عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 29-04-2018, 08:54 AM
الصورة الرمزية العشرى1020
العشرى1020 العشرى1020 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 18,440
معدل تقييم المستوى: 35
العشرى1020 has a spectacular aura about
افتراضي

وقع نحو 300 فرنسى على بيان طلبوا فيه أن "تعلن السلطات الدينية أن آيات القرآن التى تدعو إلى *** ومعاقبة اليهود والمسيحيين وغير المؤمنين باطلة، كما حدث فى عدم التجانس فى الكتاب المقدس ومعاداة السامية الكاثوليكية التى ألغاها (مجلس) الفاتيكان الثانى، حتى لا يتمكن أى مؤمن من الاعتماد على نص مقدس لارتكاب جريمة".




وأكدت دار الإفتاء أن تلك الإدعاءات واهية، وأن المطالبات جاءت نتيجة لتفسير الجماعات الإرهابية والفهم الخاطئ لآيات الجهاد، حيث تدعو كثير من الجماعات التكفيرية والإرهابية المتطرفة إلى جهاد المشركين وقتالهم على إطلاق الأمر.

وفندت دار الإفتاء تلك الإدعاءات ورصدت الآيات التى يطالب بها البعض بتجميدها نتيجة للفهم الخاطئ للجماعات الإرهابية. وقالت دار الإفتاء عندما تعرض المسلمون للأذى في عقيدتهم والفتنة في دينهم وتصاعد اضطهاد المشركين لهم حتى أخرجوهم من وطنهم – مكة – وجعلوهم يهاجرون إلى يثرب (المدينة) – بعد هجرة العديد منهم إلى الحبشة – أذن الله – مجرد إذن – للمؤمنين فى القتال.. ولقد كان الإخراج من الديار، والفتنة في الدين هي الأسباب التي ذكرها القرآن الكريم في كل الآيات التي شَّرعت لهذا القتال، ففي الإذن بالقتال، يقول الله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ، الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}

وعندما تطور الأمر من (الإذن) في القتال إلى (الأمر) به، جاء القرآن الكريم ليضع الإخراج من الديار سببا لهذا الأمر بالقتال: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ، وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ۚ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ ۖ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ۗ كَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ، فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}

فهو قتال دفاعي ضد الذين أخرجوا المسلمين من ديارهم، وفتنوهم في دينهم، لتحرير الوطن الذي سلبه المشركون من المسلمين {وأخرجوهم من حيث أخرجوكم}.



ورغم أن هناك الكثير من آيات الذكر الحكيم تدعو إلى الرحمة والبر والقسط والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، قوله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} ، وقوله عز من قائل: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) وقوله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} . إلا أن تنظيمات الظلام التي تعشق سفك الدماء وتستبيح الأعراض تأخذ آيات القتال، وتؤلها بحسب فهمها السقيم وتفسيرها العقيم لتلبس على المسلمين دينهم ويثيرون ضغائن غير المسلمين على الإسلام والمسلمين بل ويؤججون حروبًا ضد العالم الإسلامي من كل حدب وصوب، حتى إن الإسلام ليؤتى من قِبَلهم، قبل أن يؤتى من قبل أعدائه.

وأوضحت دار الإفتاء أن التنظيمات العنيفة والجماعات الإرهابية التي تدعي انتماءها للإسلام ، والإسلام منها براء، دائمًا ما تجتزئ آيات القتال وتبترها من سياقها ولا تربطها بالآيات قبلها و بعدها حتى يختلط الأمر على العامة ولا يفهم البعض ما تحث عليه الآيات وما أحكامها فتظهر على أنها دعوة للقتال فقط ودون أسباب.

ومن هنا دأبت الجماعات الجهادية والتكفيرية على أن تستدل بهذه النصوص لتبيان أن الجهاد فرض عين مطلقًا وهو نوع من الاستدلال بالمتشابه من الآيات وعدم فهم النص أو تحريف معانيه ليحقق به المغرضون من تلك الجماعات أهدافهم ويصلون به إلى مآربهم.
رد مع اقتباس