أشعر أننا ندور في دوائر مغلقة ونعود دائماً لنقطة الانطلاق التي بدأنا منها .. فلا الصهاينة لهم عهود ولا مواثيق ولا الحكام العرب يتميزون بنقاء السريرة وسلامة النية ونجاح القمة في الدوحة بعد عشرين يوماً من القتل والهمجية والوحشية أشبه بمسرحية يعتقد ممثلوها أن الجمهور أبله لا يفكر ولا يملك أدنى تفكير منطقي استقرائي ..
ولذلك أعتقد أن الأوضاع ستظل على فوهة البركان .. أي هدنة تلك التي يتحدثون عنها .. ؟ إنها هدنة في صالحهم أولاً وكلنا نعلم ذلك .. في صالح (سي أوباما) الساكن الجديد للبيت الأبيض .. يجب أن يبدأ فترة رئاسته في جو يملؤه العدل وحقوق الإنسان التي انتهكت بشكل فاضح مزري في غزة .. أي امم متحدة تلك التي نتحدث عنها .. كل الأقنعة زالت أيها السادة وبدت وجوه مسخ .. أشبه بتلك الوجوه المرعبة الهوليودية التي يبثونها لنا في أفلامهم التي يسمونها أفلام رعب .. وأي فلم مرعب أكثر رعباً مما حدث في غزة ..
أطفال .. وا حر قلبي ولهفته .. أصدقكم القول أني كلما رأيت الأطفال الأشبه بدمى محترقة مدفونة في الرمال وتحت الأنقاض احتضنت أبنائي الثلاثة .. وأطلت النظر إلى وجوههم وقلت في نفسي أي قلب هذا الذي يمتلكه الحكام العرب ؟ أي نبض هذا ؟ أي دماء تلك تجري في شرايينهم ؟ أهي ما ء؟ ووالله حتى الماء يغلي مما يحدث كغليه في المراجل والقدور فوق اللهيب والنيران ..
نساء ثكلى ورجال مهانون بمعنى الكلمة .. أي وقف هذا لإطلاق النار الذي يتحدثون عنه ؟ أي مساعدات إنسانية نتحدث عنها ؟ أأصبحنا نستجدي الحياة ممن لا يملكون لنا موتاً ولا حياة ولا نشوراً ؟ وأي كرامة تلك في تلك الحياة المستجداة الموهوبة من بشر لا ينفع ولا يضر ..
لن يوقف إطلاق النار لا من فصائل المقاومة ولا من الذئب العاوي الذي أصبنا به وابتلانا الله به ليمحصنا . . أيها المسلمون إنه وقت التمحيص والابتلاء "أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين " " أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون"
لا تدعوا الله أن يقف بجانب غزة .. هذا دعاء الضعفاء فالله لن ينصر غزة إلا بنا .. الله عز وجل .. يريد عباداً يستخدمهم ليعذب الصهاينة بأيديهم .. فأين ولا أين الرجال ؟ أين هذا الجيل (جيل التمكين) أين هو ؟ متى سيأتي فلتجعلوا دعواتكم أن يستخدمنا الله لتلك الرسالة العظيمة (قطع عنق الأفعى وأرجل الأخطبوط) إسرائيل وأمريكا ، اللهم استخدمنا لنصرة دينك وتحرير أرض المسلمين .. اللهم اجعلنا من عبادك الذين ستخرجهم على اليهود أسوداً ضارية لا ترحمهم بل تذيقهم ويلات ما فعلوه بأطفالنا ونسائنا وأرضنا .. اللهم أرنا فيهم بأيدينا يوماً أسوداً عليهم أبيض لنا قبل الممات ..
آمين .. آمين .. يا رب العالمين ..
|