بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   إبداعات و نقاشات هادفة (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=59)
-   -   رِثاء عَزيز للبهاء زهير (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=773856)

عبد العزيز الشراكي 11-10-2019 02:10 PM

https://youtu.be/BWvY9Wx__dA
رِثَاء عَزيز
قال البهاء زهير
من بحر الوافر قافية المتواتر
المصدر / ديوان البهاء زهير شرح وتحقيق : محمد طاهر الجبَلاوي ومحمد أبو الفضْل إبراهيم
ذخائر العرب( ظ¥ظ£ )دار
المعارف الطبعة الثانية صفحات (ظ،ظ©ظ¢ - ظ،ظ©ظ£ - ظ،ظ©ظ¤)
بصوت / عبد العزيز الشراكيّ


نهاكَ عَنِ الغَوايةِ مَا نَهاكا *
وَذُقْتَ منَ الصَّبابَةِ ما كَفاكَا

وطالَ سُرَاكَ في لَيْلِ التَّصَابِي *
وقد أصبحْتَ لم تَحْمَدْ سُرَاكا

فَلا تَجْزَعْ لحادِثَةِ اللَّيالي *
وَقُل لي إن جَزِعْتَ فَما عَسَاكَا

وكيْفَ تلومُ حادثةً وفيها *
تبيَّنَ منْ أحَبَّكَ أوْ قَلَاكا

برُوحي مَنْ تَذوبُ عليهِ رُوحي *
وَذُقْ يا قلْبُ ما صَنَعَتْ يداكَا

لَعَمْري كُنْتَ عن هذا غَنِيًّا *
ولمْ تَعْرِفْ ضَلالكَ مِنْ هُدَاكا

لقيتُ منَ الهوى وضنيتُ مِنْهُ *
وأنْتَ تُجيبُ كُلَّ هوًى دَعَاكَا

فدعْ يا قلبُ ما قد كنتَ فيهِ *
ألَستَ ترَى حَبِيبَكَ قد جَفَاكَا

لقد بلغتْ بهِ روحي التَّراقِي *
وَقد نَظَرَتْ بهِ عَيني الهَلاكَا

فيا مَنْ غابَ عنِّي وَهْوَ رُوحي *
وكيفَ أُطيقُ مِنْ رُوحي انفِكاكا

حبيبي كيْفَ حتَّى غِبْتَ عني *
أَتَعْرِفُ أنَّ لي أحَداً سِوَاكَا

أراكَ هجرتني هَجْرًا طويلًا *
وَما عَوّدْتَني مِنْ قَبْلُ ذاكَا

عَهِدْتُكَ لا تُطيقُ الصّبرَ عَنِّي *
وَتَعصِي في وَدادِي مَنْ نَهاكَا

فكَيفَ تَغَيّرَتْ تِلكَ السَّجَايَا *
وَمَن هذا الَّذِي عنِّي ثَنَاكَا

فلا واللهِ ما حاولتَ عذرًا *
فكُلّ النّاسِ يُعْذَرُ مَا خَلاكَا

وما فَارقْتَني طوعًا ولكِنْ *
دَهاكَ منَ المَنِيَّةِ ما دَهَاكَا

لقد حَكَمَتْ بفُرْقتِنا اللَّيالِي *
ولم يكُ عَنْ رضايَ ولا رِضاكا

فلَيتَكَ لوْ بَقيتَ لضَعْفِ حالي *


وكانَ الناسُ كُلُّهمُ فداكا

يَعِزُّ عَلَيَّ حينَ أُديرُ عَيْنِي*
أُفَتِّشُ فِي مَكانِكَ لا أَرَاكَا

وَلم أرَ في سِوَاكَ وَلا أرَاهُ *
شمائلَكَ المليحةَ أو حُلاكا

خَتَمْتُ على وَدادِكَ في ضَميري * وليسَ يزالُ مَخْتُومًا هُنَاكَا

لقد عَجِلَتْ عليكَ يدُ المَنايَا *
وما استوفيتَ حظك مِن صِبَاكَا

فوا أَسَفي لجِسْمِكَ كَيفَ يَبْلَى * ويذهبُ بعدَ بهْجَتِهِ سَنَاكَا

وما لي أدَّعِي أنِّي وَفِيٌّ *
ولَسْتُ مُشاركًا لكَ في بَلَاكا

تَمُوتُ ولا أمُوتُ عليكَ حزنًا ! *
وَحَقِّ هَوَاكَ خُنْتُكَ فِي هوَاكَا

ويا خَجَلِي إذا قَالوا مُحِبٌّ *
ولم أنفعكَ في خَطْبٍ أَتَاكَا

أرَى الباكينَ فيكَ مَعي كَثيرًا *
وَليْسَ كَمَنْ بَكَى مَنْ قد تَبَاكَى

وَيا مَنْ قد نَوَى سَفَرًا بَعيدًا *
مَتَى قُلْ لِي رُجُوعُكَ مِنْ نَوَاكَا

جَزاكَ اللَّهُ عَنِّي كُلَّ خَيْرٍ *
وَأعْلَمُ أنّهُ عَنِّي جَزَاكَا

فيا قبرَ الحبيبِ وَدِدْتُ أَنِّي *
حَمَلْتُ وَلَوْ عَلَى عَيْنِي ثَرَاكا

سقاكَ الغَيْثُ هتانًا وَإلَّا *
فَحَسْبُكَ مِنْ دُمُوعِي ما سَقَاكا

وَلا زَالَ السَّلامُ عَلَيْكَ مِنِّي *
يَرِقُّ مع النَّسِيمِ عَلَى ذُرَاكَا


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 02:38 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.