![]() |
مقامة المتنبي
مقامة الــــــــــمــــــتنبي "شاعرُ الدنيا وشاغلُ النّاس" لقيت أبا الطيب أحمد بن الحسين،فقلت له: إلى أين؟ قال:أقصد سيف الدولة في حلب،فعنده سوق عامرة بالأدب. فقلت ياأبا الطيب،أشعارك كالصيب،ولي إليك حاجة. فقال:هات ماعندك بغير لجاجة. قلت:من أنت؟ قال: أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صممُ الخيلُ والليلُ والبيداءُ تعرفني والسّيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقلمُ قلتُ:أما ترى السفهاء ينالون العظماء؟ قال: وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأن كاملُ قلتُ:أراك تعبت في طلبك للمجد؟ قال: وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسامُ قلتُ:أما ترى أن المجد يتعب؟ قال: لولا المشقة ساد النّاس كُلُهُمُ الجودُ يفقرُ والإقدامُ قتّالُ قلتُ:أرى السلف يتأثرون عند سماع القرآن ونحن لا نتأثر؟ قال: لا تعذل المشتاق في أشواقه حتى يكون حشاك في أحشائه قلتُ:أرى المنافق أحياناً يبكي؟ قال: إذا اشتبكت دموعٌ في خدود تبيّن من بكى ممن تباكى قلتُ:أرى واحداً منالناس يعادل أمة في الفضل؟ قال: وإن تفق الأنام وأنت منهم فإن المسك بعض دم الغزال قلت :بعض اُلنّاس غلب عليه سوء الظن؟ قال: إذا ساء فعل المرء ساءت ظُنُونُهُ وصدّق مايعتادهُ من توهم قلتُ:أعرفُ أغنياء ألسنتهم سخيّه وأيديهم بخيلة؟ قال: جودُ الرجالِ منَ الأيدي وجودُهُمُ منَ اللِّسانِ فلا كانوا ولا الجودُ قُلتُ:أسمع لأعداء الإسلام شُبُهات يُثِرونَها عنه؟ قال : وللهِ سرٌّ في عُلاك وإنَّما كلامُ الورى ضَربٌ من الهذيانِ قلتُ:مارأيك في الدنيا؟ قال: لحَا الله ذي الدنيا مُناخاً لِراكبِ فكُلُّ بعيدِ الهمِّ فيها مُعذَّبُ قلتُ:بعضهم يستطيع أن يكون أفضل فلا يفعل؟ قال: ولَم أرا في عيوبِ النَّاس عيباً كنقصِ القادِرينَ على التمامِ قلتُ: ومن خيرُ جليس؟ قال: أعزُّ مكان في الدنيا سَرجُ سَابحٍ وخيرُ جليسٍ في الأنامِ كتابُ قلتُ:الرأيُ أفضل أم الشجاعة؟ قال: الرأيُ قبل شجاعة الشجعانِ هو أولٌ وهي المحلُّ الثاني قلتُ:مارأيك في الكريم واللئيم؟ قال: إذا أنتَ أكرمت الكريم ملَكتهُ وإن أنت أكرمت اللئيم تَمَرَّدا قلتُ:ماذا تقول في مقام النبي صلى الله عليهِ وسلم؟ قال: إذا تغلغلَ فكرُ المرءِ في طرفٍ مِن مجدِهِ غَرِقَت في خواطِرُهُ قلتُ:هل تنفع العداوة،وتضر الصداقة؟ قال: ومن العداوة ماينالك نفعه ومن الصداقة ما يضرُّ ويُؤلِمُ قلتُ:وبعضهم لا يرى إلا بالمحل العالي؟ قال: على قدرِ أهلِ العزمِ تأتي العزائمُ وتأتي على قدرِ الكرامِ المكارِمُ قلتُ:ومرأيك في الحمَّى؟ قال: وزائِرتي كأنَّ بها حياءً فليس تزورُ إلا في الظلامِ قلتُ:هل من كلمة أخيرة؟ قال: يامن يَعِز علينا أن نفارقهم وُجداننا كُلَّ شيء بعدكم عدمُ قلتُ:وكلمة الوداع؟ قال: رحلتُ فكم باكٍ بأجفان شادنٍ عليَّ وكم باكٍ بأجفانٍ ضيغمِ قلتُ:أما على فراقنا فلا تبكِ!! قال: قد كنتُ أشفِقُ من دمعي على بَصَري فاليوم كُلُّ عزيزٍ بعدكم هانا بقلم الدكتور الشيخ/عائض القرني من كتابهِ مقامات عائض القرني أنصح جميع من يهوى قراءة المقامات الأدبية والأشعار بقراءة هذا الكتاب الأكثر من راااااااااااااااااااااائع |
جزاك الله خيراً علي هذا الإضافة الجميلة.
|
اقتباس:
شكرا لك أخي الكريم علي ردودك الدافعة |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:17 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.