![]() |
أخلاقيات غائبة في خلافات الزوجين
لحظات الغضب لحظات كاشفة لحقيقة القيم والمبادىء والطبائع ، وأوقات الشدائد مسفرة عن معدن الإنسان ، والخلافات موطن مناسب لبيان القدرة على الاستمساك بالتعاليم والثوابت .
واوقات الخلافات الزوجية ومواقفها مثبتة أو نافية لكل دعاوي الشرف والوفاء والعدل وغيرها مما ادعاه أحد الزوجين أنه يلتزم به تجاه الآخر كثير من الأزواج يبتعد عن معالي القيم و تسيطر عليه مشاعر الرغبة في الانتقام , فربما انتهت بعض الخلافات الزوجية إلى مالايحمد عقباه من *هدم للبيوت , أو إلى صراع عائلي واسع النطاق أو إلى ضياع الحقوق . وفي تلك اللحظات الملتهبة تُنسى الوصايا النبوية ويغفل الناس عن كريم المعاني التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم فيها أن يحسن الرجل إلى زوجته إحسانا , فقال " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله " ، وقال : " استوصوا بالنساء خيرا " , وقال : " لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا أحب منها آخر " اخرجه مسلم ، ووصف المرأة الصالحة بأنها " إذا نظر إليها سرته وإذا غاب عنها حفظته " فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يقبح المرء زوجته , ونهى أن يلطمها على وجهها , ونهى أن يمنعها الطعام والشراب , أو أن يؤذيها في نفسها , أو أن يتسبب لها في أي نوع من أنواع الضرر . بل أمر بأن يكون عمل الزوجين في الخلاف سائرا نحو الصلح والتصالح فقال سبحانه "والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح " وأنا ههنا اؤكد على خمسة اخلاق في الخلافات : فالأول : العدل , فكثير من الرجال يطلب حقه وينسى واجباته , وهذا خلل في مطلب العدل . *وكثير من النساء لا ترى في زوجها عند الخلاف إلا كل نقيصة , وتنسى الخير , فتكون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عن النساء " يكفرن العشير " . *فالعدل مطلب أساسي عند الخلاف , ومطلب أخلاقي إسلامي يبنى على أساسه الصلح , وينشأ الحق , ويتم الرضى والتراضي بين الزوجين . والثاني : *كظم الغيظ ، فالله عز وجل قد وكل القوامة للرجل واوكل بها صلاحية التطليق , ولكنه سبحانه لم يعط الرجل أهلية التطليق كي يستخدم ذلك كلما غضب . *وكم من بيت تهدم لأجل عدم قدرة الزوج على كظم الغيظ , فكثر تطليقه لزوجته .*ومن كظم الغيظ عدم التجرؤ على إيذاء الزوجة , وعدم الإقدام على سبابها أو الانتقاص منها أو تقبيحها . والثالث : الوفاء , قال سبحانه منبها إلى هذا الخلق العظيم " ولا تنسوا الفضل بينكم " . فليس بمجرد الخلاف بين الزوجين يتناسى أحدهما وفاءه تجاه زوجه , فالوفاء خلق يعمل عمل الجاذب للفرقاء في لحظة الخلافات , وعمل المطهر لما قد يحيك في النفس , فيذكر كل منهما لحظات الفضل , ولحظات المودة , ولحظات العطاء السابقة للخلافات , فتلين قلوبهما , ويتراضيا , وينبذا الشيطان . والرابع : العفو , إذ يقول سبحانه وتعالى " وأن تعفو أقرب للتقوى " , فليعف كل صاحب حق من الزوجين عن الآخر , فإن العفو مكرمة , وهو مذيب لكل خلاف , والعفو والوفاء قرينان , فمن كان لديه وفاء سهل عليه العفو . والخامس : العطاء , فعلى الزوج أن يكون معطاء لزوجته حتى لو خالفته , وحتى لو حصل بينهما فراق , فعليه أن يذكر سابق الحسنى , وعليه أن يرعى إن كان بينهما أولاد , أن يحسن إليهم , وأن ينفق عليهم , وأن يداوم السؤال عليهم . وبالعموم يلزم الأزواج أن يجعلوا كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم نبراسا لهم ومنهاجا في لحظات الخلاف , ولا يتركوا أنفسهم نهبا لقيل وقال , فإن شرع الله كله خير . إن البيوت المسلمة لتظل مضيئة في أشد لحظات الحرج التي تمر بها مادامت قائمة على أمر الله , في حين تعم الظلمة بيوت اللذين تنكبوا الطريق وغفلوا عن نداء الإيمان .. د. خالد رُوشه |
أمور تظلم فيها الزوجة زوجها !
قد لا يتصور الكثيرون أن يحصل الظلم بين الزوجين اللذين أخذا من بعضهما ميثاقا غليظا ، وتعاهدا على المودة والرحمة .. لكن الحقيقة أنه يحصل ، وسواء أكان متعمدا أو خطأ ، فإن له صورا مختلفة *..
وغالبا يصدر الظلم من القوى إلى الضعيف* , ورغم أن المرأة تعتبر ضعيفة بالنسبة لزوجها لكن في بعض الأوقات تتصف المرأة بصفات حادة الطبع خاصة عندما يتصف زوجها بضعف الشخصية ، فيتغير ضعفها ويتحول الى معاندة وشراسة وقد تقع في الظلم الذي قد يظهر في عدة أمور : فقد تسىء به الظن ، وهو سلوك يقلب حياتها إلى جحيم ونكد دائم، يعود عليهم بالألم *وعلى الابناء بالهموم والاحزان . * وقد تحمله فوق طاقته ، سواء أكان ذلك ماديا او من جهة مسؤوليات الحياة الاخرى ، خصوصا إذا قارنت نفسها بغيرها من الغنيات أو المرفهات ، فتعقد المقارنات الظالمة . * تقارن زوجها بغيره من الاغنياء ، وقد لا يكون بكلمات مباشرة ، بل بايحاءات وإشارات وكلمات عابرة كلها جارحة للزوج . * تعاتبه على أمور لايستطيع تغييرها ، كنقص في عائلته ، أو مشكلات في أقربائه ، أو أشياء من هذا القبيل ، فتصيبه بالندم على هذا الاختيار . * تصبحه وتمسيه بوجه عابس كئيب ، وهي تريه هذا الوجه عندما يرفض لها من الأمور ما ترغب فيه و تريد تحقيقه ، كمنعه من زيارة صديقات لايفضلهن أو أماكن لايريدها أو مثل ذلك * تكفر عشيره وتنسى فضله ولا تذكر له إلا ايامه الثقيلة وأعماله السلبية ، وهذا يصيب الزوج بألم شديد جدا وحسرة على مافات من أيام عشرته معها . * تسىء حديثه وتغلظ الكلام معه ، بينما ترقق صوتها وتحسن حديثها مع غيره ، فكانها تخفي القبيح عن غيره لتواجهه هو به ، إمعانا في سوء المعاملة . * تفضل أهلها على أهله ، كتفضيل استضافتهم وإحسان استقبالهم والمبالغة في إكرامهم ، بينما هي تهمل أهل زوجها وتعبس في وجوههم وتقتر معهم وتسىء الضيافة وكأن بينها وبينهم عداوة !.. * تفشي سره ، وتبوح بأخطائه ، وتذيع خفاياه ، سواء أكان ذلك أمام أهلها او صديقاتها او غيرهم ، وكذا أسرار بيتها ، او مشكلاتهم معها ، او خصوصياتهم ، فتؤذيه ، رغم أنها اولى الناس بستر عيوبه وحفظ أسراره * تغفل عن تحسين نفسها ، وتهمل رائحتها ، وتغفل عن إصلاح شكلها ، وتنسى نصيحة الاعرابية الحكيمة لابنتها " لا تقع عينه منك على قبيح ولا يشمن منك إلا أطيب ريح " .. فينفر منها زوجها وربما تسببت في كراهيته لها .. * تظلمه عندما تعيش في كنفه وتأكل من كده ، وتسكن في بيته ، ومع ذلك ينشغل بالها بغيره ، فتخونه في نفسها وعقلها وخيالها ، متحججة بقسوته تاره وببخله تارة وبانشغاله عنها تارة اخرى ، والحق انها عديمة الوفاء خائنة العشرة .. * وتظلمه عندما تمنعه حقوقه منها ، بل ربما تتزين اذا خرجت للناس وفي الطرقات ، واذا اقترب منها تمنعت .. فتورث عنده البغضاء والرغبة في المفارقة فتهدم بيتها وتزلزل جدرانه .. * وتظلمه عندما تتفنن في بث الهم والقلق في نفسه ، برفض الحال ودوام الشكوى ، وكثرة التمارض ، والقلق من مستقبل الايام ..وغيرها * إن الحياة الزوجية السعيدة انما توجد عندما يسعى كل طرف فيها أن يغض الطرف عن عيوب الآخر ، ويتذكرا الخيرات والحسنات ، توجد بتقديم المحبة والمودة والعطف والاهتمام . وعندما نعفوا ونصفح عن الاساءة ، ونذكر الوفاء .. وعندما نبتغي وجه الله تعالى في كل عمل نقدمه للطرف الآخر ، وهنا يبعد الظلم ويقترب العدل والإحسان .. أميمة الجابر |
بارك الله فيك
|
ولاتنسوا الفضل بينكم
|
خالص شكري و تقديري لحضرتك علي هذا الجهد : ربنا يبارك فيك |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 06:32 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.