عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 12-06-2006, 12:46 AM
الصورة الرمزية zizo2_2
zizo2_2 zizo2_2 غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
العمر: 43
المشاركات: 7,944
معدل تقييم المستوى: 0
zizo2_2 can only hope to improve
افتراضي

المستقـبل؛وكلمـا كـان هذا الانســـان صــادقا مع نفسـه؛قبل أن يكــون صادقا مع الاخــرين

كلمـا زادت سعـادته وهو يلتفت بين الحيـن والاخـر مستأنفا حياته بخطوات ثابته


تعجز لوحة المفاتيح يا محمد أن تكتب وتصف روعة تلك الكلمات
ولكن سأحاول جاهدا ان اصف كل ما اشعر به اتجاه تلك الكلمات

وسأبدأ يا محمد ببدايته
تلك الجملة التي تحمل الكثير والكثير من المعاني

" أجمـل مايتـرك الانســان وراءه في هـذه الحيـــاه كلمــا أمـــد اللــه في عمـــره؛ سعــــاده وراحة بال "</span>

السعادة وراحة البال ما اجملهم من شعورين حينما يشعر بهم الإنسان يجد ان الدنيا كلها وكانه قد ملكها

وما أجمل ان نكون قريبين من الله سنجد السعادة وراحة البال الحقيقية

الكثير والكثير يبحث عن السعادة وراحة البال فلا يجدون السعادة ولا راحة البال

لماذا لا يجدونها

لانهم بعدوا كل البعد عن إرضاء لله فلو انهم أرضوا ربهم لاعطاهم سعادة وراحة بال أبدية في الدنيا والآخرة

ولننظر نظرة عامة على تلك النقطة ونرى ماذا تقول احدىى الجدات
تشخيص دقيق لواقع الحال، وكأنها تريد أن تقول رغم المعاناة وشظف العيش، الإ ان السعادة والقناعة وراحة البال ساكنة في جوفهم وعلامات بارزة لمحيطهم الاجتماعي، في حين أن عصرنا وبرغم توفر وسائل الراحة والمعلومة والتقنية فيه، الإ أن التعاسة والوحدة والكآبة هي الأكثر انتشاراً بين شرائح مجتمعاتنا
هذه الرؤية الفطرية لحياتنا، تتكشف حقيقتها لنا حين اسقاطها على واقعنا، والا ما معنى تلك الدراسات الأخيرة عن حالة سكان كوكبنا، فقد آشارت الدراسات الى ان أغلب المجتمعات تعاني من حالة الاكتئاب والاضطربات النفسية والقلق الدائم، وإنها تفتقد في أعماقها الى أدنى درجات الاهتمام والرعاية والعواطف الانسانية.

من الواضح أن ثمة أزمة نعاني منها، محيطها الاخلاق والوعي والفهم والقيم والثقافة، والمعضلة تتضح في الوحل المادي الذي غرق البعض منا فيه، وبات همه السعي خلف الرغبات والشهوات والملذات، وكأن الحياة ما هي إلا حلبة لإبراز قدراته النرجسية وفرديته المغالية في الاستحواذ وإشباع الذات، ناهيك عن فئة اخرى احتقرت الدنيا والذات وفقاً لقناعات ليست بالضرورة ان تكون صحيحة، فكانت نهايتها اما التقوقع ورفض المجتمع واما الانتحار والموت الحزين.

ويبدو أن قلوبنا في طريقها الى التصلد، فضلوعنا تئن من الهموم وتخبطنا لا يزيد نومنا الإ ارقاً.
من نلوم إذن؟! رتم العصر وماديته..أم العلم وتسارعه..أم الانسان ذاته بطباعه وخصائصه وسلوكه وملامحه وتفاعله وكينونته.

كل الدراسات تؤكد أنه كلما تقدم الزمن خطوة تقدم العلم خطوات، وان افرازات البحث العلمي المقبلة ستصب في خانة رفاهية الانسان، لكن هذا لا يعني بالضرورة إسعاده.



وسأعرض عليكم وجهة نظري الآن

نتساءل أليس حقيقة أن نسيجنا المجتمعي بات ممزقاً؟ أعني علاقاتنا الانسانية وخيوط تواصلها الاجتماعي. وهل ثمة أسباب ألحقت بنا كل هذا الانحدار والتأزم؟ لماذا الحروب والقتل والتدمير؟ لماذا لغة التطرف والاقصاء والاستئصال بدلاً من لغة الحوار والتسامح والتعايش؟

هل التسارع العلمي خلق فينا شيئاً من التناقض وعدم القدرة على الثبات، ام انه التيار المادي الذي شدنا بريقه، فأحدث تلك الهوة مابين العلم والاخلاق فتلاشت عنا راحة البال وفق وصف جدتي؟ أم إنها أزمة أخلاق ووعي وفهم خاطئ للمفاهيم ؟

<span style=\'color:red\'>كم نحن بحاجة الى تفريغ الهواء الفاسد في صدورنا، والى بث الحب، ولا شيء غير الحب، والى مراجعة صادقة للذات ولقيمة الاشياء في عقولنا ولحقيقة الحياة ذاتها. لا نريد أن يحدث لنا ما حدث للرجل المقبل من العصر السحيق في رواية هكسلي، بل نتوق الى أن نعيش اياماً شبيهة بتلك التي عاشها أجدادنا ذوو الفطرة النقية فكانوا مسالمين ومتناغمين ومتصالحين مع ذواتهم ومع ما حولهم من دون تصنع أو تشنج، فكان التآلف والإخاء والتسامح والأجواء المملوءة بالرقة والحنو والسمو وألحان السكينة.

هذه معضلة وتلك حلولها، ويبقى الانسان في نهاية المطاف هو المسؤول والقادر على تحديد شكل ولون ورائحة حياته، هذا إن أراد فعلاً أن يشكل حياته!

__________________