30 قصة من قصص الظالمين ( 3 ) النمرود
(3) النمرود
قال تعالى : ( ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربى الذي يحي ويميت قال أنا أحي وأميت قال إبراهيم فإن ربى يأتي بالشمس من المشرق فات بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدى القوم الظالمين ) .
يذكر تعالى مناظرة خليله مع هذا الملك الجبار المتمرد الذي ادعى لنفسه الربوبية فأبطل الخليل عليه السلام دليله وبين كثرة جهله وقلة عقله وألجمه الحجة وأوضح له طريق المحجة . ولما دعاه إبراهيم الخليل إلى عبادة الله وحده لا شريك له حمله الجهل والضلال وطول الآمال على إنكار الصانع فحاج إبراهيم الخليل في ذلك وادعى لنفسه الربوبية فلما قال الخليل ( ربى الذي يحي ويميت قال أنا أحي وأميت ) يعنى أنا إذا أتى بالرجلين قد تحتم قتلهما فإذا أمر بقتل أحدهما وعفا عن الآخر فكأنه قد أحيا هذا وأمات الآخر ، وهذا ليس بشئ . ولما كان انقطاع مناظرة هذا الملك قد تخفى على كثير من الناس ممن حضره وغيرهم ، ذكر دليلاً آخر بين وجود الصانع وبطلان ما ادعاه النمرود وانقطاعه جهرة فقال : ( فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتى بها من المغرب ) فبين ضلال ضلاله وجهله وكذبه فيما ادعاه وبطلان ما سلكه وتبجح به عند جهلة قومه ، ولم يبق له كلام يجيب الخليل به بل انقطع وسكت ولهذا قال : ( فبهت الذي كفر والله لا يهدى القوم الظالمين ) . وأرسل الله على جنوده ذباباً من البعوض بحيث لم يروا عين الشمس وسلطها الله عليهم فأكلت لحومهم ودمائهم وتركت عظاماً بالية ، ودخلت واحدة منهم في منخر الملك ن فمكثت في منخره أربعمائة سنة عذبه الله تعالى بها ، فكان يضرب رأسه بالمزارب في هذه المدة كلها حتى أهلكه الله عز وجل بها .
وجزاكم الله خيراً
آخر تعديل بواسطة Designer.EnG ، 31-01-2009 الساعة 08:31 AM
|