![]() |
حـكــم الـشـعــراء
بَسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ الحَمْدُ للهِ وكَفَى، والصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وعَلَى آلِهِ وصَحبِهِ أُولِي النُّهَى، ومَنْ بِهُدَاهُم اهْتَدَى وبِهَديهِم اقْتَدَى. وبـَــــــعــــــــــــــــــدُ يُعَرَّفُ الشِّعْرُ بِأَنَّهُ شَكْلٌ مِنْ أَشْكَالِ الفَنِّ الأَدَبِي فِي اللُّغَةِ الَّتِي تَسْتَخْدِمُ الجَمَالِيَّةَ والصِّفَاتِ بَدَلاً مِنْ مَعنَى المَوْضُوعِ الوَاضِحِ ... وقَد تَكْونُ كِتَابَةُ الشِّعْرِ بِشْكَلٍ مُسْتَقِلٍّ، أَوْ قَصَائِدٍ مُتَمَيِّزَةٍ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ فُنُونِ الأَدَبِ والنَّثْرِ ... فَالشِّعْرُ مَأْخُوْذٌ مِنْ كَلِمَةِ الشُّعُورِ، أَيْ: الإِحْسَاسِ، وعَادَةً يُحَاوِلُ الشِّعْرُ إِيحَاء أَوْ زَرع بَعضَ الأَحَاسِيْسِ أَوْ المَشَاعِرِ فِي المُتَلَقِّي ... وعَلَى الصَّفَحَاتِ التَّالِيَةِ سَنَتَعَرَّفُ عَلَى أَفْضَلِ مَا خَرَجِ مِنْ قُرِيحَةِ الشُّعَرَاءِ قَدِيمًا وحَدِيثًا ... انْتَقَيْتُهَا بِعِنَايَةٍ بِالِغَةٍ مِنْ بَعضِ كُتُبِ الأَدَبِ والدَّوَاوِيْنِ الشِّعرِيَّةِ ... فَلَرُبَّ كَلِمَةٍ يِسْمَعُهَا أَحَدُنَا فَيُغَيِّر مِن نَظْرَتِهِ وتَفْكِيْرِهِ وطَرِيقَتِهِ فِي الحَيَاةِ؛ وهُوَ المُرَادُ! وسَــمَّـــيْــــتُـــــــهُ: (-(حِـــكَـــــمُ الـــشُّـــــعَــــــــــــرَاءِ)-) ************ |
(1) قَالَ يَزِيدُ بْنُ عُمَرَ النَّخَعِيُّ: الحِلْمُ عِنْدَ ذَوْي الأَلبَابِ مَوْعِظَةٌ ... وبَعْضُهُ لِسَفِيهِ الرَّأْيِ تَدْرِيبُ |
(2) وقَالَ الحَارِثُ بْنُ حِلَّزَةَ: وفِي الصَّبرِ عنْدَ الضِّيقِ لِلمَرءِ مَخْرَجُ ... وفِي طُولِ تَحْكِيمِ الأُمُورِ تَجَارِبُ |
(3) وقَالَ رِفَاعَةُ بْنُ جَنْدَلَةَ الحَنَفِيُّ: فَقُلْتُ لَهَا إِنَّ المَطاَلِبَ تُرْتَجى ... لِنُجْحٍ وكَمْ مِن مُنْجِحٍ غَيرُ طَالِبِ |
(4) وقَالَ نَصِيْحٌ الأُسْدِيُّ: ألَم تَرَ أَنَّ اليَوْمَ أَسْرَعُ ذَاهِبٍ ... وأَنَّ غدًا لِلنَّاظِرِينَ قَرِيْبُ |
(5) وقَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ: وإِذَا تُصِبْكَ خَصَاصَةٌ فَارْجُ الغِنَى ... وَإِلَى الَّذِي يُعْطِي الرَغَائِبَ فَارْغَبُ |
(6) وقَالَ نُصَيْبُ بْنُ رَبَاحٍ: أَرَدْتُ عِتَابَكَمْ فَصَفَحْتُ أَنِّي ... رَأَيْتُ الهَجْرَ يَبْدَأهُ العِتَابُ |
(7) وقَالَ اِمرُؤُ القَيْسِ: أَرَانَا مَوْضِعَينِ لِحَتمِ غَيْبٍ ... ونُسْحَرُ بِالطَّعَامِ وبِالشَّرَابِ |
(8) وقَالَ ضَابِئُ بْنُ الحَارِثِ البُرْجُمِيُّ: وفِي الشَّكِّ تَفْرِيطٌ، وفِي الحَزمِ قُوَّةٌ ... ويُخْطِئُ فِي الحَدْسِ الفَتَى وَيُصِيبُ |
(9) وقَالَ حَسَّانُ بْنُ الصَّرَابَةَ: وَلَم أرَ لِلسِّيَادَةِ كَالعَوَالِي ... ولاَ لِلثَّأَرْ كَالقَوْمِ الغِضَابِ |
(10) وقَالَ هُدْبَةُ بْنُ خَشْرَمٍ العُذْرِيُّ: عَسَى الكَرْبُ الَّذِي أَمْسَيْتُ فِيْهِ ... يَكُونُ وَرَاءَهُ فَرَجٌ قَرِيْبُ |
(11) وقَالَ شُرَيْحُ بْنُ عِمْرَانَ: رُبَّ مَهْزُولٍ سَمِينٍ حَسَبُهْ ... وَسَمِينِ الجِسْمِ مَهْزُولُ الحَسَبْ |
(12) وقَالَ عُرْوَةُ بْنُ حِزَامٍ: وقَد عَلِمَتْ نَفْسِي مَكَانَ شِفَائِهَا ... قَرِيبًا، وَهَلْ مَا لاَ يُنالُ قَرِيبُ |
(13) وقَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ: لاَ تَغْضَبَنَّ عَلَى اِمْرِيء فِي مَالَهِ ... وعَلَى كَرَائِمِ صُلْبِ مَالِكَ فَاغْضَبِ |
(14) وقَالَ الكُمَيْتُ بْنُ زَيْدٍ الأَسَدِيُّ: هَلْ بِالحَوَادِثِ والأَيَّامِ مِنْ عَجَبِ ... أَمْ هَلْ لِرَدٍّ لِمَا قَد فَاَت مِن طَلَبِ |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:05 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.