الحلــــــــقة الخـــــــــامسة
ـــــــــ*×*ـــ((1))ـــ*×*ـــــــــ
استيقظت اليوم و أنا أحس بألم شديد في منطقة البطن و أسفل البطن...
تمالكت نفسي بصعوبة و جلست في الفراش و أنا أتحسس موضع الألم ، و الألم يزداد...ما الذي يحصل معي؟
لا أتوقف عن التفكير... لشد ما أقلق من الاضطرابات الصحية!
أخذت حبة مسكن للألم و قررت أن أتجاهل الأمر.
لا عليك يا مرام، إنها حادثة بسيطة... بضع اضطرابات ثم سيسير كل شيء على ما يرام.
حاولت أن لا أعير المسألة اهتماما.
كنت أتابع محاضرة في نظام المناعة، حين فاجأتني الآلام من جديد... كانت أقوى هذه المرة. تركت الأوراق جانبا، و عضضت على أصابعي بشدة حتى لا أطلق صرخة وسط القاعة الملأى بالطلبة...
كانت راوية جالسة إلى جانبي، في تركيز تام مع الدكتور المحاضر...
التفتت إلي فجأة لتسألني :
ـ هل سمعت ملاحظته الأخيرة؟ لم...
ثم انتبهت إلى أنني لم أكن في وضع يسمح لي بإجابتها...
ـ مرام، حبيبتي... ما بك؟ هل أنت بخير؟!
أجبتها من بين أسناني و أنا أتلوى من الألم :
ـ بطني يا راوية، بطني... أحس ألما شديدا...
وقفت راوية فزعة و أخذت بذراعي لتقودني إلى خارج القاعة... و قد لحقتنا عيون كثيرة، لاحظت خروجنا المفاجئ قبل انتهاء المحاضرة.
شرحت لراوية المشكلة و أنا أغالب دموعي فقالت بحزم :
ـ يجب أن تذهبي إلى الطبيب... سأتصل بوالدتك لتأتي بالسيارة...
جلست لأستريح و أنا في غاية الإعياء، في حين سارعت راوية تتصل بأمي و تعلمها بحالتي الطارئة. ما لبثت أن رأيت سيارة أمي تظهر من باب الكلية، ثم تتوقف غير بعيد عنا في الساحة. نزلت أمي بسرعة و تركت السيارة مفتوحة... ركضت إلي في هلع شديد و احتضنتني قلقة :
ـ ما بال صغيرتي؟!
شرحت لها مجددا الأعراض فأخذتني من يدي و قالت :
ـ سآخذك فورا إلى الطبيبة ...
لست أدري كم لبثنا من الوقت جالستين في قاعة الانتظار، و أمي تمسح على رأسي في حنان و أنا قد استسلمت للآلام التي لم تتوقف...
جاء دورنا. استمعت الطبيبة إلى أمي تصف لها الأعراض ثم فحصتني قبل أن تحرر وصفة مكونة من عدد غير قليل من الأدوية ثم قالت :
ـ عليك المواظبة على هذا العلاج مدة شهرين... لا تقلقي... تجنبي حمل الأشياء الثقيلة و الوقوف مطولا... حاولي التمدد و الاسترخاء مرة كل 4 ساعات على الأقل لمدة ربع ساعة... و إن شاء الله تكون الحالة قد تحسنت حين نلتقي بعد انتهاء العلاج...
نظرت إليها مستفسرة :
ـ لكن ما الحالة يا دكتورة؟ أنا أدرس الطب و يمكنني أن أفهم...
هزت رأسها مبتسمة و قالت :
ـ جميل... لكنني لا أقدر أن أقول لك شيئا غير أن عمل المبيضين ليس منتظما حاليا... سنحاول من خلال العلاج أن نعيد النظام إلى طبيعته... ثم سننظر ما يمكننا فعله...
لم يكن كلام الطبيبة مطمئنا أبدا...
إنها تخفي عني حقيقة الوضع!
يا إلهي...
هل سأحرم من الإنجاب؟!