![]() |
شهادات المستشرقين البريطانيين المنصفين
شهادات المستشرقين البريطانيين المنصفين للنبي صلى الله عليه وسلم (1) د. أنور محمود زناتي 1- توماس آرنولد Sir Thomas Walker Arnold: ".. إن المعاملة الحسنة التي تعوَّدتْها وفودُ العشائر المختلفة من النبي - صلى الله عليه وسلم - واهتمامه بالنظر في شكاياتهم، والحكمة التي كان يصلح بها ذاتَ بينهم، والسياسة التي أوحتْ إليه بتخصيصِ قطعٍ من الأرض مكافأة لكلِّ مَن بادر إلى الوقوف في جانب الإسلام، وإظهار العطف على المسلمين؛ كل ذلك جعل اسمَه مألوفًا لديهم، كما جعل صِيتَه ذائعًا في كافَّة أنحاء شبه الجزيرة، سيدًا عظيمًا، ورجلاً كريمًا، وكثيرًا ما كان يَفِدُ أحدُ أفراد القبيلة على النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة، ثم يعود إلى قومه داعيًا إلى الإسلام، جادًّا في تحويل إخوانه إليه..". ".. من الخطأ أن نفترض أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - في المدينة قد طرح مهمة الداعي إلى الإسلام والمبلِّغ لتعاليمه، أو أنه عندما سيطر على جيش كبير يأتمر بأمره؛ انقطع عن دعوة المشركين إلى اعتناق الدين.."؛ (الدعوة إلى الإسلام). 2- جون أروكس: "لَم نعلم أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - تَسَرْبَلَ بأيَّة رذيلة مدة حياته؛ لذلك نراه عظيمًا"؛ (عظماء التاريخ). 3- بودلي Bodly: "كان الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - صادقًا، نزل عليه الوحي للتبشير والإيحاء والتذكير، ولن يتذوَّق القرآنَ المطالعُ المتصفِّح كما يتذوَّقه السامع المُصغِي"؛ (حياة محمد). 4- لويس توماس: (لا توجد أسرةٌ في الجزيرة العربية لا تسمِّي أحد أبنائها محمدًا باسم محمد النبي، وفي العالَم ينتشر اسمُ محمَّد أكثر من انتشار بطرس ويوحنا، لقد كان محمد - صلى الله عليه وسلم - أول مَن وحَّد بين قبائلِ الجزيرة وشعوبِها، وجَمَع كلمتَها تحت رايةٍ واحدة، وقد كان ظهورُه حين الحاجة إليه، ولقد جمع كلمةَ العرب لا بالقوة والشدة بل بكلام جذاب، أخذ منهم كل مأخذ، وتبعوه وصدَّقوه، وقد فاق فتى مكة غيرَه من الرسل بصفات لم تكن معروفة لديهم، وكان يجمع بين القلوب المتفرقة، فتشعر كلها بشعور قلب واحد)؛ (الحضارة في الشرق). 5- آرنولد توينبي Arnold Toynbee: "لقد كرَّس محمد - صلى الله عليه وسلم - حياتَه لتحقيقِ رسالتِه في كفالةِ هذين المظهرين في البيئة الاجتماعية العربية؛ [وهما: الوحدانية في الفكرة الدينية، والقانون والنظام في الحكم]، وتَمَّ ذلك فعلاً بفضلِ نظام الإسلام الشامل الذي ضمَّ بين ظهرانيه الوحدانيةَ والسلطة التنفيذية معًا.. فغَدَتْ للإسلام بفضل ذلك قوَّةٌ دافعة جبَّارة، لَمْ تَقتَصِر على كفالةِ احتياجات العرب ونقلهم من أمة جاهلةٍ إلى أمة متحضِّرة، بل تدفق الإسلام من حدود شبه الجزيرة، واستولى على العالَم السوري بأسره من سواحل الأطلسي إلى شواطئ السهل الأوراسي..". ".. لقد أخذتْ سيرةُ الرسول العربي - صلى الله عليه وسلم - بألبابِ أتباعه، وسَمَتْ شخصيتُه لديهم إلى أعلى علِّيين؛ فآمنوا برسالته إيمانًا جعلهم يتقبَّلون ما أوحي به إليه - وأفعاله كما سجَّلتها السُّنَّة - مصدرًا للقانون، لا يقتصر على تنظيم حياة الجماعة الإسلامية وحدها، بل يرتب كذلك عَلاقات المسلمين الفاتحين برعاياهم غير المسلمين الذين كانوا في بداية الأمر يفوقونهم عددًا"؛ (مختصر دراسة للتاريخ). |
|
|
شهادات المستشرقين البريطانيين المنصفين للنبي صلى الله عليه وسلم (4) د. أنور محمود زناتي 14- إيفلين كوبرلد: "لعمري لقد استطاع محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - القيامَ بالمعجزات والعجائب، لما تمكن من حمل هذه الأمة العربية الشديدة العنيدة على نَبْذ الأصنام، وقَبُول الوحدانية الإلهية، ولقد كان محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - شاكرًا حامدًا؛ إذ وفِّق إلى جَعْلِ العرب خَلقًا جديدًا، ونقلهم من الظلمات إلى النور، ومع ذلك كان محمد - صلى الله عليه وسلم - سيد جزيرة العرب، وزعيم قبائلهم، فإنه لم يفكِّر في هذه، ولا راح يعمل لاستثمارها، بل ظل على حاله، مكتفيًا بأنه رسول الله، وأنه خادم المسلمين، ينظف بيته بنفسه، ويصلح حذاءه بيده، كريمًا بارًّا كأنه الريح السارية، لا يقصده فقير أو بائس إلا تفضل عليه بما لديه، وكان يعمل في سبيل الله والإنسانية"؛ (الأخلاق). 15- وليم موير W.Muir في كتاب حياة النبي: Muir, Sir, William, Life of Mohamet, Vol. I, London, 1858 "إن من صفات محمد - صلى الله عليه وسلم - الجديرة بالتنويه، الرقة والاحترام اللذين كانا يعامل بهما أتباعَه، حتى أقلهم شأنًا، وكان في ممارسته للحكم عادلاً رحيمًا رفيقًا حتى بأعدائه"؛ (حياة النبي). 16- إدوارد لين: (إنا لا نُنكِر أن العرب وإن كانت الأميَّةُ هي الغالبةَ فيهم، إلا أنهم على جانبٍ من الذكاء، وأن أحدَهم يجيد نظم الشعر ونثر الكلام، وهو أميٌّ عاش في البادية، وأن لهم عادات قبل الإسلام يعكفون عليها؛ من عبادة الأصنام، ووأد البنات، والغزو، وغير ذلك، ولكن جاء الإسلام بواسطةِ محمدٍ النبي العربي؛ فمنعهم من ذلك، وما زال يدعوهم إلى دينه وهو عبادة الله حتى أحاطوا به وصدَّقوه، وتركوا ما كان لديهم من عادات تأباها الشرائع السماوية". "إن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - كان يتَّصِف بكثيرٍ من الخصال الحميدة؛ كاللطف، والشجاعة، ومكارم الأخلاق، حتى إن الإنسان لا يستطيع أن يحكمَ عليه دون أن يتأثَّر بما تتركه هذه الصفات في نفسه من أثرٍ، كيف لا، وقد احتمل محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - عداءَ أهله وعشيرته بصبرٍ وجَلَد عظيمينِ، ومع ذلك فقد بلغ مِن نُبْله أنه لم يكنْ يسحبُ يدَه من يدِ مَن يصافحُه حتى ولو كان يصافحُ طفلاً، وأنه لم يَمُرَّ يومًا من الأيام بجماعة - رجالاً كانوا أو أطفالاً - دون أن يقرئهم السلام، وعلى شفتَيه ابتسامة حلوة، وقد كان محمد - صلى الله عليه وسلم - غيورًا ومتحمسًا، وكان لا يتنكر للحق، ويحارب الباطل، وكان رسولاً من السماء، وكان يريد أن يؤدِّي رسالته على أكمل وجه، كما أنه لم ينسَ يومًا من الأيام الغرضَ الذي بُعِث لأجله، ودائمًا كان يعملُ له ويتحمل في سبيله جميع أنواع البلايا، حتى انتهى إلى إتمام ما يريد"؛ (أخلاق وعادات المصرين المعاصرين). 17- رينولد نيكلسون: "لم تَجدِ الحياةُ الدينيةُ الإسلامية مثالاً أعلى في أي إنسانٍ إلا في شخصية النبي محمد - صلى الله عليه وسلم"؛ (النبي محمد). 18- اللورد هدلي Lord Hedly: "إن مدبِّجي وناسجي هذه الافتراءات لم يتعلَّموا حتى أول مبادئ دينهم، وإلا لما استطاعوا أن ينشروا في جميع أنحاء العالَم تقارير معروفة لديهم أنها محض كذب واختلاق"؛ (المثل الأعلى في الأنبياء). 19- مونتجمري وات Montgomery Watt: "منذ أن قام (كارلايل) بدراسته عن محمد - صلى الله عليه وسلم - في كتابه: (الأبطال) أدرك الغرب أن هناك أسبابًا وجيهة للاقتناع بصدق محمد - صلى الله عليه وسلم - إذ إن عزيمتَه في تحمل الاضطهاد من أجل عقيدته، والخلق السامي للرجال الذين آمنوا به، وكان لهم بمثابة القائد، وأخيرًا عظمة عمله في منجزاته الأخيرة؛ كل ذلك يشهد باستقامته التي لا تتزعزع؛ فاتهام محمد - صلى الله عليه وسلم - بأنه دجَّال (Imposteur) يُثِير من المشاكل أكثر مما يحلُّ، ورغم ذلك فإنه لا يوجد شخصيةٌ كبيرة في التاريخ حُطَّ من قدرها في الغرب كمحمد - صلى الله عليه وسلم - فقد أظهر الكُتَّاب الغربيون ميلَهم لتصديق أسوأ الأمور عن محمد - صلى الله عليه وسلم - ولا يكفي في ذكر فضائل محمد - صلى الله عليه وسلم - أن نكتفيَ بأمانته وعزيمته إذا أَرَدْنَا أن نفهمَ كلَّ شيءٍ عنه، وإذا أردنا أن نصحِّح الأغلاط المكتسبة من الماضي بصددِه؛ فيجب علينا في كلِّ حالةٍ من الحالات - لا يقوم الدليل القاطع على ضدها - أن نتمسَّك بصلابةٍ بصدقه، ويجب علينا ألاَّ ننسى عندئذٍ أيضًا أن الدليل القاطع يتطلَّب لقَبُولِه أكثر من كونه ممكنًا، وأنه في مثلِ هذا الموضوع يصعب الحصول عليه". "إن استعدادَ هذا الرجل لتحمُّل الاضطهاد من أجل معتقداته، والطبيعة الأخلاقية السامية لمن آمنوا به واتبعوه، واعتبروه سيدًا وقائدًا لهم، إلى جانب عظمةِ إنجازاته المطلقة، كلُّ ذلك يدل على العدالةِ والنزاهة المتأصلة في شخصه؛ فافتراض أن محمدًا مُدَّعٍ افتراضٌ يُثِير مشاكلَ أكثر ولا يحلها، بل إنه لا توجدُ شخصية من عظماء التاريخ الغربيين لم تَنَلِ التقديرَ اللائق بها مثل ما فُعِل بمحمد - صلى الله عليه وسلم". "كلما فكَّرنا في تاريخ محمد - صلى الله عليه وسلم - وتاريخ أوائل الإسلام؛ تملَّكنا الذهول أمام عظمة مثل هذا العمل، ولا شك أن الظروف كانتْ مواتيةً لمحمد - صلى الله عليه وسلم - فأتاحتْ له فرصًا للنجاح لم تُتِحْها إلا لقليلٍ من الرجال، غير أن الرجلَ كان على مستوى الظروف تمامًا، فلو لم يكن نبيًّا ورجل دولة وإدارة، ولو لم يضعْ ثقته بالله، ويقتنعْ بشكل ثابت أن الله أرسله؛ لما كتب فصلاً مهمًّا في تاريخ الإنسانية، ولي أمل أن هذه الدراسة عن حياة محمد - صلى الله عليه وسلم - يمكنها أن تساعد على إثارة الاهتمام من جديد برجل هو أعظم رجال أبناء آدم"؛ (محمد في مكة). 20- تساريس وادي: T. Waddy: "فقد أدركت إنسانيات محمد - صلى الله عليه وسلم - ليس في حجم الكلمات التي كان يتصرَّف بها فقط، بل في تعبيره عن الحق وسعيه لأن يساويَ بين البشرية، واحترامه للأديان الأخرى"؛ (العقل المسلم). 21- إتش جي ويلز H. G. Wells: "إن من أدفع الأدلة على صدق محمد - صلى الله عليه وسلم - كون أهله وأقرب الناس إليه يؤمنون به، ولو شكُّوا في صدقِه لَمَا آمنوا به". "الإسلام مملوء بروح الرفق والسماحة والأخوَّة، وعقيدته سهلة يسيرة الفهم، أوصلَها محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى القلوب دون أي فِرْيَة مبهمة". ".. هل تراك علمتَ قط أن رجلاً على غير كريم السجايا مستطيعٌ أن يتخذَك صديقًا؟ ذلك أن مَن عَرَفوا محمدًا - صلى الله عليه وسلم - أكثر من غيرهم، كانوا أشدَّ الناس إيمانًا به، وقد آمنتْ به خديجة - رضي الله عنها - كل حياته على أنها ربما كانتْ زوجة محبة؛ فأبو بكر - رضي الله عنه - شاهد أفضل وهو لم يتردَّد قط في إخلاصه، كان يؤمن بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ومن العسير على أي إنسان يقرأ تلك الأيام إلا ويؤمن بأبي بكر - رضي الله عنه - وكذلك علي - رضي الله عنه - فإنه خاطَر بحياتِه من أجل النبي - صلى الله عليه وسلم - في أحلِك أيامه سوادًا". "ويلوح أنه رجل ركِّبتْ فيه طباعٌ كثيرة؛ منها: شدة الشعور الديني القوي، والإخلاص، وأُوحِي إليه من الله كتاب هو القرآن، ويحوي كثيرًا من التعاليم والشرائع والسنن"؛ (موجز تاريخ العالم). |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 06:28 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.