
01-04-2009, 12:11 PM
|
 |
عضو قدوة
|
|
تاريخ التسجيل: Jun 2008
العمر: 33
المشاركات: 1,974
معدل تقييم المستوى: 19
|
|
( 9 )
عمير بن ابي وقاص
الي الجهاد
ها هم المسلمون قد اصتفوا للخروج الي قتال المشركين , فقد اذن الله للمؤمنين ان لهم الحق في قتال المشركين الذين طالما عذبوهم و اخذوا اموالهم و ديارهم .
و ما كاد المسلمون يسمعون الداعي ؛ حي علي الجهاد , حي على الجهاد ,حتى هب الجميع يخرجون الى ساحة المدينة بجوار المسجد ينتظرون أمرالنبى (ص) بالتحرك للقتال و لآن النبى (ص) قائد حكيم , فما كان ليتحرك بالجيش حتى يتفقد أحوال جنوده , و يقف علي اخبارهم , و يحمسهم و يعدهم بالثواب الجزيل من الله سبحانه و تعالي .
نصر او شهادة :
و لكن النبي صلي الله عليه وسلم راي فيما راي صبيا صغيرا قد حمل سيفا اطول منه , و قد وقف يتحاشي ان ينظر اليه النبي صلي الله عليه و سلم ؛ خوفا من ان يرده النبي صلي الله عليه و سلم و لا يسمح له بالخروج الي القتال , فهو منذ ان سمع نفيرا ينادي في المسلمين : حي علي الجهاد . و هو يمني نفسه بلقاء المشركين , و يتخيل في نفسه انه ربما برز اليه ابو جهل يطلب منه النزال او المبارزة , و انه قد قام اليه كاسد جسور فيضربه ضربة تفلق هامته . او لربما خرج اليه صندير اخر من المشركين فيكتب الله له الشهادة علي يده حيث الجنة و الحور العين .
و لكن الفتي لم يفق الا علي يد النبي صلي الله عليه و سلم الحانية تصرفه برفق , لانه بعد لا يزال صغيرا , و هنا ينخرط الصبي في بكاء شديد , فما كان ان يرد عن الجهاد و يبعد من صفوف المقاتلين , فلما احس النبي صلي الله عليه و سلم برغبته و حماسته اجازه و ضمه للصفوف .
هذا هو عمير
يقول اخوه سعد بن ابي وقاس :
لما كان يوم بدر وقف عمير اخي في صفوف الجاهدين و هو بعد ابن ستة عاما او اقل فاستصغره النبي صلي الله عليه و سلم فرده . فبكي عميرا بكا شديدا , فرق النبي صلي الله عليه و سلم و اجازه مع المقاتلين , و كان مع عمير سيف طويل يكاد يكون اطول منه لا يستطيع امساكه و الضرب به لطوله عليه , فربط السيف له في يده .
و كان مما قاله عمير لاخيه سعد :
اني اخاف ان يردني رسول الله , و احب ان يرزقني الله الشهادة في سبيله .
ايمان .. هجرة .. شهادة
و قد كان عميرا صادقا مع الله فصدقه الله , و انه كان لا يريد الا الشهادة فهو لا يريد العودة الي امه , و لماذا يرجع الم يؤمن بالله ؟ فترك لاجل املنه بالله كل غال و ثمين , حتي قطع المسافة من مكة الي المدينة سيرا علي قدميه و هو بعد لم يبلغ الرابعة عشر من عمره , كل هذا و غيره كان يدفعه ان يبحث عن اشد المشركين باسا ليقاتله , فاما ان يقتله فيستريح المسلمون من شره , او تكون الثانية فيتحقق حلمه , و ينال امله , فيلق الله شهيدا , و هنا ابصر عمير ما يريد انه عمرو بن عبد ود فارس قرش المغوار , الذي لم يهزم قبل في مبارزة , او يقهر في صراع و قد ارتدي درعا سابغا لا تظهر منه الا عيناه , فانطلق اليه عمير كاسد ثائر لحماه , و ما لبث ان لقي الله شهيدا , فكان علي سنه التي لم تتجاوز السادسة عشر عاما مؤمنا مهاجرا بدريا شهيدا .
فجزاه الله خيرا و الحقنا به شهداء في جنات نعيم .
انه عمير بن ابي وقاص اخو سعد بن ابي وقاص الزهري , و امه حمنة بنت سفيان بن امية بن عبد شمس .
__________________
أجمل شي في الحياة حينما تكتشف وجود أناس قلوبهم مثل اللؤلؤ المكنون في الرقة واللمعان .. والصفاء والنقاء .. قلوبهم تحمل الحب والعطاء .. اللهم احفظهم واكرمهم واجمعنا بهم تحت ظلك يوم لا ظل إلا ظلك .. اللهم ياارب لا تحرمنا من وجودهم فى حياتنا
آمييييييييييين يا رب العالمين.
|