عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 27-02-2009, 10:11 AM
الصورة الرمزية Lost Dreamer
Lost Dreamer Lost Dreamer غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
العمر: 34
المشاركات: 2,219
معدل تقييم المستوى: 20
Lost Dreamer is on a distinguished road
افتراضي

ما بعد حرب أكتوبر

الخطر القادم من جهة الغرب

أثبتت حرب 67 وحرب أكتوبر أن المعارك أصبحت تحسم في الجو . وتنامي الاعتماد على القوات الجوية بحيث أصبحت هي العنصر الحاكم في المعركة مقابل دور أصغر لباقي الأسلحة . وقد أثرت هذه الحقيقه على مصر بعد حرب أكتوبر بشكل لم يكن متوقعاً حيث عانت من تهديد لم يخطر لها على بال في نهاية السبعينيات كان على مصر أن تردعه بإمكانياتها التي تقلصت بعد الحرب.



أحلام القذافي

تزودت ليبيا بالاعتماد على ثروتها البترولية بترسانه كبيره من الأسلحة الشرقية والغربية . وضم اسطولها الجوي عدداً كبيراً من طائرات الميراج الفرنسية وطائرات الميج – 23 الروسية . وقد تم تصميم هذه الطائرة لعلاج العيوب الموجودة في طائرة الميج-21 الموجوده لدى مصر حيث اصبحت الطائرة أطول مدى وتمتعت برادار قوي وصواريخ جو-جو افضل أداء واطول مدى . ويسمح لها جناحها المتحرك بتغيير خصائص الطائرة حيث يمكن للطيار أن يطوي الجناح إلى الخلف محققاً سرعة كبيرة للطائرة أو يفرده في وضع جانبي مكسباً الطائرة قدرة عالية على الطيران المنخفض والبطئ.



بداية التهديد

في عام 1977 زار الرئيس السادات القدس. وبناء عليه بدأ القذافي في إثارة المشكلات على الحدود.في هذا الوقت العصيب والذي لم تكن اتفاقية السلام خرجت إلى النور بعد كانت القوات الجوية المصرية تعاني المشكلات. فقد نتج عن الحرب قطيعة مصرية سوفياتية . وكانت روسيا قد أمدت مصر بسربين من طائرات الميج-23 تم إيداعهم المخازن نظراً لعدم توافر قطع الغيار. كما لم تقع روسيا بتعويض خسائر مصر المرتفعة في الطائرات طوال الحرب والتي تتراوح تقديراتها بين المصادر الشرقية والغربية ما بين 120 إلى 200 طائرة.

بل إن روسيا لم تعيد إلى مصر 140 طائرة ميج-21 تم إرسالها للصيانه. وقد حسن الوضع بعض الشئ قيام السعودية بتمويل صفقة طائرات ميراج لصالح مصر تضم 3 أسراب.

لكن بشكل عام كان عدد الطائرات العاملة الصالحة للطيران قد لا يزيد عن المئة في وقت كانت الجبهة مع إسرائيل محل توجس واستنفار.

في ظل هذه الظروف القاتمه بداء القذافي بحشد قواته على حدود مصر الغربية وتطور الأمر من التحرشات إلى الاشتباكات الصريحة حيث بدأت القوات الليبية بالقصف المدفعي لقوات الحدود المصرية مما أدى إلى وقوع إصابات.



تعامل مصر مع التهديد في حدود إمكانياتها

كانت القيادة المصرية تدرك أن الميزان العسكري على الحدود الليبية في مصلحة ليبيا كماً ونوعاً . لكن فارق الخبرة القتالية كان كبيراً . لذلك قرر السادات الرد بحسم حيث لم يكن من الممكن السماح بهذه الاضطرابات وقواتنا على القناة في مواجهة إسرائيل وتقرر حسم الموقف بالقوات الضئيلة المتوافرة على الجبهة الغربية.

في صباح اليوم التالي أقلع تشكيل من طائرات لسوخوي المصرية تحميها الميج -21 القديمة باتجاه ليبيا على ارتفاع منخفض . ونفذا غارة ناجحة للغاية على قاعدة جمال عبد الناصر الجوية بل وتمكنت الطائرات من تدمير 6 طائرات ميراج على الأرض. في هذه الأثناء اقتحم لواء مدرع مصري منطقة الحدود والتحم مع القوات الليبية دافعها أمامه بسرة ومسبباً لها خسائر كبيرة ساهمت فيها القوات الجوية المصرية . حاول القذافي رد الصفعة فأمر قواته الجوية بمهاجمة مطار مرسى مطروح المصري. وفي خلال يومين جرت معارك جوية وبرية أسفرت كنتيجه عن تدمير 12 طائرة ليبية مقابل 3 طائرات مصرية إضافة إلى قيام اللواء المدرع باحتلال مدينة مساعيد. ومما يلفت النظر قيام طائرات الميج-21 المصرية بإسقاط الجيل الأحدث الميج-23 بينما سقطت جميع الطائرات المصرية بنيران الدفاع الجوي 9 بعض المصادر الغربية تشير إلى احتمال سقوط طائرة مصرية واحده في قتال جوي). وبهذه النتيجة الحاسمه أمر السادات بإيقاف النيران ووعى القذافي الدرس إلى حين وبهذا نجحت مصر للمرة الثانية خلال عقد السبعينيات في درء التهديد لأمنها باستخدام قوات أقل قدرة من القوات المقابلة بالتدريب والتخطيط المحكم.

لم يدم هذا الأمر طويلاً ففي عام 1979 تم توقيع اتفاقية كامب ديفيد. وبناء عليه بدأت أمريكا في مساعدة مصر في إعادة بناء قواتها الجوية فقامت بتزويد طائرات الميج-21 المصرية بصواريخ سايد ويندر التي طالما استعلتها طائرات الفانتوم ضد الطائرات المصرية . بدأت الطائرات الليبية تتحرش بالحدود المصرية وتخترقها مراراً بطائرات الميج-23 مستغلة النقص العددي الكبير في عدد الطائرات المصرية. لم تلبث أن حدثت مواجهة جوية بين طائرتين ميج-23 منهم مع طائرتين ميج-21 مصريين مسلحتين بالصواريخ الجديدة وفي معركة قصيرة تفوقت الخبرة المصرية وتم لإسقاط طائرة من الميج-23 ولاذ الطيار الأخر بالفرار.

والحقيقة أن أمريكا استجابت فوراً لحاجة مصر الطارئة لتأمين الحدود الغربية وقامت بإهداء مصر سربين ( 40 طائرة ) من طائرات الفانتوم العاملة في القواتالجوية الأمريكية بكامل تسليحها لتدخل مصر في قفزه تكنولوجيه هائلة تقدر بثلاث أجيال عن تسليحها السابق.

وفي المقال القادم نتعرض لفترة الثمانينيات وتنامي التهديدات والإمكانيات بالنسبه لمصر

ي
ت
ب
ع
ز
.
.
.
.
__________________

26/6