عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 23-04-2009, 11:33 PM
الصورة الرمزية بنت دمنهور
بنت دمنهور بنت دمنهور غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
العمر: 33
المشاركات: 1,974
معدل تقييم المستوى: 19
بنت دمنهور is on a distinguished road
افتراضي



الأرقم بن أبى الأرقم
( 12 )

صاحب الدار



النور الجديد

ما ان أذن الله لنوره أن يضيئ الدنيا برسالة الاسلام و أن يخرج الناس من عبادة الأصنام الى عبادة رب الأرض و السموات حتى انطلق النبى صلى الله عليه و سلم يدعوا الناس الى الله . و كان النبى صلى الله عليه و سلم يعلم أن الناس لن يؤمنوا بين يوم و ليلة و أن كثيرا منهم سسعاند و يكابر لأن تجارة قريش و مصالحها ارتبطت بحج العرب الى مكة و الطواف بالبيت الحرام و شراء الأصنام من متاجرها التى تنتشر حول الكعبة , فكان المشركون يرددون أنهم لو آمنوا لن يحج الى بيتهم أحد و لهذا اختار النبى صلى الله عليه و سلم أن يدعو الى الله سرا فكان يكلم من يثق به , فكانت زوجته أم المؤمنين خديجه بنت خويلد أول من آمن من النساء ثم كان صاحبه أبو بكر الصديق أول المؤمنين من الرجال ثم كان على بن أبى طالب أول المؤمنين من الصبيان .
وعلم هؤلاء المؤمنون أن الله قد فرض عليهم و على كل مؤمن بالاسلام أن يدعو غيره الى الاسلام فانطلق الصديق فجاء بعدد من الرجال منهم عثمان بن عفان و طلحة و الزبير ....
و لكن ..... برغم كل ما كان يحيط بهذه الدعوة المباركة من سرية و حذر , فقد علمت قريش بخبر هذا الدين الجديد و هذه الدعوة الوليدة و بدأت تتربص بالمؤمنين و تراقب منازلهم و تمنع أى شخص من زيارتهم أو الحديث معهم و من ينجح فى الدخول اليهم يجد كمينا قد أعد فى انتظاره من مشركى قريش ليناله منهم شيئ من العذاب لكيلا تراوده نفسه أن يدخل فى هذا الدين .
و كان ممن آمن و صدق برسالة النبى صلى الله عليه و سلم فتى صغير لم بتجاوز السادسة عشرة من عمره و على الرغم من صغر سنه الا انه كان صاحب المنزلة الثانية عشرة فى ترتيب المؤمنين بهذا الدين .
انه الأرقم بن أبى الأرقم و اسم أبى الأرقم عبد مناف بن أسد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشى المخزومى كان من السابقين الأولين الى الاسلام و لكن متى كانت عقول الرجال و أعمالهم تقاس بالسنين من أعمارهم .




دار الأرقم ..مهبط الوحى:

فلما اشتد تضييق مشركى قريش على النبى صلى الله عليه و سلم و على المؤمنين كان لا بد من ايجاد مكان يستطيع النبى صلى الله عليه و سلم أن يلتقى فيه بالمؤمنين : يعلمهم دينهم و يأتى اليه فيه من أراد الاسلام ليشهد أن لا اله الا الله و أن محمدا رسول الله و عندها سارع هذا الفتى المؤمن يرحب بالنبىصلى الله عليه و سلم و المؤمنين ضبوفا عنده فى داره , فلماذا اختار النبى صلى الله عليه و سلم دار الأرقم بن أبى الأرقم بالذات لتكون مدرسة للأسلام و ملاذا للمؤمنين و مهبطا للوحى ؟ لهذا الأختيار عدة أسباب منها :

أولا : أن الأرقم من بنى مخزوم و معروف عن بنى مخزوم أنهم فى تنافس و عداء مع بنى هاشم قوم النبى صلى الله عليه و سلم .
فلن يظن أحد من المشركين أن النبى صلى الله عليه و سلم يختبئ مع أصحابه فى ديار بنى مخزوم .


ثانبا : أن دار الأرقم كانت فى أطراف مكة فيستطيع أى شخص يريد لقاء النبى صلى الله عليه و سلم أن يتظاهر بالخروج من مكة ثم يدخل سرا الى دار الأرقم ليلتقى بخير الأنام صلى الله عليه و سلم فيسمع القرآن و ذلك كما حدث فى يوم اسلام أبى ذر الغفغارى .

ثالثا : أن الأرقم كان لايزال فتى صغيرا فلن يشك أحدا أبدا أن المؤمنين يجتمعون عنده فى داره
وهكذا سجل الأرقم بن أبى الأرقم اسمه فى سجل الخالدين فقد أرتبط اسمه باسم داره التى كانت ملتقى المؤمنين و مهبط الوحى على النبى صلى الله عليه و سلم و لعلنا الآن نعرف لماذا نرى كثيرا من دور تحفيظ القرآن الكريم تتسمى بدار الأرقم بن أبى الأرقم تخليدا لهذا الفتى المجاهد من أصحاب النبى صلى الله عليه و سلم .




هجره من الله :

ومن هذا اليوم و قريش تفكر و تدبر كيف تقضى بسرعة على هذا الدين الجديد فكان التنكيل و التعذيب للمؤمنين و اشتد العذاب وزاد التنكيل حتى جاء الامر من الله سبحانه و تعالى للمؤمنين بالهجرة الى المدينة المنورة و كما قدم الارقم داره سارع يقدم نفسه فكان فى طليعة المهاجرين الاولين و ترك الارقم داره التى شهدت مهبط الوحى و مجلس النبى صلى الله عليه و سلم و اجتماع الصحابة ؛ ليهاجر الى بلاد جديدة على امل ان يساهم فى نر الدعوة و العمل و التضحية من جديد لدين الله سبحانه و تعالى 0

وهكذا00 ما ان استقر الامر فى المدينة بعض الشئ حتى ادركت قريش انها لا حياه لدينها و اصنامها ان لم تقضى على هذا الدين الجديد فى المدينة فصارت بقواتها الى المدينة تبغى قتال المسلمين و القضاء عليهم فما ان دعا الداعى حتى كان الارقم بن ابى الارقم فى طليعة المجاهدين ؛ وانتصر المسلمون و كان لهذا الصحابى سيف اعطاه له النبى صلى الله عليه و سلم نفلا من انفال المعركة و كما كانت داره فى مكة مامنا للمؤمنين فقد كانت داره فى المدينة مامنا للصدقات فاستعمله النبى صلى الله عليه و سلم على الصدقات .



الى رحاب بيت المقدس :

وفى حياه الارقم مواقف كثيرة تعلم فيهامن الحبيب صلى الله عليه و سلم : ومن ذلك انه تجهز يريد البيت المقدس ؛ فلما فرغ من جهازه جاء الى النبى صلى الله عليه و سلم يودعه فقال : ما يخرجك احاجة ام تجارة ؟ قال : لا يا رسول الله بابى انت و امى و لكنى اريد الصلاة فى بيت المقدس 0
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :

صلاة فى مسجدى هذا خير من الف صلاة فيما سواه من المساجد الا المسجد الحرام 0
فجلس الارقم
0
و من هذا نتعلم كيف كان اصحاب النبى صلى الله عليه و سلم يحبون بيت المقدس ولم لا و ها هو الارقم يريد ان يسافر شهرا كاملا ذهابا و شهرا عودة لا شيئ الا ليصلى فى المسجد الاقصى فماذا سنقول لهم اذا لقيناهم يوم القيامة و قد تركوه امانة فى ايدينا و هو الان محتل من احفاد القرده و الخنازير ؟

وهكذا عاش هذا الصحابى الجليل مجاهدا معلما عالما عاملا حتى بلغ من العمر بضع و ثمانين سنة و اوصى ان هو مات ان يصلى عليه سعد بن ابى و قاص فلما مات كان سعد بن ابى و قاص بالعقيق خارج المدينة فجاء مسرعا ليصلى على صاحبه صاحب الدار السابق للاسلام المهاجر المجاهد


__________________

أجمل شي في الحياة حينما تكتشف وجود أناس قلوبهم مثل اللؤلؤ المكنون في الرقة واللمعان .. والصفاء والنقاء .. قلوبهم تحمل الحب والعطاء .. اللهم احفظهم واكرمهم واجمعنا بهم تحت ظلك يوم لا ظل إلا ظلك .. اللهم ياارب لا تحرمنا من وجودهم فى حياتنا
آمييييييييييين يا رب العالمين.

رد مع اقتباس