فَِّعال
هذه لغةٌ عندنا في بعض مناطق اليمن ، تجري على ألسنة الناس بكثرة ، وقد كنتُ والله أحسبها محرفةٌ فإذا القرآن قد قال بها ، فعلمتَ أنها فصيحة ، فتتبعتُ الموضوعَ فلم أجد إلا النزر اليسير في الكلام عنه وتفسيره .
يقولون :
بدَّل .. بِدَّال
كسَّرَ .. كِسَّار
كذَّب كِذَّاب
قيل هو مصدر من غير الفعل كما قال تعالى :
وكذبوا بآياتنا ) أي بما جاءت به الأنبياء ( كذابا ) تكذيبا ، قال الفراء : هي لغة يمانية فصيحة ، يقولون في مصدر التفعيل فِعَّال وقال : قال لي أعرابي منهم على المروة يستفتيني : الحلق أحب [ ص: 316 ] إليك أم القصار ؟
قال الزمخشري في قوله تعالى { وكذبوا بآياتنا كذابا } فعال في باب فعل فاش من كلام فصاح من العرب لا يقولون غيره وسمعني بعضهم أفسر آية ، فقال : لقد فسرتها فِسَّارا ما سمع بمثله ، وقال غير الزمخشري : هي لغة لبعض العرب يمانية والله أعلم
بالنسبة للآية 28 من سورة النبأ
قوله ( كذابا) أي تكذيبا و هو مصدر من غير الفعل , قالوا و قد سمع إعرابي يستقتي الفراء على المروة , الحلق أحب إليك أو القصار
و قد أنشد بعضهم "لقد طال ما ثبطتني عن صحابتي و عن حوج قصارها من شفائيا
( من تفسير ابن الكثير)
(أما القرطبي فجاء بنفس المعنى بتوضيح أكثر )
وكذبوا بآياتنا كذابا أي بما جاءت به الأنبياء. وقيل: بما أنزلنا من الكتب. وقراءة العامة(( كذاباً)) بتشديد الذال، وكسر الكاف، على كذب، أي كذبوا تكذيباً كبيراً. قال الفراء : هي لغة يمانية فسيحة، يقولون : كذبت به كذاباً، وخرقت القميص خراقاً، وكل فعل في وزن (فعل) فمصدره فعال مشدد في لغتهم، وأنشد بعض الكلابيين:
لقد طال ما ثتطتني عن صاحبتي وعن حوج قضاؤها من شفائيا
وقرأ علي رضي الله عنه ((كذاباً)) بالتخفيف وهو مصدر أيضاً. وقال أبو علي : التخفيف والتشديد جميعاً: مصدر المكاذبة، كقول الأعشى:
فصدقتها وكذبتها والمرء ينفعة كذابه
أبو الفتح: جاءا جميعاً مصدر كذب وكذب جميعاً. الزمخشري : ((كذاباً)) بالتخفيف مصدر كذب، بدليل قوله:
فصدقتها وكذبتها والمرء ينفعه كذابه. ا.هـ
منقول للفائدة