![]() |
استخدام برامج المعالجة التحريرية للنصوص الصحفية المطبوعة
استخدام برامج المعالجة التحريرية للنصوص الصحفية المطبوعة نسرين حسونة إذا كان التصحيح الطباعي والهجائي واللغوي أحد الجوانب الرئيسة في عملية التحرير الصحفي، خصوصاً في ظل ارتفاع المستوى التعليمي لقراء الصحف اليوم ورغبتهم في قراءة نصوص صحفية أكثر صحة ووضوحاً من الناحية اللغوية، فقد أصبحت برامج الحاسب الآلي طرفاً في إدارة وتنفيذ هذه العمليات، الأمر الذي يمكن في ظله توفير وقت وجهد كبيرين كان يستنفذهما المحررون في القيام بهذه العمليات بشكل يدوي، والتي كانت تتطلب بالإضافة إلى الجهد والوقت محرراً متخصصاً يتقن قواعد اللغة ولديه خبرة بمفرداتها، بما يمكنه من أداء مهمته على الوجه الأكمل (خليل، اللبان، 2000، 67). وقد أحدثت برامج معالجة الكلمات ثورة كبيرة في التحرير والنشر وخاصة بعد انتشار استخدام الحاسبات الآلية والحاسبات الشخصية P.C. (محمود، 1997، 41، 42)، ومن أبرز البرامج التي تقوم بدور في ذلك، ويمكن أن تستفيد منها الصحف في المعالجة التحريرية للنصوص الصحفية برنامج "سيبويه"، ويقوم هذا البرنامج بأداء عدة وظائف تشمل تصحيح الأخطاء النحوية وتدقيق الإملاء، وفحص علامات الترقيم والإعراب والتشكيل ويقوم المدقق النحوي داخل البرنامج بتصحيح الأخطاء النحوية في الكتابة العربية، فعند الاستدلال على خطأ نحوي في النص تظهر شاشة بها شرح مبسط للخطأ وكيفية إصلاحه، كما يحتوي البرنامج أيضاً على مدقق إملائي Spell Checker، يكشف الخطأ في كتابة الكلمة ويقترح بدائل تصحيحها، أما الوظيفة الثالثة فهي متعلقة بعلامات الترقيم، كما أن البرنامج أيضاً قادر على إعراب الكلمات العربية حسب موقعها في الجملة ثم يقوم بوضع علامات الضبط "التشكيل" طبقاً لقواعد اللغة العربية المعروفة (خليل، 1997، 51). ومن المتصور أن يستطيع برنامج على هذا النحو القيام بالعمليات التحريرية الآتية عند إعطاء الحاسب أوامر بذلك: (خليل، اللبان، 2000، 77، 78). 1. اختيار العناوين الصحفية المناسبة للنص الصحفي أياً كان تصنيفه (خبر - تحقيق - حوار مقال)، فمن الممكن من خلال إعداد برنامج لتحليل النصوص بناء على تخطيط منهجي واضح ودقيق أن يتم اختيار أو بعبارة أدق اقتراح عدة بدائل للعناوين الصحفية التي تناسب النص، ليقوم المحرر بدوره باختيار الأكثر ملائمة للسياسة التحريرية لصحيفته وكذا الملائم للمدرسة الصحفية التي تنتمي إليها الصحيفة. 2. إجراء الاختصارات المناسبة على كافة وحدات النص الصحفي اللغوية والتي تشمل: أ. اختصار الكلمات، وبصفة خاصة داخل العناوين. ب. اختصار الجمل، وخصوصاً داخل المقدمة. ت. اختصار الفقرات، وذلك على مستوى النص الصحفي ككل. 3. التصحيح اللغوي والأسلوبي للنص الصحفي، بما يتناسب مع القواعد التي تحكم الأداء اللغوي والعربي من ناحية والخصائص للمدرسة الصحفية التي تنتمي اليها الصحيفة والمتطلبات الأسلوبية الخاصة بالفن الصحفي من ناحية أخرى. 4. إجراء بعض الترتيبات الشكلية على النص الصحفي، ومن أبرزها: أ. تقسيم النص إلى فقرات. ب. التحقق من مدى مراعاة استخدام علامات الترقيم واستخدامها في تحرير النص، كلما ظهرت الحاجة إلى ذلك. 5. اقتراح الصور المناسبة للمادة الصحفية. وتعتمد البرامج التي تخدم أهداف المحرر في صياغة المادة الصحفية في أغلب الأحيان على مداخل لغوية. فالبرامج الخاصة بالتصحيح للكلمات التي تتكون منها المادة تعتمد على قاموس لغوي ثابت ملحق بها وعند تشغيل البرنامج فإنه يقوم بنوع من المضاهاة بين المفردات بالمادة والمفردات التي يتضمنها القاموس فإذا وجد نوع من التضارب بين مفردة معينة بالمادة الصحفية وبين أقرب المفردات لها داخل القاموس (طبقاً لقواعد الاشتقاق في اللغة العربية) فإنه يقوم بإعطاء تعليمات بوجود خطأ في هذه الكلمة، ويعطي قائمة تحتوي على أقرب هذه المفردات للمفردة الخاطئة كاقتراحات للتصويب يختار من بينها المستخدم الكلمة الصائبة والمعبرة داخل النص. فالعديد من الوظائف التحريرية التي يؤديها المحرر الصحفي على المادة الصحفية هي وظائف لغوية في الأساس، وبالتالي فإن المرتكز الأولي أن يستند إليه خبراء التحرير الصحفي في خلق الأنظمة الخبيرة Expert System في عملهم هو مرتكز لغوي في الأساس (خليل، 1999، 187). خطوات تدفق المادة التحريرية داخل الصحيفة في حالة الاعتماد على وصلات طرفية مرتبطة فيما بينها بشبكة محلية: (خليل، 1999، 180). 1. أن يقوم المحرر بكتابة مادته الصحفية على شاشة متصلة بجهاز مركزي آخر من خلال شبكة محلية، ويمكن أن تكون الشاشة عبارة عن شاشة عرض مرئي VDT أو مجرد شاشة ملحق بها لوحة مفاتيح. 2. يتم تجميع المواد الصحفية التي تأتي من أطراف عدة لدى الجهاز المركزي Central Computer لتراجع وعند اقتراح أية تصويبات على موضوع صحفي معين يتم إعادته مباشرة Online مشفوعاً بالتعديلات المطلوبة ليجربها المحرر. 3. في حالة التصويب يتم إعادة النسخة النهائية إلى الجهاز المركزي مرة ثانية ليتم وضعه في الشكل الإخراجي المناسب ليوضع في ملف عام يسهل الوصول إليه من جانب كافة الأقسام الصحفية التي تريد الوصول إليه للقيام بعملها المتعلق به. وإدارة العملية التحريرية بهذه الطريقة يحقق درجة أكبر من المرونة والسرعة والكفاءة في العمل من خلال تحسين أداء عدد من الآليات: (المرجع السابق، 181). 1. آلية التعديل: وذلك بإعادة نسخة المادة الصحفية من الجهاز المركزي المسئول بعد مراجعتها إلى المحرر المسئول عنها مشفوعة بالتعديلات المطلوبة ليتولى القيام بها، ثم إعادتها مباشرة إلى المركز الرئيس (الجهاز الرئيسي) حيث يتم تجميع المادة الصحفية للعدد وتتم عمليات التعديل هنا بسهولة وبسرعة كبيرة بالاستفادة من الإمكانيات التي توفرها برامج معالجة الكلمات. 2. آلية الاستفادة المباشرة من الأرشيف: حيث يمكن للمحرر من خلال الوصلة الطرفية الموجودة أمامه أن يفتح خطأ مع الأرشيف للحصول على بعض المعلومات التي تساهم في إعداد وتحرير المادة الصحفية بدرجة أكبر من الكفاءة. 3. آلية المراجعة النهائية للموضوع على الصفحة: فمن الممكن أن يفتح المحرر من الوصلة الطرفية الموجودة أمامه خطأ من قسم السكرتارية الفنية ليرى مادته الصحفية في شكلها النهائي على الصفحة، واقتراح ما يراه من تعديلات عليها ليتم إجراؤها. 4. آلية الأرشفة المباشرة للموضوع: فبمجرد أن توضع المادة الصحفية في شكلها النهائي يمكن أن ترسل نسخة من الملف الخاص بها بشكل مباشر إلى أرشيف الصفحة. 5. آلية النشر الالكتروني: حيث يمكن إذا أرادت الصحيفة أن تصدر نسخة الكترونية من كل أو بعض المواد الصحفية الخاصة بها أن تقوم ببثها بشكل مباشر من خلال الجهاز المركزي الذي تتجمع فيه مادة الصحيفة، وذلك في حالة ما إذا كان هذا جهاز متصلاً بشبكة متسعة WAN) Wide Area Network) تمتد إلى خارج الصحيفة من خلال شبكة الاتصال. 6. آلية التكامل بين المحرر وكافة عناصر الإنتاج الصحفي: فالأسلوب التقليدي لعمل المحرر من خلال الأدوات الورقية كان يعرقل رؤيته للمسالك الأخرى التي تسير فيها مادته الصحفية، وبالتالي فقد كانت رؤيته التحريرية جزئية إلى حد كبير، أما في حالة التحرير الالكتروني الذي يتم في إطار أنظمة شبكية فإن المسألة تختلف حيث تصبح رؤية المحرر أكثر شمولاً، ومن المؤكد أن ما ينطبق على المحرر في هذا الصدد ينطبق على غيره من أطراف العملية الإنتاجية داخل الصحيفة. ومن خلال ما تم عرضه سابقاً يتضح مدى تأثير تكنولوجيا الحاسبات الإلكترونية مستعينة بوسائل التكنولوجيا الأخرى مثل الفاكسميلي والتلي فوتو والهاتف والتليتكست وغيرها، على تطور عمليات التحرير الصحفي بدءاً من جمع المادة الإعلامية من ميدان العمل مكان التغطية الإخبارية، ومروراً بنقلها وتوصيلها إلى مقر الصحيفة وانتهاء بمعالجتها، حيث أصبحت عملية معالجة المادة الإعلامية تتم آلياً على إحدى شاشات الحاسب الآلي ضمن أنظمة النشر المكتبي داخل مقر الصحيفة بدلاً من استخدام الورقة والقلم كما كان في الماضي، حيث كان المحرر يقوم بتصويب الأخطاء التحريرية داخل النص، إلا أنه في ظل التطور التكنولوجي ظهرت برامج جاهزة أصبحت تتولى القيام بأدوار ووظائف كان يقوم بها المحرر الصحفي مثل البرامج التي تقوم بعمليات التصحيح ومراجعة المادة الصحفية لغوياً وهجائياً. كما أدت التطورات التكنولوجية إلى ظهور التغطية الالكترونية للأحداث والتي ساهمت في تغطية الأخبار فور وقوعها ونقلها للصحيفة متجاوز العديد من العوائق الزمانية والمكانية. كما اتجهت الصحف إلى إنشاء المكتبة الإلكترونية مما ساعد المحرر بالرجوع إلى المعلومات والبيانات المتعلقة بالموضوع بغرض استكماله. وللتطور التكنولوجي أثر في تدفق المادة التحريرية داخل الصحيفة نفسها باستخدام الشبكة المحلية التي تربط جميع أجهزة الحاسب الإلكتروني بجهاز مركزي تسهل عملية تجميع المواد الصحفية بين المحررين في قسم التحرير مما يسهل عملية مراجعة وتصويب المواضيع الصحفية، وقد أدت إدارة العملية التحريرية بهذه الطريقة إلى تحسين عدد من الآليات منها آلية التعديل للمادة الصحفية والاستعانة المباشرة من الأرشيف والمراجعة النهائية للموضوع، وأيضاً النشر الإلكتروني في حال رغبت الصحيفة أن تصدر نسخة إلكترونية لها، وكذلك آلية التكامل بين المحرر وكافة عناصر الإنتاج الصحفي. |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 10:25 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.