عودة بعد طول غياب
الحلقة السابعة
تدخل دانى بعد أن أدرك ما يمكن أن تفعله كلمات سلمى فى من حولها وقال ببغض وبعينين ملءهما الشماته :
ولماذا لا تدعينه ليردك الى وظيفتك ؟؟؟
ابتسمت وقالت : لأننى أعلم أنه يدخر لى الأفضل ؟؟
قال بسخريه : نعم ..النعيم الأبدى ...جنة الخالدين
قالت : ألا تؤمن بها ؟؟أليست من صميم معتقداتك ؟؟
أليست موجوده فى كتابك المقدس؟؟؟
قال بحقد : نعم ...وموجود أيضا أنها ليست لأمثالك
قالت بهدوء : أتعلم يا سيد دانى ....اننى لا أكرهك ...بل أشفق عليك
كان دانى يحاول أن يمسك أعصابه بمنتهى الصعوبه
فقال من بين أسنانه : أحمد الله أنك تركت الشركه حتى لا يضطرأحد للشفقة على
كان آلان يراقب المباراه الكلاميه بينهما باهتمام شديد كأنما يريد أن يعرف من منهما سيغلب
دانى : أمثالك لا يجب أن يبقوا فى فرنسا حتى لا يدنسوها بأفكارهم الخبيثه...لو أصبحت مديرا للشركه سأطردك أنت وأمثالك من الشركه شر طرده
اقتربت منه وواجهته بتحدى وقالت فى هدوء :
وانا ...اذا ما قدر الله لى العوده للشركه وأصبحت بمشيئته مديرة لها ....اقسم بالله العلى القدير ...وانت أول من يعلم أنى لا أكذب أبدا ...انى سوف أمنحك وظيفة رئيس القسم
قال بمقت شديد : هل تتظاهرين ببرودة الأعصاب .؟؟؟
أعلم حقدك وكرهك للآخرين
زفرت زفره حاره وقالت : أسأل الله أن يهديك
فقد أعصابه تماما ورفع يده ليلكمها وهو يقول :
أيتها السافله الساقطه .....
لم تتحرك سلمى من مكانها أبدا ...لكن يده لم تصل لوجهها
لأن يدا أخرى امتدت لتمسك بها بقوه...كانت يد آلان
الذى قال بغضب : هل تنتصر دائما بهذه الطريقه ؟؟؟
حاول أن تمد اصبعا لها حتى ترى ما سيحدث لك
تركت سلمى أثرا عميقا فى نفوس الجميع......ورحلت
الى أين ؟؟؟؟.....لا تعرف
كانت حزينه للغايه .....تفكر فى عملها الذى فقدته وامها المريضه التى تحتاج لمال لعلاجها...والقانون الجديد الذى سيزيد من تقليص فرص حصولها على عمل جديد
جلست سلمى فى مكانها المفضل الهادئ فى الحديقه العامه
وأخذت تراقب الطيور بشرود ....كانت الدموع تجاهد لتنزل من عينيها..............استسلمت لدموعها التى تطورت الى نحيب مؤلم
لم تدرى كم مر من الوقت وهى تبكى بهذه الطريقه
انتفضت عندما شعرت أن هناك من يراقبها
كان آلان يجلس على طرف المقعد يراقبها باهتمام فى صمت
ظهر على وجهها الضيق الشديد وهى تسأله فى غضب :
سيد آلان....هل كنت تتبعنى؟؟؟؟؟؟؟
ابتسم وقال فى صدق مستفز : نعم ...أردت أن أعرف ماذا تنوى أن تفعلى بعد ما حدث
قالت بغضب : هذا الأمر لا يعنيك.....انه شخصى للغايه
قال وكأنما لم يسمع ما قالته : أتعلمين ....لقد أثار اهتمامى بشده موقفك من دانى......واجهتيه وحدك بمنتهى القوه
حملقت فيه بتعجب شديد
أكمل : وأكثر ما يدهشنى ...أن كل من ساندتهم من قبل
لم يستطيعوا مساعدتك
قالت بصرامه : عندما فعلت ذلك لم أكن أنتظر أى مقابل
لا أحد منهم مدين لى بشئ
بل العكس ...ربما كنت أنا المدينه لهم
صمت قليلا يتأملها ....ثم قال فجأه :
ما رأيك أن تعملى باحدى شركات فرانسوا ديزيه؟؟؟؟
ألجمتها الدهشه......كانت تعلم أن شركات ديزيه قلعه مرتفعة الأسوار
فكرت قليلا ثم قالت بجديه:
عفوا سيد آلان ....أعتذر عن قبول عرضك الكريم
فأنا لا أصدق أنه بلا مقابل
قال : ولماذا صدقتك أنا
قالت : لم أطلب منك أن تصدقنى ....فى الحقيقه أنا لا أهتم ان كنت صدقتنى أم لا
كما أننى لم أعتد أن يمنحنى أحد أى شئ بلا مقابل
وخاصة أننى بالكاد أعرفك
كلما تحدث معها كانت رغبته فى الإقتراب منها تزداد
وفى تلك اللحظه راوده احساس عجيب بأنه لا يمكن أن يتركها ترحل ولا يراها ثانية
هز رأسه وهو يبتسم : أنت انسانه من الصعب الكذب عليها
بمنتهى الصدق ...اننى معجب بشخصيتك بشده
نظرت اليه بريبه : معجب بى ....أنا ؟؟؟؟
قال بتردد : فى الحقيقه أنه .....آآ أكبر قليلا من الإعجاب
آ....آ...أقصد أنه أكثر بكثير من مجرد اعجاب
صمتت مفكره ...ثم قالت بتهذيب :
سيد آلان ...أنا أحترم صدقك...ومن أجل هذا ...وبمنتهى الصدق ...أرفض عرضك الكريم
وقفت مستعده للرحيل وحملت أغراضها
قام وراءها : لكن انتظرى أنا...
قالت بحزم : عفوا ..لقد انتهىالأمر..اسمح لى يجب أن أرحل
حاول أن يتبعها...أوقفته بصرامه : أرجوك...لا تتبعنى
__________________
وَغدَتْ نَفْسِي كَورْدةٌ ذَابِلة؛ لا غُصْنَ يَحمِيْها وَلا أوْرَاق حَانِيَة! نَادَيْتُها: أنْ مُدّي يَديْك فِي المِياه الدافِئَة، وَاسْتنِيرِي بِضِيَاء أنْوَارِ السّمَاءِ العَالِيَة. وَلتَشْمَخِي فَالعِزّة لِلإسْلامِ بَاقِية!
|