن «معركة التحرير» لأنها اختزلت فى الضربة الجوية فقط، موضحاً أن القوات المسلحة وإدارة الشئون المعنوية تعى ذلك تماماً، وتتحرك لأجل توعية أبناء الشعب المصرى بتاريخهم العريق، والتوعية بالجهود والدماء التى بذلها شهداؤنا لأجل استرداد كرامة وحرية وطننا وتحريره من الاحتلال الإسرائيلى، لافتاً إلى أن المؤسسة العسكرية نفذت وستنفذ خلال المرحلة المقبلة أيضاً برامج توعية للشباب فى المدارس والمعاهد والجامعات، مع حرصها على ظهور أبطال الحرب فى وسائل الإعلام المختلفة ليشرحوا جهاد الشعب والجيش لأجل استعادة التراب الوطنى كاملاً دون نقصان شبر واحد.



يتبع

الفيلسوف 24-04-2015 09:50 PM

اشكرك على المشاركات القيمة استاذى الفاضل

العشرى1020 25-04-2015 11:55 AM

كل عام والجيش المصرى بالف خير فى اعياد تحرير سيناء
وجزاك الله خيرا اخى الكريم


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 08:33 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.