من تؤاخي ؟
ينبغي للإنسان أن لا يتّخذ من إخوانه إلاّ من اختبر شؤونه قبل إخائه ، وكشف عن أخلاقه قبل اصطفائه ، فمن وجده محمود الطبائع مرضي الأفعال محباً للخير ، آمراً به ، كارهاً للسّوء والشّر ، نائبا عنه ، حافظاً لعهده ، ذاكراً لودّه ، اصطفاه وآخاه ورافقه .
وليحذّر المرء مصاحبة أولي الشّر ومؤاخاة اللّئام ، فإن مودّة الدنيء ذي الشّر واللّئيم تكثر
الأعداء ، وتفسد الأخلاق ، وبئست المودّة مودّة تجلب عداوة وتورث ذمّا .
فالعاقل يجب عليه أن يصطفي من الإخوان ذا الدّين والحسب والرأي والأدب ، فإنّه خير مساعد له على نوائب الدهر ، وخير معين على قضاء حوائجه .