ذهب يوما الى المطعم فلم يجدها عاد الىالمكتب متظاهرا أنه نسى شئ ...
وجدها هناك........ كان ظهرها لباب المكتب و كانت تنحنى على الأرض بطريقه غريبه
عاد الى المطعم فى هدوء وهو يفكر ترى هل هى طقوس دينيه معينه؟؟؟؟
نعم تذكرت الآن ......أظنها صلاة المسلمين
ولماذا تفعلها سرا.....ولماذا فى وقت الطعام؟؟؟
كانت المساحه التى تأخذها سلمى من عقله وتفكيره تكبر يوما بعد يوم ليس لأنها جميله .... فجمالها عادى تماما ..
ولكن لأنها مختلفه تماما عن أى انسان قابله فى حياته
أما دانى فقد كان دائم الإستفزاز لها وكانت كراهيته وحقده عليها يظهران بوضوح فى كل تصرفاته
أما كريستينا فقد أصبحت أفضل صديقه لسلمى وانضمت الى مائدتها فى المطعم فأصبحوا أربعه
وأغرب شئ رآه آلان أن تأثير سلمى بدأ يظهر بوضوح على تصرفات كريستينا وملابسها وحتى ألفاظها
فى أحد الأيام ............
قرأ آلان فى الصحف هذا الخبر
(الموافقه على قانون منع ارتداء أى رموز دينيه داخل الشركات والمؤسسات الحكوميه)
لم يعيره انتباها...أو بالأصح لم يفهم معناه.........الا...
عندما ذهب للعمل فى اليوم التالى
لأول مره منذ أن عملت فى الشركه تقف سلمى أمام الباب
متردده...........أخذت نفس عميق ...ثم دخلت بخطوات ثابته
اندمجت فى عملها حتى....دخل المديروبدأ يكلمها
قاطعته سلمى بحزم : أعلم ما تريد قوله.....هل تريد منى خلع ملابسى ؟؟؟؟
قال بسرعه : لا لا أريد فقط تنفيذ القانون....يجب ألا تشير ملابسك لأى رموز دينيه
قالت : أنا لا أفهم ما تتحدث عنه....ان ما تطلبه منى يعنى أن أخلع ملابسى......هل تود أن يجبرك أحد على خلع ملابسك بدعوى القانون سيد بول ؟؟؟؟؟
قال بخجل : احم ..كل ما أطلبه فقط الا يكون ملتفا حول رقبتك وأن تظهرى شيئا من الأذنين و......
ردت بحده وكانت أول مره يراها أحد منفعله بهذه الطريقه:
ولماذا ألبسه اذا سيد بول؟؟انك بذلك تعتدى على حريتى الشخصيه...انه أمر شخصى للغايه......انه كيانى ....عقيدتى
قال بخجل شديد : ولكن القانون ...
قالت بانفعال شديد : قانون !!!!! أى قانون هذا الذى يعتدى على حرية الفرد ؟؟؟هل هذا من مبادئ فرنسا الحره ؟؟؟
أنا فرنسيه ...عاش والدى مواطنا صالحا فى هذا البلد وعشت أنا بينكم فتره طويله كنت فيها مواطنه صالحه ...فلماذا تؤذيكم ملابسى الآن ؟؟؟ ولماذا تحرموننى من حقوقى ؟؟
لماذا يسمح لغيرى بارتداء ما يريد بينما لا يحق لى ذلك ؟؟
كان الموظفين قد تجمعوا من المكاتب الأخرى
المدير : آنسه ..أنا أؤيد وجهه نظرك وأعرف أنك مواطنه صالحه ومخلصه لعملك ...لكن ماذا نفعل وهذا هو القانون؟
صرخت كريستينا بحده : قانون ظالم ...لو كنت مكانك لما أطعت القانون
المدير : أرجوك سيده كريستينا لا تزيدى الأمر تعقيدا
سلمى : آسفه سيد بول ...لا أستطيع تنفيذ القانون ولن أخلع ملابسى
لم يعرف ماذا يفعل ...قال : عذرا آنسه سلمى ..سامحينى
لكنك لن تستطيعى البقاء فى الشركه
بدأ الموظفون بالإعتراض وزاد الهرج
قالت سلمى بشجاعه : حسنا...سأقدم استقالتى
ولكن ليعلم الجميع أنكم قد اعتديتم على حريتى وحقى فى العمل فى بلد حره وأفقدتمونى وظيفتى
المدير : لا....لا ...انها الحكومه ..
نظرت له وقالت بهدوء : ومن اختار الحكومه ؟؟؟
لم تنتظر الرد....قالت بتجهم : هل مسموح لى بجمع حاجياتى أم أن هذا ضد القانون ؟؟؟
أطرق المدير فى خجل : لا ..من حقك...خذى وقتك
رحل المدير ...وشرعت فى كتابة استقالتها ولم حاجياتها
التف حولها أصدقاءها واقتربت منها كريستينا.. قالت بقوه : لا لن ترحلى ستبقين رغم أنفهم جميعا
ابتسمت سلمى بحنان وفضلت عدم التحدث فى قضيه خاسره فقالت لها بتعاطف : كيف حال ابنك ؟؟؟
تذكرت كريستينا فقالت بحزن : مازالت حالته غير مستقره أتمنى بشده أن يشفى...لطالما دعوت ربى أن يشفيه
ادعى ربك من أجلى...من أجل أن يشفيه
سلمى : لماذا لا تدعيه بنفسك ؟؟؟انه يسمع كل انسان
كريستينا : حقا !!! حتى لو لم يكن مؤمنا به ؟؟؟
سلمى مؤكده : نعم