عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 11-03-2009, 11:52 AM
الصورة الرمزية بنت دمنهور
بنت دمنهور بنت دمنهور غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
العمر: 33
المشاركات: 1,974
معدل تقييم المستوى: 19
بنت دمنهور is on a distinguished road
افتراضي

( 5 )
زيد بن ثابت
كاتب الوحى


بالعلم أجاهد

انه الغلام الأنصارى ابن الثالثة عشرة سنة , جاء يجر سيفا أطول منه , ووقف يستتر من النبى صلى الله عليه و سلم مخافة أن يرده النبى صلى الله عليه و سلم لصغر سنه و ضآلة جسمه و لكن النبى صلى الله عليه و سلم يراه فيرده بلطف و ينطلق الجيش الى بدر لقتال المشركين و يعود الفتى الى أمه " النوار بنت مالك " مهوما تملك الحسرة فؤاده و لكنه و ان كان لم يستطع القتال مع المسلمين فانه يجد أمرا آخر يستطع أن ينفعهم به و هو : العلم .
لقد فتش الفتى فى نفسه و بحث فى قدراته حتى اهتدى لفكرة يستطيع بها الجهاد فى سبيل الله و لكن بطريقة أخرى فهو يقر أ و يكتب , كما أنه يحفظ سبع عشرة سورة من القرآن كما نزلت على النبى صلى الله عليه و سلم و لما عرض الصبى الفكرة فذهبوا به الى النبى صلى الله عليه و سلم فسر به الرسول الكريم و قرر الاستعانة بالفتى فى عمل عظيم .


ترجمان الرسول :

كان اليهود اذا جلسوا مع النبى صلى الله عليه و سلم يحدث بعضهم بعضا بلغتهم العبرية حتى لا يفهم المسلمون ماذا يقولون و كذلك كانوا اذا كتبوا الى النبى صلى الله عليه و سلم رسالة أو عهدا جعلوها بالعبرية . و هنا أراد النبى صلى الله عليه و سلم أن يتعلم واحد من أصحابه هذه اللغة فاختار الفتى الأنصارى زيد بن ثابت .
و كان أول المهام النبوية أن قال له النبى صلى الله عليه و سلم :
" يا زيد تعلم لى كتابة اليهود فانى لا آمنهم على ما أقول "
فقال : لبيك يا رسول الله . و بعدها أكب الفتى على العبرية لغة اليهود فحذقها فى عدة أيام , نعم أيام قليلة و كان زيد بن ثابت يتحدث العبرية و يكتبها و يقرأ بها كأنه أحد أهلها فجعل يكتب رسائل النبى صلى الله عليه و سلم لليهود و يقرؤها له اذا هم كتبوا اليه .

الصحابى زيد يجيد لغتين معا :
فلما أراد النبى صلى الله عليه و سلم أن يكتب الى ملوك العجم أمر زيد بن ثابت أن يتعلم السريانية بأمر منه صلى الله عليه و سلم كما تعلم العبرية و بذلك أصبح الفتى زيد بن ثابت ترجمان النبى صلى الله عليه و سلم .

أصغر كاتب للوحى:

و لما كان زيد بن ثابت قد أصبح جديرا بثقة النبى صلى الله عليه و سلم فقد عهد اليه بمهمة عظيمة على صغر سنه و هى : كتابة الوحى فشرفه و شرف قومه كلهم بهذا الفضل .
وازداد اتصال زيد بالسماء و لما لا و هو يجلس الى جوار النبى صلى الله عليه و سلم فيكون أول من يسمع منه أيات الله و قد نزلت توا من السماء فيكتبها ... كل هذا و هو يعد فتى مازال أقرانه يلهون فى طرقات المدينة و لكنه أراد لنفسه الجنة و المنزلة العالية و مرافقة النبى صلى الله عليه و سلم فتحمل أمانة الوحى و كتابة القرآن .
و هكذا فتحت كنوز البيان أمام الفتى ينهل منها ما يريد فها هو يتلقى الوحى من فم النبى صلى الله عليه و سلم رطبا طريا موصولا بأسباب النزول و أحكام القرآن فتخصص فى علوم القرآن فكان مرجع الأمة حين أرادت جمع القرآن فى عهد أبى بكر الصديق رضى الله عنه .

و هكذا ملأت مدارسة القرآن نفس الفتى الأنصارى حكمة و فطنة . جعلها الله عونا للأمة فى ظرف حالك يوم أن اختلف المهاجرون و الأنصار على من يخلف رسول الله بعد وفاته . وكادت تجدث الفتنة لولا أن قام فبهم كاتب الوحى زيد بن ثابت فقال :
"يامعشر الأنصار كان رسول الله صلى الله عليه و سلم مهاجرا و كنا أنصارا له و يكون خليفته مهاجرا أيضا و نكون أنصارا لخليفة رسول الله صلى الله عليه و سلم .
ثم بسط يده الى أبى بكر الصديق و قال : هذا خليفتكم فبايعوه ..

جامع القرآن :

ولقد تصدر زيد بن ثابت لأمر قال قال عته :
لو طلب منى أن أحرك جبل أحد لكان أهون على .
فما هذا الأمر العظيم ؟
انه جمع القرآن الكريم , قام زيد بن ثابت بهذه المهمة خير قيام فجمع القرآن من صدور الرجال و عسف النخل و رقع الجلد و العظم فلما أتم هذا الأمر جعل الخليفة عثمان بن عفان من هذا المصحف عدة نسخ و جعل فى كل مصر من الأمصار نسخة و حفظ الله بهذا العمل القرآن الى يومنا هذا فكلما قرأت فى مصحفك فادعو الله أن يجزى هذا الصحابى خير الجزاء قفد عاش متعلما و عالما و حمى الله به الأمة .


و لكى نتصور عظم هذه المهمة أقول لك :

لم يكن هناك مكان تجمع فيه صحف القرآن و لم يكن أحد من الصحابة معه نسخة من المصحف كاملا , و كان على زيد بن ثابت أن يجمع القرآن من حفظ الرجال و لا يثبت آية فى المصحف الذى معه حتى يراها مكتوبة عند أحد الصحابة أو يشهد عليها اثنان من أصحاب النبى صلى الله عليه و سلم أنهما سمعاها من رسول الله . و بعد سنوات من العمل أتم جمع القرآن الكريم فى عهد عثمان بن عفان ..
__________________

أجمل شي في الحياة حينما تكتشف وجود أناس قلوبهم مثل اللؤلؤ المكنون في الرقة واللمعان .. والصفاء والنقاء .. قلوبهم تحمل الحب والعطاء .. اللهم احفظهم واكرمهم واجمعنا بهم تحت ظلك يوم لا ظل إلا ظلك .. اللهم ياارب لا تحرمنا من وجودهم فى حياتنا
آمييييييييييين يا رب العالمين.

رد مع اقتباس