بداية يا اخى انا أعلن اختلافى معاكى فى الموضوع ده
ومن صيغتك الساخرة وتهكمك الواضح من سياق الموضوع
الحقيقة هو الموضوع كبير وطويل جدا أكثر مما تتخيل ولذا أنا أفضل حاليا النقاش فى التلت نقط دى وبعدها نشوف الموضوع وصل لحد فين.........
يا أخى ليس من حق المسلم أن يحكم على أحد بالكفر
1- إن أسلوب الحوار في القرآن يمنع ذلك يقول تعالى يعلمنا كيف نتحاور مع الآخرين " قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24) قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (25) قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ : سبأ 24 : 26 ". فالمسلم لا يعطي لنفسه القرار المطلق بأنه على حق وفي نفس الوقت لا يتهم خصمه على طول الخط بأنه على الباطل وإنما يقول : واحد منا على الحق والآخر على الضلال : " وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ " ثم يقرر مسئولية كل فريق على ما اختاره لعقيدته " قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ " بل أن في الآية الكريمة من أدب الحوار مالا تتصوره أعظم الحضارات الإنسانية المتفتحة فالآية لا تثبت فقط التساوي في المسئولية الفردية على ما يختاره كل إنسان في عقيدته – وذلك في حد ذاته مكسب لو تعلمون عظيم – ولكن تزيد عليه الآية بأن على المسلم أن يتواضع فيصف أعماله بأنها إجرام بينما لا يصف أعمال خصمه بنفس التهمة " قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ " لو قالت الآية لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تجرمون لكان التساوي في الوصف والاتهام مقبولا . ولكن أدب الحوار القرآني يفرض على المؤمن به أن يتواضع وأن يرد السيئة بالحسنى فإذا كان خصمه مثلا يتهمه بالضلال والإجرام فعليه أن يرد بقوله " قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ ثم في النهاية فالله وحده هو صاحب الحق في الحكم على عقائد الناس وقد حدد لذلك يوما معينا اسماه يوم الدين حيث يجمع الخلق جميعا ثم يحكم بينهم على ما كانوا فيه يختلفون وعلى المسلم في حواره أن يرجئ الحكم عليه وعلى خصومه إلى الله يوم الدين " قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ "
2- وآيات كثيرة في القرآن ركزت على أرجاء الحكم على عقائد الناس إلى يوم القيامة ومنها جاء الآمر للنبي عليه السلام نفسه بأن يترك الحكم لله وحده يوم القيامة " وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (68) اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ : الحج 68 :69 " وذلك هو الجدال بالتي هي أحسن والذي تعلمه النبي من القرآن حيث يرجئ الحكم على الناس إلى الله يوم القيامة فالله وحده هو الأعلم بمن ضل عن سبيله وهو وحده الأعلم بالمهتدين " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ : النحل 125 " وحتى في التعامل مع أهل الكتاب يقول الله تعالى للنبي " وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ : المائدة 48 " والمشكلة أن بعض الناس قد منح نفسه الحكم على الآخرين يدخلهم الجنة أو النار حسب هواه وهو بذلك يعطي نفسه سلطة قصرها رب العزة تعالى على ذاته وحرم منها خاتم الأنبياء والمرسلين ونحن تأدبا بالقرآن لا نسير على منوالهم فنحكم عليهم بأقوالهم وإنما ندعوهم إلى قرآة القرآن بقلب مفتوح وندعو لنا ولهم بالهداية .
3- إن الله وحده هو الأعلم بخفايا القلوب " وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ : النساء 25 " والنبي في حياته لم يكن يعلم إيمان المحيطين به وكان من بينهم منافقون مردوا على النفاق " وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ : التوبة 101 " فهل يا ترى أوتي بعض الأئمة والأشياخ والأمراء في عصرنا من علم القلوب الذي لم يكن للنبي في حياته ؟ والله وهو الأعلم وحده بخفايا القلوب – لم يصدر قرارا بكفر طائفة ما بأجمعهم وإنما كان يستثني الأقلية ونرى ذلك في وضوح في حديث القرآن عن أهل الكتاب " وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ : المائدة 66 " ثم يشيد القرآن بإيمان الأقلية من أهل الكتاب " لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آَيَاتِ اللَّهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ : آل عمران 113 : 115 " وكما قسم القرآن أهل الكتاب إلى أقلية سابقة في الأيمان ثم أمة مقتصدة متوسطة ثم أكثرية مفرطة فإن القرآن قال عن المسلمين أيضا" ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ: فاطر 32 " . ووصف الأكثرية على العموم من أبناء أدم بقوله تعالى" وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ : الأنعام 116 " والمعنى المقصود أن الله تعالى ليس منحازا لأحد ولم يعطي سلطة لبعض الناس ليحكموا على خصومهم بالنار لمجرد اختلاف الرأي والفكر وأنه تعالى جعل أمامنا الفرصة متكافئة لنتسابق في الخيرات ثم يجمع بيننا يوم القيامة فيحكم بيننا فيما نحن فيه مختلفون " المائدة 48 " .
آخر تعديل بواسطة هانى الشرقاوى ، 04-05-2009 الساعة 08:20 PM
|