حتشبسوت
يكشف اليوم في مؤتمر صحافي في مصر عن سر مومياء حتشبسوت، إحدى أهم الملكاتالفرعونيات التي حكمت مصر بين (1503 ـ 1483 قبل الميلاد)، وقالت مصادر مقربة منهيئة الآثار المصرية ان الدكتور زاهي حواس، سيعلن اليوم الكشف عن مومياء الملكةحتشبسوت، وهو أهم اكتشاف اثري منذ اكتشاف مقبرة توت عنخ امون «في عام 1922 على يدالبريطاني هيوارد كارتر».
وقد دعا الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصرزاهي حواس امس، الى مؤتمر صحافي يعقد اليوم في المتحف المصري». وعلى الرغم من توفرالكثير من المعلومات عن هذه الملكة، الا ان العلماء لم يؤكدوا حتى اليوم عثورهم علىموميائها، وكان حواس اعلن في تصريحات له في احدى محاضراته في الولايات المتحدةالامريكية في مارس (آذار) 2006 ان «مومياء الملكة موجودة في الدور الثالث بالمتحفالمصري».
وقصد حواس بكلامه هذا المومياء التي عثر عليها كارتر في المقبرة 60 في واديالملوك عام 1903 ولم يولها اهمية، حيث اهتم بمومياء اخرى كانت الى جوارها داخلتابوت كتب عليه اسم مرضعة الملكة «ست ـ اي» واهمل المومياء الممددة بالقرب منهاوتركها في مكانها.
وكان بعض علماء المصريات قد أشاروا الى ان المصريين القدماء قد يكونون عمدوا الىنقل مومياء حتشبسوت ووضعها مكان مومياء مرضعتها بهدف حمايتها من غضب تحوتمس الثالث،الذي حاول ازالة اثرها من الوجود.
وتبع ذلك مقالات نشرتها الصحافة المصرية قبل ثلاثة اسابيع عن قيام فريق اجنبيبقرار من حواس بإجراء فحوص الحمض النووي «دي.ان.اي» على مومياء حتشبسوت ومومياءاتاخريات تعود لوالدها تحوتمس الاول ووالدتها احمس، ونفت هذه المقالات صحة تصريحاتادلى بها حواس حول مسؤولية فريق علمي مصري عن هذه الفحوصات. ورغم ذلك فإن خبيرةمصرية متخصصة بالمومياءات فضلت عدم الكشف عن اسمها، اكدت لوكالة الصحافة الفرنسيةانها «تعتقد ان مومياء حتشبسوت هي تلك المومياء التي تم الابقاء عليها في المقبرةرقم 60، فذراعها اليمنى المثنية فوق صدرها، مثنية بالطريقة التي كانت تستخدم لتحطينمومياءات ملوك الأسرة الثامنة عشرة».
وتابعت انه «في حال نشر معلومات عن فحوص الـ«دي.ان.اي» التي تشير الى أنالمومياء الموجودة في المتحف هي مومياء حتشبسوت «لن اصدق ذلك لأن مثل هذه الفحوص،لا تقدم اكثر من 40 في المائة من الحقيقة».
الا أن أصحاب الرأي الذي يشير الى ان المومياء الموجودة في المتحف المصري، هيتلك الخاصة بحتشبسوت يستندون الى العثور على سن مكسورة داخل وعاء كانوبي كتب عليهاسم الملكة، يتطابق مع السن المكسورة الموجودة في فم المومياء.
ومن المقرر أن تقوم قناة ديسكفري بإعداد فيلم عن حتشبسوت في منتصف شهر يوليو (تموز) المقبل.
من جهته قال الدكتور زاهي حواس في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط» تعتبرالملكة الفرعونية حتشبسوت خامس ملوك الأسرة الثامنة عشرة، وقد استطاعت ان تكوناسطورة في حياتها، وان تحكم امبرطورية ممتدة تركها لها والدها تحوتمس الاول، وانتستند إلى ثروة مكنتها من ارسال اسطولها في رحلات لاستكشاف العالم المحيط بها،وصولا الى المحيط الاطلسي كما تشير بعض المراجع. واوضح تمثل الملكة حتشبسوت جزءا منتاريخ مصر الذهبي». وزاد من تميزها خوضها صراعات للحفاظ على سلطتها ضد شقيقهاوزوجها تحوتمس الثالث حتى وفاتها الغامضة، لتختفي بعد ذلك عن الوجود نتيجة سعيشقيقها المحموم لالغاء ذكرها من فوق حجارة الآثار التي تركتها وراءها، وخصوصاالمعبد الجنائزي (الدير البحري).
ومهما كانت النتيجة التي سيتم الاعلان عنها في المؤتمر، فإن حتشبسوت ستبقى رمزالامراة حكمت مصر بقوة، وستبقى كذلك سرا علاقتها مع المهندس سنموت، الذي احبته فيحياتها وشيد لها معبدها الجنائزي «دجسر دجسرو» المعروف بمعبد الدير البحري الذي خلداسمها حتى يومنا هذا.
هذه الملكة تركت ألغازا كثيرة وأسرارا، وربما يكون أكثر تلك الألغاز إثارة شخصية «سنموت» ذلك المهندس الذى بنى لها معبدها الشهير في الدير البحري، والذى منحته 80لقبا وكان مسؤولا عن رعاية ابنتها الوحيدة، وقد بلغ من حبه لمليكته أن حفر نفقا بينمقبرتها ومقبرته. وإذا جاءت تلميحات المؤرخين لتشير إلى وجود حالة حب قد جمعتالاثنين سنموت وحتشبسوت، فإنهما الملكة وخادمها أيضا قد شاركا في «حياة أسطورية»،وانتهى كل منهما نهاية غامضة لا تزال لغزا حتى الأن.
ومن الاحداث التي طبعت حياة حتشبسوت وفاة ابنتها الوحيدة نفرو راع الأمر الذيترك عظيم الأثر في حياة امرأة متميزة ما زال الغموض يلف الكثير من حياتها رغماعمالها الكثيرة المعروفة، ومنها مسلتا حتشبسوت في معابد الكرنكوالمقاصير.