![]() |
روح الشاعر
روح الشاعر عيسى بن علي الجرابا مَا بَيْنَ خَافٍ مِنْ أَسَاهُ وظَاهِرِ *** يَحْيَا عَلَى أَمَلٍ نَدِيٍّ زَاهِرِ صَقَلَتْهُ أَحْدَاثُ الزَّمَانِ فَصَاغَهَا *** لِلنَّاسِ عِقْدَ لآلِئٍ وَجَوَاهِرِ يَخْتَارُ مِنْ رَوْضِ الحَيَاة وَيَنْتَقِي *** أَفْوَافَ زَهْرٍ مِنْ هَوَىً وَمَشَاعِرِ يَشْدُو وَأَسْرَابُ الطُّيُوْرِ تَجَمَّعَتْ *** تُصْغِي لِلَحْنٍ عَبْقَرِيٍّ سَاحِرِ أَسَرَ القُلُوْبَ جَمَالُ مَا يَشْدُو بِهِ *** وَالقَلْبُ يُوْلَعُ بِالجَمَالِ الآسِرِ يَغْدُو وَخِنْجَرُ هَمِّهِ يَغْتَالُهُ مَا *** اهْتَمَّ لِلجُرْحِ العَمِيْقِ الغَائِرِ وَفُؤَادُهُ لِلحُزْنِ أَمْسَى مَسْرَحاً *** تَجْرِي عَلَيْهِ فُصُوْلُ حَظٍّ عَاثِرِ يَجْتَرُّ آلاماً عِظَاماً لَمْ تَزَلْ *** أَنْيَابُهَا تُدْمِي جَنَاحَ الطَّائِرِ لَكِنَّهُ كَالصَّقْرِ ظَلَّ مُجَنِّحاً *** يَرْنُو إِلَى الدُّنْيَا بِمُقْلَةِ سَاخِرِ يَبْكِي وَيَضْحَكُ حَامِلاً هَمَّ الوَرَى *** أَلَماً وَآمَالاً بِقَلْبٍ صَابِرِ يَهْفُو إِلَى المَاضِي وَبَيْنَ ضُلُوْعِهِ *** ذِكْرَى يَرِقُّ لَهَا فُؤَادُ الذَّاكِرِ وَيَبِيْتُ مُعْتَبِراً بِهِ مُسْتَعْبِراً مِنْ *** خَشْيَةِ الآتِي وَذُلِّ الحَاضِرِ وَيَرَى الحَيَاةَ تَنَامُ فِي حِضْنِ الرَّدَى *** مَجْدٌ يُشَيَّدُ فَوْقَ مَجْدٍ غَابِرِ وَيَعِيْشُ فِيْهَا كَالغَرِيْبِ وَقَلْبُهُ *** أَضْنَاهُ شَوْقُ مُسَافِرٍ لِمُسَافِرِ وَيَظَلُّ يُسْرِجُ فِكْرَهُ بَيْنَ الدُّجَى *** قَبَساً يَتِيْهُ عَلَى الظَّلامِ الجَائِرِ أَوَ مَا تَرَاهُ كَشَمْعَةٍ رَقَصَتْ عَلَى *** كَفِّ الرَّدَى تَجْلُو دُرُوْبَ الحَائِرِ؟ فَمُنَاهُ أَنْ تَبْقَى الحَيَاةُ كَرِيْمَةً *** يَحْيَا الأَنَامُ بِهَا حَيَاةَ الظَّافِرِ مَنْ ذَاكَ؟ قَالَ البَدْرُ يَسْأَلُ نَجْمَةً *** حَيْرَى بِنَبْرَةِ مُسْتَبِدٍّ آمِرِ وَتَجَمَّعَتْ زُهْرُ النُّجُوْمِ وَقَدْ سَرَى ** رَجْعُ السُّؤَالِ لِيَسْتَقِرَّ بِخَاطِرِي فَهَمَسْتُ فِي سَمْعِ الزَّمَانِ وَغَرَّدَتْ *** فَرَحاً حُرُوْفُ الشِّعْرِ فَوْقَ دَفَاتِرِي تَذْوِي الحَيَاةُ وَتَضْمَحِلُّ وَتَنْطَفِي *** أَنْوَارُهَا وَتُضِيْءُ رُوْحُ الشَّاعِر |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 08:16 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.